كل ما تحتاج إلى معرفته عن منظمة الصحة العالمية
منظمة الصحة العالمية (WHO) هي وكالة متخصصة تابعة للأمم المتحدة، ومسؤولة عن الصحة العامة الدولية. ينص دستور منظمة الصحة العالمية، الذي يحدد الهيكل الإداري للوكالة ومبادئها، على أن هدفها الرئيس هو "بلوغ جميع الشعوب أعلى مستوى ممكن من الصحة".
وتعمل منظمة الصحة العالمية كمنتدى للقمة والمناقشات حول القضايا الصحية العالمية.
لتتعرف أكثر على دورها العام في تعزيز الصحة وفي مكافحة وباء كورونا، تابع قراءة هذه المقالة:
نبذة عن منظمة الصحة العالمية
• يقع مقر منظمة الصحة العالمية الرئيس في جنيف، سويسرا، ولها ستة مكاتب إقليمية شبه مستقلة و150 مكتبا ميدانيا في جميع أنحاء العالم.
• بدأ عمل المنظمة عندما دخل دستورها حيز التنفيذ في 7 نيسان/ أبريل 1948 وهو التاريخ الذي يحتفل فيه العالم حالياً كل عام بيوم الصحة العالمي.
• بدأ عملها بجـدية في عام 1951 بعد ضخ كبير للموارد المالية والتقنية، ويقدم منشورها الرئيس، تقرير الصحة العالمية، وتقييمات الخبراء لموضوعات الصحة العالمية والإحصاءات الصحية في جميع الدول.
• تعمل جمعية الصحة العالمية كجزء من مجموعة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، المؤلفة من ممثلين من جميع الدول الأعضاء البالغ عددها 194 دولة، كهيئة اتخاذ القرار العليا في الوكالة.
• تجتمع جمعية الصحة العالمية سنويا وهي مسؤولة عن اختيار المدير العام وتحديد الأهداف والأولويات والموافقة على ميزانية وأنشطة منظمة الصحة العالمية.
أهداف منظمة الصحة العالمية
• الدعوة إلى الرعاية الصـحية الشاملة، ورصـد مخاطر الصـحة العامة.
• تنسيق الاستجابات لحـالات الطوارئ الصحية، وتعزيز صحة الإنسان ورفاهيته.
• توفير المسـاعدة الفنـية للبلدان، ووضع المعايير والمبادئ التوجيهية الصحية الدولية.
• جـمع البيانات حول قضايا الصحة العالمية من خلال مسح الصحة العالمية.
كان الهدف الشامل لمنظمة الصحة العالمية لعملها خلال الفترة 2019-2023 هو "الوصـول إلى حياة صحية للناس وتعزيز الرفاهية لجميع الفئات والأعمار". وسعياً لتحقيق هذا الهدف، ركـزت على 3 أولويـات استراتيجيـة، ألا وهي:
• إفادة مليار شخص آخر من التغطـية الصحية الشاملة.
• توفير حماية أفضل لمليار شخص إضـافي من حالات الطوارئ الصـحية.
• تمتيع مليار شخص آخر بصحة ورفاهية أفـضل.
دور منظمة الصحة العالمية
لعبت منظمة الصحة العالمية دورا رائدا في العديد من إنجازات الصحة العامة، وأبرزها ما يلي:
• القضـاء على مرض الجدري.
• القضاء على شـلل الأطفال تقريبا.
• تطوير لقـاح إيبولا.
وتشمل أولوياتها الحالية ما يلي:
• الأمراض المعدية، ولا سيما فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز)، والإيبولا، والكورونا، والملاريا، والسل.
• والأمراض غير المعدية، مثل أمراض القلب والسرطان.
• النظام الغذائي الأمثل والتغذية والأمن الغذائي.
• الصحة المهنية.
• مكافحة تعاطي المخدرات.
على ماذا ترتكز منظمة الصحة العالمية؟
تعتمد منظمة الصحة العالمية على مساهمات الدول الأعضاء (المقدرة والطوعية) والجهات المانحة الخاصة في التمويل.
تبلغ ميزانيتها الإجمالية المعتمدة للفترة 2020-2021 أكثر من 7.2 مليار دولار، يأتي معظمها من المساهمات الطوعية من الدول الأعضاء.
ومن بين أكبر المساهمين هي دولة ألمانيا (التي ساهمت بنسبة 12.18٪ من الميزانية)، ومؤسسة بيل وميليندا جيتس (11.65٪)، والولايات المتحدة (7.85٪).
وتنسق حاليا الاستجابة العالمية لكورونا، والتي أعلنت أنها حالة طوارئ صحية عامة ذات اهتمام دولي (PHEIC) في 30 يناير، وجائحة عالمية في 11 مارس 2020.
في حين أن الولايات المتحدة كانت أكبر ممول لمنظمة الصحة العالمية، إذ قدمت ما بين 400 مليون دولار إلى 500 مليون دولار كل عام.
تحديات تواجهها منظمة الصحة العالمية
تواجه منظمة الصحة العالمية تحديات في المضي قدما، بما في ذلك تفويض واسع بتمويل محدود وغير مرن وتعقيد بيروقراطي.
بينما أدخلت تغييرات لمعالجة نقاط الضعف السابقة في برنامج الطوارئ الصحية، تدعو العديد من الحكومات إلى مزيد من التغييرات للسماح لها بالاستجابة بشكل أفضل للأوبئة في المستقبل.
مهام وأولويات منظمة الصحة العالمية
وتتمثل مهمة منظمة الصحة العالمية في بلوغ الشعوب أعلى مستوى ممكن من الصحة، وتدعم تلك المهمة من خلال هذه النشاطات:
• تقديم المساعدة الفنية للبلدان.
• وضع المعايير الصحية الدولية وتقديم التوجيه بشأن القضايا الصحية الهامة.
• تنسيق ودعم الاستجابات الدولية لحالات الطوارئ الصحية مثل تفشي الأمراض.
• الترويج لتحسين الصحة العالمية.
• تنظيم وضيافة للاجتماعات والمناقشات الدولية حول القضايا الصحية.
• توفير الإمدادات وغيرها من أشكال الدعم في الحالات الطارئة.
إنجازات منظمة الصحة العالمية
أثبتت منظمة الصحة العالمية دورها في عدد من الإنجازات الصحية العالمية، مثل:
• إعلان ألما-آتا بشأن الرعاية الصحية الأولية (1978).
• القضاء على الجدري (المعترف به رسميًا في عام 1980).
• الاتفاقية الإطارية لمكافحة التبغ (المعتمدة في 2003).
• مراجعة 2005 للوائح الصحية الدولية IHR، وهي اتفاقية دولية تحدد الأدوار والمسؤوليات في الاستعداد والاستجابة لحالات الطوارئ الصحية الدولية.
عدة إدارات داخل منظمة الصحة العالمية
جمعية الصحة العالمية (WHA): التي تتألف من ممثلين من الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية البالغ عددها 194 دولة، هي الهيئة العليا لصنع القرار في الوكالة، كما أنها تنعقد سنويا، وهي مسؤولة عن اختيار المدير العام وتحديد الأولويات والموافقة على ميزانية وأنشطة منظمة الصحة العالمية.
المجلس التنفيذي: يتألف المجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية من 34 عضوا مؤهلين فنيا في مجال الصحة، ويسهل تنفيذ خطة عمل الوكالة ويقدم مقترحات وتوصيات إلى المدير العام وجمعية الصحة العالمية. يختار الأعضاء الـ 34 من ست مناطق: 7 تمثل أفريقيا - 6 تمثل الأمريكتين - 5 تمثل شرق البحر الأبيض المتوسط.
- 8 تمثل أوروبا - 3 تمثل جنوب شرق آسيا - 5 تمثل غرب المحيط الهادئ.
إدارة الدخل: تعتمد منظمة الصحة العالمية على مساهمات الدول الأعضاء والمنظمات الخاصة في التمويل لتنفيذ ميزانيتها وخطة عملها، وحددت ميزانية منظمة الصحة العالمية لفترة السنتين 2020-2021 بمبلغ 4.84 مليار دولار. ومع ذلك، قد تنحرف الإيرادات والنفقات الفعلية خلال تلك الفترة عن المبلغ المدرج في الميزانية، كما هو الحال عند حدوث نفقات إضافية استجابة لحالات الطوارئ الصحية.
إيرادات منظمة الصحة العالمية
منظمة الصحة العالمية لديها مصدران رئيسان للإيرادات:
1- الاشتراكات المقدرة: وهي المبالغ المحددة المتوقع دفعها من قبل حكومات الدول الأعضاء، مع قياس الدخل وعدد السكان).
2- المساهمات الطوعية: وهي الأموال الأخرى التي تقدمها الدول الأعضاء ، بالإضافة إلى المساهمات من المنظمات الخاصة والأفراد.
التحديات التي تواجهها منظمة الصحة العالمية
تواجه منظمة الصحة العالمية عدة تحديات مؤسسية، منها ما يلي:
• نمو نطاق المسؤولية بمرور الوقت بينما ظلت ميزانيتها ثابتة أو تم تخفيضها فعليا للأسف.
• أصبحت ميزانيتها أقل مرونة مع اعتماد أكبر بكثير على المساهمات الطوعية المخصصة في كثير من الأحيان لأنشطة محددة.
• هيكل حوكمة مرهق ولا مركزي وبيروقراطي.
• تفويض مزدوج لكونها وكالة فنية تتمتع بالخبرة الصحية وهيئة سياسية، إذ تناقش الدول وتتفاوض بشأن القضايا الصحية الخلافية في بعض الأحيان.
ختاما وبعد أن عرضنا لك هذه المعلومات عن منظمة الصحة العالمية، فعلى الرغم من تأثيراتها العميقة في القضاء على عدة أمراض، فإنها ما زالت تواجه تحدي وباء كورونا وهو تحدي يجب علينا جميعا مواجهته بالالتزام بالاحترازات الوقائية وإرشادات تقوية مناعة الجسم التي تنشرها المنظمة.
المصادر: