5 تحديات أمام السيارات ذاتية القيادة تجعلها بعيدة عن طرقاتنا
كانت رؤية إيلون ماسك أن شركته تسلا ستطرح السيارات ذاتية القيادة في الأسواق مع نهاية عام 2020، وقال في هذا الإطار "لا توجد تحديات أساسية ولكن نواجه بعض المشاكل الصغيرة، ونحن نعمل على حلها لوضع نظام متكامل لهذا النوع من السيارات". ومن جهة أخرى، حققت الصناعة تطورًا سريعًا فيما يسمى "المستوى الخامس من الاستقلالية" وهي عملية استخدام التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي في تمكين السيارة من إكمال الرحلة بدون مدخلات بشرية، إلا أن إنتاج سيارة يمكنها القيام بهذه الرحلة بأمان وبشكل قانوني هو مسألة أخرى.
وحتى وقتنا الحالي، مازال يوجد العديد من التحديات الأساسية أمام إنتاج سيارات ذاتية القيادة بالكامل والآمنة في نفس الوقت، وعلينا التغلب عليها قبل أن نرى هذه المركبات على طرقاتنا، وفيما يلي أكبر خمس عقبات متبقية أمام هذه الصناعة:
- أجهزة الاستشعار
تعتمد السيارات ذاتية القيادة على مجموعة واسعة من أجهزة الاستشعار لاستطلاع البيئة المحيطة بها، مما يساعد على اكتشاف الأشياء مثل المشاة والمركبات الأخرى وعلامات الطريق، بالإضافة إلى الكاميرات حول السيارة ونظام الكشف "Lidar" باستخدام ضوء الليزر لقياس المسافة بين الأشياء والسيارة، والرادار الذي يتتبع سرعة الأشياء المحيطة واتجاهها.
تقوم جميع هذه الأجهزة بتغذية نظام تحكم السيارة أو الكمبيوتر بالبيانات لمساعدته على اتخاذ قرارات حول التوجيه أو كبح الفرامل، وتحتاج السيارة ذاتية القيادة إلى مجموعة متكاملة من هذه الأجهزة التي تكتشف بدقة الأشياء والمسافة والسرعة وما إلى ذلك في جميع الظروف والبيئات دون الحاجة إلى تدخل الإنسان، حيث يمكن أن يؤثر الطقس الرديء والازدحام المروري وعلامات الطرق المكتوبة على الجدران بشكل سلبي على دقة قدرة الاستشعار.
هواوي تدخل عالم السيارات ذاتية القيادة.. وأول إنتاجها في 2021
ويعتبر الرادار الذي تستخدمه تسلا من أقل الأنواع تأثرًا بالظروف الجوية السيئة، ولكن لا يزال يوجد بعض المشاكل في ضمان أن الحساسات أو المستشعرات المستخدمة في السيارة الذاتية بالكامل يمكنها اكتشاف جميع الأشياء حولها بمستوى اليقين المطلوب لتكون آمنة.
ولتمكين السيارات ذاتية القيادة، يجب أن تعمل هذه المستشعرات في جميع الظروف الجوية في أي مكان على هذا الكوكب من ألاسكا إلى زنجبار وفي المدن المزدحمة مثل القاهرة وهانوي. وتظهر حوادث الطيار الآلي الحالي في سيارات تسلا التجريبية أنه مازال يوجد طريق طويل أمامنا للوصول إلى نسبة مان عالية في جميع الأحوال الجوية.
- التعلم الآلي
تستخدم جميع السيارات ذاتية القيادة تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لمعالجة البيانات التي تأتي من أجهزة الاستشعار الخاصة بها للمساعدة في اتخاذ القرارات على الطريق، وستساعد هذه الخوارزميات في تحديد الأشياء التي تم اكتشافها بواسطة المستشعرات وتصنيفها حسب برمجتها كالمشاة وأضواء الشارع وما إلى ذلك، لتستخدم السيارة هذه المعلومات في تحديد الإجراءات التي تحتاجها للسير على الطريق مثل الفرملة أو الابتعاد عن الأجسام المكتشفة وغيرها.
وستكون هذه التقنيات والآلات أكثر كفاءة في المستقبل من السائق البشري، ولكن في الوقت الحالي تفتقر خوارزميات التعلم الآلي المستخدمة في السيارات إلى أسس الأمان في جميع دول العالم، كما لا يوجد معيار موحد حول كيفية تدريب التعلم الآلي أو اختباره أو التحقق من صحته.
- الطرق السريعة
إن اكتشاف السيارة ذاتية القيادة للطرق الجديدة تعد عملية مستمرة حيث تكتشف أشياء لم تصادفها في تدريبها وتخضع لتحديث برامجها، ولكن كيف لنا أن نكون واثقين بدرجة الأمان فيها بعد ذلك، حيث إننا نحتاج أن نكون قادرين على إثبات أن أي تعلم جديد هو آمن، وأن النظام لا ينسى السلوكيات الآمنة سابقًا (قبل التحديث)، وهذا من الأمور غير المتفق عليها في هذه الصناعة حتى اليوم.
- المعايير والقوانين
لا توجد أي معايير أو قوانين تضبط عمل السيارات المستقلة حتى اليوم، حيث تفرض معايير السلامة الحالية للمركبات وجود سائق بشري لتولي المسؤولية في حالات الطوارئ.
وبالنسبة للسيارات ذاتية القيادة، لا تزال لوائح المعايير ناشئة وغير ثابتة مثل أنظمة حفظ المسار المؤتمتة، والمعيار الدولي للأنظمة المستقلة الذي يحدد بعض المتطلبات ذات الصلة ولكنه لا يحل مشاكل أجهزة الاستشعار والتعلم الآلي والتعلم التشغيلي. ومن دون هذه المعايير والقوانين، لن تتمكن أي سيارة ذاتية القيادة سواء كانت آمنة أو غير ذلك من السير على أي طريق.
- القبول الاجتماعي
سجلت سيارات تسلا ذاتية القيادة وغيرها من المركبات الآلية والمستقلة الأخرى عدد كبير جدًا من الحوادث، مما يجعل قبولها الاجتماعي ليس مشكلة لأولئك الذين يرغبون في اقتنائها فحسب، ولكن أيضًا للأخرين الذين يتشاركون معهم الطريق، لذلك نحتاج للحصول على موافقة الناس بإدخال واعتماد المركبات ذاتية القيادة للسير في الشوارع، لكي لا تواجه هذه التكنولوجيا برفض المجتمع.
ومن أجل أن نشاهد السيارات المستقلة بالكامل على طرقاتنا، نحتاج إلى حل التحديات الثلاثة الأولى لمساعدتنا في التغلب على المشكلتين الباقيتين. وستبقى السيارات ذاتية القيادة في مسار الاختبار لسنوات قادمة في حال عدم وجود تعاون بين المنتجين والمجتمع حول كيفية جعل السيارة آمنة وتقديم دليل على تلك السلامة.