5 أسباب تخبرك بضرورة إنشاء مدونة لمشروعك
يعد التدوين إحدى الاستراتيجيات التسويقية القوية، التي تستخدم كجزء من التسويق بالمحتوى. يعود السبب في قوتها إلى كونها تسعى إلى إضافة قيمة حقيقية إلى العميل، بالتالي تجعله يحصل على فائدة من شركتك، في أنواع المحتوى المختلفة التي تقدمها له على المدونة. كما يمكن ربطها مع مواقع التواصل الاجتماعي، مما يعزز من فائدتها ويضيف لها قيمة أكبر.
لماذا لا تفضل الشركات أحياناً بدء مدونة؟
على الرغم من قيمة المدونة، فإنّ بعض أصحاب المشاريع يحجمون عن البدء فيها، لا سيّما أصحاب المشاريع الصغيرة. هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى ذلك، من أهم هذه الأسباب:
- الالتزام: يتطلب العمل على المدونة التزاماً دائماً، سواءً من ناحية الوقت أو توفير الموارد المطلوبة لإنتاج المحتوى. في بعض الأحيان لا يكون للشركات الناشئة القدرة على تحقيق ذلك، نتيجة حجم المهام الأخرى المطلوبة، إلى جانب عدم توفّر الإمكانيات المالية المطلوبة للمدونة.
- عدم معرفة طريقة البداية: يتطلب إنشاء مدونة عملاً تقنياً، وهو الأمر الذي يجهله أصحاب المشاريع إذا لم يكن لديهم خبرة في البرمجة. بالتالي، لا يعرفون كيفية بدء العمل بالشكل المناسب، وما هي الاختيارات المتاحة لهم، وكيف يمكنهم الاختيار من بينها.
- صعوبة الحصول على متابعين دائمين: تركّز المدونة على هدف محدد، وفقًا لطبيعة العمل التجاري، بالتالي يكون من الصعب الوصول إلى متابعين دائمين لها، إذ الأمر يحتاج إلى مجهود كبير. وفي حالة نقص الالتزام وعدم النشر باستمرار، قد تخسر المدونة ما حققته قبل ذلك.
- صعوبة توليد الأفكار: يحتاج العمل في المدونة إلى وجود الأفكار باستمرار، إذ هذه الأفكار هي التي ستجذب المتابعين، ولا بد من اختيارها بشكل قوي ومؤثر معهم. مع العمل المستمر في المدونة، قد يصبح من الصعب توليد أفكار جديدة، وهذا يؤثّر على معدل النشر.
على الرغم من كون هذه النقاط الأربع تُمثّل تحدّياً صعباً لإنشاء المدونات، إلّا أنّ الأمر ليس صعبًا هكذا طوال الوقت، بل توجد العديد من الطرق المناسبة للتعامل مع الأمر. وفي النهاية، قد تكون الفائدة من إنشاء المدونة أكثر قيمة من هذه التحديات، إليك 5 أسباب عن أهمية إنشاء مدونة.
السبب الأول: استهداف العملاء المحتملين
لا تركّز المدونات على الترويج المباشر للمنتجات أو الخدمات، ولعل هذا ما يجعل البعض يقتنع أنّه لا يجب بذل المجهود التسويقي في العمل عليها. لكن الواقع يختلف تمامًا، إذ تلعب المدونات دورًا أساسيًا في الترويج، لكن بطرق أخرى غير مباشرة، وتشارك في التسويق أثناء رحلة العميل من اللحظة الأولى.
عندما تنجح في تقديم المحتوى المناسب للجمهور، من خلال مناقشة أمور الصناعة التي يتواجد بها مشروعك، وكذلك التحديات التي يمر بها الجمهور، وتقدّم لهم محتوى يساعدهم في فهم حياتهم، والوصول إلى حلول مشكلاتهم، يؤدي ذلك إلى اكتساب اسمك قيمة كبيرة لدى الجمهور، وعندما يرغبون في الشراء، سيكون منتجك هو الخيار الأول في الأذهان.
يتطلب ذلك معرفة جمهورك المحتمل بالضبط، ودراستهم جيدًا وكذلك احتياجاتهم ومشكلاتهم، ثم بعد ذلك إعداد قائمة بالمحتوى الذي يمكن تقديمه لهم. يجعلك هذا تقدّم محتوىً مميزاً لجمهورك، إلى جانب التغلب على مشكلة عدم وجود أفكار، فأنت هنا ستحصل على أفكارك من اهتمامات الجمهور.
السبب الثاني: زيادة حركة المرور على موقعك
تعمل المدونة بشكل مستقل عن الموقع الإلكتروني الخاص بمشروعك، سواءً كقسم آخر داخل الموقع، أو العمل عليها بمفردها كموقع مختلف تمامًا. لكن لأنّك في الحالتين تربط بين المدونة والموقع الإلكتروني، من خلال الروابط داخل المحتوى، يؤدي هذا إلى توليد حركة مرور على موقعك.
تشير الإحصاءات إلى أنّ قرابة 70% من تجارب العملاء على شبكة الإنترنت، تبدأ من خلال محرك البحث. بالتالي، يشير هذا إلى حجم الفرصة الموجودة لمشروعك، إذ يعني هذا رغبة العميل في استخدام البحث كطريقة لاتّخاذ قرارات الشراء.
بالتالي، عندما يزور موقعك من خلال البحث، يعني هذا وجود احتمالية أكبر لشراء منتجاتك وخدماتك، لا فقط زيادة حركة المرور. بالطبع لا يوجد شيء مثل محتوى المدونة، يمكنه مساعدتك في الظهور ضمن النتائج الأولى من عمليات البحث.
السبب الثالث: إثبات نفسك كخبير في الصناعة
بمرور الوقت، يمكن للمحتوى الذي تنشئه على مدونتك، منح الجمهور معلومات قوية في المجال. يؤدي ذلك إلى تصنيفك كخبير في الصناعة، لا سيّما إذا كان المحتوى الخاص بك مميزاً ويختلف عن بقية أنواع المحتوى التي تعرض.
سيجعلك هذا تتحول إلى الشخص الذي يأتون إليه، لمعرفة المعلومات والتطورات في المجال، مثلًا ما هي الأدوات أو الموارد الجديدة، كيف يمكنك حل المشكلات والتحديات التي تواجههم. سيتولد لدى الجمهور قناعة أن كل شيء لديه إجابة في مدونتك.
الشيء الجيد في ظهورك كخبير، أنّه يميز مدونتك ويجعل بقية المواقع تستخدم محتواها كروابط في محتواهم، بشرط طبعًا أصالة وحصرية المحتوى الخاص بك. إلى جانب أنّه قد يمنح مشروعك فرصًا للتعاون مع الآخرين، والتواصل مع جهات ومشاريع أخرى، ترغب في الاستفادة من خبرتك.
السبب الرابع: تطوير مجتمع لمشروعك التجاري
يمكن للمدونة خلق مجتمع لمشروعك التجاري، وهذا أحد أهم الأجزاء بها. إذ يمكنك تخصيص جزء للتعليقات، وفتح المجال للنقاش بين الأفراد. بعد هذا، يمكنك التفاعل معهم، والاهتمام بالإجابة على استفساراتهم، ومساعدتهم في المواقف التي يمرون بها.
يؤدي ذلك إلى جذب المزيد من الأفراد، وفي النهاية يكون لديك مجتمع من الجمهور، الذي يملك اهتمامات مشتركة، ولديه رغبة في الاستماع إليك، والاستفادة من المحتوى الذي تقدمه لهم. يؤدي ذلك إلى تعزيز معلومات الجمهور، ويكتسبون شعورًا بالولاء لمدونتك، ويحرصون على متابعة محتواها دائمًا.
السبب الخامس: إنشاء اتصالات شخصية ذات قيمة
ليس شرطاً الاكتفاء فقط بالمحتوى التجاري دائمًا، بل يمكنك محاولة التنويع في المحتوى، وإضافة لمسات وأفكار أخرى شخصية في المدونة، مع استخدام الفكاهة وحس الدعابة من وقت لآخر. يؤدي ذلك إلى زيادة الرابط بينك وبين الجمهور.
يعود السبب في ذلك لشعورهم بالطابع الشخصي في المحتوى، وحرصك على البقاء متواصلاً معهم بشخصيتك لا فقط بعملك التجاري، بالتالي قد تتولد علاقة جيدة بينك وبين الجمهور، مما يؤدي إلى إنشاء اتصال شخصي قيّم معهم.
حتى تفعل ذلك، يمكنك الحرص دائمًا على إضافة الطابع الشخصي على المحتوى، لا سيّما إذا كنت تنقل تجارب خاصة بمشروعك. أو يمكنك إضافة محتوى شخصي بالأساس. في الحالتين يجب عليك الحرص على استخدام الأسلوب المناسب للجمهور، الذي يحفزهم للاستماع إليك.
تعد هذه الأسباب الخمسة جزءاً من الفوائد التي تجعلك تبدأ مدونتك. في النهاية جميع هذه الأسباب تؤكد على شيء واحد فقط، وهي أنّ المدونة تستحق المجهود الذي سيبذل فيها، وأنّه من الضروري التغلب على جميع العوائق التي تمنع ذلك، من خلال التركيز على الفوائد المحتملة.
يتطلب الأمر جهدًا وعملًا مستمرًا، فالأمر لن يؤتي ثماره في ليلة واحدة. لكن عندما تؤسس لمدونتك بشكل صحيح، وتعمل على نوعية المحتوى الذي يتفق مع جمهورك، بالتأكيد ستحصد هذه الفوائد، وستدرك القيمة الكبيرة الناتجة عن إنشاء مدونتك.
المصادر: