محمد نصار يكتب: "الرجل".. وجه واحد بتعابير كثيرة
قبل عام أخبرني صديق يشرف على حملة إعلانية لشركة عقارية كبرى، شملت مجموعة من الوسائل المطبوعة والرقمية، أن 90% من المبيعات كان مصدرها الإعلان في صحيفة "الشرق الأوسط"، حيث اشترى رجل أعمال 10 وحدات عقارية دفعة واحدة؛ ما يؤكد أن للصحافة المطبوعة مكانة لا تزال راسخة عند الكثير من صنّاع القرار.
أنا هنا لا ألتفّ على حقيقة أن الوعاء الورقيّ للصحافة، لم يعد يحظى بالتأثير نفسه، الذي كان يحظى به خلال العقود الماضية، لمصلحة "الرقمي" الذي اقتطع حصة الأسد من الإعلانات والقراء؛ لكن ذلك لا يستدعي قطعاً بكاءً على الأطلال، وإنما عملاً ومواكبة؛ فالقويّ على الورق يمكنه أن يكون قويّاً وفاعلاً على منصاته الرقمية البديلة، إن أتقن عملية التحول، وسخّر لها أهلها؛ وهذا ما دأبنا على تحقيقه خلال السنوات الماضية.
وفي الحقيقة فإن ريادتنا رقمياً كـمنصة "الرجل" لم تقلل من اهتمامنا بالورق، لسببين رئيسين: الأول أن السوق الإعلاني لا يزال ينظر بعين الأهمية إلى المطبوعات المرموقة، بوصفها وسائل إعلانية مؤثرة، والقصة التي سردتها آنفاً تؤكد ذلك. أما السبب الثاني فهو العدد الكبير ممن يراسلوننا يومياً، للحصول على اشتراك في مجلة "الرجل".
في "الرجل" نطلق اليوم مفهوماً جديداً للورق، عبر منح الصفحات التي بين أيديكم مزيداً من الجاذبية والمرونة، تتيح للقارئ استخلاص المعلومة بسهولة ويسر، مبتعدين عن المطوّلات والمقدمات والإسهابات، متجنّبين بذلك الإطناب المملّ والإقلال المخلّ، وفي سبيل ذلك حوّلنا ما يزيد على 70% من النصوص إلى رسوم بيانية و"إنفوجراف".
وفضلاً عن عصرية الطريقة التي اعتمدناها في إخراج هذه الصفحات التي ترقى بالمجلة إلى كتاب مرجعيّ يمكن أن يضاف إلى مكتبتك الخاصة، أضفنا تعديلات مهمة على الخط التحريري العام، يتمثل بالاقتراب أكثر من الشخصيات السعودية والخليجية والعربية، التي فرضت نفسها بإنجازاتها واستحقت بذلك أن يسلّط عليها الضوء.
أتحدّث عن "الرجل" بوصفها علامةً دامغةً في تاريخ الصحافة العربية، مستنداً إلى أكثر من ربع قرن، هو عمر مجلة "الرجل".. أعوام صنعتها نخبة من الأسماء الصحفية الكبيرة.
أتحدّث.. مستنداً إلى إرث رصيده أكثر من 400 حوار مع شخصيات قيادية تصدّرت غلاف المجلة، وصنعت الأحداث المحورية.
فإن كنت تقرأ كلماتي عزيزي القارئ على الورق، آمل بأن تستمتع بهذه الوجبة الدسمة التي أعدّها فريق صحفي متخصص.. وإن كنت تقرأني على إحدى المنصات الرقمية والاجتماعية لـ"الرجل"، فها نحن نصل إليك أينما كنت، وحيثما أحببت، وهذا ما نصبو إليه.
"الرجل اليوم تتغير"، وفي سياق التغيير قد تختلف الألوان والأوراق والمنصات؛ لكنها "الرجل" وجه واحد وتعابير كثيرة، تدير الزوايا وتتلمّس كل شارات العبور نحو إعلام مواكب عصري.
"الرجل" كانت، ولا تزال، عالماً يروي قصتك ويحاكي فكرك، بوابة متكاملة للرجل وصوتاً للنخبة العربية وقادة الفكر المتنوّر.