مدينة حائل.. قوس جبل السمراء والعاصمة الإدارية والإقليمية للمنطقة
انطلاقا من حملة لمتنا سعودية التي أطلقتها مجلتا الرجل وسيدتي استعدادا للاحتفال باليوم الوطني السعودي ال 90، نتعرف في برنامج لمتنا في مدينة، على تاريخ مدينة حائل، حيث اكتسبت أهمية كبيرة منذ القدم، عندما كانت مركزًا لإمارة الجبل التي حكمتها أسرة آل رشيد، والممتدة نفوذها وقت قوتها الكبيرة إلى معظم أرجاء منطقة نجد، والعديد من المناطق المجاورة، وظلت حائل على ذلك الوضع حتى قام الملك عبدالعزيز آل سعود، طيب الله ثراه، وضمها للمملكة، وباتت الآن مقرًا لإمارة منطقة حائل بأكملها، والعاصمة الإدارية والإقليمية للمنطقة أيضًا.
تعتبر مدينة حائل هي القوس الذي يُزين جبل السمراء، ومن الشمال والغرب يمكنك أن تجد جبل أجا قبالة المدينة، هذا بخلاف بئر سماح الذي يشتهر بغزارة وعذوبة مياهه، وظلت تلك المدينة منذ القرن التاسع عشر وحتى أوائل القرن العشرين مركزًا لإمارة الجبل، وتكتسب المدينة شهرتها مؤخرًا باحتوائها على جبلين هما: «جبل سلمى، جبل أجا».
مدينة حائل.. تاريخ متأصل
كانت المدينة مركزًا لإمارة الجبل كما ذكرنا، وذلك وقت حكم أسرة آل رشيد، حتى أمتد نفوذها في نفس الفترة للوصول إلى المناطق المجاورة لإمارة الجبل، بنجد وغيرها، ولكن بدأت المدينة بحكم آل علي وهي أسرة تنتمى لقبيلة شمر، والتى كانت بمقاليد الحك ضمن النظام القبلي العرفي القديم، وظل حكمهم منذ بداية القرن العاشر الهجري وحتى 1253 هـ، وبدأ محمد بن عيسي آل علي الحكم في 1791 وحتى 1801، فيما انتهى حكم تلك الأسرة بحكم عيسى بن صالح آل علي عامًا واحدًا في 1837 هـ.
حكم آل رشيد: تنتمى تلك الأسرة إلى قبيلة شمر، والذين حكمهم في وقتها عبدالله العلي الرشيد منذ العام 1834 وحتى 1921م، وأبرز من حكموا حائل في تلك الفترة من أسرة آل رشيد، كانوا بداية من الحاكم عبدالله العلي الرشيد وهو المؤسس منذ 1834م وحتى 1847 م، وحتى حكم محمد الطلال الرشيد والذي حكم المدينة منذ عام 1921م وظل حكمه عامًا واحدًا.
حكم آل سعود: حكم آل سعود مدينة حائل منذ عام 1921 وذلك في أيام الدولة السعودية الأولى وحتى الآن، ويعتبر أبرز حكام المدينة وقتها بداية من إبراهيم السالم السبهان والذي حكم منذ عام 1921م وحتى 1923م، وظل يتغير الحكام على المدينة حتى حكم الأمير سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز في عام 1999م، والأمير عبدالعزيز بن سعد بن عبدالعزيز هو أمير منطقة حائل الحالي.
حائل.. بنية تحتية وجبال
تتميز مدينة حائل ببنية تحتية متطورة وهائلة، تتماشي مع المكانة التى يجب أن تكون عليها المدينة والمنطقة بأكملها، وتحتضن المدينة مستشفيان حكوميان يمثلان تغطية لسكان المدينة وهما مستشفى الملك خالد، ومستشفى حائل العام، هذا بخلاف أفرع المؤسسات الحكومية بالمدينة بمبنى الدوائر الحكومية الذي تم تشييده في المدينة، فيما تحتضن أيضًا العديد من مراكز الرعاية، ومطار حائل الإقليمي.
تحتضن المدينة ايضًا المزيد من المتنزهات البرية والحدائق والتى من أبرزها: «حديثة الأمير سعود بن عبدالمحسن، منتزه مشار البري، حديقة السلام، منتزه الشباب بحي الزهراء»، يأتي هذا فيما يحيطها العديد من الجبال المميزة مثل «جبل أجا في المنطقة الشمالية الغربية، جبل سلمى، بالمنطقة الجنوبية الشرقية» ويعدان هذان الجبلان من أشهر الجبال في تلك المدينة بخلاف جبل الرمان نسبة لشجرة الرمان المعرفة به، وجبل السمراء.
مدينة حائل.. معالم أثرية
قلعة أعيرف: تُعد قلعة تاريخية واقعة على جبل صغير بوسط مدينة حائل، حيث يعود تاريخ إنشاء تلك القلعة إلى العصر الجاهلي ما قبل الإسلام، وتُعتبر واحدة من أشهر القلاع والتى تميز معالم المنطقة.
قلعة القشلة: تعتبر قلعة القشلة ثكنة عسكرية تم تشييدها في العام1360 هـ بعهد الملك عبدالعزيز آل سعود، وتم الانتهاء من تشييدها بالكامل في العام 1362 هـ، وتعتبر تلك القلعة عبارة عن مبنى طيني مستطيل الشكل، تم بناؤه من طابقين أساسين، فيما تبلغ مساحة القلعة الإجمالية أكثر من 20 ألف متر، وبطول يصل إلى 142 متر، وارتفاع 10 أمتار.
قلعة برزان: الأمير محمد بن عبد المحسن آل علي، هو من بنى قلعة برزان والتى يُطلق عليها ايضًا قصر برزان، حيث تحولت إلى قصر في حكم إمارة آل علي، وبعدها اندثر قصر الإمارة في عهد آل رشيد، وتلاشت القلعة ايضًا، ولم يتبقى منها الآن سوى سوق برزان الشهير.
مدينة حائل.. أهمية اقتصادية
اكتسبت منطقة حائل وما بها المدينة أيضًا شهرة اقتصادية لما بها من تنوع بالأراضي، وأيضًا المدينة تحتضن العديد من السهول والوديان، والعديد من الآبار والجبال والأراضي الزراعية الخضراء الطبيعية، فهذه المقومات الطبيعية الساحرة والخلابة والغنية بالتنوع تُبطن في داخلها العديد من الموارد والخامات المعدنية، فيما تتميز المنطقة بموقعها المتميز في وسط شمال المملكة، وتعتبر معبر للحجاج أو وسيط لوصول الأفراد والحجاج القادمين بريًا من مناطق الشمال والشمال الشرقي، فيما أنها معبر لنقل البضائع.
وتعتبر المنطقة إقليمًا اقتصاديًا ذات مستقبل اقتصادي عظيم وواعد، حيث تتوافر به المزيد من الظروف البيئية الاستثمارية الجاذبة للقطاع الخاص في المزيد من مجالات الأنشطة الواعدة وأبرزها: «السياحة، النقل والمواصلات، تجارة، الصناعة، الزراعة، الخدمات، العمران، والتشييد والبناء»، حيث أن المدينة تتميز بامتلاكها للعديد من الموارد الاقتصادية والمقومات التنموية والتى تحتاج لاستغلال أمثل من أجل إنتاج المزيد من السلع والخدمات وتوليد فرص العمل المنتجة.