"MAMBO".. أول زورق من الألياف الزجاجية بطباعة ثلاثية الأبعاد في العالم
ظهر أول قارب في العالم مصنوع من الألياف الزجاجية بالكامل ومطبوع بتقنية ثلاثية الأبعاد في معرض جنوة 2020 بإيطاليا الذي يقام في الفترة الممتدة من 1 إلى 6 أكتوبر، حيث قدمت شركة "Moi Composites" القارب الذي أطلق عليه اسم "MAMBO" وتم تصميمه بالتعاون مع "Autodesk" و"Catmarine" و"Micad" و"Owens Corning" الذين عملوا على مدار عامين بالتعاون مع خبراء الصناعة المتخصصين في الأتمتة والمركبات والتصنيع البحري على إنشائه بمادة مركبة من الألياف الحرارية المتصلبة تستخدم للمرة الأولى في عالم البحار.
تأسست شركة "Moi Composites" الإيطالية الناشئة في عام 2018، وهي متخصصة في التدفق المستمر لتصنيع الألياف، وهي عملية طباعة ثلاثية الأبعاد متطورة تسمح بإنتاج المواد المضافة على نطاق غير مسبوق. وبعد عام من تأسيسها، كشفت الشركة عن مفهوم القارب المطبوع بتقنية ثلاثية الأبعاد في المعرض التجاري الدولي "Formnext"، ليكون الأول من نوعه، ويفتح الأبواب أمام جيل قادم مختلف من حيث التصميم والتصنيع في عالم اليخوت والقوارب.
يتميز القارب بشكله الذي يشبه الدراجة ثلاثية العجلات المقلوبة من تصميم سوني ليفي الذي استوحاه من "Arcidiavolo" مما يمنحه خصائص هيكلية فائقة بالإضافة إلى التصميم المميز. ولا يعد "MAMBO" الذي هو اختصار "Motor Additive Manufacturing Boat" مجرد عرض تقني مبهر، إنما مركبة مائية مذهلة باللون الأزرق الصخري وطول 6.5 متر وعرض 2.5 متر، في حين يبلغ وزنه حوالي 800 كجم ليكون أخف وزنًا من نظرائه، ومجهز بنظام ملاحة حديث وأرضية من الفلين ومقاعد جلدية بيضاء، بالإضافة إلى محرك CV بقوة 115 حصانًا.
أول مشروع سكني في العالم بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد (فيديو)
ويعتبر القارب مثالًا رائعًا على الإمكانيات الهائلة لتكنولوجيا (CFM) التي تفتخر الشركة بكونها الأولى في العالم تقوم بتطوير وتسجيل براءة اختراع لترسيب خيوط مستمرة مع الراتنج بالحرارة عبر استخدام روبوتات يتم التحكم فيها بواسطة خوارزميات توليد لإنتاج مادة تتمتع بقوة ومتانة الألياف الزجاجية التقليدية، لكنها أسهل بكثير في التشكيل وتوفر الوقت والمال، مما يفتح عالمًا من حرية التخصيص والأداء الميكانيكي العالي الذي لم يكن من الممكن تصوره حتى الآن للطابعات ثلاثية الأبعاد.
يقوم روبوت كوكا بتوجيه من خوارزمية بترسيب البلاستيك بالحرارة المملوء بالألياف (الزجاجية) المستمرة، ثم يتم علاجه بواسطة مصدر ضوء الأشعة فوق البنفسجية، لنحصل في النتيجة على أجزاء أخف وزنًا وأكثر مقاومة ومتانة بمرور الوقت، كل ذلك من دون إنشاء قوالب يتعذر الحصول عليها، بالإضافة إلى الحد من نفايات المواد والحفاظ على البيئة.
وبعد ذلك، يتم ربط القطع المطبوعة وتصفيحها لتكوين هيكل من قطعة واحدة دون تقسيم سطح الهيكل، إن العمل الدؤوب والمتواصل للروبوتات جنبًا إلى جنب مع المهارة الحكيمة للحرفيين أعطى الحياة لنظام صناعي هجين وجديد يستطيع تحويل المستحيل إلى واقع.
وتعتقد "Moi Composites" أن تقنيتها ثلاثية الأبعاد ستجعل المفاهيم غير المحتملة مثل القارب مامبو أكثر الحقائق شيوعًا في المستقبل، وقالت الشركة في بيانها: "إن قمع الإبداع يتم لأسباب مختلفة منها الحدود التكنولوجية أو الهندسية أو تكاليف الإنتاج، حيث يوجد عدد لا يحصى من المشاريع الجديرة بالاهتمام التي من المقرر أن تبقى تصورات للأبد، إلا أن استخدام تقنية (CFM) ستجعل بالإمكان تحويل هذه التصاميم المذهلة إلى حقيقة".
أول مشروع سكني في العالم بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد (فيديو)
تتضمن تقنية (CFM) استخدام آلات روبوتية قادرة على ترسيب ألياف مستمرة معالجة براتنج الحرارة بهدف إنشاء منتجات ذات أداء محسن بدءًا من النموذج ثلاثي الأبعاد للمنتج، مما يسمح بإنشاء منتجات مقواة بالألياف ذات خصائص ميكانيكية مماثلة لتلك الخاصة بالألياف الزجاجية أحادية الاتجاه، دون الاستعانة بالنماذج والقوالب والمعدات والأدوات الأخرى.
وبهذه الطريقة، نحصل على منتجات حقيقية في مجموعات صغيرة أو قطع فريدة من نوعها بكفاءة وفعالية عالية وتكلفة منخفضة، كما تجعل الطباعة ثلاثية الأبعاد من منتجات مادة الألياف الزجاجية المستمرة أكثر صلابة وأخف وزنًا، في حين يسمح نظام "Moi" الآلي بإمكانية التوسع في حجم الطباعة.
وتحدث غابرييل ناتالي، الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس لشركة "Moi Composites" في معرض جنوة: "سيساهم انجازنا بطباعة قارب ثلاثي الأبعاد بتعزيز مفهوم التخصيص بتصميم فريد من نوعه تم إنشاؤه وتخصيصه من عقل المالك، لمنح الجميع الفرصة لفهم وتجربة البحر بطريقتهم الخاصة، وهذا لم يكن ليحدث لولا دعم شركائنا الذين آمنوا معنا بهذا المشروع الطموح".
شهد العقد الماضي نموًا هائلًا في استخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد بالإضافة إلى الاستعانة بالتكنولوجيا الحديثة في صناعة قطع السيارات والطائرات، في حين تتضاعف التطبيقات البحرية بشكل مطرد سواء للحفاظ على البيئة أو تصميم أجهزة أكثر كفاءة أو ببساطة إنشاء قطع غيار لجميع أنواع السفن.
ومن الجدير بالذكر، أن الشركة الإيطالية الناشئة نفذت عدة مشاريع لإثبات قدرات هذه التكنولوجيا ومنها الروبوت "Atropos" إلا أن قارب مامبو من أبرز المنتجات التي قدمتها باستخدام هذه التقنية. وأوضح ممثلو الشركة أنه بإمكان كل عميل أن يصميم القارب حسب ذوقه، وسيحصل على المساعدة من المتخصيصن في كل مرحلة من التصنيع، حيث إن الهدف هو إنشاء قوارب خاصة بعملائها بطريقة لم يشهدها أحد من قبل.