التريقة على المشاهير.. لماذا تنتشر الميمز والكوميكس بسرعة لا تصدق؟
يتصفح الملايين يوميًا مواقع التواصل الاجتماعي، وبالطبع صادف معظمهم إن لم يكن جميعهم صورًا طريفة كثيرة، وانتشرت بشكل كبير بينهم عن طريق إعادة النشر، وتُعبر عن مواقف طريفة ومضحكة يتم تداولها، وسُميت الميمز Memes، والتى كانت في الأصل كوميكس.
ربما يتداول معظمنا تلك المواقف الطريفة بدون التعرف على أصلها، إن لم تكن تعرف أصلها، فإن كلمة Memes أو ميمز، فهي تشير بالأصل إلى شيئ لا علاقة له بالصور الطريفة تمامًا.
أصل الميمز Memes
فالميمز ذلك المصطلح الذي صاغه ريتشارد دوكينز، عالم الأحياء البريطاني، في كتابه «الجين الأناني»، لم يكن موجودًا من قبل بل هو مستحدثًا في عام 1976، بصفحات هذا الكتاب.
ولفهم أكثر للمصطلح فإن دوكينز كان لديه محاولة لفهم سبب شيوع الكثير من السلوكيات بالمجتمعات البشرية، التي تبدو غير منطقة في المنظور التطوري لديه، هذا بحسب تحليل موقع BBC Mundo الإسباني.
وقرب الموقع في تحليله الأمر أكثر، بمثال عندما يهتم شخص ما بالفنون لا يظهر ذلك للجميع بأنه سلوك مفيدًا لنشر جيناته الوراثية، ولكن الجميع يعي تمامًا أن هذا سلوك منتشر وموجود من قديم الأزل ولا زال موجودًا.
لماذا تنتشر الميمز سريعًا؟
وباتت الميمز متنفسًا للمصريين ووُصفت على أنها ديوانًا جديدًا لهم، ليبتعدوا به عن ضغوطات الحياة اليومية، فتحولت تلك المواقع إلى مسرح حر لمشاهير الميمز، الذين ينشرون في صفحاته صورًا تم اقتباسها عن أفلام كوميدية أو تصريحات للشخصيات العامة، والتعليق عليها في قالب كوميدي.
العالم البريطاني مستحدث هذا المصطلح، يشرح في كتابه أن هناك نوعان من معالجات المعلومات، أولهما الجينوم أو النظام الجيني، ويتم من خلاله نقل صفات الفرد إلى ذريته.
أما النوع الثاني، فهو المخ والجهاز العصبي، ويسمحان بمعالجة المعلومات الثقافية التى يتلقاها الفرد من خلال التعلم أو التقليد.
وبالنسبة لدوكينز فإن «الميمات» هي المعادل السلوكي للجين فيما يتعلق بتوارث الثقافة «الأفكار».
دوكينز يؤكد في كتابه أن أغلب تلك الأفكار قوية بشكل لا يصدق، فعلى سبيل المثالي الدين في وجه نظر دوكينز هو الميم الدائم، كونه ينتقل بسهولة بالغة.
ويؤكد في ذلك بأنه لكي يتمكن الميم من البقاء والانتشار أسرع، يجب أن يكون لديه سمات تمنحه الأفضلية على الميمات الآخرى.
ما هي الكوميكس؟
يعتبر الكوميكس عبارة عن فن القصة المصورة التي يرسمها فنان ما من أجل سرد أحداث مترابطة في كادرات متتابعة من الصور، تُعبر تلك الصور عن أحداث سياسية أو اجتماعية، أو حتى قصة خيالية من نسج المؤلف، وذلك بحسب ما قاله الفنان ميشيل معلوف عن الكوميكس.
وبحسب معلوف فإن الكوميكس تُقدم شخصيات القصة في شكل أنماط مختلفة من أساليب الرسم والتلوين حسب المدرسة الفنية التى ينتمى إليها كل فنان باختلاف ثقافتهم ومرجعيتهم.
هدف الكوميكس
يقول معلوف عن هدف هذا النوع من الفن وهو توصيل رسالة سامية من أجل تنوير الشعوب، وتعليم النشء مجموعة من القيم مثل العدل، الحق، الجمال والخير، عن طريق تجسيد صور لأبطال يهزمون قوى الشر.
في الوقت الحالي تحولت الكوميكس إلى الكثير من الصور الترفيهية التى تهدف إلى الترفيه وإثارة الضحك فقط، وبات ذلك هو القالب المنتشر من الكوميكس بكثرة في مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.
كيف كان الكوميكس قديمًا؟
فن الكوميكس ظهر قديمًا في العالم العربي، وكان مقتصرًا وقتها على قصص الأطفال، مثل مجلات «سمير» و«ميكي»، وكان بداية ظهور الفن بهذا الشكل في مصر، بحسب توثيق معلوف وذلك عندما أصدر علي مبارك وزير المعارف مجلة «روضة المداس» في العام 1870 برئاسة رفاعة الطهطاوي.
ظهرت في تلك المجلة المزيد من القصص المصورة لأطفال المدارس، وقتها كانت تميل إلى الطابع الإرشادي لهؤلاء الطلاب، وفيما بعد انتشرت المجالات المصورة عربيًا، وأهمها «دنيا الأحداث» في لبنان و«المزمار» بالعراق و«أسامة» في سوريا.
كيف تحول الكوميكس إلى ميمز؟
مؤخرًا وفي السنوات الأخيرة، انتقل فن الكوميكس من صفحات المجلات لصفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وبعدها عُرف باسم الميمز، وبات التعريف الأحدث له هو عبارة عن صور مركبة تحمل تعليقًا قصيرًا وساخرًا، لتوصيل فكرة محددة.
أول انتشار للميمز كان انتشارًا عالميًا وظهر أولًا على فيسبوك، لتقديم النكات، وعلى الأخص ما تتناول حياة المشاهير ومواقف في حياتهم، سواء مشاهير الفن أو السياسة، وأزداد انتشاره في العام 2011 مع الحراك في الشارع التونسي والمصري، وبات علامة مميزة للجميع للتعبير عن ما بداخلهم بشكل ساخر.