كيف يمكنك استخدام استراتيجية التسويق الداخلي (Inbound Marketing)؟
مع تطور الوقت، نسعى دائمًا إلى استخدام المزيد من الاستراتيجيات التسويقية، التي تساعد على تحقيق نتائج تسويقية أفضل. من أهم هذه الاستراتيجيات هي استراتيجية التسويق الداخلي ، التي تم تطويرها لجذب العملاء من خلال إنشاء محتوى قيّم وتجارب مصممة خصيصًا للجمهور الحالي.
ما هو التسويق الداخلي (Inbound Marketing)؟
التسويق الداخلي أو التسويق الوارد كترجمة لمصطلح (Inbound Marketing)، هو الطريقة التي تسعى الشركات من خلالها، لبناء علاقات مع المستهلكين، ومحاولة تقديم المساعدة لهم للوصول إلى أهدافهم، بدلًا من الاكتفاء فقط بعملية الترويج التقليدية للمنتجات. يمكن تطبيق هذه الاستراتيجية بثلاثة طرق مختلفة:
- الجذب: جذب العملاء المناسبين من خلال المحتوى، مما يجعلهم يرغبون في التعامل معك.
- التفاعل: تقديم حلول لنقاط الألم التي يعانون منها، لتزيد احتمالية الشراء.
- البهجة: تقديم المساعدة والدعم للعملاء، لتمكينهم من تحقيق النجاح بعمليات الشراء.
من المهم في كل طريقة الاعتماد على الاستراتيجيات المناسبة، التي تساهم في الربط بينها بشكل صحيح، وتقود إلى تحقيق النتائج المطلوبة من كل طريقة.
يساعدك التسويق الداخلي على جذب العملاء المحتملين، إذ وفقًا لمعهد تسويق المحتوى، يؤدي التسويق الداخلي للحصول على ثلاثة أضعاف العملاء المتوقعين مقارنة بالطرق التقليدية. كما أنّه سهل في تطبيقه، فلا يكلّفك الكثير من الأموال.
1- استراتيجيات الجذب
ترتبط استراتيجيات الجذب، بالاستراتيجيات التي يمكن استخدامها في جذب الجمهور المستهدف، بالاعتماد على المحتوى الذي يساعد على جذبهم. من بين الاستراتيجيات التي يمكن استخدامها هي كتابة المحتوى على المدونات، إذ يقدم هذا قيمة إضافية للعملاء، ويساعد على جذبهم إلى مشروعك.
كذلك من الطرق التي يمكن الاعتماد عليها، هي تقديم عروض للجمهور، ومعلومات حول كيف يمكن للحل الخاص بك مساعدة العملاء في التغلب على تحدياتهم. مع تضمين الأدلة التي تعكس جودة المنتجات الخاصة بك، من خلال الاعتماد على شهادات من عملاء آخرين سبق لهم تجربة المنتج.
كذلك من الاستراتيجيات التي يمكن الاعتماد عليها، استراتيجية تحسين محركات البحث، التي ستساعدك على احتلال ترتيب أعلى في محركات البحث، من خلال استهداف الكلمات المفتاحية الأساسية المتعلقة بمنتجاتك وخدماتك. بالتالي يمكن للعملاء الوصول إليك من خلال محركات البحث.
2- استراتيجيات التفاعل
لا يقتصر التعامل مع الجمهور على جذبهم للشراء، لكن أيضًا التفاعل معهم أثناء رحلة الشراء، وتحفيزهم من أجل بناء علاقات طويلة الأجل معهم. لذا من خلال استراتيجيات التفاعل والمشاركة، يؤدي ذلك إلى تحفيزهم ودخولهم إلى هذه العلاقات.
يشمل ذلك طريقة التعامل مع العملاء، من خلال تعاملات ممثلي خدمة العملاء، وكذلك استخدام استراتيجية التسويق عبر البريد الإلكتروني. من المهم في كل استراتيجية التركيز على بيع الحلول إلى العملاء دائمًا، لا فقط بيع المنتج. بالتالي، سيضمن تحقيق تبادل منفعة بين الطرفين، وهو ما يشجّع العملاء.
من أهم الاستراتيجيات التي تستخدم في هذه الطريقة هي الاعتماد على إعلانات (Leads)، التي تحفّز العملاء لتقديم معلوماتهم إلى علامتك التجارية، بناءً على قناعتهم بما تقدمه. بعد ذلك، يمكنك تحويل هذه البيانات إلى مسؤولي خدمة العملاء من أجل التواصل معهم.
3- استراتيجيات البهجة
تساعد استراتيجيات البهجة في ضمان سعادة العملاء ورضاهم لفترة طويلة، حتى بعد إتمامهم لعمليات الشراء بنجاح. من خلال الحرص على المتابعة مع العملاء، وتقديم الدعم لهم والتأكد من كون المنتج أو الخدمة لاقت استحسانهم بالفعل.
يمكن الاعتماد على برامج الدردشة أو استطلاعات الرأي من أجل تقديم الدعم للجمهور، وطلب آرائهم كذلك في المنتج. يمكن أيضًا الاعتماد على برامج الولاء، لجعل العمليات التي يقوم بها العملاء ذات قيمة، بالتالي يرغبون في تكرارها مرة أخرى مستقبلًا.
من أهم الأشياء في استراتيجيات البهجة هي الاعتماد على الاستماع عبر التواصل الاجتماعي (Social Media Listening)، وذلك من خلال متابعة الجمهور على مواقع التواصل الاجتماعي، وما هي الأشياء التي يقولونها، ومحاولة الاستفادة من هذه المعلومات في اتّخاذ القرارات.
كيف يمكنك تطبيق استراتيجية التسويق الداخلي؟
تحتاج استراتيجية التسويق الداخلي إلى تخطيط كبير، إذ كلّما نجحت في الاستثمار بهذه الطريقة بشكل جيد، سيزداد العائد الذي تحصل عليه. أيضًا لا يمكنك العمل دون وجود مرجعية محددة، تساعدك على تحديد الطريق الذي تسير عليه، وتقييمه بعد الانتهاء من تطبيق الاستراتيجية. لذا، هناك 6 خطوات ضرورية، لا بد من القيام بها في التسويق الداخلي كالتالي:
1- تحديد أهدافك: لا يمكنك العمل دون وجود أهداف محددة تسعى إلى تحقيقها من خلال المحتوى. إذ هذه الأهداف ستساعدك على معرفة أي محتوى هو المناسب بالضبط.
2- تحديد شخصية المشتري: إلى من تقدم محتواك؟ تحدثنا عن أنّ التسويق الداخلي يعتمد على فهمك للجمهور جيدًا، وبالتالي مخاطبتهم من خلال ما تقدمه. لا يمكنك الاكتفاء فقط بكتابة محتوى جيد دون جمهور معين. لذا، الخطوة الأولى هي تحديد شخصية المشتري المثالي لجمهورك، الذي تنوي استهدافه من خلال المحتوى. بعد ذلك، يمكنك دراسة هذا الجمهور، وفهم احتياجاته ومتطلباته بالضبط.
3- تقديم المحتوى في كل مرحلة: ما الذي يمكنه تحفيز جمهورك للتفاعل معك في كل طريقة؟ بالطبع الإجابة هي المحتوى المناسب لهم. لذا، من خلال فهمك لرحلة العملاء، والطرق الثلاث التي تسعى إلى مخاطبتهم من خلالها، ما هو المحتوى الذي يمكنك تقديمه لهم لتجعلهم يقبلون الاستماع لك والتفاعل معك؟ يؤدي استخدام المحتوى المناسب، إلى تعزيز الفائدة التي تحققها من كل طريقة، والأهم من ذلك كونه محتوى مخصصا، بالتالي يحقق فائدة أكبر.
4- تحديد المنصات المناسبة لتوصيل المحتوى: لا يقتصر النجاح فقط على إنتاج المحتوى المناسب، لكن الأهم هو اختيار المنصات المناسبة لنشره. في هذه الحالة يمكنك اختيار المنصات، من خلال معرفة الأماكن التي يفضل جمهورك التواجد بها. كذلك احرص على تخصيص المحتوى بما يتوافق مع هذه المنصات وطبيعتها، مثلًا كتابة المقال على المدونة، يمكن تعديله ونشره على فيسبوك بشكل أقصر.
5- إنشاء أجندة المحتوى الخاصة بك: بعد الانتهاء من تحديد المحتوى المناسب والمنصات الخاصة به، يمكنك البدء في كتابة المحتوى وإنشاء الأجندة الخاصة به. إذ يتطلب الأمر الحفاظ على التدفق المستمر للمحتوى، بما يتوافق مع أهدافك وعملائك.
6- تحليل وتحسين النتائج: تعتمد فاعلية التسويق الداخلي على الاستفادة من النتائج، من أجل تحسين الأداء والوصول إلى مستوى أفضل. لذلك، بعد الانتهاء من تنفيذ أجندة المحتوى الخاصة بك، يمكنك تحليل النتائج لمعرفة هل نجحت في الوصول إلى أهدافك بالفعل أو لا؟ بناءً على ذلك سيكون بإمكانك اتّخاذ القرار المناسب بشأن آلية تحسين النتائج.
ليس صعبًا تطبيق التسويق الداخلي كجزء من استراتيجياتك التسويقية، لكن يتطلب الأمر تخطيطًا جيدًا للأمر، والحرص على اختيار الاستراتيجيات المناسبة لذلك، والأهم من ذلك العمل وفقًا لأهداف مخططة، يمكن الاستفادة منها في تحقيق مصلحة العلامة التجارية.
المصادر: