دبابيس طية الصدر.. قطعة إكسسوار بسيطة بإمكانها إظهار شخصيتك ببراعة
صدّق أو لا تصدق، لكن يجب الإشارة إلى أن تاريخ دبابيس طية الصدر طويلٌ ومليءٌ بالأحداث والتغيرات، خاصة أنّ دبابيس طية الصدر من القطع التي تحظى بشعبية كبيرة، وهي وسيلة رائعة لإظهار شخصيتك، والتعبير عن انتمائك السياسي أو الديني، أو التأكيد على حبك لشخصية مشهورة مُعينة.
شهدت صناعة دبابيس طية الصدر تطورًا كبيرًا، وكانت تُستخدم لأغراض عديدة سياسية وتاريخية ودينية وغيرها، لكنها اليوم تُستخدم كإكسسوار للأزياء، وتأتي في أشكال عديدة، مثل الدبابيس التي تحمل الأزهار، وأخرى على شكل أعلام دول، ودبابيس ملونة وأخرى عليها رسومات وهكذا، ويمكن وضعها في ربطة العنق، أو المكان المُخصص لها في السترات.
باتت دبابيس طية الصدر تحظى بشعبية كبيرة هذه الأيام. برغم كونها قطعا معدنية غير عملية تشبك في الملابس، لكننها لا تزال ذات أهمية كبيرة ويمكنها إضفاء لمحة شديدة الأناقة والتميز على إطلالتك، وهو ما يبرر انتشارها وشعبيتها إلى هذه الدرجة. بالإضافة إلى المعادن، فإن دبابيس طية الصدر يُمكن صناعتها من الخشب، أو قطع القماش وكذلك الجلد، وغيرها من المواد الأخرى.
تاريخ طويل ومراحل متطورة
دبابيس طية الصدر لها تاريخ طويل، فلم تظهر بين ليلة وضحاها ومرّت بمراحل تطور عديدة لتظهر بالأشكال المتعارف عليها الآن، لذلك سنتحدث في السطور التالية عن تاريخ ظهور دبابيس الياقة، واستخداماته في أيام ظهوره الأولى، وكيف تحولت إلى هذه القطع المميزة والتي تحمل خصوصية شديدة.
ربما لاحظت أن العديد من دبابيس طية الصدر تُصنع في الصين، يرجع ذلك إلى بدء استخدامها في الصين خلال عهد أسرة يوان، وارتدى الشباب المنشقين المعارضين في الصين دبابيس الياقة والشارات في أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات أثناء الاحتجاجات، وتطور شكلها مع مرور الوقت.
دعونا نعود إلى مصر عام 1800 قبل الميلاد، صحيح أن المصريين لم يصنعوا دبابيس طية الصدر، أو على الأقل لم يتم العثور على أي منها بين الغنائم في المقابر القديمة، ولكن المصريين القدماء بدأوا عملية تصنيع الدبابيس من خلال القيام بالمراحل الأولى من هذه العملية. في وقت مبكر من عام 1800 قبل الميلاد، كان الفنانون يلحمون الأسلاك لتشكيل قطع مزخرفة. بعد حوالي 600 عام، بدأ الفنانون اليونانيون استخدام الزجاج المسحوق لملء الفراغات بين الأسلاك وتطور شكل الدبابيس بصورة ملحوظة.
دبابيس طية الصدر تعود إلى القرن الثالث عشر
في حقيقة الأمر، لم يكن لدبابيس طية الصدر أي غرض أو هدف حقيقي أو وظيفة فعلية، فهي ببساطة شديدة قطعة لتزيين الزي، توضع على الصدر السترة أو على القبعة أو تُشبك في ربطة العنق لإضفاء لمسة أنيقة مميزة على إطلالتك.
صنع القدماء دبابيس طية الصدر باستخدام تقنية تشغيل معدنية تُعرف باسم (كلوسيون) التي تم تطويرها خلال الإمبراطورية البيزنطية في الشرق الأدنى، وتم تعميمها لاحقًا في الصين خلال عهد يوان. وظهرت دبابيس الشعر، والمجوهرات، ودبابيس أخرى ملونة وبها زخارف جميلة.
اُستخدمت دبابيس طية الصدر للدلالة على الانتماء
اُستخدمت دبابيس طية الصدر لمئات السنوات لإظهار الانتماء لمجموعة مُعين من المجتمع. وضع الرجال الإيطاليون في القرن السادس عشر بروش على قبعاتهم لكي يكونوا مثالاً جيدًا للحجاج، بالإضافة إلى أنهم تعاملون مع هذه الدبابيس وكأنها وسيلة للحماية بعد زيارة ضريح مُعين. كذلك اُستخدمت الدبابيس كقطع للاظهار الانتماء أو الرتب داخل مجموعات مُعينة، مثل الشارات العسكرية.
قدمت إلينا من عصور ما قبل التاريخ: النظارات الشمسية عبر العصور
دخول عالم الموضة
ومع التطور الذي شهدته الثورة الصناعية وتطويع المعادن واستخدامها لصنع الإكسسوارات المختلفة، شهدت صناعة دبابيس طية الصدر تطورًا كبيرًا، وأصبحت تُستخدم منذ سنوات لتزيين حقائب الطلاب، وكذلك الملابس، والقبعات، وكانت تُصمم في أشكال بسيطة وملونة وعصرية.
مع مرور الوقت دخلت الدبابيس عالم الموضة، وأصبحت تُشبك في الملابس الرسمية وغير الرسمية، ويمكن استخدامها في حفلات الزفاف والفعاليات والأحداث المختلفة والمناسبات بمختلف أنواعها، ويمكن وضعها في قمصان الدنيم، والبدلات الرسمية، وسترات المختلفة.
واليوم، أصبحت العلامات التجارية الكبرى في عالم الموضة والأزياء مثل شانيل، نايك، وغيرها يهتمون كثيرًا بتقديم دبابيس ياقة وقدموا أشكال مختلفة وعصرية وأخرى كلاسيكية بأسعار مختلفة تناسب الميزانيات المختلفة.
دبابيس طية الصدر والسياسة
كان لدبابيس طية الصدر ظهورًا كبيرًا في الأحداث السياسية. ارتداها الناشطون السياسيون في اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية وجمهورية الصين الشعبية، وارتداها لينين وماو تسي تونج، وكذلك أعضاء الحزب الشيوعي، وغالبًا ما يرتدي السياسيون في الولايات المتحدة دبابيس طية صدر من العلم الأمريكي، وزاد الإقبال عليها عقب هجمات 11 سبتمبر 2001، وبحلول عام 2009، أصبحت الدبابيس المُصممة على شكل أعلام أفضل طريقة يتبعها السياسي للتعبير عن وطنيته.