محمد علي كلاي: أسطورة ألهمت العالم
أحيانًا تكون الأحداث الصغيرة سببًا في تحول مصيري في حياتنا وهذا ما حدث مع الملاكم الأمريكي، أفريقي الأصل، محمد علي كلاي عندما ذهب لتعلم القتال بعد سرقة دراجته للدفاع عن نفسه في أي وقت فأصبح واحداً من أعظيم أساطير الملاكمة.
نشأته
ولد محمد علي، المعروف مسبقًا باسم كاسيوس كلاي، في 17 يناير 1942 بولاية كنتاكي بالولايات المتحدة الأمريكية لعائلة أفريقية من الطبقة الوسطى واعتنق الإسلام وكان عمره لا يتجاوز 22 عامًا.
حكايات نجاح ملهمة.. المؤثرون الخمسة في عالم ريادة الأعمال بالمملكة
إنجازاته الرياضية
بدأت انتصارات كلاي في مرحلة المراهقة عندما فاز ببطولتين في القفازات الذهبية واستمر في الفوز بالميدالية الذهبية في أولمبياد 1960.
طوال حياته المهنية، حصل على العديد من الجوائز ومنها بطولة العالم للوزن الثقيل ثلاث مرات على مدى عشرين عامًا. في عام 1999، توج بلقب رياضي القرن من مجلة "سبورتس أيلاستريتد".
اعتزل الملاكمة وهو في التاسعة والثلاثين من عمره بعد مسيرة حافلة من الفوز منها 37 بالضربة القاضية.
أربع أسباب تجعل محمد علي الشخصية الرياضية الأكثر إلهامًا
1. حاصد جوائز
خلال مسيرته الرياضية، حصل كلاي على جوائز لا حصر لها وبالرغم من إيقافه لمدة ثلاث سنوات بسبب مقاومته للتجنيد الإجباري أثناء حرب فيتنام ورفضه للمشاركة فيها بسبب معتقدته الإسلامية، إلا إنه لم يستسلم أو يترك شغفه فمبجرد إعادة رخصة الملاكمة الخاصة به، واصل انتصارته وحقق المزيد من الفوز كأن شيئا لم يكن.
بعد عودته عام 1970، فاز محمد علي بالعديد من المباريات بعد ذلك. وفي عام 1973 وبعد هزيمته لـ كين نورتون، أقوى ملاكم في الوزن الثقيل في وقتها، انطلق لمواجهة جو فريزر، الذي صنف بأنه لا يهزم، في بطولة نارية استطاع فيها محمد علي الفوز على غريمه والحصول على لقب البطولة.
قصص ملهمة وتجارب حياتية رائدة.. مشاهير حولوا الفقر إلى ثراء فاحش
2. مناضل
في أوائل الستينيات، انضم كاسيوس كلاي إلى منظمة أمة الإسلام، وهي منظمة أمريكية من أصل أفريقي تعتنق فكرة حقوقها المتساوية كمواطنين أمريكيين، وكانت توجد عنصرية شديدة ضد السود في هذا الوقت. بعد انتمائه للمنظمة، اعتنق كلاي الإسلام وغير اسمه إلى محمد علي وواصل القتال من أجل قضيته التي تحولت بعد بضع سنوات إلى معارضة ضد حرب فيتنام ولكن بسبب هذا، حُكم عليه بالسجن لمدة 5 سنوات وغرامة 10000 دولار ومُنع من الملاكمة لمدة 3 سنوات.
طوال حياته المهنية، لم يخجل علي أبدًا من الصحافة وكان على استعداد دائم للتعبير عن معتقداته للعالم على الرغم من أن هذا كلفه الكثير، إلا أنه تمسك بقضاياه. دافع علي عن أولئك الذين واجهوا القمع وأعطاهم الأمل والقوة التي يحتاجون إليها للدفاع عن حقوقهم.
26 مايو 2000 سنّ الكونغرس قانونا باسمه عُرف بقانون علي من أجل حماية حقوق الملاكمين ليكون بمثابة تتويج لمسيرة نضاله.
3. بطل
كان يصفه الجميع أنه أكبر من الحياة وكان يصف نفسه بأنه " يطير كالفراشة، ويلسع كالنحلة". على الرغم من أنه كان يتمتع بهذه القوة، إلا أنه كان معروفًا أيضًا بعلاقته الودية مع الأطفال كما أنه تبرع بكامل العائدات من دوراته التدريبية العامة للأطفال.
بعد فترة طويلة من حياته، عينه الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان، سفيرًا للأمم المتحدة في العالم للفت الانتباه إلى احتياجات الأطفال ولنشر قضية التسامح والسلام. رأى العديد من الناس في محمد علي كلاي قدوتهم وبطلهم كما تعاطفوا معه لأنه تعرض للخيانة من بلاده بسبب معتقداته: الحرية والمساواة؛ وهي مبادئ تروج لها أمريكا.
حتى يومنا هذا، لا يزال محمد علي مصدر إلهام للكثيرين، وخاصة المضطهدين. حتى بعد تشخيص إصابته بمرض باركنسون (الشلل الرباعي)، حاول أن يواجهه بشجاعة واستخدمه بشكل إيجابي لنشر الوعي حول المرض وتعزيزالأمل في نفوس أولئك الذين هم في أمس الحاجة إليه حتى توفاه الله في عام 2016.
4. محارب
بعد التوقف لمدة 70 شهرا تقريبًا ، عاد محمد علي إلى الحلبة، على الرغم من الادعاءات بأنه لم يعد الأقوى في المجال ولكن أثبت لمنتقديه أنهم على خطأ من خلال هزيمته لجيري كواري في الجولة الثالثة. عازمًا على العودة إلى مجده، واجه كلاي فرايزر في ما كان يعرف باسم "معركة القرن" وعلى الرغم من أنه خسر المعركة الأولى، إلا أن استمر في الفوز بمعاركه العشر التي تلت الهزيمة.
أسلوب الملاكمة لدى علي كلاي هو أيضًا دليل على روح المحارب لديه فكان يستسلم للضرب المستمر حتى يتعب خصمه نفسه ثم يباغته وحدث هذا عندما التقى بفريزر في الحلبة مرة أخرى وهزمه أخيرًا.
على الرغم من النكسات العديدة التي واجهها كلاي في حياته المهنية ، إلا أنه ظل قويًا، ثابتًا ومصممًا على إثبات أنه كان الأكبر حقًا رغم كل الصعاب. لم يحدث أبدًا أن جاء أسطورة في الملاكمة وكان له مثل هذا التأثير كما فعل محمد علي. فمن خلال شجاعته داخل الحلبة وخارجها وشغفه الذي لا يتزعزع بالقتال من أجل المساواة، فإن مكانته كبطل ستترسخ إلى الأبد في التاريخ وفي ذاكرتنا وستلهم الكثير من بعده.
المصدر: