خميس مشيط.. وجهة عشاق التراث ومركز عسير التجاري
«وجهة عشاق التراث والأصالة والجمال، والقلب النابض تجاريًا لمركز عسير» هذا ما يُطلق على محافظة خميس مشيط السعودية، حيث إنها أحد المراكز الحضارية التجارية والسياحية التى تعُج بالحياة والتجارة والسياحة معًا، وهي المركز التجاري الأول لمنطقة عسير، وتحولت إلى واحدة من أهم الوجهات السياحية التى يُفضلها السياح في منطقة عسير بأكملها للباحثين عن الجمال والأصالة والتراث.
وتحظى محافظة خميس مشيط بدعم غير محدود من خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، ويتم توجيه سمو أمير منطقة عسير ونائبة لتقديم دعم لا محدود للمحافظة، ويظهر ذلك جليًا في ما تستضيفه المحافظة بشكل سنوي من فعاليات ومهرجانات احتفالية ضمن ملتقى أبها السياحي.
تاريخ خميس مشيط
محافظة خميس مشيط عُرفت في القدم بالعديد من الأسماء وأبرزها «موجان» و «خميس شهران»، ولكن لهذا الأسم حكاية تعود إلى أنها كانت منذ سنوات طوال تُسمى حاضرة قبيلة شهران، أما في عام 1380 هـ صدرت للمحافظة موافقة سامية بإحداث «إمارة شهران» وقتها تم تعيين عبدالعزيز بن سعيد بن مشيط أميرًا لشهران، وسرعان ما تم تغير مسماها فيما بعد لـ إمارة خميس مشيط، ثم محافظة حميس مشيط.
تلك المحافظة الشهيرة التى تقع بوسط منطقة عسير في مكان استراتيجي يمكن للمواطنين الوصول إليها بسهولة، فهي تقبع على ادية السهول الشرقة لجبال السروات، بملتقى عتود في وادي بيشة، وتمتد خميس مشيط من طريق بيشة في الشمال إلى طريق نجران في الجنوب، ومساحتها الإجمالية عبارة عن 800 كم2.
اعتمد سكان محافظة خميس مشيط منذ القدم في البناء بشكل أساسي على خلط الطين والرمل والتبن أيضًا، وذلك من أجل البناء الرئيسي، واستخدام الأسقف الخشبية والجراع، وكانت تلك البنايات وما زالت تُرى بدورين أو أكثر، حيث يتم تزيينها جيدًا من الداخل بـ «الصهار»، حيث كانت تُنقش الغرب الداخلية والمداخل بطريقة خاصة ونقاشات فنية رائعة وساحرة، وبالرغم من تلك النهضة العمرانية التى شهدها المحافظة، فإنها ما زالت تحافظ على طرازها العمراني القديم.
التجارة في خميس مشيط
كما ذكرنا تعتبر محافظة خميس مشيط مركزًا تجاريًا لديه السبق والصدارة في منطقة عسير، وهو الرابع في الترتيب على مستوى المملكة باكملها، وذلك بحسب الإحصائيات الحديثة، وبخلاف مراكز التسوق والأعمال التجارية التى تتم بالمحافظة، إلا أن هناك كثافة سكانية عالية بها، كما يوجد بها العديد من المرافق العسكرية كمدينة الملك فيصل العسكرية، إضافة إلى قاعدة الملك خالد الجوية وغيرها كلواء الملك خالد الرابع، لواء الملك عبدالله الثامن عشر، هذا بخلاف مركز سلاح الحدود ومراكز الأسلحة الأخرى.
أكثر من 13 ألف مصنع وشركة ومؤسسة تجارية واقتصادية تعمل بالمحافظة، ويمارس الجميع مجالات متنوعة من التجارة والاقتصاد، والوكلاء المحليين يمكنهم استقطاب العديد من الشركات العربية والعالمية العاملة في المملكة، وهذا بالتوازي مع النهضة الاقتصادية والتجارية الأخيرة التى شهدتها محافظة خميس مشيط، والتى تنعكس بدورها على المزيد من المجالات الأخرى مثل حركة البناء والاستثمار العقاري، إضافة إلى المزيد من المشروعات الصحية.
خميس مشيط.. سحر جاذب
وتتميز خميس مشيط بمناخ بارد للغاية في الشتاء، وجوها في الصيف معتدل، حيث تشهد دائمًا المحافظة أمطارًا في فصل الصيف، فيصل معدل سقوط الأمطار لـ 400 ملم في العام الواحد، لذا فإنها تُعد وجهة مميزة للجميع من السياح السعوديين أو الأجانب، للاستمتاع بجوها الساحر، وقضاء المزيد من الأوقات الممتعة، وايضًا يتسوقون لشراء جميع أنواع البضائع والسلع التى تتوفر في الأسواق التجارية التى تملأ المحافظة.
جمال المحافظة الطبيعي وسحرها الجذاب، إضافة إلى تكوينها الطبوغرافي الجيولوجي المتنوع بين السهول والأودية والمناطق المنبسطة والجبال، يجعلها قبلة للسياح السعوديين والأجانب، ولعل النباتات التى تملئ المحافظة وتحُفها من جميع الأماكن تُضفى عليها طابع جمالي خاص.
منطقة عسير تُطلق بشكل منتظم برامج مختلفة من أجل تنشيط السياحة في المنطقة بأكملها، ولعل محافظة خميس مشيط يكون لها نصيب الأسد في المشاركة بتلك البرامج وتقديم العديد من الأنشطة السياحية المميزة على أرضها، وذلك يكون عن طريق ملتقى أبها الصيفي الدوري كل عام، وإليكم بعض من تلك المناطق التى يمكنها جذب السياح:
حديقة الملك فهد التي تقع شرق المدينة - منتزه المراث، الذي يقبع جنوب المدينة - حديقة البلدية، التي تقع على طريق الملك فهد - منتزه الحراب، الذي يأتي في جنوب المحافظة.
هذا بخلاف العديد من المدن الترفيهية الساحرة مثل «مدينة الملاهي في مركز الغروي التجاري ومركز الملاهي في حديقة الحرابي، ومدينة ألعاب المخازن الكبرى، ومدينة ألعاب المباركية مول».
معالم التاريخ والحضارة
جبل ضمك: يُعد هذا الجبل الواقع بالمنطقة الجنوبية من محافظة خميس مشيط، من أبرز وأهم المعالم في المحافظة، حيث تم بناؤه بعلو شاهق للغاية، حيث اتخذه البعض قديمًا موطنًا لبعض الأنواع من الصيد.
مركز الأمير سلطان الحضاري: بعشرة ملايين ريال، ميزانية مبدئية يتسع هذا المركز على مساحة أكثر من 200 ألف متر مربع، ويتضمن قاعة كبيرة والعديد من المداخل، وصالات الاستقبال، ويتسع لصالة احتفالات خاصة ومسرح أيضًا، لم تنته محتويات المركز حيث يحتوى على العديد من الميادين العامة والمطاعم والمحلات التجارية ومدرجات وناد صحى، فيما تكلف إجماليًا أكثر من 40 مليون ريال.
دوار الساعة: يُعد هذا المكان من أهم المعالم السياحية في المحافظة، حيث أنه يعتبر رمزًا حضاريًا تتوسطه ساعة كبيرة لاحترام الوقت، ومعرفة أهميته، وهو ما يتماشي مع ما تنتهجه المحافظة بعمالها وموظفيها، فيُعرف عنهم الجد والاجتهاد، وهو ما دفعها لتسجيل أعلى معدلات النمو الاقتصادي.
جبل شكر: يُعد من المعالم التاريخية المميزة للمحافظة وذلك كونه يحتوى على المزيد من الآثار القديمة، بالإضافة إلى الصخور المنحوت عليها، وتم تسميتها في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.