رائد الأعمال مؤيد محجوب: بشائر السياحة قادمة.. وأنا من أقوى روّاد الوساطة التجارية
- بدأت بـ 3000 ريال جمعتها من مصروفي
- فشلت في أول تجارة بسبب عدم امتلاك الخبرة واللغة
- السوق السعودية الأقوى في المنطقة وهي مطمح لكل مستثمر أجنبي
- أسّست شركة للوساطة التجارية وأنا طالب جامعي بأمريكا
- نجحت بجهود الوساطة لدخول شركات أمريكية إلى السوق السعودية
- المؤسسات الأجنبية ليست على دراية بالقوانين والتسهيلات السعودية
- أسّستُ (بوابة الثقافة) للتواصل بين الثقافات والطوائف والأديان المختلفة
- افتتحت شركتي بجهود شخصية ورأس مال محدود
- عدت إلى السعودية بعد تقديم التسهيلات لرواد الأعمال
- حاضنات الأعمال تدعم الشباب أصحاب الفكرة المختلفة
- رؤية ولي العهد ستجعل من المملكة مركز أعمال إقليميّاً
- السعودية تخرج من كونها واجهة للسياحة الدينية فقط
- سباق الفورميلا أولى بشائر الخير بتحوّل السعودية لوجهة للسياحة العالمية
- السياحة والترفيه وتطوير الأعمال في خططي القادمة
- «كورونا» نشَّطت السياحة الداخلية
- مستقبل السياحة بالسعودية واعد وتشكل أهم الروافد الاقتصادية
- خلال العام الحالي تم افتتاح خمسة فنادق سياحية في جدة
بطاقة التعريف:الاسم: مؤيد أسامة محجوب تاريخ ومكان الميلاد: 6 يناير 1991م - مدينة جدة المملكة العربية السعودية. المؤهل الدراسي: بكالوريوس إدارة أعمال دولية مع مرتبة الشرف من جامعة ولاية سان فرانسيسكو الولايات المتحدة. المهنة: شريك مؤسس والمدير التنفيذي لشركة نجد العذية التجارية. الاهتمامات: السياحة وتطوير الأعمال خصوصاً الشركات الأجنبية والتي تستثمر في دول الخليج عامة. |
ترك حلمه بدراسة الطب واتجه للعمل الحرّ قبل أن يُنهي دراسته، خاض صولات وجولات في عالم الأعمال انتهت إلى خسارة كل مدّخراته. بعد سنتين حزم أمتعتَه وتوجّه للولايات المتحدة الأمريكية ليدرس إدارة الأعمال الدولية، وخلال ست سنوات لم ينل الدرجة الجامعية فقط، إنما أسس شركة Reach the horizon، ثم عاد للوطن ليبدأ بخطوات واثقة وواعدة رحلة جديدة في عالم الأعمال.
رائد الأعمال الشاب مؤيد أسامة محجوب (30 سنة) حاصل على شهادة تقديرية من جامعة ولاية فرانسيسكو الأمريكية على برنامجه (بوابة الثقافة) ابتكره خلال ابتعاثه لتعزيز التواصل بين الثقافات كافة. أشاد به كلٌّ من الدكتور عبد العزيز خوجة وزير الإعلام السعودي سابقاً، ورئيس وزراء ماليزيا محمد نجيب. يتحدث لمجلة «الرجل» عن تجاربه وأحدث مشاريعه (بوابة السعودية) لربط الاستثمارات السعودية بالأجنبية، مقدماً النصح لرواد الأعمال السعوديين لشق طريقهم الخاص إلى المستقبل.
بعد الانتهاء من الثانوية، ضاق ذرعاً بالدراسة، ووجد نفسه مشدوداً إلى عالم الأعمال، حتى إن فكرة دراسته للطب فقدت بريقها، فاتّخذ قراره بترك الدراسة تماماً والبدء في التجارة الحرة وتأسيس عمله الخاص.
قضى رائد الأعمال مؤيد أسامة محجوب عامين يتعرّف على دهاليز المال والأعمال معتقداً أن تأسيس شركة لا يلزمه دراسة بقدر ما يلزمه مهارة، كان طموحه أن يمشي على درب جدِّه لوالدته والذي كثيراً ما رافقه خلال الإجازات الصيفية، معتقداً أنّ ما اكتسبه من مخزون جدّه يكفيه للانخراط في التجارة.
الصفقة الصينية
بدأ مؤيد محجوب أولى خطواته باستيراد منتجات صينية لاعتقاده أنها مطلوبة داخل السوق السعودية. اشترى بضائع بكل ما يملك (3000 ريال)، وانتهى إلى الفشل والإخفاق وخسارة كل مدخراته. عن الأسباب يقول: "أهمها عدم امتلاك الخبرة الكافية في إدارة المشروع، إضافة إلى أن التعامل وصعوبة اللغة كانت حاجزاً مهماً".
وعلى الرغم من النهاية المحبطة للصفقة الأولى مع البضائع الصينية، فإن العمل استمر لمدة عام، وشيئاً فشيئاً راح يستفيد من أخطائه، ما ساهم بزيادة رأس ماله الصغير، حيث اعتمد خطة محكمة للبيع. يقول: "كنت أقبض جزءاً من المبلغ ومن ثَمَّ بعد تسليم البضاعة أقبض الجزء المتبقي، فلم أكن قادراً على تحمل أي مجازفة".
بعد عامين من التجارب اقتنع بالعودة لمقاعد الجامعة ليخرج من العشوائية إلى الخطوات التنظيمية الصحيحة، وليبدأ فصلاً جديداً كتبه بعناية فائقة.
دراسة وبوابة للثقافة
توجه محجوب للولايات المتحدة الأمريكية لدراسة إدارة الأعمال الدولية يقول: "الشاب في بداية حياته يكون لديه أكثر من هدف ومشتت حتى يختبر الحياة بنفسه، ليكون على المحك. لقد اقتنعت بعد تجارتي البسيطة أن الدراسة لا بُدَّ منها لأتعلم التخطيط والتنظيم وإدارة الأمور؛ فتوجهت إلى سان فرنسيسكو أقوى المدن في العالم تجاريّاً".
اكتسب خلال دراسته الخبرة والمعرفة بإدارة الأمور، والعلاقات الاجتماعية، والتعرف على شركات تدعم رواد الأعمال، ليس هذا فقط بل أسس «بوابة الثقافة» لتعزيز التواصل بين الثقافة العربية السعودية والثقافات العالمية بكل طوائفها وأديانها، ما جعله محطَّ اهتمام وتقدير من الجامعة، ومن شخصيات مهمة أبرزها وزير الإعلام السابق الدكتور عبد العزيز خوجة، ورئيس وزراء ماليزيا محمد نجيب، مُقدّماً نموذجاً عن الشباب السعودي المتمسك بثوابته الدينية وتقاليده الأصيلة.
لم يتوقف طموحه عند حدود الدراسة، بدأ بالتعرّف على الشركات الأجنبية التي ترغب في فتح مكاتب داخل السعودية، ملتقطاً أول الخيط في عمله كوسيط للشركات الراغبة في الدخول للسوق المحلية يقول: "إنَّ كثيراً من المؤسسات والشركات لم تكن على دراية بالقوانين، ولم تكن التسهيلات متاحة كما هو الحال الآن، لذا كانت الاستثمارات تتوجّه للسوق الخليجية على اعتبار أنها أكثر انفتاحاً". ويضيف: "على الرغم من أن الشركة بنيت بمجهودات شخصية، ورأس مال محدود، استطعتُ إقناع الكثير من الشركات الأمريكية بافتتاح مكاتب لها، أو تسويقها في السعودية، وهكذا بدأت فعليّاً بممارسة الوساطة والتعرف على المجال، وهكذا كانت ولادة شركتي الخاصة في الولايات المتحدة (Reach the horizon) عام 2014م برأس مال (10 آلاف دولار).
تأجير طائرات
أنهى دراسته وعاد محجوب ليؤسس شركة «سكاي أفنوا» للتسويق في 2019م في مملكة البحرين، تختص بأعمال الوساطة التجارية، وتسويق تأجير الطائرات الخاصة. وعن سبب اختياره للبحرين، يقول: "لأن معظم الشركات الأمريكية لها مكاتب رئيسة فيها، وقلة الضرائب، وسهولة الإجراءات والمعاملات، والأهمّ وجود «سيتي بنك» الأمريكي، وكانت معظم المعاملات المالية تتم عن طريقه؛ لذلك كان القرار تأسيس وافتتاح شركة".
ولكن مع بداية 2020م باع الشركة وعاد إلى السعودية بعد أن لمس تغييرات جذرية في المملكة سواء لجهة التسهيلات لرواد الأعمال، أو القرارات الحكومية لدعم ريادة الأعمال.
البشائر قادمة
عاد مؤيد محجوب إلى أرض الوطن بالتزامن مع بداية جائحة كورونا ليؤسس عمله الخاص يقول: "في 1-9- 2019م تمّ تأسيس وافتتاح شركة نجد العذية وكنت الشريك والرئيس التنفيذي". ويضيف: "على الرغم من تصادف هذا مع جائحة كورونا فإنها خطوة كانت جريئة ومهمة في ذات الوقت لشق طريق جديد في السعودية، وخلق كيان يعنى ليس فقط بالاستثمارات الأجنبية، بل أيضا بالجانب العقاري والسياحي".
منوهاً بأنّ الرؤية السعودية تدعم المشاريع الشبابية الحديثة وتفتح لها المجال للتواجد، إضافة إلى دعم الصناديق الاستثمارية، وحاضنات الأعمال للشباب السعودي خصوصاً لأصحاب الفكرة المختلفة.
يتوقّع محجوب أن الأيام القادمة ستحمل بشائر خير، خصوصاً مع عودة الحياة لطبيعتها. ويضيف: "السعودية حاليّاً متواجدة على الخارطة الاستثمارية العالمية والسياحية، مع جملة المشاريع الحالية، مثل العلا، ونيوم، ومشروع البحر الأحمر. ستخلق فرصاً كبيرة أمام الشباب السعودي، حيث تقود الدولة حملة ضخمة لجذب شركات متعددة الجنسيات مثل غوغل (Google)، وشركة سيمنس، وآبل وغيرها لنقل مقارها إلى السعودية".
ويشير إلى إطلاق المملكة "الحوافز للشركات الرائدة في قطاعات تكنولوجيا المعلومات، والخدمات النفطية للانتقال إلى الرياض، مستهدفة تعزيز الاستثمار الأجنبي، ودعم رؤية ولي العهد الطموحة لتأسيس المملكة كمركز أعمال إقليمي".
الوعد بالسياحة
يعمل مؤيد محجوب حاليّاً على ترتيب أوراقه في المجال السياحي فهو «الوعد بالمستقبل» بحسب تعبيره. ويلفت إلى أنه: "خلال العام الحالي تم افتتاح خمسة فنادق في مدينة جدة ما يؤكد أن السياحة ستفرض نفسها وستكون من أهم الروافد الاقتصادية السعودية، وأن الجائحة جعلت مواطني ومقيمي المملكة يوجّهون بوصلتهم للسياحة الداخلية".
وبذات الاتجاه يشير إلى أن "الأهم هو خروج السعودية من كونها وجهة دينية بحكم وجود موسمَي الحج والعمرة، إلى كونها وجهة سياحية عالمية. ولعل سباق الفورميلا أولى بشائر الخير". موضحاً أن تركيزه حاليّاً في مشاريعه القادمة يتمحور حول السياحة، الترفيه، وتطوير الأعمال.
لمن يريد الدخول إلى مجال ريادة الأعمال السياحية والترفيهية يضع مؤيد محجوب "مفاتيح سريعة لمشاريع ناجحة" بحسب تعبيره.
|
بوابة السعودية
يعمل محجوب حاليّاً على تأسيس موقع إلكتروني (بوابة السعودية) لربط الشركات السعودية السياحية مع الشركات الخارجية، منوها بأن هذه البوابة ستعمل على رفع نسبة التنافسية فيما بين الشركات.
أما كيف ينظر إلى نفسه في مرآة المستقبل، فيقول: "أرى نفسي غداً شخصية من أقوى رواد الأعمال في مجال الوساطة التجارية، العقارية، السياحية. وسيتم من خلال البوابة التي نعمل عليها ربط جميع الجهات صاحبة العلاقة مع مثيلاتها الخارجية، وستكون مدخلاً مهمّاً لكل مستثمر سعودي وأجنبي".
يشار إلى أن رائد الأعمال محجوب حاصل على تكريم من مركز أعمال تنمية التجارة الدولية في مدينة سان فرانسيسكو الأمريكية، ومنحه شهادة تقدير نظير عمله المتميز في مجال تطوير وتنمية الأعمال التجارية الدولية.