رئيس «أمالا» يتوقع الانتهاء من المرحلة الأولى في الربع الأول من 2024
تم تصميم مشروع البحر الأحمر لتغيير المسار السياحي لأكبر اقتصاد في العالم العربي، حيث يمتد المشروع المستدام على مساحة 28000 كيلومتر مربع تعادل تقريباً مساحة بلجيكا.
ويعد المشروع من بين ثلاثة مشاريع عملاقة أخرى -نيوم والقدية وأمالا - التي يتم التخطيط لها وتنفيذها كجزء من رؤية المملكة 2030، والتي يشرف عليها مباشرة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
قال رئيس مشروع البحر الأحمر، والرئيس التنفيذي لمشروع "أمالا"، جون باغانو، إن مشروع البحر الأحمر لم يكن هو العامل الوحيد لجذبه إلى المملكة بعد 4 عقود من الخبرة في بناء العاصمة البريطانية لندن، مشيراً إلى تأثير المشروع على المساعدة في تحويل المملكة ونقلها إلى حقبة جديدة، على حد قوله.
وتمثل السياحة في المملكة العربية السعودية نسبة صغيرة نسبياً من الاقتصاد الكلي، حيث تبلغ 3 إلى 3.4% من الناتج المحلي الإجمالي ومعظمها مرتبط بالسياحة الدينية.
وتهدف المرحلة الأولى من المشروع إلى تسليم 16 فندقاً مع ما يقرب من 3000 غرفة فندقية ومطار دولي وقرية جديدة لإيواء ما يقرب من 14000 شخص سيعيشون ويعملون في المشروع.
وأضاف باغانو "نأمل أن نكمل الفنادق القليلة الأولى في نهاية العام المقبل ثم باقي تلك المرحلة بحلول عام 2023".
تطوير مسؤول
يعتمد مشروع البحر الأحمر في الأساس على وضع الموارد الطبيعية للمنطقة كخط أحمر، حيث يتم التخطيط للبناء على ما لا يزيد على 22 جزيرة فقط من أصل 90 جزيرة موجودة بالمنطقة، مع ترك 75% من الجزر دون مساس.
وأوضح باغانو، أن اختيار الجزر التي سيتم البناء عليها، تم بعد عمل محاكاة على الكمبيوتر وتقسيم المنطقة إلى 30000 جزء، واختيار أماكن البناء بما لا يضر بالنباتات والحيوانات الموجودة وبما لا يمثل تغييراً لطبيعة المنطقة.
وأكد باغانو أنه على الرغم من أن المنطقة يمكنها استيعاب 10 ملايين زائر سنوياً، إلا أنه سيتم قصرها على مليون زائر فقط، والتي تم تحديدها "بناءً على قدرتنا على رعاية البيئة".
أمالا
مع ما حققه باغانو في إطلاق مشروع البحر الأحمر، تم تعيينه أيضاً في منصب الرئيس التنفيذي لشركة أمالا، وهو مشروع سياحي ضخم آخر يهدف إلى جذب الأثرياء.
وأوضح باغانو الفارق بين المشروعين، قائلاً "في الوقت الذي ينصب تركيزنا في البحر الأحمر بشكل أساسي على الطبيعة والسياحة البيئية والاستدامة، ستتألف المرحلة الأولى من التطوير في أمالا من 6 فنادق وحوالي 1000 غرفة فندقية، ومن المتوقع الانتهاء من بنائها بحلول الربع الأول من عام 2024".
وأضاف أن المراحل اللاحقة سيتم الانتهاء منها في عام 2025، فيما ستظهر الصورة النهائية للمشروع بحلول نهاية عام 2027، مع حوالي 3000 غرفة فندقية عبر 25 فندقاً".
معروض ضخم من الغرف
قال باغانو، إن مشروعي البحر الأحمر وأمالا سيوفران حوالي 11000 غرفة فندقية في النهاية، وهو ما يمثل أكثر بقليل من ربع الغرف الفندقية المتواجدة على طول شواطئ الريفيرا الفرنسية من نيس وحتى كان، والبالغ عددها 40 ألف غرفة على طول 50 كيلومترا، في رد حول تضخم المعروض الفندقي عن الطلب.
ويدعم صندوق الاستثمارات العامة كلا المشروعين، إلا أن أحد أهداف الصندوق المتمثل في تحفيز القطاع الخاص، وفقاً لما ذكره باغانو، مشيراً إلى وفرة الموارد المالية لبناء المرحلة الأولى، حيث تم تخصيص رأسمال المشروع، كما تم توقيع حزمة تمويل قروض لجمع 14.1 مليار ريال سعودي. وحتى الآن تم إنفاق 4.5 مليار ريال.
أكبر مشروع مستدام في العالم
كما أشار باغانو إلى عقد الشراكة بين القطاعين العام والخاص مع تحالف بقيادة أكوا باور، والذي سيقوم ببناء البنية التحتية للمرافق الخاصة للمشروع، بما في ذلك الطاقة والمياه النظيفة وتدوير النفايات البلدية لمياه الصرف الصحي والتبريد، حيث سيعتمد المشروع على طاقة متجددة بنسبة 100% - وهو ما يجعل المشروع أكبر وجهة سياحية في العالم يتم تشغيلها من خلال مصادر الطاقة المتجددة.
وقال باغانو: "نحن نبني أيضاً أكبر نظام تخزين للطاقة عبر البطاريات في العالم. كما أن لدينا أكبر محطة تبريد تعمل بالطاقة المتجددة في العالم".
ويوضح أنه مع وجود العديد من مشاريع التنمية السياحية الضخمة المنتشرة في جميع أنحاء البلاد، يمكن لشركة البحر الأحمر للتطوير، أن تخدم أجندة أكبر بكثير من التي تحمل الاسم نفسه.
ويحلم باغانو، ببناء شركة رائدة في مجال العقارات للمملكة، تكون قادرة على تطوير العديد من المشروعات ليس فقط على البحر الأحمر، ولكن مشاريع أخرى محلياً وربما عالمياً.