التحدي الأصعب في العمل.. كيف تتعامل مع مدير غير متعاون؟
تمتلئ مسيرتنا المهنية بالعقبات التي تساعدنا على التعلم والنمو والتفوق، وتكسبنا المشاريع الصعبة القدرة على تطوير مهارات جديدة وقد يكون أهمها مواجهة مواقف غير مألوفة وتقديم أفكار مبتكرة تدفعنا للتقدم والحصول على الخبرة في مجالات مختلفة، ومع ذلك يبقى تحد وحيد يبدو أنه لا يمكن التغلب عليه وهو كيفية التعامل مع مدير غير متعاون.
يعمل المديرون الجيدون على إنشاء بيئة عمل مشجعة على الإبداع والثقة والاحترام والتطور الشخصي والمهني للموظفين، فهو ينشئ حلقة مفتوحة من التغذية الراجعة حيث يكافئ العمل المنتج والأفكار المبتكرة، وبنفس الوقت يتم التعامل مع المشكلات بشكل مباشر وسريع.
وفي الجهة المقابلة، نجد أن المديرين السيئين يمتلكون مزيجا من الخصائص السلبية، فنجد بعضهم يتمتع بسلوك متعجرف أو يقوم على سبيل المثال بإدارة كامل التفاصيل الدقيقة للعمل من دون إعطاء الثقة لأي أحد، أو قد يفشل في إعطاء موظفيه التغذية الراجعة أو التعليق المناسب لتحسين أدائهم.
شعلة تشاؤم وطاقة سلبية.. دليلك للتعامل مع «الإرهابيين الساخرين»
يعتبر المدير السيئ الصريح هو المدير الذي يفشل بمهارة الدفاع عنك ويختلف عن المدير غير الداعم الذي يرفض أفكارك من دون توضيح، ويشعرون بعدم الارتياح بشكل دائم مما ينعكس على فرقهم وبيئة العمل، حتى أنهم يمنعون وصول الموظفين إلى المناصب المناسبة لمهاراتهم. إن العمل في إدارة رئيس غير داعم يجعل الذهاب إلى العمل تحدياً يومياً مما يعيق التطور المهني الشخصي إذا استمر لفترة طويلة من الزمن.
صفات المدير غير المتعاون:
يوجد العديد من الأمثلة التي لا حصر لها من طرق عدم التعاون التي يتعامل بها المديرون مع موظفيهم ، فيما يلي بعض هذه الدلالات التي يجب الانتباه لها:
- يقومون بإلغاء الإجتماعات معك بانتظام أو ببساطة أنهم لا يحضرونها من دون تقديم أي مبرر.
- يقومون بقضاء وقت طويل في تدقيق ومراجعة جميع الأعمال والمهام الموكلة إليك.
- لا يوجهون أي ملاحظة هامة أو ذات قيمة مضافة للعمل يمكن أن تحسن من أدائك.
- يبعدونك عن المشاركة في المشاريع المهمة أو المثيرة للاهتمام و التي تغني مسيرتك المهنية، وقد يقومون بإعطائك المشاريع الهزيلة التي تمتلئ بالكثير من العمل والمهام بشكل دائم لإبقائك مشغولاً.
- لا يقدمون لك ما تستحق من زيادة في الأجر أو المكافأت أو الترقيات.
- يعملون دائماً على إضعاف مكانتك والتقليل من قيمتك العملية، وقد يصل بعضهم إلى محاولة تدمير مسيرتك المهنية.
طرق للتعامل مع مدير غير متعاون:
يوصي ميلودي ويلدينغ وهو مدرب تنفيذي يساعد الناس على التنقل في حياتهم المهنية بثقة والعثور على توازن دائم بين العمل والحياة، بأن يكون الأشخاص أكثر حزماً مع مدرائهم في العمل وأن يدافعوا عن مسيرتهم المهنية وإنجازاتهم في العمل، وينصحهم بطلب الدعم من مدير آخر داخل الشركة. وبحسب ويلدينغ، يوجد العديد من الطرق للدفاع عن النفس والتعامل مع المدير الذي يفتقر لصفات القائد القوي والداعم، فيمايلي بعض هذه النصائح:
- بناء استراتيجية تفكير
لا يمكن كسب الدعم في العمل بين ليلة وضحاها، لذلك ينصح بتخصيص بعض الوقت يومياً لرؤية أعمال الزملاء في الفريق والعمل بشكل عام، ومعرفة الخصائص والمهارات التي يمتلكونها والإنجازات التي قاموا بها.
وبعد ذلك، العمل على بناء استراتيجية خاصة بك تشمل أهدافك وتطوير مهاراتك، بالإضافة إلى التمييز بين عدم الحصول على المشاريع المهمة لافتقارك المهارات اللازمة أو بسبب الإهمال، كما يجب الأخذ بعين الاعتبار كيفية تواصلك مع مديرك على مدى فترة طويلة من الزمن. يجب أن نكون صريحين مع أنفسنا أولاً ومع زملائنا ومديرينا بشأن توقعاتنا ومخاوفنا، فإذا شعرت بعد ذلك أنهم غير داعمين لك، فيمكنك اللجوء إلى خيار الحزم وطلب الدعم في الاجتماعات أو من المديرين الآخرين.
- إظهار الدعم لمديرك في العمل
قد يبدو الأمر مستحيلاً أو قاسياً إلا أنه يصب في مصلحتك العملية، إن الاستمرار في دعم مديرك في العمل ومساعدته على تحقيق النجاح يعني نجاحك بالضرورة، ومن الأسئلة المفيدة التي يجب وضعها بالاعتبار هو "ما الذي يمكنني أن أفعله اليوم لأجعل حياة مديري أسهل؟". يجب أن تبقى متأهباً لإيجاد الحلول الاستباقية للمشاكل المتوقعة ومشاركتها مع المدير، إن إظهار اهتمامنا بنجاحهم يساهم ببناء علاقة ثقة مع المديرين ويقويها مع مرور الزمن، كما أنه سيؤدي إلى تسليط الضوء عليك كلاعب مهم في فريق العمل مما يدفع المدير إلى التعامل معك على هذا النحو.
- التواصل الدبلوماسي
يعتبر التواصل الدائم هو مفتاح النجاح لأي علاقة ومنها تلك التي تجمع بين المدير والموظف، حيث يمكننا التعبير بهدوء ودبلوماسية عن مخاوفنا وطلب بعض الوقت للتحدث مع المدير بهدف تحسين علاقتك المهنية به، ومن المفضل أن يتم التركيز في المحادثة على الحلول المستقبلية وليس على المشاكل السابقة.
- تسليط الضوء على انجازاتك
يتوقف عليك الدفاع عن إنجازاتك، يجب أن تقوم دائماً بإنهاء جميع المهام الموكلة إليك وبجودة عالية، كما يجب أن تكون منفتحاً دائماً على التحديات الجديدة، وهذا ما يضمن لك الحصول على الدعم من شركتك، كما يوفر لك فرصة للنمو داخل وخارج الشركة.
كيفية التخلص من التفكير السلبي.. يؤثر على صحتك النفسية ويمنعك من التقدم
يمكنك إظهار إنجازاتك لرئيسك في العمل بعدة طرق مختلفة، وبدلًا من التركيز على قائمة المهام التي أنجزتها يفضل توضيح تأثير ذلك على العمل، فعلى سبيل المثال لا تجعل التحدث مع العملاء مجرد اجتماع وحسب، وإنما اشرحه على أنه عروض مبيعات يمكن أن تزيد من إيرادات الشركة وتحسن استدامتها، وينصح دائماً باستخدام الأرقام لتسليط الضوء على قيمة العمل.
- البحث عن أهداف أكثر أهمية
قد لا يغير التقدم في العمل وإخلاصك به من موقف مديرك السلبي، ولكن لا يجب التوقف عن القيام به وذلك بهدف الحصول تجارب جديدة والتفاعل مع أشخاص جدد وبناء مجموعة من المهارات الخاصة بك التي ستكون ذات قيمة كبيرة عند إنشاء علامتك التجارية الخاصة أو لدى المديرين الآخرين المحتملين.
- طلب الدعم من مديرين آخرين
ينصح بالبحث دائماً عن حلفاء جدد يشاركونك قيمك ويمكنهم مساعدتك في تحقيق أهدافك المهنية سواء داخل الشركة أو في مجتمعك بشكل عام، يمكن أن يأتي الدعم بجميع الأشكال والأحجام في العمل عبر إنشاء علاقات جيدة مع أصحاب النفوذ في الشركة بعيداً عن مديرك المباشر، فمن المرجح وجود العديد من المدراء التنفيذيين والعامين الذي يمكنهم تخصيص الوقت والطاقة لتنمية نجاحك، وكن مستعداً دائماً على إثبات إنك تستحق مزيداً من المسؤولية من خلال إنجاز مهامك على أكمل وجه حتى يتمكن هؤلاء من مساعدتك للوصول إلى أهدافك.