إطلاق رصاص على طائرة إماراتية يغلق مطار بغداد
الرجل: دبي
تعرّضت إحدى طائرات "فلاي دبي" الإماراتية مساء اليوم لإطلاق نار من أسلحة خفيفة خلال هبوطها في مطار بغداد الدولي غرب العاصمة العراقية. وأطلق الرصاص تجاه الطائرة من منطقة الرضوانية المحاذية للمطار، مما أدى إلى إصابة اثنين من الركاب، بينهما طفلة، إضافة إلى إصابة الطائرة بثمان طلقات. وقد هبطت الطائرة في المطار بسلام، فيما نقل المصابات إلى مستشفى قريب للعلاج من إصابتهما الخفيفة. وإثر الحادث فقد أغلقت سلطة الطيران العراقية المطار بوجه حركة الطائرات، مما اضطر إحدى رحلات الخطوط الجوية الأردنية القادمة من عمّان إلى إلغاء رحلتها إلى بغداد كإجراء احترازي.
ولم يعرف بعد الجهة المسؤولة عن إطلاق النار على الطائرة، التي يعتقد أن المهاجم قناص كان يراقب هبوط الطائرة وينتمي إلى إحدى الميليشيات المسلحة التي وضعتها الإمارات على قائمتها للإرهاب، حيث كانت وجّهت تهديدات باستهداف المصالح الإماراتية في العراق.
وفلاي دبي أو طيران دبي هي شركة طيران وطنية إماراتية تعمل بنظام الطيران منخفض التكلفة، وأنشأتها حكومة دبي في 19 آذار (مارس) عام 2008، ويقع مقرها الرئيس في إمارة دبي، وتتخذ من مبنى رقم 2 في مطار دبي الدولي مركزاً لعملياتها.
وتقدم فلاي دبي خدماتها إلى 12 وجهة، وأقلعت أول رحلة تجارية للشركة إلى بيروت في الأول من حزيران ( يونيو) عام 2009، وافتتحت ثاني وجهة لها إلى العاصمة الأردنية عمّان في اليوم الثاني. وانطلقت الشركة بفضل مساعدة شركة طيران الإمارات، لكنها ليست جزءاً من هذه الشركة، وقد وقعت الشركة في 14 تموز (يوليو) عام 2008 اتفاقية مع شركة بوينغ لشراء 54 طائرة من طراز بوينغ 737-800.
وفي الوقت الذي لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن إطلاق الرصاص على الطائرة الإماراتية، الا انه يعتقد ان احدى الميليشيات العراقية الخمس، التي كانت وضعتها الامارات في اواخر العام الماضي على قائمتها للارهاب، هي المسؤولة عن الحادث، خاصة وانها كانت وجّهت تهديدات باستهداف مصالح الامارات.
فقد اعتبرت ميليشيا عصائب اهل الحق بزعامة الشيخ قيس الخزعلي، والمرتبطة بإيران، تسليحًا وتدريبًا وتوجيهًا، اتهام دولة الإمارات لها ومنظمات اخرى بالإرهاب تدخلًا سافرًا في الشأن الداخلي للعراق، وخاطبت الإمارات بالقول "إذا كنتم وضعتم هذه الفصائل الشريفة على لائحة الإرهاب، فسيتم وضعكم على لائحة جهنم". وقال رئيس الكتلة النيابية لاهل الحق حسن سالم في مؤتمر صحافي عقده في مبنى البرلمان إن "اميركا بعدما خسرت رهاناتها في مشروعها التقسيمي للعراق وهزيمة صنيعتها داعش بدأت تحرك أذنابها، وهم أساس الإرهاب، مثل تركيا وقطر والسعودية والإمارات، لكي تمس أبناء العراق وفصائل المقاومة المتمثلة في منظمة بدر وعصائب أهل الحق وسرايا السلام وكتائب حزب الله واعتبارهم منظمات إرهابية".
وطالب سالم الحكومة باتخاذ "موقف حازم تجاه دولة الإمارات الداعمة للإرهاب" كما قال.. مخاطبا الإمارات بالقول "إذا كنتم قد وضعتم هذه الفصائل الشريفة على لائحة الإرهاب، فإننا سنضعكم على لائحة جهنم". اما ائتلاف دولة القانون بزعامة نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي فقد هاجمت النائبة عن الائتلاف هناء الطائي ما وصفتها بالمؤامرة التي صدرت من قبل الامارات، باعتبار تشكيلات عراقية ضمن المنظمات الارهابية.
وقالت الطائي في بيان "إن حكومة الإمارات تعيش حالة من السبات والضبابية، وتحاول خلط الأوراق، وعدم التمييز بين جرائم داعش في البلدان العربية وانتهاكاتها الإنسانية" بحسب قولها.
وكانت الإمارات ادرجت في اواخر العام الماضي 83 منظمة ضمن قائمة الجماعات الإرهابية، بينها منظمات عراقية، هي كتائب حزب الله وعصائب اهل الحق ومنظمة بدر ولواء ابو الفضل العباس. لكنها قررت إتاحة فرصة الاستئناف أمام الجماعات التي أدرجتها في قائمتها للإرهاب، وذلك بعدما انتقدت بعض هذه المنظمات تصنيفها ضمن القائمة.