كيف تجيب على سؤال الراتب المتوقع في مقابلة العمل
ترتدي ملابسك الرسمية حسب متطلبات إعلان الوظيفة. الإعلان ذاته الذي كُتب فيه عن الراتب "يُحدد بعد المقابلة".
ظللت تفكّر كثيرًا في هذا الأمر حتى لحظة ذهابك إلى مقر الشركة لعمل المقابلة، سارت الأمور جيدًا حتى سألك المحاور "كم تتوقع الراتب الذي ستحصل عليه لو عملت معنا في الشركة؟".
لماذا تسأل الشركات سؤالً كم الراتب المتوقع؟
في الحقيقة، يمثل السؤال عن الراتب المتوقع ذات الأهمية لك وللشركة. لأنّه بينما تبحث عن الحصول على راتب جيد، فإنّ الشركة يمكنها من خلال هذا السؤال اكتشاف العديد من الأمور. من أهم الأسباب لهذا السؤال في المقابلة:
1- الشركة تملك ميزانية محددة: يريد المسئول عن المقابلة التأكد من توافق الراتب المتوقع بالنسبة لك، مع المبلغ المخصص للوظيفة. فإذا اكتشفوا أنّ أغلب المرشحين يطلبون مبلغًا أعلى من المحدد بصورة كبيرة، فإنّ هذا سيجعل مقابلك يطلب من الشركة زيادة المبلغ.
في حالة رفض الشركة لزيادة المبلغ، سيقدم لهم ملاحظة هامة أنّ هذا سيؤثر على جودة الاختيار. أو ربما سيعني أنّ المتقدم للوظيفة سيقبل بها مؤقتًا، وعندما تتاح له فرصة أخرى سيترك الشركة.
2- معرفة كيف تقدر قيمتك: من المفترض أنّ المرشح لأي وظيفة، يعرف قيمة المهارات التي يملكها، ويمكنه تقدير هذه القيمة بالراتب المناسب له. مع الوضع في الاعتبار أرقام الرواتب المشابهة في السوق، وكذلك عدد سنوات الخبرة والمستوى الحالي الخاص بك.
من التجارب الخاصة بهذا الشأن، ما ذكره أحد الأصدقاء عن تجربة تقديم على وظيفة، كانت تحدث بشكل جيد، حتى هذا السؤال. أجاب برقمٍ قليل، وتغيّر انطباع محاوره بعدها وأنهى المقابلة. تلقى بعدها رسالة الرفض.
عندما سأل عن السبب الرئيس من الرفض، عرف أنّه بخصوص الراتب، إذ طلب راتبًا يحصل عليه أقل موظف في ترتيب الدرجات في الشركة. وهو ما رآه المحاور عدم القدرة على تقدير الذات، وكذلك الجهل بالشركة نفسها.
3- تحديد مستواك المهني المناسب لهم: غالبًا يكون السبب من الرواتب الكبيرة التي يطلبها بعض المتقدمين، في أنّهم يعملون في درجة وظيفية أعلى، بالتالي خبراتهم أكبر من المطلوبة للدور. كذلك الإجابة براتب أقل، قد تعني أنّ درجتك المهنية أقل من المطلوبة للوظيفة.
من المعروف أنّ الشركات لا تسرع بأخذ الموظفين الذين يعرضون رواتب أقل، لأنّها تعرف جيدًا تأثير ذلك على جودة العمل. بالتالي يسعى المحاور في المقابلة للوصول للكفاءات المناسبة تمامًا مع الوظيفة واحتياجاتها الحالية.
البحث قبل الذهاب إلى المقابلة عن سؤال الراتب في مقابلة العمل
يجب عليك ألا تنتظر حتى لحظة الذهاب إلى المقابلة للتفكير في الراتب المتوقع. بل بمجرد تلقي رسالة أو مكالمة بالموعد، يمكنك البدء في إجراء عملية البحث التي من شأنها مساعدتك في الإجابة. تقسّم العملية إلى خطوتين رئيستين: الأولى خاصة بالمجال بصورة عامة، والثانية خاصة بالشركة.
في المجال، يمكنك سؤال أفراد يعملون في نفس الوظيفة ويتمتعون بالدرجة الوظيفية ذاتها المحتملة لك، ومعرفة آرائهم حول الراتب المناسب. بالطبع يُفضل أن يكون هؤلاء الأفراد في نطاق جغرافي مشابه للشركة، حتى تكون إجاباتهم متوافقة مع وضع الشركة التي تُقدم عليها للعمل.
يمكن لهذا الأمر مساعدتك في الحصول على راتب أعلى. فمع خيارات التوظيف عن بعد، قد تتاح لك وظيفة في مكان معين، برواتب أفضل من منطقتك الحالية. وبالتالي، بدلًا من قياس الأمر على السوق المحيط بك، يمكنك الاستفادة من زيادة الرقم.
أمّا بخصوص الشركة، فإذا كان لديك قدرة الوصول إلى أفراد يعملون بها حاليًا، أو سبق لهم التواجد بها في فترة معينة. فيمكنك الاستفادة منهم بمعرفة الرواتب التي تُقدمها الشركة. كل هذه العوامل ستساعدك في تكوين إجابة أفضل للسؤال.
يمكنك أيضًا سؤالهم عن الامتيازات الأخرى التي تقدمها الشركة، وعن تجربة العمل ذاتها. فأحيانًا قد تقبل براتب أقل من الذي تريده، إذا كانت هناك فرصة للحصول على امتيازات أخرى، مثل المكافآت والعمولات وحتى فرص التعلّم والتطور داخل الشركة.
أهم الأسئلة في مقابلة العمل التي عليك توقعها وكيف تجيب عنها بطريقة مثالية
الرد على سؤال الراتب المتوقع
أنت لا تريد للفرصة أن تضيع من بين يديك، فربما انتظرت طويلًا للحصول عليها. لكن في الوقت ذاته، لا ترغب في الحصول على راتب قليل لا يتوافق مع احتياجاتك وإمكانياتك. لذا، ينبغي لك التفكير جيدًا في كيفية الإجابة على السؤال.
كيف تستخدم طريقة STAR في الإجابة على أسئلة المقابلات الشخصية؟
ركّز أنّ الأمر لا يعتمد فقط على إجابتك، لكن على طريقة الإجابة، التي من شأنها فتح المجال للتفاوض حول الراتب المناسب. كلّما كنت قادرًا على تقديم إجابات منطقية ومقنعة، تزداد فرصتك في الحصول على الراتب الذي تريده.
مبادئ إجابة سؤال: كم تتوقع راتبك؟
1- اعرض نطاقًا للراتب: إذا كنت لا ترغب في تقديم رقم محدد للإجابة على السؤال، يمكنك بدلًا من ذلك اختيار نطاق مناسب للراتب ما بين رقمين. ضع في الاعتبار احتمالية أن يختار صاحب العمل الرقم الأدنى، لذا حاول جعله قريبًا من الرقم الذي تفضله بدرجة كبيرة.
كذلك لا تجعل النطاق بينهما غير منطقي، فإذا كانت إجابتك بشأن الراتب الشهري، فالإجابة مثلًا من 6000 إلى 7000 أكثر منطقية من 6000 إلى 9000. إذ الفارق بينهما مقبول في الحالة الأولى، أمّا في الثانية فأنت تتحدث عن فارق كبير جدًا.
2- الاستفادة من مميزات الشركة: يفتح سؤال الراتب المتوقع مجالًا للتفاوض بينك وبين محاورك. لذا، يمكنك تضمين بعض الخيارات المناسبة للتفاوض على الراتب، إذا تمنح بعض الشركات مزايا وتعويضات أخرى للموظفين تكون ذات قيمة لهم.
فإذا لم تكن الشركة قادرة على توفير الراتب الذي تريده بشكل أساسي، يمكنك الاستفادة من هذه الخيارات. مثلًا لو ترغب في الحصول على راتب 6000 والشركة لا تقدر على ذلك. يمكنك الإجابة بهذا الرقم، مع الإشارة إلى الخيارات الأخرى لتقسيم الراتب.
مثلًا، أرغب في الحصول على 6000، لكن يمكنني القبول بخيارات أخرى، مثل أن يكون الراتب الأساسي أقل من ذلك، مع تخصيص عمولات جيدة من عمليات البيع التي سأقوم بها. بالنسبة لك ستزيد القيمة التي يمكنك الحصول عليها.
بالنسبة للشركة، سيكون هذا الأمر ملائمًا في الأغلب، لأنّه من ناحية التكلفة، فما ستتحمله الشركة هو فقط القيمة الأساسية للراتب. أمّا العمولات فهي معتمدة على عمليات بيع حادثة بالفعل، فلا تتحمل الشركة تكلفتها، فتكون قد نجحت في الحصول على ما تريد.
3- تأجيل سؤال الراتب لمتوقع قليلًا: إذا كنت لا تعرف بعد واجبات الوظيفة والمطلوب منك، فمن المحتمل ألّا تكون قادرًا على إجابة السؤال من المرة الأولى، لذا يمكنك تأجيله قليلًا لوقتٍ لاحق. من خلال طرح أسئلة بديلة أو محاولة فهم طبيعة الوظيفة أكثر، لتكون قادرًا على طرح الرقم المناسب في النهاية.
طالما لم يُطرح الراتب المتوقع في الإعلان، فلا بد أن تشمل المقابلة على سؤال حول هذا الأمر. لذا، لا يمكنك إهماله والافتراض بأنّك ستقبل أي راتب دون وجود أسباب محددة لذلك بالنسبة لك. وعدم الإجابة قد تعطي انطباعًا بعدم أهمية الوظيفة لك من الأساس.
بالطبع أنت ذهبت إلى المقابلة من أجل الحصول على مقابل مادي معين للعمل، فإذا لم تهتم بالإجابة، يراها محاورك على أنّها مقابلة تُجريها دون رغبة حقيقية في العمل. بالتالي، أنت لا تريد إفساح المجال له لتفسير الأمر طبقًا لرؤيته.
استعد لهذا السؤال جيدًا، وابحث الخيارات المتاحة لك، وكيفية الحصول على أعلى درجة من الاستفادة من الوظيفة. لا يقتصر الأمر على الراتب المتوقع، لكن قد تكون هناك امتيازات أخرى، لذا قم ببناء إجابتك حول هذه الأشياء معًا، والتأكد من أنّك تحصل على الأفضل لك ولمسيرتك المهنية.