يشكل الثوب المغربي الرجالي أهمية كبيرة من الناحية التراثية، فالثوب المغربي يرتديه الرجال والصغار والشيوخ، وهو جزء فني عظيم من تراث المغرب، خاصة في ظل تنوعه عبر القرون الأمازيغية الأندلسية والإسلامية، وقبل عام 2000 تراجع الثوب المغربي بصورة ملحوظة في ظل سيطرة الأزياء الحديثة على العالم العربي، وهو ما دفع بعض المصممين لإعادة تصميم ثوب مغربي رجالي يتصدر الواجهة مرة أخرى بتصميمات تحمل التراث والحداثة في آن واحد، ونجحوا في إرجاعه إلى ساحة الموضة من جديد في العالم العربي، وللثوب المغربي الرجالي مجموعة واسعة من الألبسة التراثية والشعبية التي مازال يحافظ عليها المغاربة على مر القرون، ويظهر دائما تشبثهم بتلك الألبسة التقليدية خاصة في الأعراس والمناسبات الدينية شيوخا وشبابا، ذكورا كانوا أم إناثا، إذ إن الثوب المغربي الرجالي التقليدي أداة تعريفية للمغاربة ورمز لتميزهم وتفردهم، وهو خير شاهد على درجة وعي الأمة المغربية بحضارتهم وتراثهم وتنوّع التصاميم المتعاقبة في المغرب، دعنا نرك أجمل تصاميم الثوب المغربي الرجالي الذي يجذب الجميع.
أشكال الثوب المغربي الرجالي التقليدي
- جلباب مغربي: عبارة عن عباءة طويلة تصل حتى الكاحل ولها غطاء للرأس، يرتدى مع خف صغير خفيف أصفر اللون “البلغة” يرتديها الرجال في أغلب الوقت عند الذهاب إلى المسجد أو الذهاب إلى السوق، يتميز الجلباب المغربي عن الجلباب المشرقي بالقُبّ، وهو طرف منسدل من خلف الجلابة يغطى به الرأس وقاية من الحر.
- الجابادورالمغربي: يختلف عن العباءة بأنه يتكون من قطعتين، هو عبارة عن قميص بتفصيله معينة يصل إلى الركبتين مع بنطال فضفاض، ويضاف إليه أحيانًا الوشاح.
- القفطان: عبارة عن ثوب مغربي مثل العباءة لكن بدون غطاء للرأس ويزين بالأحجار الكريمة، يرتدى هذا النوع من الثوب المغربي للرجال في الأعراس والحفلات، ويعتز المغاربة بالقفطان المغربي كثيرا كأحد رموز الثقافة الشعبية المهمة.
- القفطان قديما: يعود ظهوره إلى العصر المريني ثم العصر السعدي، وخاصة في عهد السلطان المغربي أحمد المنصور، تصميم القفطان المغربي يتطلب معرفة عميقة في تاريخه، ويعود لمن اهتموا بحرفته وضبطوا أصوله جيدا.
- الكندورة: عبارة عن ثوب فضفاض بأكمام قصيرة، يرتديه الرجال عادة في فصل الصيف.
- الدراعة: عبارة عن ثوب فضفاض له فتحة واسعة على كل جانب، بالإضافة لوجود خيط من أسفل طرفيه وجيب على الصدر، أشهر ألوانه الأبيض والأزرق السماوي.
- الحايك الصويري: من أعرق الألبسة التقليدية الخاصة في العصور القديمة بالمغرب، وجزء من الأزياء المميزة لمدينة الصويرة.
- البلغة: عبارة عن حذاء خفيف بتصميم بسيط يكون مقدمته حادة أو على شكل محدب، تعتبر البلغة أهم وأقدم ما يلبس في القدمين بالمغرب، وحافظ المغاربة على مظهره وزاد الاهتمام به أكثر، ويفضله كثير من الناس صغارا وكبارا، تتعدد ألوانه وفنونه الزخرفية، يوجد منه البلغة العادية والبلغة الفاسية، وألوانه الأبيض، والأصفر، والأسود وأحيانا الأحمر.
- الطربوش والرزة: عُرف الأجداد بارتداء الجلابة ووضع الرزة (العمامة) فوق الرأس، ويختلف لونها حسب المنطقة، هناك البيضاء والسوداء والزرقاء والصفراء التي تسمى بالشرقاوي لتميزها بزركشة شرقية، والرزة يختص بها سكان البوادي والأرياف والقبائل الصحراوية، أما الطربوش الأحمر فإن أصله من الدولة العثمانية.
الثوب المغربي الرجالي في القرون القديمة
في القرن الثامن عشر وما قبله، كان الثوب التقليدي مختلفا وكل منطقة يميزها ثوب مختلف عن المناطق الأخرى، ومع بداية القرن التاسع عشر أصبح الثوب المغربي متقاربا إلى درجة كبيرة، وما يميز كل منطقة عن الأخرى هو العمل اليدوي وفن التطريز وليس شكل الجلباب.
عودة الثوب المغربي للموضة
- بعد عام 2000 بدأ المصممون تصميم الزي المغربي بدرجة عالية من الحرفية، وهو ما دفع الثوب المغربي الرجالي نحو العالمية.
- يدخل في صناعة القفطان خيوط ذهبية وعمليات تطريز تحافظ على شكل الثوب المغربي الرجالي في أحدث التصميمات العالمية.
- تمكن المصممون من إعادة القفطان المغربي مرة أخرى، وأقبل الفنانون من أنحاء العالم العربي والأجنبي على ارتداء القفطان.
- يستغرق القفطان في تصميمه أكثر من شهرين، نظرا لخياطته يدويا بشكل كامل.
- المصمم المغربي ليس مصمما تقليديا، بل يحاول منافسة كل أنحاء العالم بمهرجانات الموضة في الوقت الحالي.
- تصميم الثوب المغربي الرجالي له مكانة مهمة ضمن باقي الأنشطة الحرفية التي يزخر بها قطاع الصناعة التقليدية، يحتل المرتبة الثالثة من حيث المعاملات بحوالي 3.8 مليار درهم، والمرتبة الثانية من حيث الصادرات بنسبة 16 في المائة من مجموع صادرات الصناعة التقليدية.
الزي التقليدي في المساجد والمصليات
لا تحين وقت صلاة عيد الفطر إلا ويكون المغاربة على أتم استعداد للتوجه إلى المساجد والمصليات، مرتدين ثوبا مغربيا رجاليا تقليديا، ويحرص الجميع صغارا وكبارا على ارتداء هذا الثوب التراثي، والذهاب به إلى المصليات والمساجد في مشاهد تبيّن دلالات فرحة العيد وروحانية الصلاة، لتبدو بيوت الله بيضاء في لوحة تسر الناظرين.
المصادر: