محمد نصار يكتب: 17 مستوى للوعي.. اكتشف مكانك
الوعي هو ما يُكوَّن لدى الإنسان من أفكار ووجهات نظر ومفاهيم عن الحياة والطبيعة من حوله. يكاد يكون مفهوم الوعي من أعمق وأشمل المفاهيم التي يمكن أن تختصر المكان الذي وصل إليه فرد أو جماعة لجهة القدرة على التعامل مع نفسه والمحيط، ومقاربة الأشياء ومحاكمتها. وكلما ارتقى مستوى الوعي، أصبح الفرد والجماعة مصدراً للطاقة، وكلما هوى وانحدر الوعي غاص الفرد والجماعات في الصراعات، وتباطأت عجلة الحياة.
في منتصف القرن الماضي، خرج عالم النفس الأمريكي ديفيد هاوكنز بنظرية تُقسّم الوعي إلى 17 مستوى (سلم الوعي)، ووضع هذه المستويات على مقياس يبدأ من 0 إلى 1000، الصفر هو أدنى درجات الوعي بينما الألْف هو أقصى حدود الوعي.
يشير سلم الوعي إلى أن كل شخص يقع وعيه تحت درجة 200 على المقياس هو إنسان يعيش معاناة في حياته المليئة بالعراقيل والانسدادات (الأمر ينطبق على المجتمعات). بينما الأفراد الذين يقع وعيهم فوق 200 على المقياس هم الإيجابيون المنجزون المتصالحون مع حياتهم وواقعهم. أتوقف هنا عند هذه المستويات مع الإشارة إلى أنها ليست قطعية، وهناك عدة نظريات قسَّمت الوعي غير سلم هاوكنز.
ما هو مقياس الوعي؟
- وعي أقل من 200 = شخص سلبي حياته غير جيدة (78٪ من سكان العالم).
- أكثر من 200 = الإيجابيون الذين ينجزون في حياتهم بشكل عام.
يتألف مقياس الوعي من 17 مستوى يبدأ بمستوى العار وينتهي بمستوى التنوير.
1- مستوى الخزي والعار (20/1000)
يشعر الشخص بالخجل من نفسه ومن تفاصيله مثل كُرْه الشكل والبيئة.
2- مستوى الذنب وجلد الذات (30/1000)
- تشعر بالندم والذنب عند فعلك لأي شيء، تفعل شيئاً وتلوم نفسك عليه.
- أسير لماضٍ مؤلم لا تستطيع الخروج منه وتواظب على جلد ذاتك.
٣- مستوى العجز (50/1000)
يتضخم فيه الشعور باليأس بسبب الاستسلام ربما لفقدان الفرص وغياب الأهداف الشخصية .
4- مستوى الحزن (75/1000)
شخص في دوامة من الكآبة دائماً، بسبب صدمة فقدان عزيز، يعيش دوامة الحزن والبكاء ولا يريد الخروج منها.
5- مستوى الخوف (100/1000)
الشعور بعدم الأمان وأن العالم غابة من الذئاب فترى أن الحياة كلها أشرار.
6- مستوى الرغبة (125/1000)
يتعلق بإدمان الشخص رغباته وشهواته ويكون عبداً لنزواته ويُحوّل كل شيء لخدمتها.
7- مستوى الغضب (150/1000)
يكون بسبب عدم قدرة الشخص على تحقيق رغبات مكبوتة، ويشعر بالغضب والنقمة على من حققوها وقد تتصاعد عنده الرغبة في الانتقام.
8- مستوى الكبرياء والكبر (175/1000)
وينتج عن تضخم "الأنا" بسبب محاولة الشعور بالذات التي لم يتمكّن من تحقيقها في الواقع، وغالباً يكون تفاخراً بشيء لا يملكه أو ليس سبباً في تحقيقه.
9- مستوى الاستكشاف (200/1000)
وهو أول مستوى إيجابي، الشخص في هذا المستوى يُحب التحديات ويحفّز نفسه، قد يقع في أخطاء، لكنّه يتعلّم منها.
10- مستوى الحياد (250/1000)
- الأشخاص في هذا المستوى غالبًا ما حققوا إنجازاً مهنياً أو علمياً
- في هذا المستوى تشعر بالرضا، فتكون مرناً ومريحاً وواضحاً.
- عندك بعض الكسل والركون إلى منطقة الراحة.
11- مستوى الاستعداد (310/1000)
بعد مستوى الحياد يشعر الأشخاص بأن البقاء في منطقة الراحة لم يعد كافياً، فيميل الأشخاص في هذا المستوى غالبًا إلى العثور على فكرة كبيرة تفيد من حولهم ويتصاعد شعورهم بالرغبة في العطاء.
12- مستوى التحول (350/1000)
- تمتلك الرؤية الواضحة، تريد الاستفادة من قدراتك وإيجاد دورك في هذا العالم.
- قد تتخذ قرارات كبرى مثل التبرع بالثروة أو افتتاح مشروعات خيرية.
- ترك وظيفتك والبحث عن شغفك.
13- مستوى الحكمة (400/1000)
لدى الأشخاص القدرة العظيمة على استشعار نتائج الأفعال قبل الإقدام عليها ويرجع ذلك إلى الخبرة العميقة والتحليل المنطقي.
14- مستوى المحبة (500/1000)
هذا المستوى سامٍ ومرتفع يتمتع فيه الأشخاص بالقدرة على منح المحبة حتى لمن أساء لهم. تخيّلْ معي الفكرة أن تحب من أساء لك، ومن هنا تأتي أهمية هذا المستوى.
15- مستوى البهجة (550/1000)
تتمتع في هذا المستوى بالزهد، صعب جداً أن تغريك الماديات، معطاء ويكون لديك تأثير كبير على من حولك، ويصعب جدّاً تعكير صفوك؛ فالبهجة سمتك وصفتك.
16- مستوى السلام (600/1000)
هنا تتلاشى كل العقد المتعلقة بالعنصرية والطائفية والطبقية، وأشخاص نادرون جدًا يصلون لهذا المستوى.
17- مستوى التنوير (700/1000)
وهو أعلى مستوى في سلم الوعي ويكون نادرًا جدًا ويبلغه الحكماء العظماء ومن لديهم القدرة على التأثير الإيجابي على حياة عدد هائل من البشر حتى بعد موتهم ومرور سنين طويلة.
كيف نرتقي بمستوى الوعي؟
الارتقاء له ثلاثة مستويات:
- الارتقاء الذي تصنعه التجارب والصدمات والتحولات.
- الارتقاء الذي تكتشف فيه حقيقة نفسك وتدرك مستوى وعيك وهذا يحتاج إلى جرأة وصدق مع الذات.
- الارتقاء الذي تصنعه أنت في اللحظات التي تشعر فيها بالسمو والارتقاء في الوعي. كرر ما يجعلك تسمو فسيطيب لك البقاء في ذاك المستوى وستعمل على ذلك.
ملاحظة:
قد تشعر أنك في جميع تلك المستويات وتسأل أين هو مستوى وعيي؟
في الحقيقة الدقيقة أنك مررتَ في كل تلك المستويات واختبرتها ولا تزال إلى اليوم تزورها بين الحين والآخر، لكنك في مستوى معين يصبغ سلوكك العام، وإن كنت تصعد وتهبط في السلم تبعاً للمواقف وفي بعض الأحيان.