أسماء أولي العزم من الرسل
اختار الله عز وجل، من بين البشر التى خلقها منذ بادئ الأزل، مجموعة من الأنباء والرسل، وبعث معهم رسالة التوحيد لإيصالها إلى أقوامهم، وكان هؤلاء الرسل والأنبياء يتسمون بالصبر والتضحية من أجل نشر رسالة التوحيد والسلام بين الناس.
فما بين بذل الدماء إلى التضحية بالغالي والنفيس قدم الأنبياء الكثير في سبيل توصيل الدعوة إلى أقوامهم، وأبرزهم سيدنا موسى وعيسي وزكريا ويحيى ونوح وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
لعلك استمعت لمصطلح أولى العزم، عند الحديث عن بعض الأنبياء في سيرهم التى ما زلنا ننهل من جنباتها للتعرف على سبل تعاملهم مع أقوامهم لتوصيل الرسالة، وفي التقرير التالي نتحدث بالتفصيل عن أولى العزم من الأنبياء والرسل.
ماهية أولي العزم
أولو العزم ككلمة هي القصد وعقد النية للقيام بفعل شيء ما أيا كان، ولكن ماذا عن أولي العزم؟ فهذا المصطلح يشير إلى الأنبياء والرسل، الذين صبروا على الإيذاء حتى تمكنوا من نشر وتوصيل الدعوة التي حملهم إياها المولى عز وجل وبعثهم بها.
العلماء وذوو الحكمة، أقروا بأن جميع الأنبياء والرسل يعدون من أصحاب العزيمة والإرادة القوية من أجل نشر الدعوة وتوصيل الرسالة التي بعثوا من أجلها، ولكن أيضًا هناك العديد من الأنبياء والرسل تميزوا عن غيرهم من الأنبياء والرسل الآخرين.
فميز الله سبحانه وتعالى بعض الأنبياء والرسل عن غيرهم من الأنبياء والرسل الآخرين كما يتضح من خلال كتاب الله عز وجل الذي قال فيه العزيز: «تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللَّـهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ»، وهو ما يظهر في الآيات الكريمة.
أولو العزم من الرسل
هناك العديد من المعلومات التى يستقيها المسلمون من العلماء ورجال الدين، وما قاله رجال الدين عن أولي العزم من الأنبياء والرسل، هو أنهم خمسة فقط، وقالوا إن هؤلاء الخمسة هم أكثر الأنبياء والرسل الذين تعرضوا إلى الضغط الكبير والمعاناة.
وصبر الأنبياء والرسل على الإيذاء وما شهدوه من معاناة حتى تمكنوا من نشر الدعوة التى بعثهم الله سبحانه وتعالى بها، وقال العلماء إن ما تعرض له هؤلاء الأنبياء والرسل عن غيرهم هو سبب حصولهم على تلك الصفة العظيمة.
ليس هذا فقط، ولكن ما تحمله خمسة أنبياء ورسل من إيذاء أقوامهم وتعذيب لبعضهم، ولم يحدث لباقي الأنبياء والرسل، وتحملوا الكثير من الأذى، وتمكنوا أيضًا من تبليغ الدعوة وتأدية الرسالة التي بعثوا من أجلها، امتثالًا لأوامر المولى عز وجل، أكسبهم صفة أولي العزم من الرسل.
أسماء أولي العزم من الرسل
1- سيدنا محمد خاتم النبيين
عندما نذكر أولي العزم من الأنبياء والرسل، نذكر أولهما سيدنا محمد وهو أفضل الأنبياء والرسل وأعظمهم درجات عند الله سبحانه وتعالى، وهو محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم، وولد الهدى في يوم الإثنين الموافق التاسع من ربيع الأول، العشرين من نيسان 571 ميلاديًا.
وكان ميلاده في عام الفيل، فيما يرى علماء آخرون أن مولد سيدنا محمد الذي يُعتبر أول قائمة أولي العزم من الأنبياء كان في يوم الإثنين الموافق الثاني عشر من شهر ربيعٍ الأول للعام 570 ميلاديًا.
2- سيدنا إبراهيم عليه السلام
سيدنا إبراهيم أبو الأنبياء من أولي العزم من الأنبياء، وولد صلى الله عليه وسلم في منطقة حران، في العام الميلادي ما بين 2327 قبل الميلاد وعام 1850 قبل الميلاد، وقابل سيدنا إبراهيم الكثير من الإيذاء والمعاناة أثناء نشر الدعوة، خاصة أن والده وقتها كان يناصر قومه من عبدة الأصنام.
تعرض النبي إبراهيم للمزيد من الإيذاء والإهانة الكبيرة من قومه، ورموه في حفرة كبيرة مشتعلة بالنيران من أجل حرقه، ولكنه لم يتراجع عن نشر رسالته أو عن أفكاره وما بعثه الله من أجله، وتمكن من نشر الدعوة التي أمره الله بها.
3- سيدنا موسى عليه السلام
اسمه موسى بن عمران بن يصهر بن قاهث بن لاوي بن يعقوب بن إسحق بن إبراهيم، فنسب سيدنا موسى يعود لسيدنا إبراهيم عليه السلام، سيدنا موسى ولد في مصر بالعام 1526 قبل الميلاد، وهو ولد عقب ولادة سيدنا إبراهيم بما يقارب أربعمئة وخمس وعشرين سنة.
نشأ سيدنا موسى وتربي وترعرع في قصر فرعون مصر، وظل فيه حتى خرج من مصر هاربًا، وتمثل الإيذاء والمعاناة الشديدان اللذان تعرض لهما في نشر الدعوة، وذلك وقتما كذبه فرعون وكذب رسالته، ولكنه صبر وثابر حتى أوصل دعوته.
4- سيدنا عيسي عليه السلام
ولد سيدنا عيسي بن مريم بدون أب، وولادته تُعتبر معجزة إلهية عظيمة، عجز العقل البشري عن تفسيرها، ووقتها دعا سيدنا عيسى قومه من أجل توحيد الله والإيمان برسالته والتصديق بها، لم يصدق بها إلا اثنا عشر فقط من الحواريين، ولكنه صبر وميزه الله بالمعجزات الإلهية، لنصره على ما يراه من معاناة من أجل توصيل الرسالة.
5- سيدنا نوح عليه السلام
يعتبر سيدنا نوح واحدًا من أولى العزم من الأنبياء، وهو نوح بن لامك بن متو شلخ بن متوشلخ بن خنوخ، بُعث النبي نوح بعد وفاة سيدنا آدم بمئة وست وعشرين عاما، بُعث سيدنا نوح في حقبة انتشرت فيها عبادة الأصنام.
دعا نوح قومه لعبادة الله وحدة لا شريك له، وحاول إقناعهم بالتوقف عن عبادة الأوثان ولكنهم عارضوه ولم يستمعوا لدعوته، وآمن به فقط مجموعة قليلة من قومه، ولكنه استمر في رسالته قرابة الـ 950 عامًا، قاوم خلالها المزيد من المعاناة والإيذاء والاستهزاء من قومه، حيث عاش حوالي ألف وسبعمائة وثمانين عامًا، تعرض في معظمها للإيذاء.