كيف تحمي أولادك من التنمر بطريقة عملية
التنمر ليس مشكلة في المدارس الثانوية فقط ، بل انتقلت إلى الصفوف الأصغر سنًا، حيث يعاني الأطفال من مشكلة التنمر في سن مبكرة مما يترك فيهم أثرًا سلبيًا من الصعب محوه.
ولذلك يجب معرفة كيفية اكتشاف تعرض أولادك للتنمر ثم كيفية حماية الأطفال من جميع الأعمار من المتنمرين في المدرسة أو في غيرها من الأماكن العامة والخاصة أو حتى عن بُعد.
يمكن أن يوجد التنمر (Bullying) بأشكال عديدة: يمكن أن يكون تنمراً جسديًا (دفع أو لكم أو ضرب)؛ أو تنمراً لفظياً (الشتائم أو التهديدات)؛ أو تنمراً نفسياً وعاطفياً (نشر الإشاعات أو إقصاء أحد عن محادثة أو نشاط).
ومع الاستخدام الواسع لشبكات التواصل الاجتماعي، يمكن أن يحدث التنمر بين الأطفال خارج ساعات الدراسة عبر رسائل البريد الإلكتروني والرسائل النصية ومنشورات Facebook. وهو معروف باسم التنمر الإلكتروني (Cyberbullying)، ويكون مؤذيا أيضًا، وغالبًا ما يكون له آثاره الضارة على الأولاد في المدرسة في اليوم التالي.
وهنا نجيب عن كيفية حماية الأولاد من التنمر بجميع أشكاله.
تابع معنا..
كيف تحمي أولادك من التنمر؟
الخطوة الأولى للتعامل مع المتنمرين هي معرفة متى يكون طفلك ضحية
يقول دكتور ستيفن باستيرناك، رئيس قسم علم النفس في مستشفى هيلين ديفوس للأطفال في غراند رابيد بميشيغان: "الدفاع الطبيعي الانسحاب من الأشياء التي تجعل الطفل متوترا".
تقول لورين هايمان كابلان، مستشارة ومتخصصة في التربية الاجتماعية والعاطفية والوقاية من التنمر: "يجب على الآباء والأمهات معرفة ما يحدث".
اطرح الأسئلة واجعل أطفالك يتحدثون عن وضعهم في المدرسة.
تعرف على الأصدقاء الذين يتعاملون معهم.
يقول الدكتور باستيرناك: "يجب أن تتواصل بشكل جيد مع أبنائك قبل أن يواجهوا مشكلات التنمر. إذا كنت تشك في وجود مشكلة أو إذا تحدث طفلك عن مشكلة ما، فحاول التركيز والتحدث معه للحصول على مزيد من التفاصيل".
عندما يكبر الأطفال، يكون لديهم وعي كبير بعلاقاتهم، لذلك يمكنك أن تكون أكثر مباشرة في أسئلتك.
عندما يتحدث أطفالك، استمع جيدًا إلى ما يقولونه وسيطر على مشاعرك ولا تبد أي انفعالات.
تقول كابلان: "غالبًا ما يغضب الآباء أو يحبطون، لكن الأطفال لا يحتاجون إلى المبالغة في رد فعلهم. إنهم يحتاجون منك أن تستمع إليهم وتطمئنهم وتدعمهم. إنهم بحاجة إلى رؤيتك مستقرًا وقويًا وقادرًا على مساعدتهم على أي موقف".
وبمجرد أن تتأكد أن طفلك يتعرض لسوء المعاملة من أصدقائه، إليك أذكى الطرق للتعامل مع التنمر والمتنمرين وفقًا للخبراء.
أوقف التنمر قبل أن يبدأ
قم بتطوير وإعداد مجموعة أدوات من الأفكار لأطفالك لاستخدامها في المواقف الصعبة عندما يكون من الصعب عليهم التفكير بشكل صحيح.
درب طفلك على عبارات يمكن استخدامها لإخبار شخص ما بالتوقف عن سلوك التنمر.
يجب أن تكون هذه الكلمات بسيطة ومباشرة ولكن ليست معادية مثل: "دعني وشأني"، "توقف عن هذا"، "لم يكن ذلك لطيفًا". علمه ذلك بلهجتك المحلية.
لعب الأدوار: سيناريو "ماذا لو"
لعب الأدوار طريقة رائعة لبناء الثقة وتمكين طفلك من التعامل مع التحديات.
يمكنك لعب دور المتنمر بينما يعطي طفلك ردود أفعال مختلفة حتى يشعر بالثقة في التعامل مع المواقف المزعجة.
أثناء لعبك للأدوار، علمه التحدث بصوت قوي وحازم وعلمه أن البكاء سيشجع المتنمر.
عزز لغة الجسد الإيجابية
قل لطفلك أن يتدرب على النظر إلى لون عيون أصدقائه وأن يفعل الشيء نفسه عندما يتحدث إلى طفل يضايقه.
سيجبره ذلك على رفع رأسه حتى يبدو أكثر ثقة.
دربه أيضًا تعبيرات الوجه والاختلافات بينها، مثل رسم تعابير حزينة وشجاعة وسعيدة على وجهه.
وأخبره أن يتحول إلى وجه "الشجاعة" إذا تتضايق.
من المهم التدريب على لغة الجسد، فلغة الجسد وتعبيرات الوجه تكون مفيدة عند مواجهة المتنمر أكثر مما يقوله طفلك بلسانه.
حافظ على التواصل
تحدث مع أطفالك كل يوم حول ما يحدث في المدرسة.
استخدم نبرة هادئة وودية واخلق مناخًا مناسبًا حتى لا يخشى طفلك إخبارك إذا كان هناك خطأ ما.
أكِّد على أن سلامته أمر مهم، وأنه يجب عليه دائمًا التحدث إلى شخص بالغ عن أي مشكلة.
بناء ثقة طفلك
كلما كان شعور طفلك أفضل تجاه نفسه، قلّت احتمالية تأثيره بالتنمر.
شجع طفلك عل ممارسة الهوايات والأنشطة والمواقف الاجتماعية التي تبرز أفضل ما فيه.
أخبر طفلك عن الصفات الفريدة التي تحبها فيه وعزز السلوكيات الإيجابية التي ترغب في رؤيتها أكثر.
يقول الدكتور باستيرناك: "بصفتنا آباء، نميل إلى التركيز على المواقف السلبية، لكن الأطفال يستمعون بشكل أفضل عند الإشادة بسلوكياتهم الجيدة".
يمكن أن يؤثر مدح نقاط القوة لدى الأطفال وتشجيع العلاقات الصحية مع الآخرين على احترام الذات، ويزيد من ثقة أطفالك على المدى الطويل، ويمنع تأثير أي مواقف تنمر.
مدح ردود الأفعال الصحيحة
عندما يخبرك طفلك كيف وضع حدًّا لمتنمر، أخبره أنك فخور به.
إذا شاهدت طفلًا آخر يقف في وجه متنمر، فاجذب انتباه طفلك له حتى يتمكن من تقليد هذا الفعل.
ركز مع طفلك على فكرة أنه إذا علم المتنمر أنك لا يمكن إزعاجك، فسوف يتوقف تلقائيًّا.
علمه الطريقة الصحيحة للرد
يجب أن يفهم الأطفال أن المتنمرين يحتاجون إلى القوة والسيطرة على الآخرين والرغبة في إيذاء الناس، وغالبًا ما يفتقرون إلى ضبط النفس والتعاطف والشعور.
ومن المفيد تعليم الأطفال استخدام هذه الاستراتيجيات عند التعامل مع المتنمرين:
-
لا تدع المتنمر يجعلك تشعر بالسوء: عندما يقول شخص ما شيئًا سيئًا عنك، قل شيئًا إيجابيًا عن نفسك. ذكر نفسك بصفاتك الإيجابية.
-
أخبر المتنمر بما تشعر به، وماذا تريد أن يفعله: تعلم أن تفعل ذلك بصوت هادئ وحازم. قل على سبيل المثال، "أشعر بالغضب عندما تناديني بأسماء أخرى لأن لدي اسمًا حقيقيًا. أريدك أن تبدأ في مناداتي باسمي الحقيقي".
-
لا تكافئ المتنمر بالدموع: يريد المتنمر إيذاء مشاعرك ومشاهدتك وأنت حزين وتبكي، لذا تصرف كأن شيئاً لم يحدث. عندما يصفك المتنمر بـ "سمين"، انظر في عينيه وقل بهدوء، "كما تعلم، أنا بحاجة إلى البدء في ممارسة المزيد من التمارين." ثم انطلق بثقة.
-
انزع سلاح التنمر بروح الدعابة: اضحك على كلامه السيئ وابتعد عنه.
-
أخبر المسؤول إذا كاد أن يؤذيك المتنمر: إذا كان المتنمر يريد شيئاً منك مثل واجبك المنزلي، وتعتقد أنه على وشك أن يؤذيك، فأعطه له وانطلق بثقة، ثم أخبر شخصًا بالغًا بما حدث.
-
لا تتوقع أن تتعرض لسوء المعاملة: عندما تتجه نحو مجموعة من الأطفال، فكر فيهم على أنهم أشخاص لطفاء، وابذل قصارى جهدك لتكون ودودًا. الأهم من ذلك، عامل الآخرين بالطريقة التي تريد أن تُعامَل بها. دافع عن الطلاب الآخرين الذين يتعرضون للتنمر، واطلب منهم الدفاع عنك عندما تحتاج إلى ذلك.
اتخذ إجراءات لوقف التنمر
ساعد طفلك على تعلُّم كيفية اتخاذ قرارات ذكية واتخاذ الإجراءات عندما يشعر بالأذى أو يرى طفلًا آخر يتعرض للتنمر، وكن مستعدًا للتدخل إذا لزم الأمر.
الإبلاغ عن التنمر الشديد والمتكرر
إذا كان طفلك مترددًا في الإبلاغ عن التنمر، فاذهب معه للتحدث إلى معلم أو مدير المدرسة.
تعرف على سياسة المدرسة بشأن التنمر، وتوثيق حالات التنمر والاحتفاظ بالسجلات والبقاء على اطلاع بالموقف من خلال المتابعة مع المدرسة لمعرفة الإجراءات التي يتم اتخاذها.
عند الضرورة، احصل على المساعدة من الآخرين خارج المدرسة، مثل معالج أو ضابط الشرطة.
شجع طفلك على أن يكون إيجابيًّا
علم الطفل أن يتخذ إجراءات إيجابية عندما يرى صديقًا أو طالبًا آخر يتعرض للتنمر.
اسأل طفلك عما يشعر به عند وجود شخص ما يدافع عنه، وشارك كيف يمكن لشخص واحد أن يُحدِث فرقًا.
يقول والتر روبرتس، أستاذ تعليم في جامعة ولاية مينيسوتا في مانكاتو ومؤلف: "عندما يتحدث الأطفال بصوت عالٍ، فإنهم يكونون أقوى بعشر مرات من أي شخص بالغ".
تواصل مع والدَي المتنمر
عندما تشعر أن والدي المتنمر سيكونون متقبلين للتعاون معك، اتصل بهم أو راسلهم بالبريد الإلكتروني بطريقة لطيفة، مع توضيح أن هدفك هو حل المشكلة معًا.
قد تقول لهم مثلاً:
"أتصل هاتفيًا لأن ابنتي عادت إلى المنزل من المدرسة تشعر بالضيق كل يوم هذا الأسبوع. أخبرتني أن صديقتها [ ابنتكم --- ] استبعدتها من الملعب. لا أعرف ما إذا كانت ابنتكم قد ذكرت ما حدث، ولكني أرغب في مساعدتهم على التعامل مع بعضهن بشكل أفضل. هل لديكم أي اقتراحات؟".
تواصل مع المدرسة
تواصل مع مدرسة طفلك وأبلغ عن حوادث التنمر.
تقول كابلان: "لا يمكنك أن تتوقع من موظفي المدرسة أن يعرفوا كل ما يحدث. لذا تحدث معهم عند حدوث أي مواقف".
على الرغم من قيام عدد من المدارس بتطبيق سياسة منع التنمر، فإن العديد منها لا يزال يفتقر إلى الدعم أو الموارد الكافية.
يقول الدكتور باستيرناك: "يجب على الآباء والمعلمين أن يكونوا على دراية وأن يشاركوا حتى يتمكنوا من مراقبة الأطفال بشكل أفضل".
كما يمكنك التعرف على برامج مكافحة التنمر والعنف في المدارس.
تعليم مهارات التأقلم
إذا كان طفلك يتعرض للتنمر، ذكره أنه ليس ذنبه، فهو ليس وحده، وأنك موجود للمساعدة.
من المهم للأطفال تحديد مشاعرهم حتى يتمكنوا من التعبير عما يحدث.
لذلك، يجب على الآباء التحدث عن مشاعرهم الخاصة.
ما لا يجب على الآباء فعله، بغض النظر عن عمر الطفل، هو توصيل للطفل فكرة أن هذه أشياء عادية يمكن أن تحدث ببساطة ويمكن أن نتغاضى عنها. هذا غير مقبول وغير مفيد.
تنصح كابلان: "لا ينبغي أبدًا قبول التنمر أو المضايقة".
مساعدتكم سوف تعلم أولادكم كيفية التعامل مع المتنمرين ومواجهة التنمر بكل أنواعه وأشكاله وبناء ثقتهم بأنفسهم ومنع تفاقم المشكلة إلى مستويات أكثر خطورة.
المصدر: