حدث قبل 29 عامًا.. حكاية أهم يوم في حياة بيل جيتس
برغم أن هناك مئات الآلاف من الأشخاص في جميع أنحاء العالم يحلمون بمقابلة الملياردير والمستثمر الأمريكي وارين بافيت، مع ذلك رفض الملياردير ورجل الأعمال ومؤسس شركة مايكروسوفت بيل جيتس مقابلته في أوائل التسعينيات.
في الخامس من يوليو 1991، عندما كان بيل جيتس مليارديرا في الرابعة والثلاثين من عمره، ويدير واحدة من أكثر الشركات نجاحًا وأهمها في العالم، وكان منشغلاً طوال الوقت، ويعمل على مشروع كبير ومهم، وقتها طلب منه والداه الالتقاء بهما لأنهما سيتناولان العشاء مع شخص يودان أن يقابله، وهو المستثمر والملياردير الأمريكي وارين بافيت.
قال جيتس لمجموعة من الطلاب خلال ظهوره مع بافيت: "إن الأمر كان مُضحكًا وغريبًا نوعًا ما، خاصة أن والدتي كانت اجتماعية جدًا وتحرص على جمع الناس معًا، ولكني في هذا الوقت لم أكن مؤمنا بالعطلات، ولا أفعل شيئا سوى التركيز على عملي، لذلك عندما قالت لي والدتي عليك الالتقاء بوارين بافيت، أخبرتها بأني مشغول".
في تلك الأيام كان العديد من الأمريكيين يستمتعون بعطلة صيفية لمدة أربعة أيام، ولكن جيتس كان يخطط للعمل حتى خرج لتناول الطعام والتقى ببافيت، وكان ذلك اليوم بداية صداقة جميلة، تحدثا ساعات طويلة، وأقاما صداقة قوية وعميقة، وكانت مجزية لكليهما.
«اشغل عقلك أثناء التباعد الاجتماعي»..5 كتب ينصح بيل جيتس بقراءتها هذا الصيف
تحدث بيل جيتس في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز عن تردده إزاء مقابلة بافيت في بداية الأمر، وكيف تحول يوم مقابلتهما إلى أهم يوم في حياته. قال: "لم أكن أرغب في مقابلة بافيت، لأنني اعتقدت أنه رجل لا يفعل شيئًا سوى البيع والشراء فقط، واعتقدت أنه إذا التقى بي فسيطلب مني الاستثمار في شيء ما".
شعر جيتس وقتها أنه وبافيت ينتميان إلى عالمين مختلفين، وأن اجتماعهما سيكون مضيعة للوقت خاصة وأن كل منهما ينفذ عمله وفق وجهة نظر مختلفة تمامًا، فمثلاً يتطلع بافيت إلى خلق قيمة لنفسه ولمساهميه، أما جيتس فكان يعمل في هذه الفترة على ابتكار برامج من شأنها تغيير الطريقة التي يستخدم بها الناس والشركات أجهزة الكمبيوتر في حياتهم اليومية.
العثور على الصديق والمُعلم
مهدت هذه المقابلة الطريق أمام تأسيس جيتس وزوجته مؤسسة بيل وميليندا جيتس الخيرية، التي أنفقت ملايين الدولارات على مشاريع خيرية في جميع أنحاء العالم. كانت أنها كانت حاسمة كذلك بالنسبة لجيتس، خاصة وأنها قدمت له شيئًا لم يكن يعرف أنه يحتاج إليه، وكان من شبه المستحيل العثور عليه في وضعه ذلك، وهو إيجاد صديق ومعلم.
قال وارين بافيت إن جيتس لم يكن ناجحًا فحسب، ولكنه كان لديه فرص لتحقيق نجاح لم يحلم بها أحد، وكانت أفكاره وأحلامه تساوي المزيد من المال، وله تأثير أكبر على العالم من أي من أقرانه تقريبًا.
وقتها لم يكن لدى جيتس سوى وظيفة واحدة فقط يقوم بها في حياته كلها، وهي قيادة وبناء الشركة العملاقة التي أسسها، وتحويلها من مجرد شركة صغيرة إلى أحد عمالقة الشركات في السوق.
اتضح أن ذلك لم يكن كافيًا، وتعرف على أهمية الأعمال الخيرية وتأثيرها الكبير في العالم.
باعتباره رائدا في عالم صناعة الكمبيوتر ورجل أعمال ومليارديرا. لم تكن مسألة العثور على مُرشد أو معلم أمرا سهلا بالنسبة لشخص مثل بيل جيتس في التسعينيات، فهذا طبيعي نظرًا إلى عبقريته قال جيتس إنه مُستعد للمراهنة أنه بعد 100 عام من الآن، سيتذكر الناس في جميع أنحاء العالم أعماله الخيرية، أكثر من تعاملهم معه وإبداعه والذين قد يجعلون أي شخص في مكانه يستبعد الفكرة.
ورغم تردده إلا أنه في النهاية قرر جيتس مقابلة وارين بافيت في نهاية المطاف، ولكن بشرط ألا يستمر الأمر أكثر من ساعتين فقط كي يعود إلى العمل، ولكن بمجرد التقائهما لم يتوقف الحديث واستمرت المحادثة ساعات وساعات.
قال بيل جيتس إن بافيت طرح عليه مجموعة من الأسئلة المهمة، كانت هذه المحادثة كافية لإقناع جيتس بأن بافيت لديه الكثير ليقدمه. وقال: أدركت أن كل ما يفعله يعتمد على إطار مُحدد واضح يحكم فيه على الأسواق، والناس، وكيفية عمل الأشياء، وأنه يفعل ذلك بطريقة عميقة للغاية.