المستشار في الديوان الملكي محمد التويجري لـ"الرجل": كنت أراقب الطيران من سطح البيت ولم أحلم بشهرة رجل الأعمال
- القطاع الخاص دينمو النمو ولديّ خطة شاملة لمنظمة التجارة
- منظمة التجارة تحتاج إلى إصلاح هيكلي واداري.. وفوزي هو للمملكة أولاً
- لم أفكر في أن أكون رجل أعمال مشهوراً إطلاقًا
- المنصب ليس مهماً، الأهم أين أعمل وماذا أعمل وكيف أتطور؟
- كنت أحب الرياضيات جدًا والفيزياء بشكل كبير
- منزلنا كان قريباً من المطار.. وحين كنت طفلاً كنت أصعد كل يوم إلى السطح لأراقب الطائرات لساعات.
- الطيران عالم كبير عشقت فيه الدقة والسرعة والقدرة على تنفيذ المهمة مهما كانت صعبة
- تشرفت بالمشاركة في حرب الخليج لمدة 43 يومًا، وكنت أطير في مهمات شبه يومية
- التحدي الاكبر لجذب الاستثمارات إدراك أن رأس المال الاستثماري لديه خيارات كثيرة
- رؤية 2030 رحلة كبيرة ومكثفة وفي غاية الطموح
- القطاع الخاص "دينمو" النمو المستدام وبحثه عن الربحية والعمل التنافسي وهو من صميمه يجعله الحلقة الأهم في رؤية 2030
- لا يمكن أن يستمر القطاع العام بالاستثمار والتمويل بدون قطاع خاص قوي ومتنوع. هذه المعادلة أنجحت الدول العظمى
- العمل الدؤوب بقيادة سمو سيدي ولي العهد واضح جلي للجميع، وأنا متفائل بأن الكثير سيتحقق في المستقبل
- أذهب إلى عملي يوميًا بعقل وقلب مفتوحين، أتعلم من الجميع ومن كل المواقف
- أتشرف بالترشح لمنصب مدير منظمة التجارة العالمية سأعمل كل ما في وسعي للفوز
- إن فزت بالمنصب الجديد فذلك بدعم كبير جدًا من الجميع، وسيكون ذلك الفوز للمملكة أولًا المنظمة بحاجة إلى إصلاح كبير هيكلي وإداري وهناك خطة شاملة سأقدمها للأعضاء
- كل المناصب رزق كبير من الله، الأهم ماذا أقدم من خلالها لمن وثق بي بتلك المسؤولية
- المنصب الأحب إلى قلبي هو الذي أعطي فيه أكثر للناس وأفيد فيه أكبر عدد
- زوجتي صديقة، وشريكة، وحبيبة، وفي كل موقف نمرّ فيه معاً تظهر إحدى تلك السمات في العلاقة.
- أتمنى أن أرى المرأة السعودية قائدة، ومبدعة، ومنتجة، ومنافسة في كل مجال
- البحر هو العشق وأحب الرياضة المائية بكل أنواعها، سباحة، غوص، وأي شيء له علاقة بالبحر
بدأ حياته طياراً حربياً في القوات الجوية السعودية، وشارك بحرب الخليج الثانية قبل أن يقتحم عالم الأعمال ويشغل العديد من المناصب المرموقة في كبرى مؤسسات القطاع الخاص، ثم ينتقل إلى القطاع العام ويتدرج في ادارة عدد من المؤسسات المهمة المعنية بالتطوير والتنمية ووضع الاستراتيجيات، إلى أن وصل إلى منصب وزير الاقتصاد والتخطيط، وتضمنت مسؤولياته الإشراف على سير تنفيذ رؤية 2030.
إنه محمد التويجري أحد صانعي السياسة الاقتصادية للمملكة، المستشار في الديوان الملكي السعودي بمرتبة وزير منذ مارس الفائت، حاصل على البكالوريوس في علوم الطيران من كلية الملك فيصل الجوية، والماجستير في إدارة الأعمال من جامعة الملك سعود مع مرتبة الشرف.
وقع اختيار القيادة السعودية عليه ليكون مرشح المملكة لمنصب المدير العام لمنظمة التجارة العالمية، ووصفته الصحافة بأنه المرشح الأوفر حظاً بين عدد من المرشحين الدوليين، بسبب غنى تجربته وفرادتها.
مجلة" الرجل" حاورت التويجري وتوقفت عند محطات مختلفة من حياته الشخصية وهواياته وعلاقته بأسرته، وطرح أفكاره في كثير من القضايا الاقتصادية الحساسة المحلية والعالمية وكشف عما يحمل في جعبته لمنصبه الجديد -في حال فوزه - في إدارة منظمة التجارة العالمية لمواجهة تحديات ما بعد جائحة" كورونا".
النشأة والأسرة
ولد محمد مزيد التويجري، في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية، وأنهى كل مراحل تعليمه في مدارس الأبناء، ينتمي إلى أسرة مهتمة بالتعليم والمنافسة، لديه ثماني أخوات وأخ واحد.
يصف التويجري علاقته بالعائلة بالقول "كانت ولا تزال بحمد الله علاقة ود واحترام ودعم من الجميع للجميع، ولدينا الآن ما يزيد على 30 حفيداً. لاتزال الأسرة تحرص على اجتماع أسبوعي لمن استطاع الحضور، حتى بعد وفاة الوالدين رحمهما الله".
ذكريات سطح البيت
لدى التويجري الكثير من ذكريات الطفولة، وأكثر ما يلفته من تلك المرحلة، أن جيله نضج بسرعة والأهل كانوا يعتمدون عليهم رغم صغر سنهم، وفي المدرسة أحب مادتي الرياضيات والفيزياء بشكل كبير.
اما أجمل تلك الذكريات فهي تتعلق بحبه لمهنة الطيران، يكشف التويجري لمجلة الرجل بأنه كان يصعد يومياً إلى سطح منزله القريب من المطار، ويمضي ساعات وهو يراقب حركة الطيران لشدة تعلقه وشغفه بأن يصبح طياراً.
السباحة والمغامرة
لكن الطيران لم يكن ولعه الوحيد، فقد عرف عن التويجري في مدارس الأبناء بالرياض، تفوقه في جميع المواد، يقول لمجلة الرجل "تفوقت في جميع المواد، الرياضيات واللغة العربية سواء".
ويصف حبه للعلم بأنه "متعة" ويضيف، "وكنت أحب المغامرة في الوقت نفسه، أمارس السباحة، والجري، والخط العربي".
وعن علاقته بوالده يقول "والدي كان صديقي، سافرنا إلى بقاع الأرض معه وكان السفر تجربة ثرية دائمًا ولدي أصدقاء لا يزالون في حياتي إلى اليوم في تلك الفترة. كان هناك توازن بين العلم والمدرسة والرياضة واللعب وذلك التوازن شغل وقتي بشكل كامل حتى في الإجازات".
شعور لا ينساه
تحقق حلم الطفولة وأصبح التويجري طياراً، بعد ان حصل على البكالوريوس في علوم الطيران من كلية الملك فيصل الجوية، وهو لا يرى أي تناقض بين شخصيته طياراً يحب المغامرة واقتصادياً ورجل أعمال يحسب خطواته ويقيس الأمور بمنظار الربح والخسارة، يدافع عن فكرته تلك بالقول "بالفعل مهنة الطيران فيها عشق للمغامرة، ولكن المبنية على علم راسخ وتدريب مكثف. وعلى العكس أجد أن هناك علاقة مباشرة بين الطيران وعلم الإدارة فكلاهما يحسب المخاطر بشكل دقيق وكلاهما يعتمد على التحضير والتخطيط والدقة، وكلاهما يدعم روح الفريق الواحد ويعتمد على التعامل مع المواقف الصعبة بحكمة وحنكة".
ويصف مشاعره عندما قاد الطائرة لأول مرة بمفرده بالقول "شعور الإقلاع منفردًا لا ينساه أي طيار، وكأنك تملك الأجواء، ويعزز الثقة بالنفس بشكل كبير جدًا" ويردف قائلا "الطيران عالم كبير عشقت فيه الدقة والسرعة والقدرة على تنفيذ المهمة مهما كانت صعبة".
ويكشف التويجري لمجلة "الرجل" عن مشاركته طياراً في حرب الخليج الثانية ويضيف "نعم تشرفت بالمحاربة في حرب الخليج من 17 يناير 1991، لمدة 43 يومًا، وكنت أطير في مهمات شبه يومية. وكل مهمة كانت تحدياً بحد ذاتها، ولكن ما كان في القلب هو حب الوطن والدفاع عنه فزالت كل تلك التحديات".
لم أفكر في الشهرة
وعن سبب تحوله لإدارة الأعمال وفيما إذا كان يراوده الحلم بأن يصبح رجل أعمال مشهوراً لديه مشروعات كبيرة، يرد التويجري بالقول "إدارة الأعمال شاملة وتعطي من يدرسها القدرة على اتخاذ قرار وإدارة أي منشأة، أو عمل، جذبني فيها التنوع في التحديات إدارية ومالية وإدارة مشاريع وتحليل للأرقام".
ويضيف "لم أفكر في أن أكون رجل أعمال مشهوراً إطلاقًا، كنت مهتمًا أكثر في أين أعمل وماذا أعمل وكيف أتطور؟". أما كيف كان أول يوم في حياة التويجري العملية؟ فيقول "أول يوم في حياتي العملية لا يزال هو أول يوم، أنا أذهب إلى عملي يوميًا بعقل وقلب مفتوحين لكل ما هو جديد وممكن، وأتعلم من الجميع ومن كل المواقف، وأتطور باستمرار وأستفيد من كل أخطائي، وأقول دائمًا: الذي يذهب لأي عمل لأجل كسب العيش فقط فهناك خلل ما. العمل ثقافة، وقيادة، وتطوير للذات وخدمة للناس وكفاءة".
وعما فعل التويجري بأول راتب قبضه من تعب جبينه، يكشف لمجلة "الرجل" بأن "أول راتب كان هدية مناصفة لوالدي ووالدتي"، أما أحب المناصب إلى قلبه خلال مسيرة عمله، فيقول "المنصب الأحب إلى قلبي هو من أعطي فيه أكثر للناس وأفيد فيه أكبر عدد منهم، كل تلك المناصب رزق كبير من الله، الأهم ماذا أقدم من خلالها لمن وثق بي في تلك المسؤولية".
وعن تجربة انتقاله من القطاع الخاص للعمل الحكومي يقول "كانت تجربة ثرية، توقعاتي قبل الانضمام أني سأواجه بيروقراطية وبطءاً في الإجراءات والقرارات. وجدت العكس تمامًا. وجدت منظومة ديناميكية تعمل ٢٤/٧ بدون توقف وبروح الفريق الواحد مما يثلج الصدر".
متفائل بالمستقبليعدّ التويجري أحد مهندسي برنامج التحول الوطني والخصخصة وردًا على سؤال لمجلة "الرجل" عن قناعته بنجاح المهمة لفت إلى أن البرنامج "يمسّ قطاعات عدة، منها الصحة والبنية التحتية والاتصالات". مشيراً إلى أن "من يجب أن يقيس نجاح أي برنامج هو من يلمس خدماته، مؤكداً أن البرنامج تعامل بكفاءة في مجالات عدة تخدم المجتمع، منها التحول الرقمي، وسهولة ممارسة الأعمال وغيرها".ويصف رؤية 2030 بأنها "رحلة كبيرة ومكثفة وفي غاية الطموح، والعمل الدؤوب بقيادة سمو سيدي ولي العهد واضح جلي للجميع، وأنا متفائل بأن الكثير سيتحقق في المستقبل".ويضيف بأن تلك الرحلة "بدأت تؤتي ثمارها، والتنوع الاقتصادي بدأ بفتح مجالات وقطاعات جديدة واعدة، والبنية التحتية للتنويع الاقتصادي أصبحت ناضجة من قوانين ذات علاقة أو منظومة القرار؛ أنا متفائل بأن رحلة التنوع الاقتصادي ستكون ناجحة.
"القطاع الخاص" دينمو النمو
يؤكد التويجري في رؤيته لدور القطاع الخاص أنه يرى فيه "دينمو النمو المستدام" ويعتقد أن "بحثه عن الربحية والعمل التنافسي الذي هو من صميمه يجعله الحلقة الأهم في رؤية 2030."
أما المطلوب منه فيقول "المطلوب المواءمة والتخطيط والاستثمار في الفرص، ومحور التحول الوطني في رؤية 2030، هو سهولة الإجراءات والأنظمة الداعمة للقطاع الخاص و دعم فرص الطلب التي تزيد من شهية الاستثمار".
وعن الهوة بين الواقع والخطط النظرية يؤكد التويجري أن "رؤية 2030 تشمل التحول الوطني المعني بكل ما هو واقعي ويخدم التنفيذ. والتخطيط السليم يجب أن يأخذ بالاعتبار الواقع بمختلف السيناريوهات وتكون فيه مرونة كافية للتجاوب"، ويرى أن "التحدي الأكبر هو إدراك أن رأس المال الاستثماري لديه خيارات كثيرة والتخطيط يجب أن يأخذ ذلك في الاعتبار لجذب الاستثمار، ويشمل ذلك القوانين و رأس المال البشري المؤهل والنمو المستدام وتوفر السيولة ومتانة أسواق المال. المملكة خطت خطوات جبارة والعمل المكثف لايزال مستمراً".
أما رؤيته لجدل العلاقة بين الخاص والعام فيقول "لا يمكن أن يستمر القطاع العام بالاستثمار والتمويل بدون قطاع خاص قوي ومتنوع. هذه المعادلة أنجحت الدول العظمى ويأتي معها توظيف نوعي وانتعاش للأسواق عموماً وتطوير مستمر".
ويضيف "لا بدّ أن تكون معادلة النجاح بين القطاع العام والخاص مبنية على الثقة والفرص المنتجة والطلب القوي داخليًا وخارجيًا".
ويثق التويجري بقدرة الاقتصاد السعودي والخليجي عمومًا على الالتحاق بركب الاقتصاد العالمي القائم على المعرفة والرقميات يقول "نعم أنا متفائل. وبدأ ذلك بالفعل. المملكة لديها بنية تحتية رقمية قوية جداً أثبتت جدارتها في كوفيد 19، وفي القطاع المصرفي والخدمات الحكومية. والمواطنين لديهم قبول كبير جداً للاستخدام، ونجد الكثير من المستثمرين المهتمين أيضاً إضافة إلى استثمارات صندوق الاستثمارات العامة في هذا القطاع".
أتشرف في المنافسة
رشحت القيادة السعودية مؤخراً التويجري لمنصب مدير منظمة التجارية العالمية، ورداً على سؤال يتعلق بتوقعه الفوز يقول "أتشرف في المنافسة على المنصب، سأعمل كل ما في وسعي للفوز، وإن فزت فذلك بدعم كبير جدًا من الجميع، وسيكون ذلك الفوز للمملكة أولًا".
ويرى التويجري بأن "منصب مدير منظمة التجارة العالمية في هذا التوقيت الذي يشهد العالم فيه تحديات كبيرة، خصوصًا مع فايروس كورونا وتبعاته يعدّ من أهم المناصب الدولية التي تدعم التجارة العالمية المتعددة الأطراف وتسهل الحركة بين الدول".
ويؤكد أنه وفور تلقيه خبر ترشيحه رسمياً "بدأت العمل على الترتيبات لرسم الاستراتيجية الخاصة بالمنظمة، وتم عرضها على مجلس المنظمة في جنيف، مؤخرًا وهذه مرحلة أولى في الترشيح وأنافس فيها 7 مرشحين من دول عدة ".
لدي خطة شاملة
وعن الرؤية والأفكار الجديدة التي سيحملها معه في حال فوزه بالمنصب الجديد؟ يؤكد التويجري أن "المنظمة بحاجة إلى إصلاح كبير هيكلي وإداري، بالتعاون مع جميع أعضائها، هناك خطة شاملة سأقدمها للأعضاء هدفها أن تكون المنظمة قوية وديناميكية، لحل جميع مشاكل التجارة العالمية وفي الوقت نفسه، جاهزة للقرن 21 وما سيجلب من تحديات".
أما كيف سيتعامل مع تداعيات جائحة كورونا على الاقتصاد والتجارة العالمية، فيؤكد أنه أمام تحدٍّ يتمثل بشكل كبير في عدم اليقين، ويضيف "سيكون لكل دولة آثار جانبية مختلفة عن الدول الأخرى، ويعتمد ذلك بشكل كبير على الوضع الاقتصادي والبنية التحتية والتجارة العالمية، وستكون بكل تأكيد من سيتأثر مباشرة، ورأينا ما حدث للمعدّات الطبية والأمن الغذائي على سبيل المثال في الجائحة".
ويرى أن التعامل مع ذلك يجب أن يكون بحلول عملية وواقعية مبنية على حقائق ودراسة شاملة الآثار، وتناقش مع الأعضاء للوصول إلى حلول شاملة، وخصوصاً أن هناك موضوعات ذات صلة يذكرون منها الاختلافات الحادة بين بعض الأعضاء، والتعرفة، والتبادل بين دول معينة، والحماية والإغراق؛ إذا جمعنا كل تلك العوامل في تحديد وتعريف التحدي، نجد أن المنظمة لا بدّ أن تكون هي المرجع الرئيسي ولذلك نتكلم عن الإصلاح المستدام، بحيث لا تكون هناك ثغرات عميقة في المستقبل فيما يخص التجارة العالمية".
زوجتي صديقة وشريكة وحبيبةالفوز في المنصب الجديد مديراً لمنظمة التجارة العالمية سيفرض على التويجري الانتقال إلى جنيف، تفهم العائلة لهذا الترتيب يقول "نعم؛ المنظمة في جنيف ومحل الإقامة فيها، في حال الفوز عائلتي مرنة جداً ومتفهمة وخصوصاً زوجتي". ويردف قائلاً "المهم هو ماذا يمكن فعله عبر المنصب وليس أي مكان".وعن علاقته بزوجته وطريقة التعارف، يكشف التويجري لمجلة "الرجل" بأنه يعدّ زوجته "صديقة، وشريكة، وحبيبة". ويضيف "في كل موقف نمرّ فيه معاً تظهر إحدى تلك السمات في العلاقة وهي من الأسرة نفسها، والتعارف كان عبر الأسرة".ولا ينكر التويجري بأن طبيعة عمله غالباً ما تكون على حساب العلاقة والاهتمام بالأولاد يقول "تعودوا على طبيعة عملي أينما عملت، ودائماً يكون هناك وقت خاص للعائلة أتفرغ فيه تماماً لهم، وعندي داعم كبير في ملء الفراغ وهو زوجتي".ورداً على سؤال يتعلق بنظرته لدور المرأة، وخاصة بالحياة الاقتصادية السعودية؟ يقول "المرأة عنصر فعال في كل مجال، ومؤخراً بدأنا نلمس دورها في المشاركة الاقتصادية والإنتاجية، وشغل وظائف في كل المجالات وعلى كل المستويات. أتمنى أن أرى السعودية قائدة، ومبدعة، ومنتجة، ومنافسة في كل مجال".
أحب البحر.. وتطربني أم كلثومأحب الأماكن التي يفضلها التويجري لقضاء العطل والاجازات - إن توافرت - بحسب ما يلفت، هي "مع الأسرة بشكل تام، وإذا توافر مكان فيه بحر، فهو الخيار الأفضل دائماً". أما الهويات التي يحب ممارستها، فهي "الرياضة المائية بكل أنواعها، سباحة، غوص، وأي شيء له علاقة بالبحر". ويضيف " البحر هو العشق، ولقاء زملاء الطفولة، وفي بعض الأحيان إلى التمارين الرياضية".أما علاقته بالطرب والغناء العربي، فيكشف التويجري، بأن يستمع إلى عبدالحليم حافظ وراشد الماجد. ويضيف "تطربني أم كلثوم"، أما الأكلة المفضلة لديه، فهي السمك، ويفضل تناولها في المنزل مع أسرته.استثمر في نفسكنطلب من التويجري بأن يوجه نصيحة للشباب الذين بدأوا للتوّ يشقون طريقهم في عالم الأعمال فيقول "حياتك العملية هي لك ولا يملكها غيرك، لا تكلّ من الاستثمار في نفسك، اسأل.. تعلم؛ لا تخجل من أي عمل. ابدأ صغيراً ثم اكبر، لا تخف من التجارب، وحاسب نفسك أولاً بأول".أما كيف يقضي يومه، وكيف يصرف وقته، فيرى أن "كل يوم هو بداية، وفرصة، وهبة، أعطي وأتعلم من خلاله، في آخر كل يوم أسأل نفسي ماذا أنجزت؟ ماذا فعلت اليوم؟ ماذا تعلمت؟ وعملي في الغالب معقد ويحتاج إلى مرونة عالية في إدارة الوقت وأحاول كل يوم أن أجد وقتاً للراحة، والتأمل، والتعبّد".ورغم كل انشغالاته لم يقطع التويجري علاقته بالكتاب والمطالعة يقول "في زمننا هذا، المطالعة أصبحت ذات صفة سريعة ومركزة، وتعوّدت ذلك، ولكن في الإجازات أحاول قراءة بضعة كتب".ورداً على سؤال يتعلق بالإنسان الذي كان له الأثر الأكبر في شخصيته يرى أن "كل من يمرّ في الحياة يضيف لها شيئاً، أنا أتعلّم من الجميع حتى الأطفال، وكل موقف يعلّم الكثير، فهي المواقف في الأساس التي تترك الأثر، الناس تروح وتأتي، وأنا أيضاً، أترك الأثر في موقف لا ينسى هو الأهم.
كونوا ما تحبون
الإنسان ومهما بلغ لا يعيش بلا حلم، يكشف التويجري لمجلة "الرجل" بأنه حقق الكثير من أحلامه وباقٍ "حلم التدريس وحلم الكتابة يوماً ما". وختاماً نسأل التويجري – بعد العمر الطويل - عن وصيته لأبنائه فيقول "أن يكونوا ما يحبون، وأن يحبوا ما يعملون، وأن يصبروا على ما يحبون، وأن يبتسموا دائماً حتى في المصائب".
كادر
المرشح الأوفر حظاً
يتنافس مرشح المملكة محمد التويجري، مع مرشحين من دول عدة، لخلافة المدير العام لمنظمة التجارة العالمية، وتشمل قائمة المتنافسين: وزير التجارة الدولية البريطاني السابق وليم فوكس، والمحامي والمفاوض التجاري المخضرم عبد الحميد ممدوح من مصر، ومن المكسيك المسؤول التجاري خيسوس سيد. ووزيرة المالية السابقة النيجيرية أوكونجو إيويالا، ووزير الخارجية السابق في مولدوفا تيودور أوليانوفشي، والمرشحة الكورية التي تشغل منصب وزيرة التجارة في بلادها يو ميونغ هي، ومرشحة كينيا وزيرة الخارجية والتجارة السابقة ووزيرة الرياضة والثقافة أمينة محمد.
وصف وزير التجارة والمكلف بوزارة الإعلام ماجد القصيبي هذه الخطوة، بتغريدة على حسابه على "تويتر"، قائلاً "ترشيح المملكة لأخي معالي المستشار بالديوان الملكي محمد بن مزيد التويجري، لمنصب مدير منظمة التجارة العالمية، يعكس استشعار المملكة لدورها القيادي العالمي، في ظل رئاستها الحالية لقمة العشرين". وأضاف القصيبي "الرؤية التي عرضها مرشح المملكة لمنصب مدير منظمة التجارة العالمية، تعكس التطلعات الطموحة ومواكبة المتغيرات المتسارعة في أنماط التجارة العالمية".
وعلّق سفير الإمارات لدى السعودية الشيخ شخبوط آل نهيان، على ترشيح التويجري "يداً بيد ندعم بكل قوة مرشح المملكة معالي المستشار محمد التويجري، لموقع مدير منظمة التجارة العالمية، مرشح المملكة هو مرشح الإمارات".
أما وزير المالية السعودي محمد بن عبدالله الجدعان، فرأى أن ترشح التويجري يأتي امتداداً لدور السعودية في تفعيل التعاون الدولي، واستشعاراً لمسؤولياتها في ظل رئاستها الحالية لقمة العشرين.
وأكد الجدعان، إيمان المملكة الكبير بالنظام التجاري المتعدد الأطراف، ودور المنظمة الحيوي فيه، وأهمية أن يكون هذا النظام قوياً لتعزيز الانفتاح التجاري.
ونوه بالمسيرة الوطنية الحافلة والخبرات الدولية للمستشار في الديوان الملكي، محمد بن مزيد التويجري الذي تقلد مناصب مهمة في مختلف القطاعات الحكومية، بما فيها منصب وزير الاقتصاد والتخطيط، مؤكداً أن التويجري خيرُ ممثل للسعودية في هذا المحفل الدولي.
أما وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، فرأى أن ترشيح التويجري "ينطلق من الاهتمام السعودي بهذه المنظمة ودورها الفاعل". وأضاف أن المملكة تحرص على أن تحقق المنظمة دورها، لينعكس ذلك على جميع الدول الأعضاء. مبيناً أن "مرشح المملكة سيعمل لخدمة أهداف هذه المنظمة المتسقة مع رؤية البلاد للاقتصاد العالمي، الذي تعمل المملكة مع شركائها لنمائه وازدهاره".
ومن المقرر أن تجري التصفية بين المرشحين الثمانية ابتداءً من 8 سبتمبر القادم، وفق آلية توافق قد تستغرق شهرين، وقد بدأ تقديم المرشحين في 8 يونيو الماضي، وانتهى في 8 يوليو الجاري، حيث بدأت المرحلة الثانية الأربعاء الماضي، وهي مرحلة الحملات الانتخابية لكل مرشح واختصرت إلى شهر واحد بدلاً من ثلاثة أشهر، نظراً لفراغ المنصب بعد استقالة المدير الحالي وتفشي "كورونا"، بإلقاء كل مرشح رؤيته للمنصب وموقع منظمة التجارة العالمية ودورها، ثم المرحلة الثالثة والأخيرة التي تكمن في المشاورات بين الدول الأعضاء، لتتوصل إلى اتفاق على مرشح، ويكون الفوز بالمنصب عن طريق توافق الآراء بين الدول الأعضاء وليس بالتصويت.
ويعكس ترشيح المملكة العربية السعودية التويجري لمنصب مدير منظمة التجارة العالمية، المكانة المرموقة والثقة التي يحتلها الرجل لدى قيادة بلاده، ومن جهة ثانية يعزّز موقف الرياض الداعم لنظام التجاري والاقتصادي العالمي، والتزامها في تطبيق قواعد التجارة العالمية، وترسيخ مكانتها عضواً فاعلاً في المنظمة.
سيرة عملية حافلةسجل المستشار محمد التويجري حافل بالكثير من المناصب الرفيعة التي أهَّلته للترشح لشغل منصب المدير العام لمنظمة التجارة العالمية من أبرزها• مستشار في الديوان الملكي السعودي بمرتبة وزير منذ 6 مارس 2020.• وزير الاقتصاد والتخطيط إلى جانب عضويته في مجلس الوزراء ومجلس الشؤون الاقتصادي والتنمية من 2017 إلى 2020.• نائب وزير الاقتصاد والتخطيط، والأمين العام للجنة المالية في الديوان الملكي من 2016 إلى 2017.• نائب رئيس مجلس إدارة صندوق التنمية الوطني، ورئاسته برنامج التحول الوطني، وتأسيسه شراكات استراتيجية في عدة دول.• رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للإحصاء، كما تولى رئاسة مجلس إدارة المركز الوطني للتخصيص إضافة لعضويته في مجلس إدارة شركة "أرامكو" وصندوق الاستثمارات العامة.• الرئيس التنفيذي ونائب الرئيس في بنك (HSBC) لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من 2014 إلى 2016.• الرئيس الإقليمي لإدارة الخدمات المصرفية في بنك (HSBC) في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من 2010 إلى 2014.• الرئيس التنفيذي لشركة (JP Morgan) في المملكة من 2007 إلى 2010.كما شغل منصب العضوية في عدد من المجالس منها: مجلس إدارة الهيئة العليا لتطوير منطقة الرياض، ومجلس إدارة الهيئة العليا لتطوير منطقة الشرقية، وعضو ونائب رئيس مجلس إدارة المركز الوطني للدراسات الاستراتيجية التنموية، وعضو مجلس إدارة الشركة السعودية للخطوط الحديدية "سار"، وعضو مجلس إدارة المؤسسة العامة للخطوط الجوية العربية السعودية.يذكر أن التويجري حاصل على الماجستير مع مرتبة الشرف في إدارة الأعمال من جامعة الملك سعود في العام 1998، والبكالوريوس في علوم الطيران من كلية الملك فيصل الجوية.