كيف يمكنك بدء الدراسة عن بعد بكفاءة؟
في الوقت الحالي، أصبح بإمكانك الدراسة عن بعد في أي مجال ترغب به، وكذلك في أي درجة تعليمية تسعى إلى الحصول عليها. إذ توجد برامج للماجستير والدكتوراة وغيرها من الفرص التعليمية، إلى جانب العديد من الدورات المناسبة، التي يمكنك الاستفادة منها في تطوير خبراتك ومهاراتك في مجالات محددة. لذا، نقدم لك في هذا المقال دليلًا عن كيفية البدء في الدراسة عن بعد بكفاءة.
البدء بالتخطيط: 4 خطوات ضرورية للتخطيط السليم لعملية الدراسة عن بعد
"فشل التخطيط هو التخطيط للفشل".
لعل هذه واحدة من أشهر الاقتباسات في عالم التخطيط، التي تصف أهمية التخطيط ودوره في نجاح أي شيء. ينطبق الأمر كذلك على الدراسة عن بعد وأهمية التخطيط السليم لها. لذا، هناك 5 خطوات ضرورية من أجل عملية الدراسة عن بعد:
1- تحديد الأهداف التعليمية: قبل أي شيء، يجب أن تحدد لنفسك ما هو الهدف التعليمي الذي تريده. هل تريد الحصول على معلومات؟ أم ترغب في الدراسة من أجل الحصول على شهادة ذات قيمة في هذا المجال؟ أم ترغب في الحصول على درجة تعليمية محددة مثل الماجستير أو الدكتوراة؟
2- التأكد من قوة الإنترنت: واحدة من أشهر مشكلات الدراسة عن بعد، هي ضعف الإنترنت. لا سيّما إذا كنت تعتمد على جزء تعلم مباشر، في أثناء الحضور على الإنترنت. بالتالي، لا بد من التأكد من قوة الإنترنت مسبقًا، حتى لا يؤثر ذلك على مسار عملية التعلم.
3- اختيار مصدر التعلُّم: هناك العديد من المصادر المتاحة للتعلم، لذا يجب عليك تحديد المصدر المناسب بالنسبة لك في الدراسة عن بعد. يمكنك الدخول إلى المنهج الدراسي المقترح، وإلقاء نظرة على الأهداف التعليمية، ومقارنة ما إذا كان بإمكانك الاستفادة من هذا المنهج فعلًا أو لا.
4- اختيار توقيت الدراسة عن بعد: إذا كنت تعمل في وظيفة، بالتأكيد أنت لا تملك وقتًا كثيرًا للأنشطة الأخرى، إلى جانب حياتك الشخصية. لذا، أنت بحاجة إلى اختيار دورة تعليمية مناسبة من حيث أهدافها، وكذلك من ناحية التوقيت وجدول المواعيد النهائية الخاص بالمهام، حتى تتأكد من قدرتك على المتابعة المستمرة، وتحقيق أفضل نتائج من الدراسة عن بعد.
الدراسة الفعلية: كيف تفعل ذلك بكفاءة؟
بعد الانتهاء من اختيار مصدر الدراسة عن بعد المناسب، ومعرفة كل التفاصيل عنه وعن التوقيت، يمكنك البدء في تحويل هذا الأمر إلى الخطوات العملية في أرض الواقع، حتى تحصل على أعلى كفاءة ممكنة. يمكنك فعل ذلك عبر الخطوات التالية:
1- تجهيز مكان الدراسة
يمكنك الآن أن تبدأ في الدراسة عن بعد. الخطوة الأولى هي تجهيز مكان الدراسة جيدًا، ويحدث ذلك من خلال النقاط التالية:
- اختيار مكان هادئ بعيد عن الضوضاء، وكذلك مكان النوم.
- التأكد من الإضاءة الجيدة التي تساعدك على التركيز في أثناء الدراسة عن بعد.
- استخدام مقعد وطاولة مريحين للدراسة، حتى لا يتأذى ظهرك.
- إبلاغ جميع الأشخاص من حولك بأوقات الدراسة عن بعد في حالة التعلّم المباشر، حتى لا يزعجك أحد في أثناء ذلك.
- الوصول إلى جميع الأدوات التي قد تحتاج إليها، سواءً أقلامك أو أوراقك أو غيرها من الأدوات.
2- وضع خطة الدراسة عن بعد
لا توجد حاجة إلى تعلّم المحتوى بالكامل في الوقت ذاته، إذ عادةً يُقسّم المحتوى على فترات. لذا، يمكنك البدء في تقسيم جدول الدراسة عن بعد على أسابيع الدراسة، من خلال تحديد توقيت محدد للدراسة يوميًّا، مع الحرص على الالتزام بذلك.
من المهم ألّا تنتظر حتى المواعيد النهائية للمهام، حتى لا يتحول الأمر إلى مصدر إزعاج بالنسبة لك، ولا تقدر على التركيز وتنفيذ المطلوب منك بكفاءة. احرص دائمًا في جدولك على امتلاك قدر من المرونة، يتيح لك التعامل مع فترات الضغط في عملك.
في أثناء التعلّم، إذا وجدت مصادر مفيدة يمكنك الاستفادة منها لاحقًا بعيدًا عن موضوع الدراسة عن بعد الحالي، فيجب تسجيل هذه المصادر، والعودة إليها في وقت مخصص، حتى تكون ملتزمًا بهدفك الحالي، وفي الوقت ذاته لا تضيّع الفائدة الكبرى من هذه المصادر.
3- امتلاك الأدوات المناسبة للتعلم
إذا كنت تسعى إلى تحقيق الفائدة القصوى من الدراسة عن بعد، فأنت بحاجة إلى امتلاك بعض الأدوات المناسبة، التي ستساعدك على عملية التعلّم، ويشمل ذلك:
- أدوات تنظيم الوقت: الاعتماد على بعض الأدوات التي تمكنك من تنظيم وإدارة الوقت بفاعلية، فتتابع تنفيذك للمهام، وإلى أين وصلت بالضبط في رحلتك الدراسية.
- أدوات التدوين: يعد التدوين من أهم الخطوات المهمة من أجل الدراسة عن بعد بكفاءة، إذ يتيح لك تسجيل ملاحظات، وبالتالي تذكّر المحتوى بسهولة لاحقًا. يمكنك الاعتماد على التدوين من خلال خريطة المفاهيم بالشكل الذي تفضله كوسيلة لتسجيل المعلومات.
4- التزم بأوقات الدراسة عن بعد
عندما تبدأ في الدراسة عن بعد وفقًا لجدولك، فأنت بحاجة إلى الالتزام الكامل بها، حتى لا تخرج عن الجدول التنظيمي الخاص بك، يمكنك فعل ذلك من خلال الخطوات التالية:
- جدولة مهامك وأنشطتك اليومية في أوقات أخرى غير وقت الدراسة عن بعد، حتى لا يتشتت ذهنك أثناء الدراسة، ويكون موجّها للتفكير بشيء آخر.
- توقف عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في وقت الدراسة، وغيرها من مصادر التشتيت. حتى تضمن التركيز فقط في عملية التعلّم.
- خصص أوقاتًا للراحة في أثناء الدراسة عن بعد، حتى تمتلك القدرة على الاستمرارية والتركيز طوال الوقت. في فترات الراحة يمكنك القيام بأي شيء تريده، حتى عندما تعود يكون تركيزك أكثر.
5- البحث عن شركاء في الدراسة عن بعد
عندما تقرر عمل أي شيء بمفردك، فإنّك على الأغلب تحتاج إلى الدعم والتشجيع، وتزيد قابلية استجابتك للمشتتات والأمور التي تخرجك عن الخطة. لذا، من أجل ذلك، فأنت بحاجة إلى البحث عن شركات في الدراسة عن بعد.
يمكنك اختيار شريك تعرف أنّ لديه اهتمامًا بموضوع التعلّم، فتحرص على التواصل معه من أجل اشتراكه في الرحلة برفقتك. سيمنحكما ذلك جوّاً من الترفيه والاستمتاع في أثناء الدراسة، وسيزيد من التزامكما من تنفيذ المهام، إذ سيشجع كلٌ منكما الآخر على الالتزام بالمطلوب منه.
6- ضع نظامًا للثواب والعقاب
من أهم الخطوات في الدراسة عن بعد أن تضع لنفسك نظامًا خاصا بالثواب والعقاب، حتى تضمن التحفيز الذاتي من خلال هذا النظام، ويمكنك فعل ذلك من خلال النقاط التالية:
خصّص قدرًا من المكافآت المناسبة للإنجاز، فتحصل عليها وفقًا لنوع الإنجاز الذي قمت به. مثلًا مكافأة مثل السفر هي شيء أكبر بالتأكيد من مجرد شراء وجبة طعام تحبها. امتلاك أكثر من مكافأة سيجعلك متحفّزا للإنجاز، والحصول على أفضل مكافأة.
في المقابل، ضع بعض العقوبات عليك مثلًا في حالة لم تلتزم بالمواعيد النهائية للمهام. بالتالي، تتأكد من أنّك تعاقب نفسك على الأخطاء، حتى لا تكررها مرة أخرى.
يتطلب ذلك امتلاك قدر كبير من الانضباط الذاتي، حتى تكون قادرًا على إدارة الدراسة عن بعد بالكامل، وتتابع خطتك وتلتزم بها طوال الوقت. لكن في النهاية ستحصد العديد من الفوائد، وستحتفل بإنجازاتك المتميزة في نهاية فترة الدراسة عن بعد وأنت قد امتلكت شهادة جديدة، تجعلك أكثر نجاحًا.
المصادر: