تعرف على يوم الطفل وكيف تكون جزءاً منه
لكل طفل الحق في التعليم والصحـة والأمن والأمان والحماية، ولكن للأسف لا يزال الملايين من الأطفال يُحرَمون من هذه الحقوق بسبب ظروف البلد أو نوع الجنس أو الظروف التي يولدون فيها.
يشكل الأطفال الذين يعيشون بأقل من 1.90 دولار في اليوم ما يقرب من 900 مليون شخص تقريبا، وتكافح أسرهم لتغطية تكاليف رعايتهم الصحية الأساسية وتوفير التغذية اللازمة.
وكان لا بد أن يسلط الضوء على هذه القضية، لذلك أُنشِئ يوم الطفل (Children's Day)، وهو اليوم الذي يحتفَل فيه بالأطفال في تواريخ تقويمية مختلفة، وفي مختلف دول العالم، حسب تراثها وإرثها الحضاري.
يقدم يوم الطفل العالمي لكل منا نقطة دخول ملهمة للدفاع عن حقوق الأطفال وتعزيزها والاحتفال بها، وترجمتها إلى حوارات وأعمال من شأنها بناء عالم أفضل للأطفال.
ويمكن للأباء والأمهات والمعلمين والممرضات والأطباء والقادة الحكوميين ونشطاء المجتمع المدني وكبار الدين والمجتمع وكبار الشركات والإعلاميين، وكذلك الشباب والأطفال أنفسهم، أن يلعبوا دورا مهما في المشاركة في يوم الطفل العالمي، فهل تريد أن تعرف كيف أنشأ هذا؟ تابع قراءة السطور التالية.
العنف ضد الأطفال
إن حق الأطفال في الحمـاية من العنـف منصـوص عليه في اتفــاقية حقــوق الطفـل، ومع ذلك فإن (مـلـيار طفل) يتعرضـون إلى أحد أنواع العنف العاطفي أو البدني أو الجنسي كل عام، ويموت طفل واحد من العنف كل خمس دقائق.
ولا يعرف العنف ضد الأطفال حدودا للثقافة أو للطبقة أو للتعـليم، فقد يحدث ضد الأطفال في المؤسسات، وفي المدارس، وفي المنازل، وفي الطرق، ومن الأهالي.
وبالتالي يعيش الأطفال المعرضون للعنف في عزلة ووحدة وخوف، ولا يعرفون أين يتوجهون للمساعدة، خاصة عندما يكون الجاني أحد الأقارب.
ولكن في عام 2006، قدمت دراسة للأمم المتحدة مجموعة من التوصيات بشأن كيفية إنهاء العنف ضد الأطفال؛ وعيّن الأمين العام ممثلاً خاصاً لضمان المتابعة الفعالة ورصد التنفيذ.
وكل هذا كان يصب في مصلحة إنشاء يوم الطفل العالمي، فما علاقة الأمم المتحدة بهذا اليوم؟
علاقة الأمم المتحدة بيوم الطفل
إن وجود الأيام الدولية يسبق إنشاء منظمة الأمم المتحدة، لكن الأمم المتحدة احتضنتها كأداة دعوة قوية، وترصد الأمم المتحدة الأيام والأسابيع والسنوات والعقود المعينة، ولكل منها موضوع من خلال إنشاء احتفالات خاصة.
وتعمل الأمم المتحدة على تعزيز الوعي الدولي والعمل بشأن هذه القضايا، كما يوفر كل يوم دولي العديد من الجهات الفاعلة والفرصة لتنظيم الأنشطة المتعلقة بموضوع اليوم.
كما تحتفل الأمم المتحدة بالذكرى السنوية للأحداث الرئيسة في تاريخها، وتجعل المنظمات والمكاتب التابعة لمنظومة الأمم المتحدة والحكومات والمجتمع المدني والقطاعان العام والخاص والمدارس والجامعات من اليوم الدولي كيوم الطفل نقطة انطلاق لإجراءات التوعية.
وأُنشئت غالبية الاحتفالات بموجب قرارات صادرة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة، على الرغم من أن وكالات الأمم المتحدة المتخصصة قد حددت بعضها.
يوم الطفل وفيروس كورونا
في هذا العام، أدت أزمة فيروس كورونا المستجد COVID-19 إلى أزمة حقوق الطفل، ولأن تكاليف الوباء بالنسبة للأطفال ضرورية، فكان لها دور للتركيز على حقوق الطفل في العلاج.
من الذي اختار يوم الطفل؟
إنها الهيئة الأكثر تمثيلاً في المنظمة، "الجمعية العامة" هي التي حددت تاريخا معينا باعتباره يوما دوليا.
وتقترح الدول الأعضاء الأيام الدولية على الجمعية العامة للأمم المتحدة، ثم تقرر الجمعية العامة بتوافق الآراء ما إذا كانت ستعتمد القرار الذي يحدد اليوم المحدد.
والآن لنتعرف على أي أساس يحدد:
ترتبط احتفالات الأيام الدولية دائما بمجالات العمل الرئيسة للأمم المتحدة، وهي الحفاظ على السلم والأمن الدوليين، وتعزيز التنمية المستدامة، وحماية حقوق الإنسان، وضمان القانون الدولي والعمل الإنساني.
وعادة ما تشرح الجمعية العامة في قراراتها ما دفعها إلى إعلان اليوم الدولي.
بالإضافة إلى ذلك، تشير هذه الهيئة التابعة للأمم المتحدة في قراراتها إلى جوانب المشكلة التي تهم الدول الأعضاء في الأمم المتحدة أو بعبارة أخرى، للإنسانية ككل، نظرا لأن الجمعية تتكون من 193 دولة، أي معظم دول العالم.
يتم الإعلان عن بعض الأيام الدولية ليس من قبل الجمعية العامة، ولكن من قبل الوكالات المتخصصة التابعة للأمم المتحدة للفت انتباه الجمهور إلى مواضيع تقع في مجال خبرتهم، مثل الصحة والطيران والملكية الفكرية وما إلى ذلك.
وتستغل الأمم المتحدة هذه الأيام لتقديم المشورة للدول بشأن الإجراءات اللازمة لمعالجة المشكلات الخطيرة التي يدور حولها العديد من هذه التواريخ.
هل لهذه المناسبات الدولية تأثير بالبشرية؟
المناسبات الدولية (والتي تشمل الأسابيع والسنوات والعقود) تعد من أكثر الصفحات زيارة على موقع الأمم المتحدة، ولكل يوم دولي موقع على شبكة الإنترنت، متاح باللغات الرسمية الست للأمم المتحدة.
وتعمل الأيام الدولية كمؤشر على الاهتمام الذي يجتذبه موضوع معين في كل جزء من العالم.
لقياس ذلك، انظر إلى حجم المشاركة التي تتلقاها هذه الاحتفالات في مناطق ولغات مختلفة في جميع أنحاء العالم، وتشمل الأيام الأخرى الأكثر شعبية:
• اليوم العالمي للمرأة (8 مارس).
• اليوم العالمي للمياه (22 مارس).
• اليوم الدولي للسلام (21 سبتمبر).
• اليوم العالمي لحقوق الإنسان (10 ديسمبر).
• اليوم العالمي لحقوق الطفل (20 نوفمبر):
وحدد لأول مرة في عام 1954 باعتباره اليوم العالمي للطفل، ويحتفل به في 20 نوفمبر من كل عام لتعزيز التعاون الدولي، والوعي بين الأطفال في جميع أنحاء العالم، والتركيز على رفاهية الأطفال.
الجدير بالذكر أن 20 نوفمبر تاريخ مميز ومهم لحقوق الأطفال، ففي عام 1959 اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة إعلان حقوق الطفل، وهو كذلك تاريخ عام 1989 عندما اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة اتفاقية حقوق الطفل.
ومنذ عام 1990، يصادف اليوم العالمي للطفل الذكرى السنوية لتاريخ اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة كلاً من الإعلان واتفاقية حقوق الطفل.
نتائج يوم الطفل العالمي
من نتائج الاهتمام وتسليط الضوء على هذه المناسبة ما يلي:
• انخفاض أعداد الوفيات بين الأطفال دون سن الخامسة منذ عام 1989م إلى أكثر من 50%.
• انخفاض نسبة الأطفال الذين يعانون نقص التغذية منذ عام 1990م إلى ما يقدر بـ نصف النسبة تقريبا.
• توفير مياه صالحة للشرب لحوالي 2.6 مليار طفل مقارنة بعام 1990م.
• يوجد الآن العديد من البلاد التي لديها تشريعات لحظر العنف الجسدي والعقلي والجنسي ودعم ضحايا العنف.
• ظهور حملات توعية بالآثار السلبية للعنف والتسلط، والعنف الجنسي والممارسات المؤذية ضد الأطفال.
• إدراج هدف محدد في خطة عام 2030 التزام العالم بإنهاء جميع أشكال العنف ضد الأطفال.
• وسعت اليونيسف مصالحها لتشمل تلبية احتياجات الطفل ككل. وهكذا بدأت الاهتمام بحق الطفل في التعليم، بدءاً من تقديم الدعم لتدريب المعلمين وتوفير أدوات الفصول الدراسية في البلدان المستقلة حديثاً.
كلمة أخيرة عن يوم الطفل العالمي
أسس الاحتفال بـ يوم الطفل العالمي -والذي يشارك فيه الأمم المتحدة- للحفاظ على السلام والأمن الدوليين للأطفال، وحماية حقوقهم وضمان القانون الدولي والعمل الإنساني، لذلك آن الأوان أن تكون جزءاً منه لزيادة توعية الناس بحقوق الأطفال ودرء العنف الموجه لهم في كثير من الحالات حول العالم.
المصادر: