سعودي مصاب بالديسلاكسيا يطلق موقعاً إلكترونياً للتوعية به
لم تمنعه إصابته بإعاقة الديسلاكسيا من التوهّج والانتقال بسقف طموحه من طابق إلى آخر، ومحاولة التغلب عليها، إنه الكاتب محمد باحارث الذي يحرص دائمًا على الحديث عن تلك الإعاقة في محاضراته وكتبه ومقالاته التي ألهم بها الآلاف، وكللها أخيرًا بإطلاقه موقعا إلكترونياً للتعريف بطبيعة تلك الإعاقة وأعراضها وأسبابها وكيفية التعامل مع المصابين بها منذ البداية.
ما هي الديسلاكسيا؟
هي مرض ناتج عن خلل في الخلايا الممغنطة المسؤولة عن نقل المعلومات ما بين العين والدماغ، فتكون لدى مصاب الديسلاكسيا أقلّ تنظيمًا وأصغر حجمًا عنها لدى الأسوياء، فيتسبب الخلل في وصول الرسالة إلى الدماغ مشوشة، فيصعب تحليلها أو التعرف عليها على الدوام.
والديسلاكسيا أو كما يُطلِق عليها محمد باحارث في تعريفه لتلك الإعاقة في موقعه الإلكتروني بأنها «خلل عسر القراءة» والتي تتلخص في وجود خلل أو اضطراب أثناء التعلّم، يؤدي لوجود تعثر في القراءة ناتج عن مشكلة في تحديد أصوات النطق وطريقة ربط الحروف والكلمات، أي فك شفرات الكلمات.
وتؤثر الديسلاكسيا بشكل مباشر على المناطق التى تُعالج اللغة في الدماغ، لا يعني ذلك أن هناك خللًا في مستويات الذكاء لدى المصابين بهذا النوع من الإعاقة، لكنهم يتحلون بمعدل ذكاء طبيعي للغاية، كما أن لديهم قدرات بصرية طبيعية.
يُعتقد أن هؤلاء الأطفال المصابين بعسر القراءة أو الديسلاكسيا لديهم الفرصة في تحقيق النجاح عن طريق تكثيف حضورهم للدروس والحصول على برامج تعليمية متخصصة، إضافة إلى الدعم العاطفي لهم، وذلك بسبب عدم وجود علاج مُحدد لعسر القراءة؛ لذا يكون لديهم فرصة ذهبية من خلال التقييم والتدخل المبكر للأهل والمتخصصين للحصول على نتائج جيدة تجاه المصابين بعسر القراءة.
وتكمُن صعوبة الأمر، في أن عسر القراءة لا يمكن تشخيصه لسنوات، ولا يتم التعرف عليه مبكرًا حيث يظل كامنًا حتى سن البلوغ، ولكن لا يمكن أن نعتبر أن الأوان قد فات، فالمساعدة قد تأتي في أي وقت، وذلك بحسب باحارث الذي حاول تصدير الأمل لجميع المصابين بعسر القراءة وكل من يهمه الأمر.
«كل إنسان هو عبقري بشكل أو بآخر المشكلة أننا نحكم على الجميع من خلال مقياس واحد.. فمثلاً لو قيّمنا سمكة من خلال مهاراتها في تسلّق شجرة ستمضي السمكة بقية حياتها معتقدة أنها غبية»، بهذه الكلمات حاول باحارث استعادة الثقة للمصابين بالديسلاكسيا، وغرس التفاؤل في قلوبهم.
أسباب الإصابة بالديسلاكسيا
على الأرجح يُصاب الأطفال بإعاقة الديسلاكسيا بسبب وجود تاريخ من الإصابة بتلك الإعاقة، أو مرض تعسّر القراءة في العائلة، فالأمر مرتبط بوجود جينات معينة من شأنها التأثير على كيفية معالجة الدماغ لما يخُص القراءة واللغة، أضِف إلى ذلك عوامل الخطورة المحيطة في البيئة.
أعراض الديسلاكسيا
يصعب التعرف على أعراض إعاقة الديسلاكسيا أو تعسّر القراءة لدى الأطفال في سن مبكرة قبل دخولهم المدرسة، ولكن مثل أي مرض، يكون هناك علامات مبكرة تدل على وجود تلك الإعاقة لدى الطفل، وقد يتوصّل المعلّم إلى مشكلة الطفل قبل أسرته، وإليكم ملخص بأعراض الديسلاكسيا:
1- التأخر في النطق.
2- البطء في تعلم الكلمات الجديدة.
3- صعوبة تكوين كلمات بطريقة صحيحة.
4- صعوبة تذكر الحروف أو تسميتها وكذلك الألوان والأرقام.
5- نسيان أغاني الحضانة المعتادة.
أعراض الديسلاكسيا بعمر المدرسة:
1- القراءة بشكل جيد ولكن بمستوى دون المتوقع من العمر الحالي للطفل.
2- وجود مشكلات في فهم جميع ما يسمعه الطفل.
3- يتعثر الطفل في إيجاد كلمات مناسبة وتكوين حلول على الأسئلة.
4- يواجه الطفل مشكلة في تذكر تسلسل الأشياء.
5- يواجه صعوبة في سماع وملاحظة التشابه والاختلاف بين الأحرف والكلمات.
6- صعوبة قراءة ونطق كلمات غير مألوفة.
7- يواجه مصاعب في الكلام.
8- يقضي الطفل أوقاتًا طويلة وغير معتادة في إكمال مهام القراءة والكتابة المطلوبة.
9- يتجنب الطفل الأنشطة متضمنة القراءة.
أعراض الديسلاكسيا بعمر المراهقة:
بحسب موقع باحارث الذي يُعرّف الديسلاكسيا، فإن أعراض الإعاقة أو تعسر القراءة بالنسبة للمراهقين والبالغين متشابهة للغاية مع تلك الواردة لدى الأطفال، وإليكم أعراض الديسلاكسيا التى تظهر بعمر المراهقة والبلوغ:
1- يواجه الكبار صعوبات عند القراءة وخاصة عندما تكون بصوت عالٍ.
2- يبذل المراهقون والبالغون مجهودًا كبيرًا ووقتًا أطول في القراءة والكتابة.
3- يجدون صعوبة بالغة في النطق.
4- الابتعاد عن الأنشطة المتعلقة بالقراءة.
5- غالبًا ما يكون النطق لديهم خاطئا للأسماء ويواجهون صعوبة في استعادة الكلمات.
6- صعوبة فهم التعبيرات التي تتضمن معنى يصعب فهمه والذي يُقال غالبًا بتعبيرات أخرى غير المعتادة.
7- يقضون وقتًا طويلًا في إتمام مهام متضمنة القراءة أو الكتابة.
8- صعوبة تعلم اللغات الأجنبية.
9- يواجهون صعوبة في تلخيص القصص.
10- عدم القدرة على الحفظ.
11- صعوبة حل المسائل الرياضية.
متى تزور الطبيب؟
كما ذكرنا من الصعب التعرف على الديسلاكسيا في وقت مبكر، ولكن معظم الأطفال يكون لديهم استعداد لتعلم القراءة في سن الحضانة أو في الصف الأول، ولكن الأطفال الذين يعانون من تلعثم لن يكون لديهم قدرة على إدراك أساسيات القراءة في هذا الوقت، لذا عليك التحدث إلى طبيبك إذا كان مستوى طفلك دون ذلك أو إذا ما لاحظت عليه علامات أخرى للتلعثم. ويُحذر الأطباء من تأخر التشخيص فيؤدي ذلك إلى استمرار صعوبات القراءة حتى سن البلوغ.
ما هي عوامل الخطر؟
1- وجود تاريخ عائلي يدل على عسر القراءة أو صعوبات التعلم الأخرى.
2- الولادة المبكرة أو انخفاض وزن الطفل كثيرًا عند الولادة.
3- تعرض السيدات عند الحمل إلى النيكوتين أو المخدرات.
4- تعرضهن إلى عدوى قد تُغير عملية نمو الدماغ لدى الجنين.
5- وجود اختلافات فردية في أجزاء من المخ والخاصة بتمكنهم من القراءة.
علاج الديسلاكسيا
الديسلاكسيا ليست مُعدية، وبالنسبة لهذه الإعاقة في السعودية فإنها تُصنّف بصعوبات في التعلّم وتُعرف بأنها اضطراب عسر القراءة والكتابة وفقًا للتسمية التي كانت منتشرة بموجب نظام رعاية المعاقين الذي صدر بأمر ملكي من الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله.
بحسب موقع dyslexia فإنه ليس هناك علاج للديسلاكسيا مثل حبة أو دواء ما، ولكن يتمثل علاج الديسلاكسيا في تأهيل وتدريب صاحب تلك الإعاقة أو المصاب بالديسلاكسيا وأسرته حتى يتمكن من الوصول إلى أقصى ما يمكنه الوصول له من جودة حياة، ولكي يستطيع جميع من حوله فهمه وفهم جميع تصرفاته.
هناك مصابون بمرض عسر القراءة ولكنهم مختلفون عن بعضهم البعض، فأحدهم لديه إعاقة الديسلاكسيا ولكنه يُمارس حياته بشكل شبه طبيعي دون علم بوجود تلك الإصابة، فيما يوجد آخرون يعانون من خلل في وظائف أعضاء الجسم وتشنجات بسبب الإصابة بالديسلاكسيا.
مشاهير أصيبوا بالديسلاكسيا
ما بين العباقرة وأغنى أغنياء العالم، هؤلاء أبرز المشاهير المصابين بالديسلاكسيا «والت ديزني، ليوناردو دافينشي، ستيف جوبز، جيم كاري، ألبرت آينشتاين، الأمير تشارلز، محمد علي كلاي، وارين بافيت، كارلوس سليم».