كيف تساعدك الموسيقى على الاستمتاع والاستفادة من التمارين الرياضية؟
الاستماع إلى الموسيقى أثناء ممارسة التمارين الرياضية لا يساعدك فقط على التخلص من الشعور بالملل، ولكنه كذلك يساعد على تحسين جودة التمارين الرياضية من خلال زيادة قدرتك على التحمل ووضعك في حالة مزاجية أفضل.
اتضح أن الموسيقى المحفزة أو المتزامنة مع التمارين الرياضية لها تأثيرات جسدية ونفسية، عندما يكون للموسيقى إيقاع قوي وثابت فإنك قد تجري أو تسير على إيقاع تلك الموسيقى، وقد تميل إلى الشعور بالرضا وتلهمك لممارسة المزيد من التمارين.
تلهمك الأغاني والإيقاع الجذاب للموسيقى التحفيزية على ممارسة الرياضة لفترة أطول والعمل بجدية أكبر خلال ممارسة التمارين الرياضية.
تحسين الأداء الجسدي
تشير الدراسات إلى أن الموسيقى ذات الإيقاع السريع تساعد على تحسين الأداء الرياضي عندما ينخرط الشخص في تمارين منخفضة إلى متوسطة المستوى، إما عن طريق زيادة المسافة، السرعة، أو التكرار. وأظهرت دراسة أجريت عام 2006 اهتمت بدراسة تأثير الموسيقى على سرعة السير على جهاز المشي أثناء الاستماع إلى الموسيقى ذات إيقاع سريع، أن الأشخاص يسيرون لمسافات أطول ويقضون فترات أكبر على الجهاز دون الشعور بالتعب.
وخلصت دراسات أخرى إلى أن الاستماع إلى الموسيقى قد يُحسن من الأداء البدني أثناء ممارسة التمارين الرياضية ذات المستوى المنخفض إلى المتوسط.
الإيقاع وممارسة التمارين الرياضية
واهتمت الدراسات بأهمية الايقاع أثناء ممارسة التمارين الرياضية، وفقًا لإحدى المقالات المنشورة في مجلة Research Quarterly for Exercise and Sport، هناك علاقة مباشرة بين كثافة التمرين والإيقاع الموسيقي، ووجدت الدراسة إن القدرة على مزامنة التمرين مع الإيقاع يساعد الأشخاص على تحقيق الأداء الأمثل.
وأظهرت العديد من الدراسات كيف يؤثر الإيقاع الموسيقي على مستوى التمرين، وجدت هذه الدراسات أن الإيقاع المثالي الضروري لتحقيق أفضل أداء يعتمد على نوع التمرين. أظهرت دراسة اُجريت عام 2011 أنه من أجل تحقيق أفضل أداء لركوب الدراجات فإن الإيقاع المثالي يجب أن يكون ما بين 125 و140 نبضة في الدقيقة.
وأظهرت دراسة اُخرى نُشرت في عام 2014 أن أفضل إيقاع موسيقي لتحسين الأداء على جهاز المشي يجب أن يكون ما بين 123 و131 نبضة في الدقيقة.
تأخير الشعور بالتعب
يجري الباحثون الآن المزيد من الأبحاث والدراسات لجمع تفسيرات أكثر تفصيلاً حول سبب قدرة الموسيقى على تحسين الأداء أثناء القيام بالتمارين الرياضية. وأوضحت دراسة أجريت عام 2010 لعالم النفس سي. آي كاراجيورغيس أن الموسيقى يمكن أن تحسن الأداء الرياضي بطريقتين، إما أنها تؤخر الشعور بالتعب أو تزيد القدرة على العمل وممارسة التمارين الرياضية.
وفقًا لهذه الدراسة، فإن الاستماع إلى الموسيقى أثناء ممارسة التمارين الرياضية قد يكون لها تأثير أكبر من المتوقع، كما أنها قد تساعد على زيادة القدرة على التحمل، والانتاجية والقوة.
أشارت دراسة أخرى إلى أن الموسيقى تُشتت انتباهنا عن الإصابات التي تحدث أثناء التمارين الرياضية، لأنه من الأسهل نسيان الآلام أو التعب والارهاق عندما نستمع إلى أغنية نحبها أو موسيقى نفضلها.
التأثير النفسي لسماع الموسيقى أثناء ممارسة التمارين
يمكن أن تؤدي الموسيقى إلى الشعور بالسعادة أو الاستياء، ويمكن أن تغير طريقة تفكيرك وسلوكك، ويمكن ملاحظة هذا التأثير النفسي من خلال التغيرات الجسدية في مستويات الهرمون. على سبيل المثال، أظهرت دراسة اُجريت 2012 أن المشاركين الذين استمعوا إلى الموسيقى التي اعتبروها ممتعة لديهم مستويات أعلى من السيروتونين المعروف باسم هرمون الشعور بالسعادة.
ورغم صعوبة إثبات تأثير الاستماع إلى الموسيقى على المرء أثناء ممارسة التمارين، فإن هذه الدراسة تشير إلى أن الاستماع إلى الأغاني أو الموسيقى الجيدة تؤدي إلى زيادة مستويات السيروتونين، ما يجعلك في حالة مزاجية أفضل لممارسة التمارين.