أنظمة التوظيف (4): كيف تستفيد من نظام العمل المرن في شركتك؟
يعمل الموظفون 8 ساعات يوميًا، هذا الأمر نجده في جميع أنحاء العالم هذه الأيام. لكن في الوقت الحالي، لم يعد هذا الأمر مناسبًا في بعض الأحيان، بسبب وجود التزامات معينة مثل الارتباطات العائلية أو المواعيد المهمة التي تتعارض مع جداول العمل الثابتة. لذا، من أهم الأنظمة التي تساهم في الجمع بين عدد ساعات العمل وبين التوفيق في الارتباطات، هو نظام العمل المرن.
ما هو نظام العمل المرن؟
نظام العمل المرن هو نظام يتيح للموظفين تنسيق جداول أعمالهم، طبقًا لظروف حياتهم الشخصية. فإذا كان الشخص يعمل في دوامٍ كلّي لمدة 8 ساعات يوميًا بواقع 5 أيام أسبوعيًا، أي إجمالي 40 ساعة. فإنّه في العمل المرن يُتاح له اختيار الأيام المناسبة لتقديم هذه الساعات للشركة.
في المملكة العربية السعودية، أطلقت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية نظام العمل المرن، رغبةً منها في دعم المؤسسات والشركات ومنحها قدرات تنافسية أكبر. إلى جانب توفير العديد من فرص العمل للباحثين عنها. هذا التوجّه يأتي ضمن آليات تحقيق رؤية المملكة لعام 2030.
يُعرف هذا النظام أيضًا بنظام العمل بالساعة، فبدلًا من توقيع عقد مع الموظف لحصوله على راتب شهري محدد. يوقع العقد طبقًا للمقابل المادي للساعة.
مميزات العمل المرن
1- زيادة ولاء الموظفين للشركة: عندما يكون الشخص ملتزمًا ببعض الارتباطات، فإنّه يكون في حالة من التوتر بشأن إمكانية الالتزام بها. فيضطر مثلًا لأخذ يوم إجازة لتنفيذ الالتزام المطلوب منه. هذا الأمر يخلق دائمًا حالة من عدم الراحة للموظف.
عندما يجد الموظف أن الشركة تتيح له تنظيم موعده بما يتوافق مع احتياجاته، ولا يضطر للاقتطاع من رصيد إجازاته، فإنّ هذا يجعله راغبًا أكثر في العمل، ويشعر بالانتماء لشركته الحالية، نتيجة قدرته على إيجاد التوازن بين العمل والحياة الشخصية. بالتالي يتسبب نظام العمل المرن في زيادة ولاء الموظفين.
2- تحسين إنتاجية الشركة: عندما تطبق الشركات النظام بمبدأ الساعة، فإنّ هذا يساعدها على إدارة الظروف المختلفة التي تمر بها. فأحيانًا لا تكون هناك فترات للشغل، وأحيانًا يكون هناك عمل مكثّف. يساعد هذا الأمر على إدارة كل فترة بما يناسبها.
كما أنّ توزيع جداول العمل على فترات مختلفة، يمكن الشركة من تحسين الأداء، دون الاضطرار إلى تعيين موظفين آخرين مطلوب منهم العمل في ورديات أخرى خلال اليوم.
عيوب العمل المرن
1- صعوبة التواصل: عندما تختلف جداول العمل بين الموظفين، يترتب على ذلك احتمالية لعدم اللقاء بينهم داخل الشركة، وهو ما يؤدي في بعض الأحيان إلى حدوث مشكلة في التواصل بين أفراد الفريق. كما أنّ المدير لا يمكنه دائمًا التواجد في جميع الأوقات مع الموظفين، بالتالي لا يكون قادرًا على متابعة العمل معهم بنفس الكفاءة.
2- صعوبة التطبيق على بعض الوظائف: تتطلب بعض الوظائف العمل في مواعيد ثابتة ومحددة دائمًا، لا سيّما الوظائف التي تتعلّق بالمعاملات مع العملاء، الذين يتوقعون دائمًا الحصول على إجابة عند قيامهم بمحاولة التواصل معك.
كيف يمكنك تطبيق نظام العمل المرن في شركتك؟
يجمع نظام العمل المرن ما بين مميزات الدوام الكلّي للشركات، ومميزات العمل الحر أو العمل عن بعد للموظفين. بالتالي فإنّ التفكير في استثمار هذا النظام وتطبيقه داخل الشركة، يمكن أن يمنحها فرصة للحصول على موظفين بكفاءة عالية، مع الحفاظ على تحقيق أهداف الشركة. لتطبيق نظام العمل المرن يمكنك تنفيذ الخطوات التالية:
1- ضع الأهداف المطلوب تحقيقها: وجود أهداف مطلوبة من الموظفين في العمل هو شيء ضروري طوال الوقت. يتطلب تطبيق نظام العمل المرن أيضًا التأكيد على هذه الأهداف، حتى يمكن لكل شخص معرفة المطلوب منه بالتحديد، فلا يستغل مميزات العمل المرن بما يضر الشركة.
2- ضع نظاما لاختيار الجداول: من المهم وجود نظام لاختيار الجداول، حتى لا يحاول البعض استغلال الأمر لمصلحتهم فقط، دون النظر إلى بقية الزملاء في العمل. لذا، لا بد من وجود نظام يتيح للجميع الاستفادة من العمل المرن، وتحقيق التوازن لحياتهم الشخصية مع العمل.
3- ضع نظاما للتواصل: من المهم أيضًا الاتفاق على نظام للتواصل بين الأفراد، فأنت بحاجة إلى التأكد من سير العمل على ما يرام، وبالتالي يتطلب الأمر وجود نظام قوي يساعدك على الوصول إلى الموظفين في الوقت المناسب. كذلك يتيح للموظفين الذين يعملون معًا في القسم ذاته سهولة التعاون فيما بينهم.
بالطبع لا يمكن تطبيق نظام العمل المرن في جميع الأقسام، لذا لا بد من إجراء تحليل جيد للمهام حتى يمكنك معرفة إمكانية تطبيقه أو لا. لكن في جميع الأحوال، كلّما وجدت فرصة لتطبيقه، لا تضيّعها من بين يديك، فهذا يتيح لك الوصول إلى أفضل الكفاءات في الشركة، كما أنّه يجعل الموظفين يعملون وهم يشعرون بالراحة دائمًا، وهو ما يحسّن إنتاجيتهم، ويعود في النهاية بالنفع على الشركة.
لقراءة بقية السلسلة:
أنظمة التوظيف (1): كيف تستخدم الدوام الكلي في عملك؟
أنظمة التوظيف (2): كيف تستخدم الدوام الجزئي في عملك؟
أنظمة التوظيف (3): كيف تستفيد من نظام العمل الحر في شركتك؟
المصادر: