كيف أثر تفشي فيروس كورونا على قواعد سوق الفخامة العالمي؟
مارس تفشي جائحة فيروس كورونا تأثيرا بالغا في شتى المجالات والصناعات حول العالم، وكان طبيعيا أن يتأثر سوق الفخامة العالمي بهذا المشهد خلال ما يناهز السنتين في الوقت الراهن، نظرا لأنه سوق يعتمد على فكرتين رئيستين ضربهما التفشي في مقتل وهما: حرية التنقل.. والأمان الاقتصادي لطرفي المعادلة (العملاء والعلامات التجارية).
وإلى جانب ضربه الاقتصاد العالمي بعنف شديد، حوّل فيروس كورونا قواعد سوق الفخامة إلى مناح أخرى، فالطريقة التي أصبح يدار بها هذا السوق كان لزاما أن تتغير في ظل هذا المعطى الذي لم يكن في حسبان أحد.
الأولوية باتت بكل تأكيد لوسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الرقمي بكافة أشكاله، كما بات الاستغلال الأمثل للتكنولوجيا بديلا عن عدم قدرة البشر على التواصل بعضا مع بعض في ظل هذه الظروف بشكل اعتيادي.
في ظل قواعد التباعد الاجتماعي بات العميل المحلي مطالبا بالوصول إلى علامته التجارية المفضلة.. ولكن تلك العلامة بات لزاما عليها هي الأخرى أن تقرب المسافات إلى أبعد حد، غالبية العلامات التجارية الفاخرة إن لم يكن كلها، أجبرت بقوة تفشي الفيروس وتأثيره على استكشاف تكنولوجيا جديدة تجعل التواصل مع العميل أكثر أمانا ورقمية وفي منزله، وبات الهدف الرئيس من عملية التواصل هو إقناع العميل أولا لا بالشراء أو بالبيع، ولكن بخوض تجربة إلكترونية ورقمية اجتماعية آمنة في البداية ومن ثم يكون القرار الشرائي أسهل كثيرا بعد شعوره بالأمان في تلك التجربة.. هذا واحد من أهم المتغيرات في قواعد سوق الفخامة في عصر كورونا.
التكنولوجيا أيضا تمثلت في ضرورة استبدال عدم الوجود "الجسماني" الفعلي في المتاجر ومنافذ البيع، وكان لابد أن تطرح العلامات التجارية حلولا لزبائنها فيما يتعلق بإجراء عمليات الشراء من بعد، وهنا باتت دراسة حركة التنقلات وطرق الإيصال في ظل هذا الظرف الصعبة العامل الأكثر إحداثا للفارق في هذا السوق.
في النهاية.. يمكن اختصار المتغيرات في مقاربة أساسية، العلامة التجارية التي استطاعت توفير مناخ تواصل سريع وفعال في البداية ثم وفرت التوصيل السهل وجعلت القرار الشرائي أكثر مرونة بالنسبة للمستخدم، هي العلامة التجارية التي اكتسبت عميلا مخلصا لها واستغلت فترة التفشي أفضل استغلال.. أما العلامة التي لم تقم بدراسة هذا الوضع كما ينبغي.. فهي العلامة التي –إلى جانب فقدها لعملاء حاليين- قد سقطت درجة من سلم الثقة الشرائية لدى عميلها.. وهذا ما يؤثر حتما على قدوم عملاء محتملين إليها بعد انقضاء الجائحة.. هكذا تغير سوق الفخامة في عصر فيروس كورونا.