8 خرافات عن الأغذية ستدهشك عندما تقرأها
لا بُدَّ أنك مررتَ بواحدة من الخرافات التي سنذكرها اليوم في مقالنا خاصةً إن كنت من محبي استخدام المكملات الغذائية، أو حتى تعمل لتبني جسدك بشكل معين في واحدة من الصالات الرياضية.
على الرغم من التطور الكبير في أبحاث المواد الغذائية هناك الكثير من المستخدمين ما زالوا متعلقين بالطرق القديمة للتغذية والتي تهمل كل التطورات التي وصلها العلم في مجال التغذية.
إليك 8 خرافات منتشرة عن المكملات الغذائية وهي بالطبع كلها كذب.
الخرافة الأولى: جسدك لا يستفيد بأكثر من ٣٠ جراما من البروتين
يدعي الكثير من الخبراء ومدعي علم التغذية أن جسد الإنسان قادر على هضم ما يقترب من ٣٠ جراما من البروتين في الوجبة الواحدة، بالطبع أي كمية أكبر من ٣٠ جراما بحسب هذه الإشاعة يتم تخزينها كدهون أو يخرج من جسدك بشكل عام. ولكن من أين جاء رقم ٣٠ جراما.
ظهرت دراسة منذ سنوات تخبرنا بأن القيمة القصوى لتحويل البروتين إلى عضلات كانت ما بين ٢٠-٣٠ جراما في الوجبة الواحدة، زيادة هذه القيمة إلى ٤٠ جراما في الوجبة الواحدة لا يمثل أي فائدة لجسدك ولن تستفيد منه العضلات، المعلومة الخاطئة هنا هي طريقة تخزين الزائد عن الـ٣٠ جراما من البروتين حيث يتم تحويل جزء كبير منهم إلى جلوكوز أو سكر وهو ما سيتم تحويله إلى دهون لاحقاً إذا لم تستخدم.
من الصعب أن تربط بشكل مباشر بين الجلوكوز الناتج عن البروتين الزائد والجلوكوز غير الناتج عن البروتين والأهم أن هناك الكثير من المغامرين أو من يتغذون فقط على البروتينات لفترة طويلة يعانون من ظاهرة تدعى مجاعة الأرنب Rabbit Starvation وهي في النهاية تؤدي إلى وفاتهم بشكل مباشر إذا لم تعالج بطريقة صحيحة.
لا يوجد أيضاً ربط مباشر بين كمية البروتين التي تتناولها وزيادة الكتلة العضلية لجسدك، ما زالت هناك الكثير من الأبحاث عن هذه النقطة ولا توجد نتيجة واضحة لها ولكن القاعدة العامة هي أن الكتلة العضلية لجسدك تزداد عندما تكون في حالة إيجابية لتوازن النيتروجين، هذا يعني عندما يكون معدل بناء العضلات MPS أعلى من معدل هدمها MPB ونحن نعلم بحسب الدراسة القديمة أن أفضل كمية بروتين لمعدل بناء العضلات هو ٣٠ جرام تقريباً وهو الفارق الأفضل بين معدل بناء العضلات ومعدل هدمها.
الخلاصة: كمية البروتين التي تنوي تناولها يجب أن تكون متوازنة مع حميتك الغذائية واحتياجات جسمك للبروتين بشكل عام وهذا يجب أن يُحدَّد بناءً على الحجم الذي ترغب بالوصول إليه وبمساعدة طبيب تغذية مختص.
الخرافة الثانية: الحمية عالية البروتين يمكن أن تزيد معدل هشاشة العظام
هذه واحدة من المعلومات المنتشرة والمعروفة لدى الكثير من مختصي التغذية وحتى غير المختصين ولكن هناك المزيد من التفاصيل بالطبع حول هذه الخرافة كما أن حالتها تختلف كثيراً بناءً على حالة جسدك بشكل عام.
النظرية وراء هذه الخرافة هي أن معدل تناول البروتين العالي في حميتك سيؤدي إلى رفع حموضة الدم وبالتالي سحب الكالسيوم القلوي من عظامك حتى تتمكن من معادلة الحموضة المرتفعة.
بالطبع مثل أي إشاعة أو خرافة تبدو هذه الخرافة منطقية ومبنية على أساس منطقي، ولكن الدراسات أثبتت عكس هذه النظرية تماماً! هناك الكثير من الدراسات المنشورة الخاصة بهذا الأمر ومنها دراسة نشرت في عام ٢٠٠١ أثبتت أن زيادة نسبة البروتين في الحمية تعمل على زيادة معدل وأداء هرمونات النمو المتعلقة بالعظام وعلى رأسها هرمون IGF-1 المسؤول عن صناعة العظام الجديدة وزيادة سمكها.
في الواقع هذه الإشاعة تجعل الكثيرين يحدون من معدل تناولهم للحوم والبروتين بناءً على هذه النظرية مما يجعلهم يؤذون أنفسهم ويعانون بسبب نقص البروتين والمعادن الأساسية الموجودة في اللحوم.
الخرافة الثالثة: الحمية المرتفعة البروتين تؤثر بشكل سلبي على كليتك
تعمل الكلية على تنقية الدم من الشوائب والمواد الزائدة على حاجة الجسم وإخراجها عن طريق التبول، تعمل الكلية على تنقية ١\٥ كمية الدم الموجودة في جسدك كل دقيقة أو دقيقتين، هذا يعني أنه مع كل دورة دموية كاملة تقوم الكلية بتنقية ١\٥ الدم الموجود في هذه الدورة.
بالتأكيد تناول كمية أكبر قليلاً من اللحوم سيؤثر على معدل عمل كليتك وربما يضعها تحت ضغط، ولكنه بالتأكيد ليس مؤثراً بالشكل الذي توصله هذه الخرافة.
بالإضافة إلى ذلك يمكنك مساعدة كليتك على تنقية هذه الكمية من الدماء بطريقة سهلة وبسيطة عن طريق زيادة كميات شربك للمياه بشكل مستمر ويومي وهذا أفضل بكثير لكليتك بشكل عام.
الخرافة رقم ٤: طبخ البروتين يؤثر على تركيبته ويقلل من فائدته
هذه واحدة من تلك الخرافات المعروفة والمنتشرة محلياً لدى الكثير من الأسر والأفراد محلياً وعالمياً وهي عارية تماماً من الصحة وسأخبرك الآن لماذا.
البروتين هو المكون الأساسي للحوم لذا لا يمكنك التخلص من البروتين الموجود في اللحوم وتغيير فائدته الصحية دون أن تغيير حالة المنتج وتحويلها لمنتج آخر غير اللحوم، وحتى في هذه الحالة ستحتاج لطريقة خاصة لتدمير اللحوم تماماً.
لذا حتى إن قمت بتناول البروتين المعد كبودر أو مطحون وهنا قد تغير خصائصه الفيزيائية بشكل كبير للغاية لكن فائدته ستظل كما هي دون تغيير لأنه يحتوي على المكونات الأساسية للبروتين.
بالطبع هذا الأمر لا ينطبق على المنتجات المصنعة أو البروتينات المصنعة التي لا تحتوي على مواد غذائية مناسبة.
طريقة طهوك للبروتين أيضاً تجعل القيمة الغذائية للوجبة مختلفة ككل ولكن ليس لأنها غيرت القيمة الغذائية للبروتين بل لأنها أضافت عليها مجموعة أخرى من القيم المختلفة مثل قلي اللحوم بالزيوت المهدرجة بدلاً من شويها أو طهيها.
الخرافة رقم ٥: يجب أن تتناول البروتين مباشرةً بعد تمارينك الرياضية
تعتمد هذه الخرافة على نظرية تدعى Anabolic window وهي المسافة التي يمكن للجسم الاستفادة خلالها من المواد الغذائية والبدء في بناء العضلات وزيادة الكتلة العضلية الخاصة بجسدك.
في الماضي كان يُعتقد بأن هذه النافذة مفتوحة لمدة ساعة كحد أقصى بعد تمرينك ولكن الآن وبعد الكثير من الأبحاث والدراسات فقد أثبتت أن هذه النافذة مفتوحة لمدة أكبر من هذا بكثير وربما تستمر لعدة ساعات بعد التمرين.
هذا لا يعني أن الفترة التي تلي التمرين غير مهمة ولكنها ليست بالأهمية التي كان الجميع يظنها في الماضي، في الحقيقة معظم الحميات الجديدة الموجهة لزيادة الكتلة العضلية تعتمد بشكل كبير على تناول مجموعات من الغذاء على جرعات متباعدة ومتتالية بشكل مستمر دائماً وليس خلال فترة قصيرة من اليوم وهو أمر هام للغاية ويجب عليك الاهتمام به.
يجب أن تركز على تناول كمية بروتين مناسبة لجسدك على فترات متباعدة في اليوم وأن تقوم بهذا الأمر بشكل يومي في نفس مواعيد تناول الغذاء حتى تستفيد بالحد الأقصى من الغذاء.
الخرافة رقم ٦: تناول الألياف ليلاً ستجعلك تزداد في الوزن
إذا رأيت هذه المعلومة في منشور على صفحة فيس بوك أو ربما تغريدة ما ستعتقد بأنها معلومة حقيقية وليست خرافة ولكنها مع الأسف واحدة من الخرافات المعتمدة على أساس منطقي وعلمي.
ولكن في الحقيقة وبالرغم من أن نشاطك الليلي يكون أقل بالطبع من ذلك في النهار فإن معدل حرق السعرات الحرارية لا يختلف كثيراً أثناء نومك عن الاستيقاظ وهذا يعني أن الأغذية التي ستتناولها في المساء سيتمكن جسدك من حرقها بشكل طبيعي ومناسب للغاية كما لو كنت تتناولها في الصباح.
هناك دراسة نشرت في عام ٢٠١١ تتحدث عن هذا الأمر تحديداً وترى بأن معدل حرق الألياف في المساء يكون أعلى من مثيله في الصباح، هذه الدراسة اعتمدت على تجربة عن طريق تقسيم مجموعتين للأغذية واحدة تناولت أكثر من ٨٠٪ من الألياف الخاصة بهم في المساء والمجموعة الأخرى امتنعت عن تناول الألياف في المساء.
المجموعة التي تناولت الألياف مساءً خسرت وزناً بطريقة أعلى من تلك التي امتنعت عن تناوله في المساء والمجموعة التي لم تتناول أي ألياف في المساء كان ردها بأنها لم تشعر بالجوع مثل المجموعة الأولى.
بالطبع إن كنت ترغب في تناول الألياف مساءً يجب أن يكون ضمن سعراتك الحرارية المسموح بها وليس خارج هذه السعرات وهو أمر هام للغاية ويخلط الكثيرون بينه وبين وقت تناول الألياف.
الخرافة رقم ٧: الألياف هي الألياف مهما كان تركيبها:
في الواقع الألياف تتشابه في نقطة واحدة وهي أنها تمتلك ٤ كالوريز فقط ولكن باقي الأمور مثل معدل هضمها وطريقة تعامل الجسم معها مختلفة كثيراً عن غيرها، والآن لنضرب بعض الأمثلة:
الألياف عالية السكر يتم هضمها بسرعة كبيرة وهذا يعني أن جسدك يكسرها بشكل سريع وينتج عنها ارتفاع سريع في نسبة الجلوكوز في الدم يليه ارتفاع في معدل الانسولين ليساعد على التحكم في نسبة السكر في الدم.
الألياف البسيطة ستجعلك تشعر بالشبع حتى ٤٥ دقيقة بعد تناولها ولهذا فهي مناسبة جداً للتناول بعد التمرين.
أما الألياف قليلة السكر يتم هضمها بشكل بطيء للغاية مما يسمح بتنظيم معدل الجلوكوز في الدم وهي يجب أن تمثل الجزء الأكبر من وجباتك الغذائية أثناء حميتك الغذائية أو أثناء التمرين الخاص بك، كما أنها في العادة تحتوي على نسبة أكبر من المعادن والفيتامينات مقارنةً بالألياف البسيطة وهذه المجموعة تشمل الكثير من الخضراوات والبقوليات والرز البني بالإضافة إلى البطاطا الحلوة.
الخرافة رقم ٨ : السعرات الحرارية القادمة من الألياف لا تحتسب
تعتمد بعض شركات الأغذية على إضافة مصطلح Net Carbs أو الألياف الصافية وهي معدل السعرات الحرارية الموجودة في المنتج الخاص بها.
هذا المصطلح لا يشمل السعرات الحرارية الناتجة عن الكحوليات السكرية بالإضافة إلى الألياف وهي طريقة استخدمتها شركات الأغذية لخداع المستخدمين وتعطيهم إحساساً بأنهم لا يتناولون الكثير من السعرات الحرارية.
بالطبع إن كنت تراقب حميتك و سعراتك الحرارية من أجل خسارة الوزن فمثل هذا المصطلح قد يدمر لك حميتك ويبعدك عن هدفك لأنه وفي الحقيقة فإن الألياف والكحوليات السكرية تحتوي على نسبة من السعرات الحرارية مثلها مثل أي طعام آخر.
ما لا تحتويه هذه المنتجات هي السكر الذي يعمل على رفع نسبة السكر في الدم لذا قامت الشركات باختراع هذا اللفظ.
لا يوجد غذاء لا يحتوي على سعرات حرارية وإن كنت ترغب في تناول غذاء بدون سعرات حرارية تذكر فتوجه للمنتجات الطبيعية مثل بعض الفواكه والخضراوات التي تحتوي على كميات قليلة للغاية من السعرات الحرارية.