6 نصائح تساعدك على هزيمة الخوف من المستقبل
هل وجدت نفسك تفكر كثيرًا بشأن القادم من حياتك؟ في الحقيقة قد يكون هذا السلوك الذي يقوم به أغلب الأشخاص، وهو أمر قد يحدث بطريقة غير مقصودة، فلا أحد يملك السيطرة على عقله باستمرار. لذا، بدلًا من تجنب التفكير مطلقًا، يمكنك التعامل مع الخوف من المستقبل، والتفكير في الحلول المناسبة له التي تساعدك على التغلب على هذا الخوف. في هذا المقال نقدم لك مجموعة من النصائح التي من شأنها مساعدتك على هزيمة الخوف من المستقبل؟
النصيحة الأولى: فكّر من داخلك في أسباب الخوف من المستقبل
في الواقع يعد السبب الرئيس لوجود الخوف من المستقبل هو شعورك بالخوف فعلًا، نتيجة بعض النقاط التي تخشى منها. مثلًا قد تشعر بالقلق بشأن الخوف من خسارة وظيفتك الحالية، فتصبح بلا وظيفة وتعاني من نقص في الأموال. يصبح الأمر أكثر صعوبة إذا كنت مسؤولًا عن عائلة في الوقت الحالي.
من المهم أن تحرص على تسجيل أسباب الخوف من المستقبل، وأن تتأكد أنّ هذه الأسباب منطقية فعلًا، لا مجرد تكهنات تحدث من داخلك لأي سبب. كذلك من المهم إدراكك أنّ الخوف من المستقبل ليس شأنك وحدك، فالجميع يعاني من هذا الأمر، ويبقى السؤال الأهم هو كيف يمكن التعامل مع هذه الأمور لا فقط الاستسلام لها.
من الجيد أن تسجّل النقاط المختلفة التي تمر بك، التي تشعر أنّها تسبب الخوف من المستقبل، من خلال امتلاك مفكرة للكتابة بها، أو حتى فعل ذلك من خلال أدوات التدوين على الإنترنت. أيًا يكن اختيارك، فاحرص على فهم أسباب الخوف من المستقبل، وما هي المشاعر التي ينتجها هذا الخوف بالنسبة لك.
النصيحة الثانية: كن في الحاضر أولًا
الحاضر هو ما يصنع المستقبل. لذا، من المهم بعد فهم أسباب الخوف من المستقبل، أن تدرك بأنّ الاستسلام لهذا الخوف لن يكون عاملًا مساعدًا بالنسبة لك، بل غالبًا سيتسبب في مشكلة أكبر، وهي أن تخسر حاضرك الحالي، الذي في النهاية هو الأداة التي تملكها لتصنع مستقبلًا أفضل. مثلًا خوفك من خسارة وظيفتك سيتحول إلى حقيقة، إذا لم تقدم أفضل أداء لك حاليًا.
لذا، وجّه تركيزك إلى الحاضر في المقام الأول، انتبه إلى التفاصيل التي تعيش بها الآن، وفكر كيف يمكنك استثمار الوقت الحالي في التطور، وامتلاك آلية للتغلب على الخوف من المستقبل. عندما تعيش في الحاضر، فأنت تحاول قدر الإمكان صناعة مستقبلك القادم.
النصيحة الثالثة: لا تستسلم للأفكار السلبية فقط
يعد الاستسلام للأفكار السلبية مشكلة كبرى، إذ أنت تسلّم إلى الخوف من المستقبل وتتعامل معه على أنّه حقيقة. فإذا كنت تخشى من خسارة وظيفتك، يتحول الأمر إلى التفكير فقط في أنّك ستخسر هذه الوظيفة فعلًا، وهذا الأمر ليس صحيحًا على الإطلاق، إذ الأفكار السلبية قد تدمر حياتك دون أن تدري.
في الحقيقة لا يوجد ما يقول إنّ أفكارك ستتحقق فعلًا، فما تشعر به في الخوف من المستقبل ليس ضروريًا أن يتحول إلى واقع. لذا، لا معنى للاستسلام لمجموعة الأفكار السلبية التي تدخل إلى ذهنك، وبدلًا منها حاول التفكير في مجموعة من الأفكار الإيجابية بشأن القادم.
عليك أن تدرك بأنّ خوفك لن يساعدك دائمًا، إذ المستقبل في علم الغيب لا يعلمه إلّا الله، وبالتالي فأنت بحاجة إلى الاستعانة بالله والثقة بأنّ القادم هو الخير بالنسبة لك، وأن تبدأ في إحضار التفاؤل والتفكير الإيجابي بدلًا من التفكير السلبي.
النصيحة الرابعة: استفِد من الخوف من المستقبل
في الواقع، الخوف من المستقبل ليس أمرًا سيئًا طوال الوقت، بل في بعض الأحيان إذا تعاملت معه بالطريقة الصحيحة، ستقدر على استثماره لصالحك. إذ وجود الخوف من المستقبل، قد يدفعك إلى التفكير في القادم، والاستعداد له بدلًا من الوقوف بجانبك دون فعل أي شيء.
لنأخذ مثالًا على شخص يمتلك في داخله شعورًا بالخوف من المستقبل فيما يتعلق بالأمور المالية، سيحاول هذا الشخص التوفير من راتبه الشهري، حتى يكون لديه مال يمكّنه من التعامل مع الأزمة عند حدوثها، أي إنّه استعد إلى شيء من المحتمل حدوثه. في الجهة الأخرى، الشخص الذي لا يفكر في المستقبل، فهو لا يوفر أيًا من أمواله، بالتالي عند حدوث أزمة لن يجد ما يساعده.
لذا، الخوف من المستقبل قد يمنحك الدافع لفعل العديد من الأشياء الصحيحة، فقط أنت بحاجة إلى وضع كل شيء في مكانه الصحيح. فلا تترك الخوف من المستقبل ليدمر حياتك الحالية، وفي الوقت ذاته تستفيد منه في التخطيط للمستقبل بطريقة صحيحة. إذا نظرت إلى الأمر بهذه الطريقة ستقدر على تغيير حياتك للأفضل، مع الشعور بالرضا عن الوضع الحالي.
النصيحة الخامسة: ضع خطة لمساعدتك على الاستعداد للمستقبل
إذا تولدت لديك القناعة بقيمة الخوف من المستقبل، فكل ما تحتاج إليه الآن هو امتلاك رؤية للمستقبل، أو كما تسمى في عالم الأعمال؛ الإدارة الاستباقية. تساعد الإدارة الاستباقية على التحول من كونك رد فعل دائمًا، لتصبح أنت صاحب الفعل، فيكون لديك القدرة على توليد حلول لمشاكل لم تحدث بعد، وتستغل الفرص المتاحة من حولك. عندما يتعلق الأمر بمسألة الخوف من المستقبل، فأنت في هذه الحالة يمكنك استثمار ذلك في وضع الخطة المناسبة للتعامل معه. تشمل هذه الخطة:
1- نقاط الخوف من المستقبل
ما هي أهم النقاط التي تشعر بالخوف منها وترى أنّها نقاط مهمة في المستقبل لا بد من الاهتمام بها؟ فكما ذكرنا مثلًا التأمين المالي هو أمر مهم لا بد من الانتباه إلى قيمته، بعكس مثلًا بعض المخاوف الأخرى التي قد تكون لحظية ولا قيمة لها.
2- فكّر في كيفية مواجهة هذه النقاط
بعد ذلك، يمكنك البدء في التفكير في مواجهة نقاط الخوف من المستقبل بالاعتماد على خطوات عملية، لنأخذ أمثلة على ثلاثة أنواع من نقاط الخوف من المستقبل وكيفية مواجهتها:
1- الاستقرار المالي: خصص جزءًا من راتبك، مثلًا 10% أو 20% للطوارئ، حتى يمكنك استخدام هذا المبلغ عند حدوث أي مشكلة في المستقبل. تعلم كذلك كيفية إدارة حياتك المالية، فتقدر على التوفير بدلًا من إنفاق المال في أمور غير مهمة.
2- الاستقرار الوظيفي: إذا كان الخوف من المستقبل يتمثل في خوفك من خسارة وظيفتك، فبإمكانك التفكير في الحفاظ على مكانتك الوظيفية، من خلال وضع خطة التطوير المهني التي تساعدك على التطور، فتقدر على إثبات قيمتك بالنسبة لعملك. حتى في حالة خسارة الوظيفة الحالية، سيكون لديك مهارات تساعدك على امتلاك وظيفة أخرى سريعًا.
3- الاستقرار الشخصي: يأتي الخوف من المستقبل أحيانًا من المشكلات الشخصية، والتفكير بشأن النجاح في العلاقات مع الآخرين. مثلًا أنت تخشى بشأن قدرتك على إنشاء عائلة، فيمكنك في هذه الحالة أخذ دورات قبل الزواج، وكذلك دورات عن التربية، لتساعدك على النجاح في هذا الأمر.
3- الحفاظ على صحتك
قد يحدث الخوف من المستقبل بسبب الحالة الصحية، أو خوفك من تدهور صحتك مع الوقت، وهو الأمر الذي قد يعيقك عن فعل العديد من الأشياء في حياتك. لذا، من المهم الانتباه إلى قيمة الصحة، وأثرها في المستقبل وكيفية حصولك على حياة آمنة باستمرار.
يمكنك الاهتمام بنمط حياتك، والحرص على تناول أطعمة صحية مناسبة، والاهتمام بفترات النوم الجيدة. كذلك يمكنك ممارسة الرياضة باستمرار، حتى تضمن بقاء جسدك في حالة صحية مناسبة، ويساعدك هذا أيضًا في تحسين تركيزك، فيزداد أداؤك تميزًا في العمل.
النصيحة السادسة: اطلب المساعدة باستمرار
أنت لا تعيش بمفردك، وبالتالي ليس ضروريًا مواجهة الخوف من المستقبل بمفردك، بل يمكنك دائمًا الحصول على المساعدة والدعم بشأن هذا الأمر، أيًا يكن شكل الخوف من المستقبل الذي تعاني منه الآن. يمكنك الحصول على المساعدة بطرق مختلفة:
1- الاستشارات المهنية: يمكنك الحصول على استشارات مهنية من متخصصين، وذلك لمساعدتك على الاستعداد للمستقبل، وتحديد جوانب القوة والضعف التي تحتاج إلى العمل عليها. سيساعدك ذلك على امتلاك القدرة الكافية للتعامل مع التغيرات في بيئة العمل.
2- دعم الأهل والأصدقاء: يمثل الأهل والأصدقاء نقطة قوة في حياتنا دائمًا، إذ وجودهم يساعدنا على تجاوز العديد من المواقف الصعبة، ويمكن كذلك الاستعانة بهم من أجل هزيمة الخوف من المستقبل عبر مشاركة مخاوفنا معهم، والاستماع إلى عبارات الدعم والتحفيز التي يشاركون بها معنا.
ختامًا، يعد الخوف من المستقبل هو أمر منطقي بالتأكيد، لكن يجب وضعه في الإطار الصحيح دائمًا، وعدم الاستسلام له أو السماح له بالتأثير على حياتك حاليًا. لذا، عِش في اللحظة الحالية، وجهّز خطتك المستقبلية، ستقدر على هزيمة الخوف من المستقبل بنجاح.
المصادر: