الاستثمار في الذهب: التاريخ والمزايا والعيوب مقارنة بالأسهم
أصبح الذهب موضوعًا ساخنًا للمحادثات في عالم الاستثمار، خصوصا في ظل المخاوف من حدوث انهيار آخر للأسهم، ربما تكون قد شاهدت إعلانات تجارية في هذه المرحلة تحاول بيع عملات أو سبائك ذهبية لك أو ربما تناقشت مع شخص حول هذه الأصول.
فيديو| بيتكوين والفضة والذهب الأكثر ربحاً خلال 2020 بسبب كورونا
فكيف يجب أن ينظر المستثمرون إلى الذهب؟ هل يجب أن تستثمر الآن؟ أم أن ما تسمعه وتشاهده مجرد دعاية تسويقية يقودها إلى الحمى بسبب السوق غير المستقرة؟ أو هل يمكن أن يكون الذهب استثمارًا جيدًا؟
تاريخ الذهب وأهميته في عالم الاستثمار
لقد كان الذهب متشابكًا مع المال والثروة والقوة الاقتصادية لآلاف السنين، عندما تم استخدام الذهب لدعم العملة الورقية، كان المسؤولون الحكوميون هم من يحددون السعر.
أنهى الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون "معيار الذهب" في عام 1971، واليوم يوجد الذهب ككيان خاص به يحركه السوق، حيث يكون مشترو وبائعو الذهب هم الذين يحددون سعره.
قد يجادل مؤيدو معيار الذهب بأن الاقتصاد يعاني من ديون أقل وعجز أقل عندما كان الذهب يدعم العملة الورقية للبلاد، أحد أسباب ابتعاد الولايات المتحدة عن هذا المعيار هو أنه يحد من النمو الاقتصادي للبلاد.
بالنسبة لمعيار الذهب، يرتبط مقدار المال في الاقتصاد بكمية الذهب الموجودة مما يقيّد النمو، لذلك على سبيل المثال كان يتعين على الحكومة الفيدرالية شراء أو استخراج المزيد من الذهب في إبريل للتمويل.
لكن يتفق معظم الاقتصاديين اليوم على أن الذهب يبقى المال الحقيقي، وأن من يملكه سيكون فائزا في حال انهار النظام المالي العالمي.
رأينا في الدول التي انهارت بها العملات النقدية، فإن امتلاك الذهب سلاح جبار ضد التضخم وانهيار القوة الشرائية للعملة المحلية.
عيوب الاستثمار في الذهب
تصبح الصورة أكثر وضوحًا حول سبب عودة الذهب إلى الظهور كاستثمار في أوقات الأزمات، نعتقد أن هناك ثلاثة أسباب رئيسة تجعل الذهب ساخنًا جدًا في الوقت الحالي.
أولاً، يُنظر إليه على أنه تحوط ضد التضخم. كان هذا صحيحًا في سبعينيات القرن الماضي، عندما كان الذهب يمتد لعشر سنوات شهد ارتفاع قيمته من ما يزيد قليلاً على 35 دولارًا للأوقية إلى ما يقرب من 525 دولارًا للأوقية.
ولكن بعد ذلك في الثمانينيات من القرن الماضي عندما انخفض من متوسط سعر الإغلاق البالغ 615 دولارًا في عام 1980 إلى متوسط 384 دولارًا في عام 1990، كان هذا مخيبا.
وصل سعره إلى ذروته بالقرب من 1900 دولار في عام 2011 مع تزايد حالة الشك الاقتصادي، انخفضت القيمة إلى حوالي 1049 دولارًا في عام 2015 قبل أن يرتفع إلى ما هو عليه الآن، حيث وصل إلى 2000 دولار في وقت سابق من صيف هذا العام.
كان من المستحيل تقريبًا التنبؤ بهذه القمم والمنخفضات، مما يلقي بالماء البارد على فكرة الذهب كوسيلة للتحوط ضد التضخم.
في الواقع، إذا استبعدت السبعينيات، عندما كانت معدلات التضخم من رقمين هي القاعدة (كان معدل التضخم 2.3٪ في نهاية عام 2019)، فإن الارتباط بين الذهب والتضخم ضعيف تمامًا.
لماذا الاستثمار في الذهب الآن؟
بالنسبة للأمريكيين يبدو الاستثمار في الذهب فكرة أقل قيمة لكن ماذا عن المستثمرين في الدول الناشئة وبقية دول العالم؟ في هذه الدول العملات النقدية معرضة للهبوط الحاد مقابل الدولار، وهذا ما يحدث في تركيا وايران ولبنان وسوريا لهذا الخيار الأفضل للمستثمرين هناك هو الذهب.
الذهب هو وسيلة تحوط ضد الأزمات المالية، حيث يمكن أن تنفجر قيمة الأسهم والسندات، مما يؤدي إلى تدمير المستثمرين. على العكس من ذلك تظهر الأبحاث أن الذهب يحتفظ بقيمته ولا يتحرك بالتزامن مع الأسهم.
هذا يقودنا إلى السبب الأخير: الخوف، عندما تتعثر الأسواق يصاب الناس بالذعر ويتخذون قرارات قصيرة النظر، لأن الخوف يسيطر عليهم.
سوف ينقلون أصولهم إلى الذهب لأنهم يعتقدون، إذا ساءت الأمور حقًا على الأقل فإن ذهبهم سيكون ذا قيمة، ولكن كما ناقشنا من قبل هناك مخاطر من ترك الخوف يقود قراراتك الاستثمارية.
اليوم هناك مخاوف من أن الدولار سيتراجع بصورة مهمة في الأشهر القادمة نتيجة الأموال الضخمة التي قام البنك المركزي الأمريكي بضخها في النظام المالي خلال الربيع الماضي لمواجهة آثار كورونا، ومع تزايد احتمال إصدار حزمة تحفيز مالية أخرى بقيمة 1.8 تريليون دولار على الأقل يصبح الاستثمار في الذهب فكرة مغرية.
نصائح شراء وبيع الذهب:
بصرف النظر عن استقراره أثناء الأزمة، فإن الذهب أيضًا يتمتع بسيولة عالية، إذا كنت بحاجة إلى صرف النقود يمكنك ولكن حذر حيث غالبًا ما يتم شراء العملات الذهبية والسبائك بسعر أعلى وبيعها بسعر مخفض، لذلك إذا كنت بحاجة إلى صرف الذهب بسرعة فقد تتعرض لخسارة استثمارك.
إذا كنت ترغب في شراء ذهب مادي (سواء كان عملات معدنية أو سبائك)، فتأكد من أنك تشتري من مصدر حسن السمعة.
إذا كنت تبحث عن شراء الذهب لمحفظة التقاعد الخاصة بك، فستحتاج إلى أمرين: وسيط لشرائه ووصي للاحتفاظ به.
إذا كنت تشتري الذهب لتخزينه في بيتك فقد ينطوي ذلك على مخاطر عالية أكثر من الاحتفاظ به من قبل مؤسسة متخصصة أو بنك.
أخيرًا، فكر في الذهب باعتباره جزءًا من محفظتك الاستثمارية الإجمالية، والقاعدة العامة هي أن الذهب يجب ألا يزيد على 5٪ إلى 10٪ من محفظتك.
هذه النصيحة منطقية لسبب رئيس واحد: لا ترى عائد استثمار ضخم مع الذهب، إذا كنت قد استثمرت 150 دولارًا في الذهب في يناير 1968 فسيكون لديك أصل بقيمة 1345 دولارًا في يناير 2018، عائد استثمار بنسبة 796.7٪ ليس سيئًا!
ولكن إذا استثمرت 150 دولارًا في أسهم S&P 500 خلال نفس الفترة؟ سيكون لديك 11288 دولارًا.
الأسهم تأتي بأرباح أكبر في مدة قصيرة لكنها عالية المخاطرة مقارنة بالذهب، هذا الأخير يستثمر به الناس للإحتفاظ بنقودهم وليس لتحقيق أرباح ضخمة في مدة قصيرة.