رجل الأعمال علي العثيم: ابحثوا عن الفرص ولا تنتظروها.. أستمتع بعملي والسر بالشغف والفائدة
يلعب دورا محوريا في مجتمع رجال الأعمال بالمملكة، ينقل رؤية وطموحات قطاع الأعمال بوجه عام، وشباب ورواد الأعمال، بوجه خاص، إلى دوائر صنع القرار عبر اللقاءات المباشرة برجال الدولة، ويحرص على التفاعل والمشاركة في المحافل المحلية، وتقديم رؤية واستشراف لمستقبل المملكة ودورها الحضاري بالمحافل الإقليمية والدولية.
مجلة "الرجل" اختارت الحوار مع رجل الأعمال علي العثيم، صاحب كتاب "الرواد.. قصص نجاح ملهمة"، لتلقي الضوء على أهم ما فيه جعبته من أفكار، ولتتطلع من كثب على حياته اليومية والأسرية وطموحاته وأحلامه.
علي العثيم.. النشأة والتعليم
وُلد علي العثيم، في بيئة تجارية بمدينة الرياض في الثامن والعشرين من ذي الحجة لعام 1394هـ.
والده صالح العثيم، أسس عام 1376هـ (1956م) واحدة من أهم المؤسسات الاقتصادية الوطنية التي تستثمر في تجارة التجزئة، وصناعة وتجارة الذهب والمجوهرات وغيرها.
توفى والده وهو في عمر الخمس سنوات.
تلقى تعليمه الأوليّ بمدارس الرياض ثم التحق بجامعة الملك سعود.
حصل على البكالوريوس في إدارة الأعمال تخصص العلوم المالية.
تلقى تدريباً مكثفاً في الاستثمار العالمي بالمملكة المتحدة.
حصل على الكثير من البرامج المتقدمة في الإدارة العليا والتخطيط الاستراتيجي بالولايات المتحدة الأمريكية.
قام بأول رحلة خارجية لمشتريات الذهب وعمره لم يتجاوز السابعة عشرة، مما أصقله بخبرات ومهارات العمل التجاري.
صاحب كتاب "الرواد … قصص نجاح ملهمة"، الذي يضم قصص نجاح ملهمة لأبرز رجال الأعمال والقيادات.
متزوج وله ثلاثة أبناء وابنتان.
أهم المواقف والإسهامات
أحد قادة الرأي في الحقل الاقتصادي.
معروف بنشاطه الداعم لترسيخ ثقافة ريادة الأعمال.
يحفز العمل الحر.
طالب بتمكين المرأة.
تبنَّى المطالبة بإقرار حزمة من التشريعات وحوافز التمكين للمشروعات الناشئة والصغيرة، وإلغاء اشتراطات ورسوم وزارة العمل للخمس سنوات الأولى من عمر تلك المنشآت.
تبنَّى المطالبة بإنشاء صندوق حكومي لرأس المال الجريء لتمويلها وتحفيز نموّها.
المناصب
دخل عالم التجارة مبكراً شريكاً رئيسياً بمجموعة شركات العائلة.
تدرج في المناصب وصولاً إلى نائب الرئيس لشركة العثيم للمجوهرات
شريكاً وعضو مجلس إدارة مجموعة العثيم التجارية.
يستثمر ويدير محفظة استثمارية عائلية تستثمر في عدد من القطاعات، منها الخدمات اللوجستية، والصناعات التحويلية والمنصات الرقمية".
عضو مجلس إدارة غرفة الرياض لدورتين متتاليتين، وأنجز مع الأعضاء عدداً من المشروعات والمبادرات الداعمة لقطاع الأعمال، منها مشروع التصديق الإلكتروني، ومشروع دعم اللجان القطاعية وغيرها.
أسس مع مجموعة من شباب أعمال الرياض أول لجنة لشباب الأعمال بالمملكة، التي تُعنى بنشر ثقافة العمل الحر، وتمكين رواد الأعمال الشباب، وتذليل العقبات التي تواجههم.
رئاسة اللجنة الوطنية لريادة الأعمال بمجلس الغرف السعودية.
شغل منصب نائب رئيس مجلس أمناء منتدى الرياض الاقتصادي.
الأعمال التطوعية
شارك العثيم في عضوية مجالس إدارات عدد من الجمعيات المهنية والهيئات المتخصصة:
عضوية لما يقارب الخمس سنوات، في جمعية "إطعام" لحفظ النعمة، وإعادة توجيه الفائض من الطعام.
عضوية بمجلس التنمية السياحية بمنطقة الرياض وصندوق جامعة الملك سعود لدعم البحث العلمي، الذي يهدف لتوفير موارد مالية مستدامة واستثمارها لتمويل البحث العلمي.
شارك في جمعيات عدة مهنية، لبحث حلول الإسكان والضمان الاجتماعي ومساعدة الشباب والشابات وتوجيهم لمتطلبات سوق العمل.
شارك بلقاءات مفتوحة مع طلاب وطالبات عدد من الجامعات السعودية، لتقديم الدعم والاستشارات الريادية المتخصصة.
شارك بلقاءات مع دوائر صنع القرار والكثير من ورش العمل، ولقاءات العصف الذهني لتنمية المجتمع.
المطلوب تكيف وهيكلة
يدرك العثيم - بحكم موقعه ودوره - انشغالات وتحديات القطاع الخاص ويضعها ضمن سلم أولوياته، ويرى بأنها تتعلق بمدى قدرة القطاع الخاص السعودي على التكيف مع متطلبات التحول الوطني، والمرونة المطلوبة لإعادة الهيكلة، ومضاعفة الإنتاج وتحقيق كفاءة الإنفاق؛ ويضيف "القطاع الخاص السعودي خلال الخمس سنوات الماضية، يعمل على إعادة تشكيل نفسه وهيكلته، بما يتوافق مع منطلقات وأهداف الرؤية؛ فقبل إطلاق رؤية 2030 كانت كل شركة لها توجه ورؤيه مختلفان عن الأخرى، لذا كانت الجهود مهدرة وبعد إطلاق الرؤية أصبح لدينا اتجاه وبوصلة واضحة، وتوحدت الجهود في الاتجاه الصحيح.
ورداً على سؤال لمجلة "الرجل" عما يسعى إلى تحقيقه يقول "أتطلع إلى المزيد من تطوير وتحسين تنافسية بيئة الأعمال، وتفعيل مشاركة القطاع الخاص في المشروعات التنموية الحكومية، وتمكين سيدات الأعمال من العمل في القطاعات التي لم يقتحمنها بعد، ودعم المنتج المحلي للتصدير، وإطلاق مبادرات لتحفيز الشركات الوطنية المتميزة لتنطلق من المحلية إلى العالمية".
هكذا واجهت المملكة تداعيات جائحة "كورونا"
وصف العثيم، اقتصاد المملكة بالقوي والمستقرّ، فهو ضمن أكبر عشرين اقتصاداً في العالم.
وكشف عن القرارات والمبادرات التي أدت لقدرة اقتصاد المملكة على تحمل الآثار المترتبة على جائحة كورونا:
1- ساهم تنويع مصادر الدخل وتنمية الصادرات غير النفطية، ورفع كفاءة الإنفاق وغيرها، في زيادة قدرة الاقتصاد الوطني.
2- الحكومة أعلنت عن تدابير عاجلة بـ 120 مليار ريال لتخفيف آثار الجائحة.
3- مبادرات عاجلة لمساندة القطاع الخاص، خاصةً المنشآت الصغيرة والمتوسطة والأنشطة الاقتصادية الأكثر تأثراً من تبعات هذا الوباء، حيث يصل حجم هذه المبادرات إلى ما يزيد على 70 مليار ريال.
4- إعفاءات وتأجيل بعض المستحقات الحكومية، لتوفير سيولة على القطاع الخاص، ليتمكن من استخدامها في إدارة أنشطته الاقتصادية.
5- برنامج الدعم الذي أعلنت عن تقديمه مؤسسة النقد العربي السعودي للمصارف والمؤسسات المالية، والمنشآت الصغيرة والمتوسطة بمبلغ 50 مليار ريال.
6- المبـادرات الحكوميـة لتنويع مصادر الدخل وتحقيق الاسـتدامة الماليـة فـي إطار رؤية 2030، تأتي بالتزامن مع تمكين القطـاع الخــاص مــن الفــرص الاســتثمارية والمشــاركة فــي مشــاريع البنيــة التحتيــة.
مواطن سعودي
مؤشرات إيجابية لنمــو الناتــج المحلــي الإجمالــي بنســبة %3.2 فــي عــام 2021، مع عــودة تعافــي الأنشــطة الاقتصاديــة، وتحســن الميــزان التجــاري، وسلاسـل الإمــداد العالميــة الناتج عن تخفيـف إجراءات الحظـر.
الإنسان أولاً
يرى العثيم بأن الإنسان هو محور الرؤية وركيزة التنمية ومحركها، ويضيف "لعلنا نشهد اهتمام حكومتنا الرشيدة بتنمية الإنسان لبنة المجتمع، من خلال عدد من المبادرات التنموية الممكنة في قطاعات التعليم والعمل والصحة والإسكان وتمكين المرأة وجودة الحياة.. وغيرها، وهو ما سيخلق مجتمعاً حيوياً منفتحاً على العالم يحافظ على قيمه، قادراً على بناء اقتصاد وطني قوي ومستقر ومستدام".
ويؤكد ثقته تلك بالقول "أنا أومن بضرورة إتاحة الفرصة لكوادرنا البشرية الوطنية للتجربة والخطأ، وأن نتوقف عن جلد الذات، فشبابنا بخير، وهم سواعد هذا الوطن ومستقبله المشرق".
حزمة من المبادرات تتعلق بالشباب والريادة
1- إنشاء الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة (منشآت).
2- ضخ 72 مليار ريال، لتحفيز نمو القطاع الخاص، خصص جزء منها لدعم المشاريع الناشئة والصغيرة مثل:
مبادرة استرداد الرسوم الحكومية.
ومبادرة إنشاء صندوق الصناديق "جدا" برأس مال 4 مليارات ريال للاستثمار في شركات رأس المال الجريء.
وصناديق الملكية الخاصة.
وبرنامج "مِراس"، لتسريع وتوفير جميع الخدمات التي يحتاج إليها رواد الأعمال لإنشاء مشروعاتهم.
نصائح العثيم لرواد ورائدات الأعمال
يخصص رجل الأعمال علي العثيم، بحد أدنى من ثماني إلى عشر ساعات أسبوعيًا، ليقدم خلالها استشارات لأربعة على الأقل من الشباب الذين يحتاجون إلى دعم اتخاذ القرار.
1- أن يضعوا لأنفسهم أهدافًا واقعية منطقية تتناسب مع إمكانياتهم
2- يطوروا مهاراتهم ومعارفهم، ويجعلوا من التخصص طريقًا للنجاح.
3- يجتهدوا ويثابروا لتحقيق أحلامهم وطموحاتهم، وأن يبحثوا عن الفرص بدلًا من انتظارها.
4- يبتعدوا عن العاطفة في اختيار المشروع، ويأخذوا برأي الدائرة المقربة منهم، كالأسرة والأصدقاء، للحكم على جدوى المشروع.
5- عدم التخوف من الإفصاح عن فكرة المنتج خشية أن تسرق، لأن الفكرة بمفردها لا تساوي شيئاً، وطريقه تنفيذها هي العنصر الأهم.
6- المحافظة على وجود احتياطي نقدي، لتغطية تكاليف التشغيل في أوقات الأزمات وانخفاض التدفقات النقدية".
ويدعو لتمكين المرأة
يرى العثيم أن التنمية والبناء الاقتصادي والاجتماعي لا تكتمل إلا بمشاركة المرأة، وتنمية مواهبها، واستثمار طاقاتها وتمكينها اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً، وتوفير مناخ آمن وخدمات تسهل عليها القيام بواجباتها الوطنية.
ويؤكد "اهتمام القيادة بإيصالها إلى المناصب القيادية، وإتاحة الفرصة أمام المبدعات والمثقفات والمميزات منهن، للمشاركة في النهضة والبناء، ومع تزايد عدد الإناث في التعليم والتأهيل والتدريب، ستشكل المرأة السعودية رافداً مهماً من روافد نجاح الرؤية، لترتفع مشاركتها في قوة العمل إلى 30 % بحلول 2030".
رؤية العثيم تنطلق من إيمانه بأن المرأة السعودية لديها طموح، وتمتلك مهارات أفضل من مثيلاتها في دول أخرى كثيرة، ويضيف "أرى أن المرأة اليوم ممكّنة أكثر من أي وقت مضى، فهي اليوم أصبحت تستطيع اقتحام الكثير من مجالات العمل التي كانت حكرًا على الرجل، وأصبح لها في قطاع الأعمال ما للرجل من حقوق، وعليها ما عليه من واجبات، فلا فرق بين رجل وامرأة في العمل وتحقيق الطموح، والمرأة السعودية قادرة على المضي قدمًا والتعامل مع تلك المتغيرات وتحقيق نجاحات متميزة".
ويكشف بأن تمكين المرأة أحد مرتكزات رؤية المملكة، ويستهدف توفير فرص عمل لنحو مليون سعودية بحلول عام 2030، وتشجيع المرأة على دراسة مختلف التخصصات كالعلوم، والتكنولوجيا، والرياضيات، والتخصصات الهندسيّة، ما يتيح لها مجالات متنوعة في سوق العمل، لذا فالمرأة في المملكة قادمة بدور تنموي ومحوري في رؤية 2030؛ فهي عنصر مهم من عناصر قوة المجتمع، ولديها إمكانات النجاح.
الإعلام وصناعة المحتوى
في نظرته إلى الإعلام ودوره في مواكبة التحولات الاقتصادية الجارية في المملكة، يرى العثيم بأن "الإعلام السعودي لديه كل الإمكانيات للريادة، ينقصه الاهتمام بصناعه المحتوى فقط، ولعل المبرر سابقًا كان وجود تيارات وأفكار مختلفة تتجاذب المجتمع، اليوم أصبح لدينا رؤية وتوجه واضح، لذا فنحن ننتظر من إعلامنا الكثير، ليلعب دوره ويتخذ مكانته الإقليمية الريادية التي يستحقها".
كلمة أخيرة
وفي كلمة أخيرة وجهها إلى مجلة "الرجل" يقول علي العثيم "أشكر مجلة "الرجل" وفريق الإعداد المتميز؛ أنتم نافذة على المجتمع ومنبر إعلامي رائد نفخر به جميعًا".