نصادف دائمًا قصصا ناجحة لأشخاص تمكنوا من التغلب على ظروفهم الصعبة للوصول إلى القمة وأصبحوا أحد أكثر الأشخاص نجاحًا في العالم. في بعض الأحيان يبدو الأمر غير واقعي، لكن التجربة تثبت أنه من الممكن تحقيق أي شيء إذا كان لدى الشخص عزيمة وتوفرت له الفرصة في المكان المناسب وفي الوقت المناسب.
في هذا المقال، لدينا مثال واضح للاعب تمكن من أن يصبح أحد أكثر اللاعبين أهمية، مايكل أوهير: الرياضي الشاب المشهور في عالم كرة القدم الأمريكية.
القصة المذهلة للحياة الواقعية لشخصية هالك: نجم هوليود مارك روفالو
الطفولة والحياة المبكرة
ولد مايكل جيروم ويليامز جونيور في 28 مايو 1986 ولديه أحد عشر شقيقًا.
لم يتلق الكثير من الرعاية عندما كان طفلاً لأن والدته كانت مدمنة على الكحول وكان والده يقضي معظم وقته في السجن. عندما كان مايكل في المدرسة الثانوية، قُتل والده أثناء وجوده في السجن.
فشل أوهير في الدراسة واضطر إلى تغيير العديد من المدارس. تم وضعه في إحدى دور الرعاية عندما كان عمره أحد عشر عامًا وأخيراً تبناه الزوجان Tuohy. أغدق عليه والديه بالتبني الكثير من الحب والرعاية التي كانت تفتقر إليها حياته. وأخيرًا تحسن كطالب وازداد اهتمامه بالرياضة.
في سن الخامسة عشرة، كان مايكل مختلفًا تمامًا جسمانيًا عن المراهقين الآخرين. كان طوله مترين ويزن 100 كجم.
الصعود
اجتهد مايكل لتحسين درجاته للوصول إلى "الرابطة الوطنية لألعاب القوى" (NCAA). كان شغفه باللعبة بمثابة وقود للتقدم والنجاح وبرز كلاعب استثنائي. تهافتت عليه العديد من الجامعات للانضمام إلى فريقها وعُرض عليه منح دراسية كثيرة واختار "جامعة ميسيسيبي" التي كانت جامعة والديه بالتبني. منذ ذلك الحين، كان يتسلق سلم النجاح خطوة بخطوة.
النجاح
في عام 2003، حصل على لقب "Forward of the Year" وكان أحد أفضل لاعبي الدولة. في عام 2009، وقع مايكل أوهير عقدًا مع فريق كرة القدم بالتيمور رافينز مقابل 14 مليون دولار. وهو الآن أحد أشهر الأسماء في كرة القدم الأمريكية. لديه العديد من الجوائز في رصيده، بالإضافة إلى العديد من المكاسب التي سجلها في حياته المهنية حتى الآن.
في عام 2009 صدر فيلم The Blind Side بمشاركة ساندرا بولوك التي حصلت على جائزة الأوسكار عن دور - Leigh Anne Tuohy والدته بالتبني. قد يكون مايكل أوهير أشهر لاعب هجوم في تاريخ الدوري الوطني لكرة القدم بعد أن حقق فيلم The Blind Side، الذي يستند إلى الكتاب الأكثر مبيعًا ويحمل نفس الاسم من تأليف مايكل لويس، نجاحًا كبيرًا.
يروي فيلم The Blind Side قصة طفل داخل مدينة ممفيس نشأ بلا مأوى تقريبًا لكنه ارتقى ليصبح أول اختيار لفريق بالتيمور رافينز من الرابطة الوطنية لكرة القدم.
ومع ذلك، لم يعجب أوهير بهذا الفيلم. لقد شعر أنه كان تمثيلًا سيئًا لحياته وادعى أن الفيلم تسبب بالفعل في ضرر أكبر من أي شيء آخر. لم يعجب مايكل أوهير بالطريقة التي تم تصويره بها.
كان أداء كوينتون آرون في "The Blind Side" رائعًا – وكان يجسد دور مايكل، لكن مايكل أوهير لم يشعر أنه كان واقعيًا. لم يكن الرياضي المحترف متحمسًا بطريقة تصويره وعرض حياته في الفيلم - ولكن ليس بسبب أن كوينتون آرون ممثل سيئ بلدى الدور ببراعة ولكن شعر أوهير أن الفيلم صوره على أنه شخص متحفظ للغاية وأن شخصيته منعزلة وجادة للغاية وحتى متوترة في بعض الأحيان في الفيلم ولكن هذه ليست حقيقة مايكل أوهير.
فعلى العكس، يتفوق الرياضي أوهير في الملعب لكنه يفعل ذلك بابتسامة وخفة ظل، بعبارة أخرى، لا يأخذ نفسه على محمل الجد.
نعم، كان أوهير محظوظًا بوجود عدد كافٍ من الأشخاص لمساعدته على طول الطريق في تحقيق أحلامه. كان لديه أصدقاء مصممون مثله على الخروج من الظروف الصعبة وكانوا يشجعون بعضهم البعض. كان لديه إخوة وأخوات ساعدوه في إبقائه على قيد الحياة. كان لديه أخصائي اجتماعي يبذل جهودًا دؤوبة معه لتتبعه بالإضافة إلى الأسر الحاضنة التي أجبرته على الانضباط والروتين والالتزام بالدراسة والذهاب إلى المدرسة.
قصة نجاح ماثيو بولتون.. الرجل الذي وقف وراء ظهور العملات المعدنية الحديثة
بغض النظر عن الموهبة والخلفية، فإن النجاح يتطلب الكثير من العمل الشاق. وعلى الرغم من الصعاب التي لا تصدق، فقد انتهز أوهير الفرص أمامه ونجح في حياته.
مايكل ليس مجرد لاعب كرة أمريكية ناج، بل لديه رسالة في حياته وهي إخبار من هم في ظروف مماثلة بعدم الاستسلام والعمل الجاد واغتنام الفرص المتاحة لهم والاستفادة منها على أفضل وجه. نجاح أوهير يخلق نموذجًا ويعطي الأمل للآخرين.
والشيء المدهش الآخر في أوهير هو مدى وعيه الذاتي وفهمه للحياة رغم أن مساره الرياضي كمحترف قصيرة. وبالرغم من شهرته، فهو لا يعيش ببذخ ويخطط للادخار ولديه خطة للمستقبل. إنه يدرك أنه لا يعرف كل شيء عن لعبة كرة القدم الاحترافية ويفهم أنه يجب أن يواصل التعلم والتحسين.
كتب أوهير كتابا عن تفاصيل حياته لتصحيح الصورة الخاطئة للفيلم وليكون بمثابة قصة ملهمة. أراد أن يحكي للجميع كيف تغلب على الصعاب: الفقر، دار الرعاية، عدم النجاح في الدراسة والمدرسة، العيش في بيئة غير آمنة مع أم غائبة بشكل متكرر وأب مسجون.
ما تؤكده القصة كما يرويها أوهير هي تصميمه المثير للإعجاب على عدم تكرار حياة والديه وكان لديه إيمان راسخ منذ صغره أن الرياضة ستكون إستراتيجيته للخروج من عنق الزجاجة، رغم أنه كان يتجه في الأصل إلى كرة السلة.
وبالرغم من تقاعده، إلا أن مايكل حاز بالتأكيد على حب وإعجاب المئات من عشاق بالتيمور رافينز وأثر فيهم بقصتة الملهمة.
المصادر: