رحلة البطل.. دروس لرواد الأعمال من أعظم مخترع في التاريخ
إذا سبق لك قراءة سلسلة هاري بوتر فربما تكون على دراية بمفهوم رحلة البطل. تحدث أستاذ الأدب جوزيف كامبل في كتابه The Hero with a Thousand Faces عن نفس المفهوم، وألهم هذا الكتاب الكثير من المبدعين بما في ذلك كتّاب الأفلام، الروايات، المسرحيات، والألعاب.
وفي الوقت نفسه، يقدم كتاب كامبل إطار عمل بإمكان رواد الأعمال الاعتماد عليه من أجل تحقيق النجاح. وحسب كامبل، فإن هناك 17 خطوة يقوم بها البطل في رحلته، ولكننا نختصرها في الخطوات التالية ومن خلال إلقاء الضوء على قصة نجاح توماس إديسون أعظم مُخترع في التاريخ صاحب اختراع المصباح الكهربائي.
الإلهام
تبدأ رحلة البطل عندما يشعر بالإلهام والحاجة إلى إجراء تغيير ما، يدفعه هذا الشعور إلى التوقف عن الممارسات التي قام بها خلال حياته اليومية العادية.
بالنسبة لتوماس إديسون فإن هذه اللحظة تمثلت في زيارته لورشة المخترع ويليام والاس في كونيتيكت، ورأى عنده جهاز الدينمو الجديد، في تلك اللحظة وجد حلا لمشكلة تطوير نظام لإمداد المصباح الكهربائي بطاقة وفيرة ورخيصة.
لرواد الأعمال: نصائح من مارك كوبان للنجاح والتقدم في ظل أزمة كورونا
التعبير
صياغة الفكرة والقدرة على التعبير عنها حتى تستطيع مشاركتها مع الآخرين ومساعدتهم على فهمها وتقبلها تتطلب قدرًا مُعينًا من التفاني والشجاعة، خاصة إذا كنت تعمل في بيئة لا تقدر الفردية والنمو الشخصي. في حالة إديسون، فإن هذا كان يعني العودة إلى ورشته الخاصة وإقناع فريق العمل على الانضمام إليه والعمل معه، وتطلب ذلك اقتناعا شديدا بالفكرة، والكثير من العواطف، والجرأة والشعور الدائم بالوضوح، وإدراك الهدف.
إعادة التوجيه
في هذه المرحلة سيكون على رائد الأعمال السير في اتجاه مخالف تمامًا، وإقناع الاخرين: المستثمرين، المبرمجين، المهندسين على السير معه. وهنا يجب على رائد الأعمال الانخراط في العمل مع هؤلاء الأشخاص، وعليهم جميعًا إعادة توجيه أنفسهم كي يستطيعوا العمل معًا بانسجام. في هذا السياق، ترك إديسون دفتر ملاحظاته مفتوحًا ما سمح للعمال وباقي فريق العمل بالتفاعل وطرح أفكار ومقترحات، والبوح عن آرائهم الحقيقية، وهو ما عزز التعاون بين الفريق بأكمله، وساعدهم على التواصل بصورة أفضل.
التخطيط
والآن على الفريق اتخاذ قرار بشأن المنتج أو الخدمة التي عليهم العمل عليها، وكيف يمكن تقديم هذا الشيء إلى السوق ووضع خطة لتحقيق ذلك. يجب وضع خطة أفضل، هناك العديد من الاعتبارات التي يجب التفكير فيها، على سبيل المثال ربما تكون المهمة أصعب بكثير مما يتوقعون، وقد يظهر بعض التحديات المفاجئة والصراعات الداخلية التي تعيق التقدم، وفي بعض الأحيان قد يضطر الفريق إلى التخلي عن الخطة بأكملها.
لكي يكمل إديسون مهمته كان عليه إنفاق ما تبقى لديه من الأموال التي كسبها من استثماراته الأولى لشراء أحدث المعدات، وكان عليه توظيف عمال وموظفين ماهرين في فنون التصنيع ونفخ الزجاج، والعمل في معمل مجهز جيدًا، كذلك الاستعداد لأسوأ السيناريوهات التي قد تحدث.
التطوير
بعد وضع خطة عمل، سيبدأ الفريق الآن في تنفيذ وإعداد نظام فعلي يمكن الاعتماد عليه على الأرض الواقع، وتطوير هذا النظام كي يتحول إلى خدمة أو منتج. في هذه المرحلة من الضروري وضع في الاعتبار أن هناك العديد من التهديدات التي ينبغي التغلب عليها، قصور مفاجئ في الميزانية، نكسات غير متوقعة، صيانة الجودة، الالتزام بالقوانين والتشريعات، في بعض الأحيان سيكون الفريق مضطرًا إلى تكرار نفس الأشياء أكثر من مرة، أو التخلي عن أمور توقعوا أنها أساسية.
بالنسبة لإديسون وفريقه فإنهم عملوا على تحسين التصميم وتقدموا بطلب براءة اختراع، وبعد عام استطاعوا تأسيس مصباح كهربائي قادر على الاستمرار لمدة 1200 ساعة.
الانخراط
حان الوقت الآن للكشف عن المنتج الخاص بك في السوق، وهنا ستحتاج إلى تفاعل المستخدمين المحتملين، ومن أجل الحصول عليه سيكون عليك إقناعهم بأن عرضك أو منتجك سيحل مشكلتهم، أو حتى يقضي على مشكلة لم يكونوا على علم بوجودها من الأساس.
في هذه المرحلة عليك تطوير شبكة معارفك باستمرار ما يمنحك فرصة للوصول لأكبر قدر من المعلومات، وكذلك اكتساب الخبرات، وربما تتمكن من عقد شراكات. ستكون لديك فرصة أفضل للنجاح إذا أحطت نفسك بالأشخاص المناسبين منذ البداية. بالنسبة لإديسون فإن وجود فريقه حوله في معرض باريس للكهرباء عام 1881 ساعده على إثراء شبكاته وتحقيق النجاح.
التقييم
وأخيرًا، يبدأ رائد الأعمال في تلقي التعليقات والتقييمات بعضها تكون إيجابية، ما يؤكد أنه اتخذ القرار السليم، والآخر يكون سلبيا ما يعنيه أن ما يقدمه للجمهور في حاجة إلى بعض التحسينات. الأمر بالضبط يشبه بدء مرحلة جديدة في لعبة الفيديو، تبدأ هذه المرحلة بتحديات جديدة ويكون أمامك احتمالات المكسب والخسارة.