عجلان العجلان لـ «الرجل»: المملكة مقبلة على نهضة وفرص استثمارية كبيرة
بدأ من محل صغير في سوق الحساوية لا تتجاوز مساحته ستة أمتار، ثم التحق به إخوته، يرأس اليوم مجموعة اقتصادية تتجاوز قيمتها المليارات، وتملك عقارات في طول البلاد وعرضها، بمساحة تصل إلى ملايين الأمتار.
مؤسس ورئيس مجالس عشرات الشركات الممتدة من السعودية إلى الولايات المتحدة وأوروبا وروسيا والصين، انتخب مؤخراً رئيساً لمجلس إدارة مجلس الغرف السعودية، ويرأس مجلس إدارة غرفة الرياض، يدير ملفات القطاع الخاص الهامة مع الجهات الحكومية، ويدعو إلى دور وطني لرجال الأعمال في مواجهة كل من يناصب بلاده وقيادتها العداء.
إنه رجل الأعمال عجلان العجلان الذي حين تضيق به المكاتب والعقارات والمدن، يجد ملاذه في الرمال، فالصحراء عشقه الأزلي تمنحه الهدوء والصفاء. يهوى المطالعة ويتكلم بحنين عن زمن طفولته والحياة البسيطة ويكشف في حواره مع مجلة "الرجل" أنه لم يجد في حياة الدنيا أثمن من دعوة تأتيه من والده أو والدته.
نشأة عجلان العجلان
مكان الولادة: حي الشميسي، الرياض
تاريخ الولادة: أوائل ستينات القرن الماضي
طفولته: تتسم بالبساطة
يقول لمجلة الرجل: "كنا نعيش في بيوت متجاورة، طبيعة الحارة جبلية ومداخلها ترابية، الحياة كانت بسيطة"، مبيناً أن أطفال الحي كانوا مع بعضهم يلعبون في تلك الشوارع، مؤكداً أن الحارة قديماً لا تشكل مجمعاً سكنياً، بل أسرة واحدة، فالناس يعرفون بعضهم البعض.
الحسّ التجاري
رافق العجلان والده إلى دكانه في سوق الحساوية بالديرة مذ كان طفلاً، ما أدى إلى نمو حسّه التجاري، - بحسب تعبيره - حتى أصبح عارفاً بالبيع والشراء والتسويق، وكيفية التعامل مع العملاء والسوق وهو في سن العاشرة.
ويرى العجلان أن "الثقة بلا حدود" التي منحه إياها والده في تلك الفترة كان لها الأثر الكبير في شخصيته. ويضيف "جعلني أكثر قدرة على اتخاذ قراراتي وعدم التردد في العمل والتعلم من الأخطاء التي تحصل أحياناً".
ويرى العجلان بأن عدم اتخاذ القرار يجعل المشكلة أكبر أحياناً، ويضيف "خذ القرار والخطأ مقبول، إذا كنت تتعلم منه، وما هو غير مقبول هو أنك تخطئ وتكرر أخطاءك".
والدي علمني
يبدو تأثر العجلان بوالده ظاهراً جلياً، فغالباً ما ينسب إليه الفضل فيما وصل إليه يقول "والدي علّمني أن أكون قائداً في عملي، وهذا أعطاني دعماً كبيراً للمستقبل، مرت في حياتي أشياء كثيرة، أعتقد أن الحزم واتخاذ القرار كان مفيداً جداً".
ويحمد الله لأن والديه موجودان معه ويضيف "هي نعمة من رب العالمين، هما معي ونخرج معاً، وأسمع دعاءهما الذي أعتبره بركة من رب العالمين. لا أجد في هذه الحياة ما هو أثمن من دعوة تأتيك من والدك أو والدتك".
وعن علاقته بإخوته وأخواته يقول "الحمد لله نحن تربينا وعشنا في بيت واحد، وكان البيت ينبض بالحب والتآلف والأخوة والتربية الطيبة، وبحكم العمل المشترك نلتقي نحن الإخوة بشكل يومي، ومع الأخوات وبقية الأسرة نحرص على الالتقاء، رغم أن مشاغل العمل وارتباطاته قد تؤثر أحيانا في التواصل".
وأنا اخترت الشماغ
يرتبط اسم العجلان بالشماغ، ويعود بذاكرته إلى المرحلة الثانوية في عام 1977/1978 كان والده لايزال يعمل في تجارة الأرزاق: الهيل والقهوة والأرز والسكر، لكنه ترك العمل في السوق نهائياً وتوجه إلى مجال بناء المنازل وبيعها، مع الطفرة المالية التي عاشها المجتمع آنذاك.
ويروي "في هذه الأثناء قررت ترك البيع في مجال المواد الغذائية، واخترت التركيز على الملابس، مثل الشماغ والغترة والثوب والملابس الداخلية والطواقي والعقل وخلافها".
وعدت للدراسة
الدراسة
مدرسة "حسان بن ثابت" الابتدائية في الشميسي
"متوسطة فلسطين" ثم "ثانوية الجزيرة"
ترك الدراسة بسبب الانخراط في الأعمال
لم يتخل عن طموحه بالحصول على الشهادة
بعد 20 سنة أكمل الثانوية
بعد 15 سنة أخرى أكمل دراسته الجامعية
يرى العجلان أن التعليم والتمكن من اللغة الإنجليزية مهمان، وبالمقابل يعتبر الخبرة العملية مهمة جداً، ويضيف "على الشابة أو الشاب أن يبدأ من بداية السلم حتى يُلمّ بكل تفاصيل العمل وأسراره، لهذا من الخطأ أن يفكر الشاب أن يبدأ من الأعلى، ومعظم الأسماء التجارية الكبيرة بدأوا من مهن صغيرة جداً جداً، ووصلوا إلى أعلى المراتب في التجارة، وفي تلك الحقبة الزمنية كان كل السوق يعمل به سعوديون من الحمال إلى الجزار إلى البائع ..إلخ" .
ويضيف "أنا اليوم سعيد أن أرى الشباب وقد بدأوا بأعمال صغيرة ويكبرون تدريجياً وهذا هو التدرج الصحيح".
وهذا سرّ نجاحي
ولكن كيف تدرج العجلان في أعماله وتوسع بها، يروي لمجلة الرجل بأنه كان أمام ثلاثة خيارات: إما أن يذهب في بعثة لمتابعة دراسته أو أن ينضم إلى والده في مجال البناء والعقارات، أو يبقى في الدكان بسوق الحساوية.
يقول "فضلت البقاء في السوق؛ لقد كانت المحلات بسيطة، بدأت بالشماغ والغترة، والثوب، والملابس الداخلية، والعقل، والطواقي، وأشياء مشابهة، أتذكر في تلك الأيام كان هناك ماركات معروفة؛ مثل فانيلة أم بقرة، وكذلك ملابس أوميك، وفانيلة أبو عسكري، أعتقد أن بعض القرّاء يتذكرون هذه الماركات، كذلك طواقي الزري؛ مثل: طواقي أم جنيه، عندما بدأت العمل في السوق كان عمري 17 أو 18 سنة".
كان نظام السوق في ذلك الوقت، أن الشخص الذي يشتري البضاعة من التاجر بقيمة 5 آلاف ريال مثلاً، ويسدد كل أسبوع 500 ريال، والناس متعارفة على هذا الشيء، يقول العجلان "بالنسبة لي، عندما اشتريت بضاعة بـ 5 آلاف ريال وبعتها في يوم أو يومين، وذهبت إلى التاجر وسددته بالكامل، فسألني أن المتبع أن تدفع أقساطاً أسبوعية، وأنت تريد أن تسددها دفعة واحدة. فقلت له إنني بعت البضاعة بالكامل أو بعتُ أغلبها مع أرباحها، فأستطيع أن أسددك. وهذه الخطوة كانت من أهم أسرار نجاحي، وهو الالتزام، حيث إنني عندما سددت التاجر حقه كاملاً أصبح يعطيني بضاعة بحسم 10% أو أكثر، وبهذا أصبحت أستطيع أن أبيع بسعر كلفة جيراني، وأصبحتُ أول من تُعرض عليه البضاعة وبأفضل حسم، بمعنى أصبح لي أفضلية على الآخرين، وكان السرّ في ذلك هو الالتزام".
اكتشفت الطريق
تعززت مكانة العجلان في السوق، وكان حريصاً على معرفة كل ما يدور فيه، وهذا ما قاده إلى اكتشاف أمر آخر كان في غاية الأهمية، يقول أتذكر أن "كبار الشركات الأجنبية، مثلاً الشركات اليابانية، كانوا يزورون كبار التجار في السوق ومعهم مترجمون، بعضهم من لبنان وبعضهم الآخر من الأردن، وبعد أن رأيتهم عدة مرات حاولت أن أعرف ماذا يبيعون وما أسعارهم؟ وكيف يتم الاستيراد؟ فسألت المترجم، وكان اسمه جورج الهاشم، عن طريقة الاستيراد والأسعار وحساب الكلفة، أقصد الشحن والجمارك وغيرها، وأذكر أنه كان سعر الدرزن في ذلك الوقت 20 دولاراً تقريباً، وعندما أجريت عملية حسابية للكلفة الإجمالية، وجدت أننا نشتري من السوق بضعف السعر، بمعنى أنني عندما أستورد أحقق ربحا 100%..!".
ويتابع "عرفت أن طريقة الاستيراد تبدأ بفتح اعتماد من البنك، ولم تكن لي علاقة مع البنوك، وكانت علاقتي مع مؤسسة صالح وسليمان الراجحي، وليس لديها اعتمادات في ذلك الوقت، وطلبت من والدي أطال الله عمره أن يساعدني مع البنك الأهلي في الشميسي، فذهبت إلى البنك الأهلي، وقابلت مديره وفتحت أول اعتماد، أعتقد بـ 20 ألف دولار، وبعت البضاعة بعد وصولها إلى الرياض عن طريق ميناء الدمام في فترة وجيزة".
وانضمّ إخوتي إليّ
كان قد مضى على العجلان في الدكان ستة أشهر، حين بدأ الاستيراد، يقول "انضم إليّ الأخ سعد رحمه الله، ثم الأخ محمد، واستمررنا نحن الثلاثة بالعمل معاً. بعدها بأربع أو خمس سنوات انضمّ الأخ فهد لنا. وعندما انضم سعد ومحمد، فتحنا الدكان الثاني مع سعد، والثالث مع محمد، وأصبح لدينا محلات عدة".
ويوضح "كنا نفتح محلاتنا بأنفسنا ومفاتيح دكاكيننا بجيوبنا، ولا نعتمد على أحد، حتى مفاتيح المستودع كانت معنا، وكان أحدنا يذهب إلى المستودع ويحضر البضاعة، استمررنا بالعمل في محلاتنا، ثم فتحنا محلاً في الدمام، وفي جدة، وكانت التجارة عادية، حتى عام 1990 حرب الخليج".
عام 1990 كان نقطة تحوّل في مسيرة الإخوة، بحثوا عن اسم مناسب، يترجم كونهم أربعة إخوة، وكان يفترض أن يكون الاسم: شركة عجلان بن عبدالعزيز العجلان وإخوانه، ولكن هذا الاسم كان طويلاً، ومن الصعب أن يكون ماركة تجارية، يقول العجلان "مع البحث والتفكير وصلنا إلى مسمى “عجلان وإخوانه”. واليوم أصبح هذا الاسم التجاري معروفاً عربياً وعالمياً للمؤسسات المالية والبنوك العالمية".
وعن السرّ في تحول استثماراتهم من دكان صغير إلى واحدة من كبرى المجموعات الاقتصادية في البلاد، يقول: الحمد لله هذا أولاً توفيق من رب العالمين، ودعاء الوالدين، وإننا إخوة متحابون متشاركون حريصون على بعضنا البعض، ومتغافلون عن الأمور الصغيرة، وكذلك الصدق والأمانة مع الآخرين والمثابرة والجد في العمل والبذل في أوجه الخير، فنحن نعتبرها أمانة نوصلها للجيل الآخر، ونسأل الله البركة والتوفيق".
ابتكارنا (دروش)
بعد حرب 1990 وعندما بدأت القنوات الفضائية تطورت ثقافة الماركات، وأصبح المستهلكون يبحثون عن الماركة، يقول العجلان "وأصبحتْ حصتنا السوقية كبيرة، كان لزاماً علينا تكوين ماركات خاصة بنا، ومحميّة من قبل وزارة التجارة، كان أمامنا طريقان؛ إما أن نبحث عن توكيل عالمي، وكانت العلامات الكورية مشهورة في ذلك الوقت، أو نصمّم ونبتكر علاماتنا الخاصة ونسجلها بشكل رسمي، فاخترنا الحل الثاني"؛ وهكذا ظهرت علامة دروش المشهورة الآن والمعروفة في السوق السعودي والخليجي والعربي.
دروش
منذ عام 1990
استثمر أكثر من 300 مليون ريال في تطويرها وترويجها
تسيطر على 50% من السوق السعودي للملابس الداخلية
ويروي "كنا نستورد من اليابان، وعندما ارتفعت أسعار العملة في اليابان انتقلنا إلى كوريا الجنوبية، وعندما ارتفعت أسعار العملة في كوريا الجنوبية انتقلنا إلى الصين، وكانت طلبياتنا كبيرة، وكانت الشركات التي نستورد منها متعبة في بعض الأحيان من خلال التأخر في الشحن، أو ضعف الجودة، فقررنا أن نفتح مصانعنا الخاصة، وبذلك استطعنا أن نحصل على الجودة المطلوبة التي تضاهي المنتجات الأوروبية في سويسرا أو إنجلترا".
ونسعى للتوسع
الاستهلاك السعودي سنوياً
16 مليون شماغ
4 ملايين غترة
يقول العجلان "نحن دائماً نتطلع إلى النمو، هناك خطط للشركة أمامها فرص للنمو خلال المدى القصير في مجالات كثيرة للتوسع، ونسعى إلى رفع حصتنا السوقية في السوق السعودية. وننظر إلى رفع حصتنا السوقية في مجال المنسوجات في العالم، ونحرص على توفير الجودة العالية والسعر المناسب، ولدينا قسم للتصاميم يعمل فيه مجموعة الشباب السعوديين الذين يتابعون أحدث التصاميم".
استثماراتنا بالمليارات
إلى أين وصلت استثمارات العجلان اليوم؟ يكشف "الحمد لله حجم أعمالنا كبير ونستثمر بالمليارات، لدينا استثمارات في الصناعة والخدمات اللوجستية والتجارة، ولدينا استثمار في الشركات، ولدينا استثمارات خارجية في الولايات المتحدة الامريكية، وأوروبا، وهناك مشاريع في الصين والهند. وجدوى الاستثمار هي التي تحدد وجهته".
ويوضح بأن مشاريعه المستقبلية تتجه إلى "الصناعة في المملكة والتي تحظى بدعم كبير من الحكومة الرشيدة، وهناك دعم من الصناديق الحكومية، وهناك أيضاً دعم المحتوى المحلي، فنحن اليوم تركيزنا على الصناعة في المملكة والشرق الأوسط وشمال إفريقيا".
ويكشف بأن المشاريع الصناعية الخاصة بالمملكة ستركز على الاستثمار في الطاقة والمياه ومشاريع التخصيص. وأضاف "بإذن الله سيكون لها انعكاس كبير على المنتج الوطني وفرص العمل للمواطنين".
"أم الخير"
طالما ارتبط اسم العجلان بمنتجات خاصة بالتراث السعودي يقول العجلان "بالتأكيد الشماغ زي وطني وله قيمته التاريخية. وبالنسبة لنا نعتبر أن هذه المنتجات هي التي بدأنا بها وبالتالي منها انطلقنا وتوسعنا في بقية المجالات الاستثمارية، وهي أستطيع أن أسميها (أم الخير) والخير بدأ من الديرة والبطحاء وتعاضد الإخوان وتسامحهم".
ويسعى العجلان ليميز مشاريعه ومنتجاته، بالتركيز على الجودة والسعر والوصول إلى العميل وتقديم التسهيلات. ويضيف "نحن نلتزم بذلك في تجارتنا بالملابس، وفي المدن الصناعية والسكنية التي ننشئها، فنحن ندفع مبالغ إضافية في بعض المشاريع ندفع نحو 50 مليون مبلغاً إضافياً على الاشتراطات الحكومية، سواء في إنشاء الحدائق والتشجير، حتى نقدم منتجا يرضي العميل، ونكسب السمعة الطيبة والمصداقية مع جميع العملاء".
تحديات وحلول
يمثل مجتمع رجال الأعمال
يترأس مجلس الغرفة التجارية الصناعية بالرياض
رئيس مجلس إدارة مجلس الغرف السعودية
وينظر العجلان إلى دوره في مجلس الغرف السعودية باعتباره استكمال لما بدأه رجال الغرفة السابقون؛ يقول لمجلة الرجل "أنا عضو في لجان الغرفة منذ ما يزيد على 20 عاماً، واليوم إن شاء الله نقوم بالدور المأمول ونكمل مسيرة النجاح للغرفة في خدمة قطاع الأعمال، بلدنا يعيش نهضة وتحولاً تاريخياً، والمجال مفتوح لخدمة الوطن واقتصاده، والجميع يجتهدون لتقديم ما يستحقه هذا الوطن وما تقدمه القيادة من دعم ورعاية للقطاع الخاص".
وعن أهم التحديات التي تواجه رجال الأعمال في المملكة يوضح العجلان بأن "القطاع الخاص السعودي كما كل دول العالم، يواجه تحديات نعمل على معالجة كثير منها ولله الحمد، ونجد كل التعاون من المسؤولين وتوجيهات مولاي خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين دائما ما تنص على إيجاد الحلول العاجلة"
ويضرب مثالاً ما حدث خلال وباء كورونا، حيث استحدثت كثير من القرارات بما يتواكب مع المعوقات التي حدثت مع الجائحة، ويضيف "سمو ولي العهد يتابع باهتمام كبير كل التطورات ويوجه بالحلول الفورية، ونحن على تواصل دائم في اجتماعات ولقاءات مع سموه، وهذا رغم مشاغل وارتباطات سموه ومتابعته الدائمة للمشاريع الكبرى.
الثقة بالخاص ستتعزز
يصف بيئة الأعمال في المملكة بأنها في "حراك وتطور دائمين، وحين تطرأ بعض التحديات، فإن لكل تحدّ ومعوق هناك حلول". ويضيف "أعتقد بأن بيئة الأعمال السعودية من أفضل البيئات، خصوصاً مع التشريعات والتنظيمات المتعددة التي سهلت كثيراً من الإجراءات ونظمت كثيراً من الأعمال" .
وعن رؤيته لدور القطاع الخاص السعودي يقول "اليوم القطاع الخاص شريك أساسي في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، وهو قادر على تحقيق ذلك، والدولة تسند كثيراً من الأعمال إلى القطاع الخاص، وهناك برنامج التخصيص الذي يمنح القطاع الخاص إدارة كثير من القطاعات، وهذه الثقة ستعزز دوره ونموه".
مرحلة الفرص
يرى العجلان أننا اليوم بالفعل في بلد تأتينا الفرصة الأولى من قيادة داعمة ومهتمة في التنمية الاقتصادي، وتوفير الممكنات لكل متطلبات الاستثمار والتنمية، وعلى سبيل المثال اليوم نرى نتائج تمكين المرأة الذي قفز للدخل الاقتصادي للأسرة بنحو 50% ، والسياحة كانت لدينا مغلقة والآن تنمو من الصفر وفيها فرص هائلة، كذلك قطاع الترفيه الذي يحتوي فرصا كبيرة جداً أيضاً، كذلك الخدمات اللوجستية، وكذلك قطاع التعدين، والصناعة التي تشهد نمواً كبيراً في ظل برامج دعم المحتوى المحلي، كذلك لدينا التطوير العقاري، وهذا القطاع يوفر فرصاً هائلة في طلب المنتجات التي تتجاوز 100 منتج" .
السعودية قدوة
يصف العجلان العلاقات الخليجية بالمتميزة، مشيراً إلى أنه متى تطور اقتصادها سينعكس على على تطور ومتانة علاقاتها المشتركة. لافتاً إلى أن ما تعيشه المملكة من تطور وحراك في القطاع الاقتصادي، سينعكس على اقتصاديات الخليج، ويرى بأنه "مثال يحتذى كما نشاهد في مكافحة الفساد والمشاريع العملاقة، وتسهيل الأعمال، وهذه الإنجازات قدوة للعالم الثالث، وكما شاهدنا بعض المواطنين في دول عربية كانوا يطالبون بوجود شخصية قيادية، مثل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان يحفظه الله" .
دور وطني
يتطلع العجلان إلى قيام القطاع الخاص بدور وطني، وغالباً ما يحثّ رجال الأعمال على مقاطعة الدول التي تناصب المملكة العداء؛ يقول "اليوم إذا كان هناك دولة تكيد للمملكة وتعاديها، فهذا سبب كافٍ لأن نوقف التعامل معها تجارياً، وأي دولة تعادي قيادتنا ووطننا فلا حاجة للتعامل معها" .
وعن صدى دعوته لمقاطعة البضائع التركية يقول "إنها أثمرت؛ واليوم السعوديون من أصغر طفل إلى أكبر رجل أو امرأة يعرفون ويشعرون بالعداء والدسائس التركية ضد قيادتنا وبلدنا، ولن نقف مكتوفي اليد، فأضعف الإيمان أن نقاطع منتجاتها واستثماراتها وسياحتها".
تواصل بلا حواجز
علاقة العجلان كرجل أعمال بقيادة بلاده قديمة يقول "نحن بالمملكة اعتدنا ولله الحمد، أن القيادة والمواطنين دائماً على تواصل، وليس هناك حواجز، والملك سلمان يحفظه الله حينما كان أميراً للرياض، كان حريصاً على متابعة كل أحداث ومشاريع المدينة وكان محفزاً ومشجعاً لكل عمل خيري أو تنموي، وأذكر أننا في مجموعة عجلان، قدمنا عملاً خيرياً، وعلم به سموه وتمت دعوتنا للقاء سموه بمقر إمارة الرياض، والتقيناه واستمعنا إلى كلماته، يحفظه الله، وتشجيعه وثنائه، وكانت تلك الكلمات المحفز لنا إلى بذل المزيد".
ويضيف "كثيرة هي اللقاءات والمناسبات التي نلتقي بها سموه، وحتى بعد مبايعته ملكاً للبلاد بقي يحفظه الله حريصاً على التواصل مقولته الشهيرة "قلوبنا مفتوحة وأبوابنا مفتوحة" وهذه اللحمة الوطنية والقوة في العلاقة هي أساس متانة واستقرار بلادنا الغالية. كذلك الأمير محمد بن سلمان، كان متابعاً منذ سنوات طويلة للحراك التنموي، ولديه نظرة ثاقبة للمستقبل".
وحول رؤية المملكة 2030، يرى أنها "تشكل طفرة ونهضة تاريخية اجتماعية واقتصادية وسياسية، وتنموية، وهذه الرؤية تحمل تحولاً اقتصادياً مهماً للمملكة، بتخفيف الاعتماد على النفط مورداً رئيساً للدخل، إلى توسيع قاعدة الدخل بالمصادر غير النفطية، والتنوع بمشاريع نوعية عملاقة، مثل مشاريع نيوم والبحر الأحمر والعلا، والخدمات اللوجستية، والسياحة والتخصيص وغيرها".
ويلفت إلى أن "ما يبذله سمو ولي العهد، من متابعة وإشراف مباشرين، على كل مشاريع الرؤية يمثل أحد أهم عوامل النجاح، وهذه المتابعة الدقيقة انعكست على كل الجهات التنفيذية التي تعمل على مدار الساعة، لتنفيذ تلك الرؤية وتذليل أي معوقات قد تعترضها.
صفر البداية
نصائح العجلان إلى شباب الأعمال:
النجاح يعتمد كثيراً على فهم مجال الاستثمار
العمل من أسفل السلم حتى الوصول إلى القمة
معرفة تفاصيل العمل وأسراره ومن أين تأتي الأرباح أو الخسائر
من الفشل تأتي الفائدة الأكبر، عندما تفشل تتعلم وتكسب خبرة
المثابرة والأمانة والمنافسة الشريفة وفتح المجال للجيل الجديد
ويكشف العجلان عن النصيحة التي طبقها مع ابنه، يقول "أوصيته بما أوصي الشباب به، أن يبدأ من الصفر، وهذا ما حصل مع ابني سعد، فقد تدرج في العمل في المستودعات، مروراً بكل مراحل وأقسام العمل بالشركة".
والعجلان متفائل بالمستقبل والفرص القادمة "أقولها من خلال ما أعرفه من مؤشرات مستقبلية إن بلادنا بمشيئة الله مقبلة على نهضة كبيرة وتوسع هائل الفرص الاستثمارية على كل مستويات".
ولكنة بالمقابل يدعو إلى مواجهة ظاهرة التستر، قائلاً "التستر في أسواقنا كبير وهو يحتوي فرصاً كبيرة للشباب السعودي، ويجب أن نحاربه بكل قوة، ولو استطعنا القضاء عليه، لخلقنا فرصاً هائلة للشباب السعودي".
التبرع ليس منّة
تأثير كورونا
الجائحة أضرّت بكل اقتصادات العالم
حصلت أضرار اقتصادية في المملكة
برامج الدعم الحكومي لها بالغ الأثر في تخفيف آثارها
استطاع القطاع الخاص التكيف والمواجهة والتعامل بحذر
وكانت مجوعة عجلان وإخوانه، أعلنت سابقاً المساهمة بـ10 ملايين ريال، لمكافحة وباء كورونا، ويعلق العجلان قائلاً "نحن بعد فضل الله مدينون لهذا الوطن بكل هذا الخير، والوطن يستحق منا الكثير. وهذه المساهمة ليست الوحيدة، فالحمد لله لدينا أعمال ومساهمات أخرى، ولا نرى فيها منّة، فالوطن غالٍ ويستحق كل البذل، والحمد لله رجال الأعمال والقطاع الخاص فيهم خير، وبالمملكة مئات الجمعيات الخيرية التي يدعمها أهل الخير".
داعم للمرأة
يدعم العجلان عمل المرأة ويؤمن بأنها "لبنة من لبنات بناء المجتمع"، ويرى أنها "تعيش اليوم أفضل عصورها، من حيث التمكين؛ فهي تمارس أعمالها التجارية بنفسها، ومتاح لها جميع المجالات، إضافة إلى أن فتح المجالات المختلفة لتوظيف المرأة، شكل منعطفاً مهماً في الاستفادة من الكوادر الوطنية النسائية".
ويضيف "نرى اليوم المرأة السعودية وهي تنجح في ميدان العمل، سواء موظفة أو مستثمرة، ولدينا نماذج ناجحة في كل المجالات، سواء العلمية أو التجارية أو الاجتماعية، وقد مكنت القيادة المرأة بالكثير من التشريعات التي منحتها فرصاً كبيرة للنجاح".
أسرتي ملاذي الآمن
وعن نظرة العجلان للمرأة ودورها في حياته الشخصية، يقول "هي الأم والأخت والزوجة، ولاشك أن لهن دوراً مهماً في بناء الأسرة والمجتمع".
وعن علاقته بالأسرة والأولاد يقول "الحمد الله العلاقة طيبة، والأسرة هي الملاذ الآمن، وأعتقد أن للأسرة دائماً دوراً في نجاح الرجل، وأنا حريص على توفير الوقت الكافي للأسرة ".
يوم في حياة عجلان العجلان
أبدأ يومي من الصباح الباكر بممارسة الرياضة
أتوجه للعمل ومتابعة الأعمال حتى السابعة مساءً
كثرة الارتباطات الرسمية قد تأخذ كثيراً من وقت الأسرة
من هواة القراءة ولديّ مكتبة كبيرة فيها آلاف الكتب
كثرة الأعمال ووسائل التواصل أثرت في معدل القراءة
لدي شغف بالصحراء خاصة في الأيام الممطرة
الصحراء تمنحك نظرة واسعة وفيها هدوء وصفاء يجددان النشاط والتفكير
مواقف مؤثرة
ينظر العجلان إلى الحياة بشكل عام، بوصفها مليئة بالعثرات والمصاعب، ولكنه يعتبر أن "كل عثرة فيها فائدة يتعلم منها الشخص، وتزيد خبرته فيها، ويستفيد منها في دورس الحياة؛ فالمشكلة التي لا تقضي عليك تقويك".
ويكشف لمجلة "الرجل" بعض المواقف التي تركت في نفسه أثراً لا يمحى فيقول "وفاة أخي سعد كانت من أكثر المواقف المؤثرة في حياتي، وفقده كان كبيراً جداً، وأمضيت سنوات عقب وفاته، وأنا أحلم بأنه لا يزال على قيد الحياة.
كذلك وفاة والدتي الثانية أم إخوتي التي توفيت قبل سنة ونصف تقريباً، وهي أم فاضلة أفتقدها كثيراً وكل يوم أشاهد مكان صلاتها وجلوسها وهي إنسانة طيبة ومربية فاضلة؛ كانت دائماً بشوشة وداعية بالخير لنا جميعاً.. كانت أماً بكل معنى الكلمة رحمهم الله جميعاً رحمة واسعة".
متفائل بالقادم
وعن طموحاته وأحلامه الشخصية بعد كل ما وصل إليه، يكثفها بالقول "الأمن والعافية هما أهم شيء في هذه الحياة، أما المال فيأتي ويذهب، كما قيل لاشيء يعادل الأمن في الأوطان والسلامة في الأبدان وكما قال الشاعر (مسكين ياللي تحسب الواجد شوي، العافية لو تنشرى وش ثمنها)".
يملك العجلان نظرة متفائلة للمستقبل، ويعتقد أن مواكبة التطور والحياة أمر مهم. ويضيف "الحمد لله أعتقد أن بلدنا فيه الكثير من المستقبل المشرق أولاً بقيادة تعمل ليل نهار على الإنجاز والتطور، ومتابعة سمو ولي العهد للمستقبل، تبعث فينا كثيراً من التفاؤل، وكل المؤشرات تؤكد – بمشيئة الله وتوفيقه- أن مستقبلنا ومستقبل أجيالنا مشرق في هذه البلاد المباركة".