الذكاء الاصطناعي متطور... ولكن ليس في هذه المواقف المضحكة
دخل الذكاء الاصطناعي في كل جانب من حياتنا، ودخوله في بعض الأحيان لم يكن ناجحًا بالقدر المتوقع أو المذهل وإنما ترك أثرًا كوميديًا ذكرنا بأهمية الموهبة البشرية والحاجة الماسة إلى الاستمرار بتطوير هذه التقنيات والعمل عليها باستمرار وأنها لا تزال غير قادرة على العمل بالكامل لوحدها حتى ولو وجب عليها ذلك افتراضيًا.
لذلك سوف نستعرض معكم أدناه بعضًا من القصص المضحكة التي حدثت في عالم التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي تحديدًا.
الذكاء الاصطناعي يفشل بأخذ دور المصور
Inverness Caledonian broadcast games with a robot camera programmed to follow ball in their Scottish second tier matches. The commentator had to apologize as camera kept on mistaking bald linesman’s head for ball and simply following it up and down field ?pic.twitter.com/RqIt2FYvAr
— roger bennett (@rogbennett) October 29, 2020
حققت تقنيات الذكاء الاصطناعي نهضات حقيقية تستحق الاحترام والمديح في الأعوام الفائتة، فقد بدأت تدريجيًا بتوفير مزايا لم تكن ممكنة سابقًا وبالأخص في عالم الحوسبة والترفيه الإلكتروني، أما في جوانب أخرى فربما لا تزال بحاجة لبعض الاهتمام والعناية.
مباراة كرة القدم هذه كانت خير مثال على ذلك، فقد كان هنالك مباراة في أسكتلندا تجمع اثنين من فرق كرة القدم الاحترافية: نادي إنفيرنيس ضد نادي إير يونايتد، والتي أخذت مجرياتها في ظروف خاصة يحيط بها الحذر بسبب وباء كورونا العالمي.
كيف سيتمكن الذكاء الاصطناعي من سد الثغرات التي نشأت بسبب التعليم الافتراضي؟
ولهذا السبب قرر النادي المستضيف إنفيرنيس استخدام ذكاء اصطناعي لتصوير كامل المباراة وبثها للمتابعة مباشرة بدلاً من وجود مصور حقيقي للأخذ بمعايير السلامة قدر الإمكان، وتم برمجة هذه الكاميرا على أن تتابع حركة كرة القدم باستمرار دون توقف وأن تركز عليها حصرًا.
المضحك بالأمر أن الذكاء الاصطناعي تعرض لحالة إرباك جعلته يفشل في تحقيق الوظيفة المطلوبة منه، حيث لم يتمكن من إيجاد الفرق بين كرة القدم الخاصة بالمباراة ورأس حكم المباراة الأصلع.
ونتيجة هذا الإرباك قامت الكاميرا بملاحقة رأس الحكم باستمرار بدلاً من الكرة نفسها مما أدى إلى عدم إمكانية متابعة المباراة بشكل طبيعي، وتصاعدت شكاوى وانزعاجات من المتابعين الذين قاموا بدفع المال للحصول على امتياز متابعة البث أونلاين.
تلفاز قديم يحبط شبكة إنترنت بكاملها
توقفت خدمة الإنترنت عن العمل لمنطقة بكاملها تتألف من 400 شخص في المملكة المتحدة بشكل مؤقت دون معرفة السبب، واستمرت الحادثة الغريبة بالتكرار كل يوم في صباح الساعة السابعة، والغريب أنها تتعرض لجميع المقيمين في المنطقة بنفس الوقت.
حاول الفريق المشرف على صيانة الشبكة أن يعالج القضية عبر اللجوء إلى أساليب عديدة مثل تغيير الكابلات والتحقق من سلامة الاتصال بين مراكز البث والمستخدمين، ولم يكن هنالك أي خلل أو نتيجة تذكر من هذه التدابير وإنما استمرت المشكلة كل يوم.
استدعى الفريق مجموعة من المختصين في علاج القضايا الصعبة كهذه من مكتب كبار المهندسين لفروع أخرى في المملكة المتحدة للتحقيق بالأمر أملاً بإنهاء القضية المزعجة.
أول أغنية من تأليف الذكاء الاصطناعي .. استمع إليها من هنا (فيديو)
وللأسف، لم يصل هذا الفريق المخضرم لأي نتيجة إيجابية إلى أن قرروا إجراء اختبار أخير بعد أن بادر لذهنهم اختبار وجود حالة خلل نادرة الحدوث تدعى اختصارًا SHINE وهي حالة ضجيج من مصدر منفرد تقوم ببث ونبض تشويش شديد وحالة تداخل كهربائي تؤثر بشكل مباشر على نطاق الاتصال بشبكة الإنترنت.
استخدم الفريق جهاز يدعى Spectrum Analyze لفحص المنطقة بحثًا عن مثل هذا المصدر الباعث للتشويش والذي بالتالي يكون سبب العطل اليومي بالشبكة، وبالفعل في السابعة صباحًا من اليوم التالي قام الجهاز بالتقاط حالة تدخال كهربائي في القرية وبعد تتبع الأثر عُثر أخيرًا على المصدر الموجود في منزل ضمن المنطقة.
على ما يبدو السبب لغرابة الأمر هو جهاز تلفاز كلاسيكي قديم ينتمي لبيت متواضع لزوجين يقومان بتشغيله صباح السابعة من كل يوم، ولذلك كانت تتكرر الحادثة بنفس الوقت يوميًّا، وبعد توضيح القضية لهما تسارعت على وجههما علامات الدهشة والتفاجؤ وقررا عدم استخدام هذا الصندوق القديم لمشاهدة التلفاز بعد الآن.
سيارة سباق ذاتية القيادة بحاجة إلى سائق بكل الأحوال
Roborace is the world first driver-less/autonomous motorsports category.
— Ryan (@dogryan100) October 29, 2020
This is one of their first live-broadcasted events.
This was the second run.
It drove straight into a wall. pic.twitter.com/ss5R2YVRi3
مكانة الذكاء الاصطناعي في صناعة السيارات حازت على اهتمام كبير منذ بداية نمو الذكاء الاصطناعي نفسه وبذلت شركات التصنيع جهدها لابتكار سيارات جديدة بالكامل تقوم على مبدأ القيادة الذاتية بدون الحاجة إلى سائق، وتم بالفعل إدراج بعض النماذج والإصدارات المثيرة للاهتمام من سيارات اقتحمت الشوارع بخوارزمية ذكية تستطيع إدراك الأجسام والأشياء المحيطة بها وقيادة السيارة بالاستناد إلى هذه الاستشعارات مع بعض التقنيات الأخرى.
الأخذ بهذه السيارات إلى حلبات السباق غريبًا بعض الشيء، فمن المعروف أن السيارات ذاتية القيادة بطيئة نسبيًا وتحتاج إلى الوقت كي تستوعب الأشياء المحيطة بها خصوصًا في الطرقات المزدحمة أو المائلة، فأما الطرقات الأخرى المستقيمة تشكل تحديًا سهلاً لهذه السيارات التي سجلت بالفعل أرقامًا قياسية مذهلة على صعيد السرعة.
الذكاء الاصطناعي يتطلع لعام 2021 مع صفة من الصفات البشرية
ربما هذه الإنجازات المستمرة للذكاء الاصطناعي في عالم السيارات هو ما شجع الخبراء على تطبيق أفكار إدخالها إلى عالم سباق السيارات فقد بدت فكرة ممتازة للعام الماضي بوقتٍ لم تعد فيه التجمعات الكبيرة ممكنة وأصبحت غير مرغوبة أو مسموحة حتى.
رغم ذلك تبقى صناعة سيارة ذاتية القيادة صعبة للغاية وخصوصًا إن كانت مخصصة لحلبات السباق تحديدًا دون غيرها من طرقات الشوارع العادية، ولإكمال هذه القصة نستعرض ما حدث لفريق من المختصين Acronis SIT Roborace في سباق السيارات الروبوتية كما نجد في المقطع الصغير المرفق أعلاه.
يتمركز الفريق في معهد شافهاوزن للتكنولوجيا في دولة سويسرا وعمل على تطوير سيارة ذكية ذاتية القيادة ومخصصة للسباقات بتصميم أنيق وإمكانيات قوية للاندفاع بسرعة في الطرقات المائلة لحلبات السباق.
اعتقدَ الفريق أن ابتكاره بات مستعدًا للاختبار في حلبة السباق الرسمية وبوجود الكاميرات لتصوير الحادثة كانت هذه لحظة ممتازة لإثبات التطور التقني الذي عملوا عليه، ولكن عندما بدأت السيارة بالتحرك والاندفاع نحو الأمام سرعان ما انعطفت عن الطريق في الثواني الأولى واصطدمت بالحائط على الفور وتوقفت عن الحركة بالكامل وسط تعليقات التفاجئ وخيبة الأمل من المعلق الرسمي للبث.
لم يعرف ما هو سبب وراء هذه الحادثة المضحكة فلم يكن هنالك سيارات أخرى أو حيوانات أدت إلى تشويش قيادة السيارة أو التأثير على "ذكائها" ولكن يستمر فريق الأبحاث بالتعديل عليها وتجهيزها إلى أن تصبح يومًا ما جاهزة لتحقيق الهدف المرجو منها.
المصدر : 1