باسم يوسف للرجل : نادم لعصبيتي وأعيد إنتاج نفسي
بدأ الإعلامي باسم يوسف حياته العملية جراح قلب، يشخص الأمراض ويعالجها بمبضع الجراحة، ثم انتقل إلى الإعلام ليتناول بالنقد والسخرية الأوضاع السياسية في مصر بعد ثورة يناير 2011، يعلق عليها من خلال برنامج بسيط على يوتيوب، مدة الحلقة فيه لا تتجاوز الخمس دقائق، يصوّرها من منزله.
وعلى الرّغم من بساطة الحلقات وعدم وجود أيّ ميزانية لإنتاجها، فقد حققت 5 ملايين مشاهدة في ثلاثة أشهر. وخطفت قلوب المصريين وأثارت الجدل وتسببت له بالكثير من المشكلات، ولكن كل هذا لم يحل دون تقدمه وانتقاله إلى الاحتراف والتعاقد مع كبرى القنوات التلفزيونية، ليدخل ضمن قائمة الـ100 الأكثر تأثيراً لعام 2013 بحسب تصنيف التايم الأمريكية، ويطلق عليه لقب “جون ستيوارت” مصر، نسبة إلى الكوميدي الأمريكي الذي لطالما أحبه "يوسف" واعتبره مثله الأعلى، وذلك قبل أن يتوقف برنامجه "البرنامج" ويتعرض لضغوط سياسية ويغادر بسببها مصر، ليستقر مع عائلته في الولايات المتحدة الأمريكية في نوفمبر 2014.
ومع انطلاقة جديدة بدأها اليوم من خلال شاشة قناة الشرق الإخبارية، في قالب وبرنامج جديدين، يتصدر الإعلامي باسم يوسف مجلة "الرجل" في حوار يتوقّف عند تفاصيل مشروعه الجديد وجوانب مختلفة من حياته الشخصية، وروايته لكل ما جرى بعد أن هدأت العواصف والعواطف.
طفولتي عادية
يعتبر نفسه صنيعة الطبقة الوسطى في مصر، فقد عاش طفولة تقليدية بحتة، فقد درس الطب إرضاءً للعائلة واستكمالاً للصورة النمطية، وتخرج بدرجة امتياز لكنه يعترف لمجلة الرجل بأنه لم يهوَ هذا المجال في يوم من الأيام، ويبرر ذلك بالقول: "كلنا عبارة عن مُنتج لتربيتنا لحياتنا لمعيشتنا، لما نتعرض له ونحن نكبر".
ويضيف: "أبي كان مستشاراً في مجلس الدولة، والدتي كانت دكتورة في إدارة الأعمال، ومثل كل شاب مصري دخلت كلية الطب إرضاءً للأهل، من أجل اكتمال الشكل الاجتماعي، ليس أكثر".
غيرت المسار
ويروي باسم يوسف لمجلة الرجل بأنه في تلك المرحلة وكما كل شاب مصري في منزلته الاجتماعية، كان لا بدّ أن يقوم بالمفروض عليه، حتى إذا لم يكن يحبه، ويتابع: "حضّرت الماجستير والدكتوراه والزمالة البريطانية والمعادلة الأمريكية، وكانت خطتي السفر إلى كليفلاند في الولايات المتحدة الأمريكية"، ولكن فجأة تغير كل شيء.
ماذا حدث حتى أخذَتْ حياته مساراً آخر مختلفاً عما درسه وسهر الليالي لأجله؟ يجيب بلا تردد بأنها "أحداث 2011 في مصر"، فمع انطلاق تلك الأحداث أتت "الفرصة المواتية" للتوقف عن مسار ومهنة الطب والتحول إلى عوالم مختلفة، تنتمي إلى صناعة وتقديم المحتوى الإعلامي الساخر.
الثورة كاشفة كما يقال، ولكن هل "انتفاض شباب مصر" والآفاق التي فتحتها وحدها ما أوصل باسم يوسف إلى النجاح والشهرة، أم هناك ما هو شخصي ويتعلق بالاستعداد الذاتي؟ يؤكد باسم يوسف: "كنت أحب الكوميديا الأمريكية والسخرية السياسية، وكنت من متابعي جون ستيورات، إلى أن جاءت لي الفرصة، لم أكن أتوقع أن أحصل على كل هذا النجاح، لقد وضعتني أحداث 2011 في مسار جديد وقد وجدت نفسي به" .
ولكن هل الكوميديا وراءها الكاريزما أم التحضير؟ يجيب باسم يوسف على سؤال مجلة الرجل بالقول: "بنسبة 90% تحضير، أنا اعتقد أنني أمتلك ملكة التعلم، أنا تلميذ جيّد، والتحدي الأكبر عندما تركت مصر جاءتني فرصة لتقديم كوميديا باللغة الأجنبية".
التجربة غيرتني
يعتقد باسم يوسف بأن كل شيء نفعله هو صنيعة ما نتعرض له، ويسوق مثالاً من عمله اليوم وهو البرنامج الذي يقدمه ، يقول "هو نتيجة تجربة شخصية بحتة، هناك صديق لي كان مريضاً بالتصلب المتعدد، واستطاع السيطرة على مرضه بتغيير لايف ستايل" ، ويضيف: " كنت سابقاً أسخر من هذا النظام الغذائي، ومن الأكل النباتي، لكن فجأة وجدتني منجذباً إليه وأساعد آخرين، لديّ منصة ومتابعون ونسبة وصول عالية، فقررت أن أستغل هذا في شيء إيجابي".
أما عن عمله في أمريكا فيقول إن الأمر مختلف، ويضيف: "أُقدّم ستاند أب كوميديّاً، وأُؤلّف كتباً، أُقدّم مشاريع تلفزيونية".
كسرت القالب
بين القالب السياسي الساخر، الذي عرفه من خلال الجمهور وحقق به نجاحات "يحسد عليها" وبين عودته في إطار تلفزيوني مختلف.. كيف يُفسّر باسم يوسف هذا التحول ؟ وهذه الجرأة في الانتقال من قالب سبق أن اختبره ورفعه عالياً، وقالب مختلف كان لا يزال مغامرة ، يقول: "إذا عدنا بالزمن للوراء، عندما تركت الشهرة والبرنامج في مصر، عشت في أمريكا كمهاجر، الكوميديا والسياسة التي أقدمها هناك شبيهة بالمنظومة الجديدة التي عشت بها، ومختلفة عن مصر".
ويضيف: "بالنسبة لبرنامج لايف ستايل لم أكن أتخيل تقديمه في برنامج، من سبع سنوات كنت أصبحت نباتياً كنت أساعد الناس خاصة عندما لاحظت التغيير في حياتهم بشكل أفضل، قدمت حلقات ووجدت ردود أفعال جيدة".
ويلفت إلى أن الأمر لم يكن سهلاً، يقول: "وجدت سخرية من تلك الحلقات وتعليقات فحواها "أنت انتهيت".. "ليس لديك ما تقدمه"، فأخذت الموضوع بتحدٍّ وقررت العودة للإعلام بهذا الإطار الجديد، وأحقق منه نجاحاً إعلامياً ومادياً وتجارياً. ومثلما نجحت في البرامج السياسية سوف أنجح في هذا المضمار الجديد أيضاً".
رفضت العروض
تلقى باسم يوسف عروضاً لتقديم برنامج "البرنامج" عبر منصات يوتيوب وغيره، ولكنه قابل تلك العروض بالرفض القاطع. وعن الأسباب يشرح لمجلة الرجل: "برنامج "البرنامج" ينتمي للبلد الذي قدمته فيه، مكانه في مصر، جاءتني عروض من منصّات كثيرة في الخليج وتركيا ولندن ومصر حتى أعود مرة أخرى، لكن هذا مقابل ثمن، فخور خلال 3 سنوات عرضت فيها البرنامج لم أكن أتبع أي أجندة سوى ما أريده أنا مع باقي كتاب الحلقات".
ويضيف: "رفضت تقديمه من الخارج، ولم أستحسن فكرة عرضه على يوتيوب لأنه لن يكون بنفس مستوى البرنامج، جزء من نجاح "البرنامج" هو رفع مستوى الإنتاج في الصورة والمحتوى في العالم العربي، وهذا مستحيل تحقيقه على يوتيوب".
و يبرر موقفه هذا بالقول: "أنا لست ثوريّاً أو نضاليّاً، كان يهمني جودة البرنامج ويتم تنفيذه من داخل البلد الذي أقدمه فيه، تقديمه من الخارج معناه عدم توفر تلك الشروط".
واجهت الفشل
بعد أن غادر مصر في نهاية 2014 ، كان على باسم يوسف أن يُعيد ترتيب حياته ويبدأ من جديد يبحث ويخترع أدواته، فاختلاف الزمان والمكان يفرض بالضرورة معطيات جديدة، يقول: "واجهت الفشل كثيراً في البداية، كنت أقدم محاضرات في الجامعات والمؤتمرات عن تجربتي وكنت أضع بعض الكوميديا في الحكي، بعد ذلك قررت تطوير هذا الأمر، وجاءتني فكرة ستاند أب كوميدي، وجربت كثيراً".
وعن سبب شعوره بالفشل يقول : "أوقات كثيرة فشلت لأنني لم أظهر بالشكل المناسب، الأمر لم يكن له علاقة باللغة بل الأسلوب والتوقيت ومتى يجب أن أتكلم وأتوقف والسرعة في إلقاء الكلمات، كان لا بد من التطور والتعلم بسرعة، وفي أوقات أخرى كنت أعود للبيت متضايقاً وأوقات كنت أشعر بتحسن".
ولكن هذه المشاعر السلبية لم تدفعه إلى الإحباط والتوقف، بل على العكس حفزته على صقل أدواته وتطوير نفسه، يقول: "درست كورس على الاستاند أب كوميدي لمدة شهرين، واشتغلت مع كتاب أمريكيين، حتى أصبح لي أسلوب خاص وهذا تحدٍّ كبير لأعيد إنتاج نفسي بلغة ثانية، ولا أستطيع أن أجزم أنني نجحت تماماً لأنها عملية مستمرة في التعليم، وأنا مستمتع بها برغم خوفي المستمر عند صعود المسرح".
ليس هذا فقط بل أصبح اليوم يقدم 5 عروض في عطلة نهاية الأسبوع "الويك إند"، ويلفت مبتسماً وواثقاً مما يفعله، مضيفاً: "أحياناً العرض الأخير هو الذي يلقى النجاح الكبير، وهذا يحدث مع المحترفين دائماً".
التحضير
كيف يعمل باسم يوسف وكم يستغرق من الوقت خلف الكواليس يقول "أنا أكتب بنفسي، وخلفيتي كطبيب جعلتني متمرساً على التحضير والمذاكرة، والتحضير عندي نسبته أكثر من التلقائية، وأعتقد أن كل "الكوميديانات" مصنوعون بمعنى أن هناك تدريباً وتحضيرات، حتى إذا ارتجلت بتلقائية هذا نابع من كوني استعددتُ جيّداً في فترة التحضير، خفة الدم مثل عضلة الجسم لا بدّ من تمرينها"، ولكن إلى أي مدى تصل نسبة التحضير بالمقارنة مع العفوية، يردّ باسم يوسف بأنها قد تصل إلى 90% إن لم تصل إلى 100% أو 110 %.
وردّاً على سؤال مجلة الرجل، هل الشخص ثقيل الظل يمكن أن يتحول لكوميديان؟ يردّ باسم يوسف دون تردد: "نعم، إذا كان لديه قابلية للتعلم، لست أرى نفسي موهوباً أو سبب نجاح البرنامج، لأن هناك من هم أكثر موهبة وقدرة على الإضحاك أكثر مني، لكنّ الفارق أنني اشتغلت أكثر، لكن في الحقيقة مستواي في خفة الظل متوسط وطبيعي، وقلت مراراً إن متابعة برنامجي لم تكن بسبب خفة الظل، بل كنت الأكثر تميّزاً في المحتوى، في حين لم يستمر آخرون لأنهم اعتمدوا على خفة الظل فقط".
نباتي لهذه الأسباب
بعد خمس سنوات من الانقطاع عاد الإعلامي الساخر باسم يوسف في برنامج جديد، على اليوتيوب انطلق مع بدية رمضان 2019 موضوعه مناقشة نظام غذائي نباتي وفوائده، وحقق جديد يوسف ملايين المشاهدات، واعتبر معلقون عودة باسم يوسف “عودة ذكية” فيما عبر آخرون عن إحباطهم من هذا التغيير.
في حواره مع مجلة الرجل يكشف عما استفاده هو شخصيّاً من اتباع هذا النظام، يقول: " تغيرت أشياء كثيرة مثل مظهري الذي جعلني في سن أصغر، صار هناك فرق واضح في لون بشرتي، صحتي، معدل نومي، عندما أنظر لصوري القديمة أجد إرهاقاً، أوقات أشتهي بعض المأكولات التي منعت عنها نفسي مثل الجبن والبيض، لكن كل مرة أتعب، آخر مرة منذ عامين أكلت سندوتش "برجر" مرضت 3 أيام، فبدأت أباعد بين فترات الخروج عن النظام أو ما أطلق عليه "الغش".
وعن التجربة المباشرة التي دفعته للتحول إلى نظام الغذاء النباتي والدعوة له، يقول: "صديقي نادر منتصر من أيام الدراسة، كنا نمارس معاً كل الرياضات، مثل ألعاب القوى وكرة السلة، وكان في منتخب مصر للبولو، كنت في رحلة في الجونة، وعرفت أنه مصاب بالتصلب المتعدد، وهذا مرض ليس له علاج تقريباً، ومن أسوأ الأمراض التي يراها الطبيب، عندما نزلت للقاهرة قابلته، وعرفت منه أنه صار نباتيّاً، كنت مبهوراً بالنتيجة التي ظهرَتْ عليه، وساعتها قررت أن أصبح نباتياً".
أما النتائج المباشرة لتحول يوسف إلى النظام النباتي والطعام غير المصنع فيكشف بأنها تتعلق بالمظهر وبتحسن لون البشرة، وهذا ما استطاع الوصول له من خلال اتباع نظامه الغذائي النباتي طلية نحو سبع سنوات.
ماذا يعني النظام الغذائي النباتي؟
نظام غذائي يعتمد على الأطعمة المزروعة مثل الخضراوات والفواكه والحبوب والمكسرات.
يُقلل من :
تناول اللحوم (بما في ذلك الدجاج والأسماك)
منتجات الألبان والبيض
الدقيق الأبيض
السكر
الزيت
ولكن ماذا عن علاقته واهتمامه بالأناقة والموضة، والمظهر الذي يرتبط بالثياب والأسلوب والاختيار الشخصي للصورة التي يرغب كل شخص في الظهور بها أمام الآخرين، يقول يوسف: "خارج الأستوديوهات أرتدي ملابس رياضية وجينز، أنا شخص أرتاح في الملابس الخفيفة المريحة، بعد الوقوف أمام الكاميرات بملابس متأنقة أُسرع للملابس الرياضية مرة أخرى وهذا ما كنت أفعله عندما كنت طبيباً منذ سنوات أيضاً، أرتدي تحت البالطو الأبيض حذاء رياضيّاً، وحتى الآن هناك محترفون يختارون لي الطلة المناسبة عند الظهور للجمهور".
أما أفضل الألوان لديه فهما الأزرق والأخضر، ويضيف: "معظم محتويات خزانتي من اللونين اللذين أجدهما مناسبين للون عيوني".
عضلة القلب
بالإضافة لاهتمام باسم يوسف بنظام غذائي نباتي والابتعاد عن الأطعمة المصنعة، فإنه يحرص على ممارسة الرياضية بشكل شبه يومي، وهذه العادة ليست وليدة اليوم، فهو يتمرن في الصالات الرياضية منذ كان في سن 18 عاماً، ويضيف: "لم يتغير من وقتها هذا البرنامج، فقط نوعية الأكل هي التي تغيرت، وهو الفارق بين الشخص العادي والمحترف، هناك قاعدة تقول 80% في المطبخ و20% في الصالة الرياضية، بمعنى آخر جسدك يتشكل في المطبخ ويصقل في الجيم"
وفي ربط بين النظام الغذائي وممارسة الرياضة يلفت يوسف إلى أنه "يمكن أن تتمرن جيداً لكنَّ وجبة غير صحية تفسد كل شيء. وهذه إحدى الرسائل التي أحاول توضيحها في برنامجي، هناك أشخاص أعرفهم شخصياًّ كانوا يلعبون رياضة ثم أصيبوا بأزمات قلبية فجأة، لأنهم دربوا كل عضلاتهم عدا القلب الذي يتأثر بنوعية الطعام".
ألعب رياضة خمس إلى ست مرات أسبوعيّاً لمدة ساعتين، وأفضل الوقت الصباحي في بداية اليوم، وأستيقظ الساعة 7 صباحاً، أحتسي القهوة ثم أتوجه للتمرين، وألعب سويدي بجانب رفع الحديد".
تعرضت للسخرية
نسأل باسم يوسف وقد وصل إلى ما وصل إليه من نجاحات، عن الوصفة السحرية، فيقول بكلمة واحدة دون تردد "الإصرار"، ويضيف موضحاً: "عندما بدأ ت فكرة البرنامج على يوتيوب منذ سنوات تعرضت للسخرية بسبب لثغة الراء، وعندما ذهبت للتلفزيون وتمنيت عمل مسرح واجهت تهكّماً، عندما قدمت البرنامج النباتي قيل إنني أفلست وأقدم أي محتوى للظهور والرجوع، لكن الناس بدأت تتابع برنامجي الأخير، أعتقد أن الملتفت لا يصل".
وعن القيمة المضافة أو البصمة الخاصة به على مستوى عمله الإعلامي فيرى أن "برنامج "البرنامج" غير كثيراً في شكل الإعلام، ربما تختلف مع المحتوى والمضمون، لكن لن ينكر أحد أنه ساهم في تغيير شكل الإعلام، بدون البرنامج لم تكن هناك برامج أخرى على الساحة مثل أبلة فاهيتا أو ساترداي نايت لايف بالعربي، أو على الأقل مناقشة فكرة إنتاج قوي لمحتوى تلفزيوني.. قبل 2011 كان فورمات المحتوى العربي سيئاً للغاية".
ويتابع في نفس الاتجاه عما يقوم به الآن فيقول: "برنامجي الحالي هو قيمة مضافة أيضاً، انفجاري مثل برنامجي السابق، وأواجه معارضة لا تقل عن السخرية السياسية، وسعيد أنني تركت بصمة في الإعلام والصحة. قناة الشرق الوحيدة في العالم التي لديها برنامج عن نظام نباتي".
نادم
يعترف الإعلامي باسم يوسف لمجلة الرجل بأنه في وقت سابق كان عصبياً، ويضيف موضحاً: "كنت منذ سنوات لكن هدأت الآن، وندمت على العصبية التي كانت تخرج وقت عرض برنامج البرنامج، لأنني كنت متوتراً طوال الوقت وقتها، لكن الآن الوضع مختلف".
وعمّا إذا كان يملك نوعاً من الحنين لذلك الماضي الذي كان يجعله عصبياً يقول "لست من هواة الحنين للماضي، وأراه جزءا من الماضي، وليس لدي رغبة في العودة لإعادة حدث، ما حدث قد حدث وأنا سعيد بما أنا فيه الآن".
وتعليقاً على سؤال مجلة الرجل عن الشيء الذي يُشعر باسم يوسف بالملل، يقول: "عدم الشغل، أتضايق إذا مرت أيام عليّ بدون إنتاج".
وبالمقابل فإن المحفز الأهم في حياته هو " النجاح"، ويضيف موضحاً: "النجاح يحفزني، الشغل الذي أقدمه هو الذي يدفعني للأمام"، أما أحب مدينة على قلبه فهي "باريس" وهو يحب السفر بمفرده يقول "بطبيعتي أنا أستمتع بصحبة نفسي، أشعر بالحرية في جدولي الخاص".
وردا على سؤال ماذا تفعل إذا شعرتَ بالإحباط؟ يقول الإعلامي باسم يوسف لمجلة الرجل:
"ليس لدي أصدقاء للفضفضة، أحب أن أكون لوحدي".
أحضّر لمسرحية
وعن خطته للمستقبل وما يحمل في جعبته من مشاريع وأفكار، يقول: "لدي خطط في أمريكا مثل النجاح في المجال الإعلامي وتصالحت مع فكرة أن جمهوري لن يكون 40 مليون شخص مثلما كان في فترة البرنامج، أتمنى العروض التي أقدمها أجد نجاحاً مناسباً ومحترماً، إلى جانب التلفزيون أحضر لعمل مسرحي، وكتبت للأطفال، وهناك عروض لتحويل ما كتبته لفيلم كارتون قبل نزوله للأسواق".
وعلى مستوى العالم العربي، يقول "أتمنى لبرنامجي الأخير عن النظام الغذائي أن يحقق النجاح الذي أتطلع له، وهذا نابع من شقين، الأول إعلامي بهدف تكبيره وتضخيمه ويكون ترفهيّاً ومفيداً، والثاني أن أخلق بيزنس ويساعد الناس والحكومات التي تصرف جزءاً كبيراً من ميزانيتها على القطاع الصحي، وننقذ بشراً كثيرين من مصير الأمراض المزمنة".
ملخص عن حياته:
بعد أن أنهى دراسته بدأ باسم يوسف حياته العملية طبيباً جراحاً ولكنه سرعان ما غادر تخصصه هذا وتحول إلى الإعلام بالتزامن مع أحداث يناير 2011 التي أطاحت بالرئيس المصري السابق حسني مبارك، وبداياته الإعلامية كانت من خلال يوتيوب "باسم يوسف طبيب مصري".
وأطلق باسم يوسف برنامجاً تحت اسم “باسم يوسف شو” في 8 مارس 2011، على موقع يوتيوب، محققاً ملايين المشاهدات، قبل أن ينتقل إلى قناة “أو.تي.في” (OTV) المصرية لموسم واحد، لتقديم برنامج “البرنامج”، الذي ينتقد الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في مصر، وانتقل بعدها إلى قناة “سي.بي.سي” (CBC) لموسمين، محققاً نسب مشاهدة عالية بلغت وفقا للتقديرات نحو 30 مليونا في مصر وحدها، عدا المشاهدات في مختلف الدول العربية، قبل أن يتعرض لضغوط سياسية شديدة وينتقل منها إلى محطة “إم.بي.سي مصر”، ليتوقف البرنامج بعدها نهائياً، ويغادر باسم يوسف إلى الولايات المتحدة الأمريكية في نوفمبر 2014 .
أقام في لوس أنجليس مع زوجته وطفليه، ونجح في تأسيس حياة مهنية في الولايات المتحدة من خلال بث تدوينات صوتية، ونشر كتاباً وبعض العروض الكوميدية التي كانت كلها باللغة الإنجليزية، لغته الثانية.
وفي انطلاقة جديدة، وبعد انقطاع سنوات تُعيد قناة الشرق الإخبارية الإعلامي باسم يوسف إلى الشاشة من جديد، إلا أنه يبتعد هذه المرة عن السياسة حيث ستدور فكرة البرنامج حول تقديم نصائح للمشاهدين للتخلص من المشكلات الصحية عن طريق اتباع نظام غذائي نباتي.