هل صُنِّع فيروس كورونا في مختبر؟ عالمة تعيد إحياء الملف المسكوت عنه
ألينا تشان هي أكاديمية حاصلة على درجة الدكتوراه فيما يتعلق بالجينات وما شابه، وهي ذات أصول صينية، ولذا فرؤيتها لن تخضع لمبالغات حول انتمائها أو تحيزها ضد وجهة النظر الصينية حيال الوباء.
تشان تعيد من جديد التذكير بأن وباء فيروس كورونا قد يكون مخلقا في أحد المعامل، وفقا لما رأته أثناء إخضاع الفيروس للدراسة الدقيقة، وكذلك لخبرتها في عالم المختبرات المعملية بشكل عام.
في مارس من عام 2020، وحينما كان الوباء يتنقل قدما تلو أخرى إلى أنحاء العالم المختلفة، عقدت تشان حديثا بسيطا مع أصدقائها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حول مدى إمكانية أن يكون هذا الوباء مصنوعاً عمداً في مختبر.
استندت تشان في زعمها الأولي إلى أنه إذا كان الناس يقولون إن هذا الفيروس خرج من سوق للمواد الغذائية، فلماذا لم يتم العثور على حيوانات مصابة؟ هذا كان بداية الخيط الذي قاد نظريتها فيما بعد.
تشان تعمل في مختبر للتطوير الجيني في معهد برود، وهو معهد أبحاث مرموق ومرتبط بكلٍّ من جامعة هارفارد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وتدرك تشان جيدا أن المختبرات ليست تلك الأماكن "حسنة السمعة" التي يراها كثيرون.
نشرت إحدى صديقات تشان رسالة نشرها 5 من كبار علماء الفيروسات في مجلة "طب الطبيعة" الشهيرة، وكان عنوانها "الأصول التقريبية لسارس كوف-2".. وحينها تم التوصل إلى أن الفيروس الجديد "كورونا" يستحيل أن يكون مُخلقاً وأن كل نظريات المؤامرة حيال تخليق الفيروس لابد أن تذهب أدراج الرياح.
كان هذا بعد الفحص والتمحيص، لكن تشان أصرت على أن الأمر قد يكون أبسط بكثير.
ترى تشان أن هناك تحورا ما حدث في الفترة الأولى بالصين قبل أن يأخذ فيروس كورونا شكله الأكثر ضراوة والذي هاجم به العالم في 2020، وظن العالم أنه الأصل، بينما كان خطوة انتقالية من مرحلة سابقة.
قالت تشان آنذاك إن تحليل التسرب المعملي المحتمل بما وصل إليهم فقط أمر ينطوي على خطأ كبير، وأن هناك أكثر من طريقة معقولة يمكن أن يتسرب بها فيروس مخلق معمليا دون الوقوف على أصله الحقيقي بداية.
وطوال عام 2020، لم تكف تشان عن إثارة الجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وعززت الجدل والشكوك العلمية بأطروحاتها حول منشأ الفيروس، كان دليلا حقيقيا بالنسبة لها أن معهد ووهان لعلم الفيروسات لا يبعد إلا 8 أميال فقط عن مكان ظهور الحالات الأولى للتفشي، ولكن دون دليل حقيقي لم يكن شيئاً ليتم تأكيده.. لم يتعد الأمر حينها محض التكهنات.
واصلت تشان إثارتها للرأي العام العلمي حول موضوع تخليق فيروس كورونا وواجهت حفنة من أكبر العلماء في هذا المجال بوجهة نظرها فيما يتعلق بتخليق الفيروس مطالبة بـ"التحقيق العلمي العادل" ولا شيء آخر، إلى أن أتت اللحظة التي أمر فيها الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن وكالات استخباراته بإجراء تحقيق جديد موسع حول منشأ فيروس كورونا، وأن تنتهي الاستنتاجات المتعلقة بها قبل نهاية فصل الصيف.
تشان بدت سعيدة للغاية بهذا الأمر، وقالت في تصريحات مؤخرة إنها تظن أن هدفها قد تحقق، لأن "الناس بدؤوا يأخذون الأمر على محمل الجد"، وتابعت: "يمكن أن أعود الآن إلى حياتي الطبيعية".
تلقت تشان مؤخرا العديد من الرسائل من موطنها، وصفت بأنها "خائنة لعرقها" لأن أصولها الصينية رغم أنها ولدت في كندا وترعرعت في سنغافورة لم تمنعها من الإدلاء بوجهة نظرها المتهمة للصين بتخليق هذا الفيروس. كما باتت الآن مطلبا للبرامج التليفزيونية والإذاعية وهناك إعداد كامل لمشروع كتاب أو رسالة حول تجربتها ورؤيتها للأمر برمته.. كم اختلفت الأوضاع!