حفر الباطن .. عاش فيها أبو موسى الأشعري وتحولت لمركز اقتصادي سياحي متكامل
في إطار حملة لمتنا سعودية التي أطلقتها مجلتا الرجل وسيدتي ، استعدادا للاحتفال باليوم الوطني السعودي 90، يصل قطارنا اليوم إلى حفر الباطن لنتعرف أكثر على تاريخها العريق وكيف تحولت لمركز اقتصادي سياحي متكامل.
كانت حفر الباطن عبارة عن مجرد طريق في براري بني العنبر، وتحولت حديثًا إلى مركز تجاري وسياحي قوى في المملكة العربية السعودية، تقع تلك المحافظة في المنطقة الشرقية، وتبعد عن العاصمة الرياض مسافة 500 كيلومتر فقط، مدينة الملك خالد العسكرية هي أبرز المؤسسات الكبرى التى تحتضنها حدود المحافظة بالتحديد في الجنوب، وتتميز تلك المحافظة بقربها من دولة الكويت، فهي تبعد فقط 100 كيلومتر فقط.
حفر الباطن.. تاريخ وسبب التسمية
بدأت منطقة حفر الباطن منذ قديم الزمن كطريق بالبراري، كان يلزم الحجاج بين العراق والجزيرة العربية العبور منها، ولكن كانت هناك شكاوى كثيرة من ندرة المياه فيها وهو ما بلغ الصحابي أبو موسي الأشعري، والذي كانت له ولاية الإمارة في عهد الخليفة عثمان بن عفان، فأخذ على عاتقه حل تلك الأزمة، وقتها أراد أن يتم حفر ركايا الحفر، وطالب مساعديه بأن يدلوه على موضع بئر، وجاء وقتها الماء العذب في منطقة بين البصرة والنباج.
اختيار الأشعري وقع فيما يبدو وقتها على منطقة تحتوى على المياه الجوفية، وتم حفر الآبار المطلوبة وهي خمسة آبار، وبعدها وصلت إلى سبعين بئرًا للمياه، وهذا ما جعلها من أشهر آبار الحفر في مياه العرب، وتقلصت تلك الآبار بعد ذلك إلى أربعين بئرًا، وكانت تلك القصة هي سبب تسمية المحافظة بـ حفر الباطن، التى يقطنها الآن أكثر من 383 ألف نسمة، بينهم 85% من السعوديين.
حفر الباطن.. أهمية تجارية
الموقع الجغرافي المتميز الذي حبى الله به محافظة حفر الباطن، جعلها تتحول لمركز تجاري هام، فهي تقع في منتصف أربع طرق تجارية وصلة ربط بين هذه المواقع وهي طريق الشمال المؤدي لمدينة رفحا ومن ثم إلى عرعر فبلاد الشام وطريق جنوب حفر الباطن المؤدي إلى القصيم ومدينة الرياض وطريق الشرقية المؤدي إلى الدمام ومن ثم للبحرين وطريق الشمال الشرقي المؤدي إلى دولة الكويت التي تبعد عنها أقل من 100 كيلو متر تقريبا عن طريق منفذ الرقعي.
تظهر أهمية محافظة حفر الباطن بأنها هي المدينة الحدودية الوحيدة التى يهاجر إليها السكان، ولا يهاجرون منها كما يحدث في الكثير من البلدان التى لها مدن حدودية حيث يزيد سكان المدينة بشكل كبير في كل مرة يتم إحصاء عدد سكانها، مما مكنها من أن تكون مدينة أكثر نشاطًا من الناحية الاقتصادية والتجارية، وهي مركزًا استراتيجيًا احتاجه الأمريكان وقت غزو العراق للكويت.
حفر الباطن.. اقتصاد منتعش
شهدت حفر الباطن انتعاشة اقتصادية كبرى على مدار السنوات الماضية، بدعم من خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، حيث باتت المحافظة تحتضن العديد من المراكز التجارية الهامة والضخمة، مثل «العثيم مول، الحفر مول، محلات عالمية للتسوق، وسلاسل مطاعم عاملية.
بخلاف ذلك فإن المحافظة تشتهر بتجارة الأغنام والزراعة، وبخلاف ذلك فإنها لديها عددا كبيرا من الفنادق، والمصانع الهامة مثل مصانع المواد البلاستيكية، مصانع المواد الكيميائية الهامة، وموقع المحافظة بقربها من الكويت، جعل لها أهمية قوية من ناحية التبادل التجاري مع الدول المجاورة.
حفر الباطن.. مُتنفس العائلات
اشتهرت محافظة حفر الباطن بالعديد من الأماكن السياحية الشهيرة، والتى تُعد متنفسًا للعوائل السعودية وايضًا السياح الأجانب، فما بين المتنزهات والحدائق التى تنتشر في أرجاء مدن المحافظة، إلى المولات الشهيرة الضخمة التى تتوزع على المدينة ويقصدها السكان والسياح من أجل التسوق والتجول، بالإضافة إلى بعض المتاحف التى تحتضنها المدينة.
حديقة أبو موسي الأشعري: واحدة من أبرز معالم المنطقة السياحية، فهي عبارة عن مساحة خضراء شاسعة، تقع على طريق عبدالرحمن بن عبدالعزيز، وتضم تلك الحديقة مجموعة ملاعب خاصة بالأطفال، لذا فإنها مناسبة لخروجات العوائل مع أطفالهم، للتمتع بالأجواء الرائعة.
حديقة الملك فيصل: تعتبر تلك الحديقة هي الأفضل على الإطلاق في حفر الباطن، فهي جزء من معالمها السياحية الهامة، وتمتلئ بالمساحات الخضراء والأشجار، ويمكن لزوار الحديقة الحصول على قسط من الراحة والهدوء والتجول في الحديقة، وأن يجدوا لأطفالهم المزيد من الألعاب التى تسليهم وتجعلهم يفضلون الذهاب إليها.
ممشي الكلية التقنية: وفرت محافظة حفر الباطن، هذا الممشي لهؤلاء الذين يعشقون المشي والركض، ولدى هذا المكان العديد من المسارات الخاصة بالمشاة، وتمتلئ بالمساحات الخضراء الشاسعة، فهي وجهة مفضلة لأهل المدينة، وتزينها الأشجار والورود الساحرة.
المكان مول: يعتبر المكان مول من أهم المراكز التجارية التى تحتضن عدد هائل من المحلات التجارية العالمية، ويحتضن المول ايضًا المزيد من المطاعم والمقاهي الشهيرة، ويمكن للأطفال اللعب ايضًا بالألعاب الشهيرة داخل المول الواقع على طريق الملك عبدالعزيز.
الراجحي مول: يتسع مول الراجحي إلى العديد من المحال التجارية العالمية، بالإضافة إلى مجموعة من المحال التجارية المتخصصة ببيع المنتجات محلية الصنع في المملكة، هذا بخلاف ركن الترفيه الذي به العديد من المطاعم والمقاهي بمختلف أنواعها.
سوق حفر الباطن الشعبي: يعود تارخي هذا السوق الشعبي الشهير إلى أكثر من 50 عامًا فائتة، فهو ذات طراز تراثي، ويحتضن العديد من الأكشاك التى تتخصص في بيع المنتجات الشعبية، وأبرزها المواد الغذائية والملابس والأغراض المنزلية المصنوعة يدويًا.
متحف السعيرة: يجسد هذا المتحف جزء من التراث القديم، حيث يحتضن ثلاث قاعات تحتوى على قطع أثرية يمكن من خلال لمس حضارة المدينة، وبين تلك القطع الأدوات المنزلية القديمة، السيوف القديمة والمنسوجات التراثية، ومجموعة من السيارات القديمة.
ومؤخرًا شهدت مدينة حفر الباطن، تدشين أول دار سينما في المحافظة منذ أيام، وذلك ضمن مبادرات برنامج جودة الحياة، أحد برامج رؤية 2030، التي تقوم الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع بتنفيذها، افتتح الدار ماجد القريني المشرف العام على الشؤون التنموية في محافظة حفر الباطن، بحضور مسؤولي الجهات الحكومية، وتشتمل الدار الجديدة بحفر الباطن على ثماني شاشات، وتتسع لـ 739 مقعدًا.