أطلق العنان لنفسك.. كيف تساعدك عدم الإنتاجية على الوصول إلى السلام النفسي؟
لا يوجد شخص الآن لا يشعر بالعديد من المشاعر السلبية كما الخوف، الضياع، التوتر بسبب الوضع الحالي الذي فُرض علينا بعد انتشار فيروس كورونا المُستجد، والأسوأ من ذلك هو أننا قد نكون خسرنا أحد الأشخاص الأعزاء على قلوبنا جراء هذا المرض.
ربما تحدث نفسك وتخبرها بأهمية العودة إلى العمل وإلقاء نفسك بين أحضان المهام والمشاريع المختلفة كي تبعد نفسك عن هذه الأجواء، قد تكون تلقيت هذه النصيحة من قبل كثيرين حتى الآن، ولكن هل شعرت بالتوتر والقلق لأنك لا تستطيع العمل بهذه النصيحة؟ هل تشعر أنك مسلوب الطاقة وبأنك غير قادر على الإنتاج؟ هل لديك صوت داخلي أكثر هدوءًا ويبدو أكثر عمقًا واخلاصًا يطلب منك بألا تكون مُنتجًا على الأقل لبعض الوقت؟
للمفارقة قد تكون هذه هي الطريقة الوحيدة التي تساعدك على المُضي قدمًا استعادة توازنك مرة أخرى، في هذه اللحظة يبدو أن التوقف عن الإنتاج أمر مُهم، وبأنه ضروري للنمو.
دراسة بريطانية : العمل من المنزل أكثر فعالية ويزيد الإنتاجية
كيف تسمح لنفسك بالتغيير؟
ينبغي الاهتمام بصيغة السؤال، والانتباه إلى أننا لا نسأل كيف نتغير؟ أو هل عليّ التغير من أجل مواكبة التغيير في العالم، وكذلك لا نسأل هنا عن كيفية التغيير مع إبقاء الأمور كما كانت عليه، فهذه الأسئلة كلها لها صلة وثيقة بالعادات المرتبطة بالإنتاجية وبذل الكثير من الجهد، ولكننا نتطرق إلى مسألة أخرى مغايرة تمامًا كيف يمكنك السماح بحدوث هذا التغيير داخل عالمك؟ أن تدع هذه التغييرات تؤثر على حياتك العاطفية وتتقبل فكرة تغيير نظرتك إلى العالم؟ وألا تفعل ذلك من خلال الانضباط أو القيادة، ولا من خلال إدارة الذات، ولكن من خلال الانفتاح وإظهار الضعف، ليس من الإرادة ولكن من الرغبة.
ومن خلال هذا الانفتاح والتوقف المؤقت والحساسية هل تستطيع الاستماع، بدون أي دفاع، إلى الأصوات التي تستمع إليها بداخلك، وإلى تلك التي تخاطب مشاعرك وأحاسيسك؟ هل يمكنك العثور على الشجاعة العاطفية لمتابعة رواية قصتك خطوة بخطوة؟
نحن جميعًا في حاجة إلى الشجاعة العاطفية، لأن الاستعداد للتغيير يعني الاعتراف وتقبل فكرة أننا لا نملك السيطرة على أي شيء، وبأن هناك الكثير من الأمور التي لا نعرفها، وهي الأمور التي يقضي الكثير منّا حياته وهو يعمل ويتنافس ويدمن العمل ويحاول الانغماس في الكثير من الأمور الأخرى كي لا يعترف بها، والاقرار بأن سيطرتنا على الأمور ما هي إلا مجرد شعور بالسيطرة وحسب، ويجدر الإشارة إلى أنه ليس أمرًا سهلاً.
حسنًا ما الذي علينا فعله لمساندة ودعم أنفسنا؟
وهو السؤال الخاطئ، بالتأكيد قرأت الكثير من النصائح التي تدعوك إلى التأمل، قراءة الشعر، السير، كتابة المذكرات وغيرها من الأمور، مشكلة هذه الأمور أنها لا تساعدك على تقبل التغيير، خاصة وأنك تنفذها بنفس العقلية القديمة، وهنا نُقدم مجموعة من البدائل التي ستساعدك على تخفيف حدة الضغوطات.
وقتك
ابتعد عن التواريخ ولا تفكر في الساعات، وأعطِ لنفسك فرصة كي لا تفعل أي شيء، لا تكتب في الدفاتر ولا تضع إطارا زمنيا مُحددا لفعل أي شيء، لا تحاول ملء هذه اللحظات والانشغال بتتبع بريدك الإلكتروني، أو قراءة قائمة المهام خاصتك والتخلص من المهمات التي نفذتها بالفعل.
تفكيرك
دع عقلك يتساءل، عندما تذهب إلى الجري لا تستمع إلى بودكاست أو إذاعة راديو أو حتى موسيقى، فقط مارس الرياضة. عندما تقوم بأي أعمال منزلية نفذها فقط ولا تشغل نفسك بغيرها. ولا نقترح هنا ممارسة التأمل مثلاً، على العكس تمامًا لأن ممارسة التأمل تعني القيام بالمزيد من التحكم والذي يصاحبه الضغط والمزيد من الطلبات، عوضًا عن ذلك دع عقلك يذهب محل ما يريد.
القوة المُدهشة لعبارة «كيف الحال».. كيف يعزز الشعور بالانتماء الإنتاجية؟
علاقاتك
إذا كنت في حاجة إلى استراحة مؤقتة من مقابلة الآخرين فافعل ذلك، سيتفهمون ذلك ويقدرونه تمامًا، وإذا كنت تستمع إلى بعض الأشخاص فلا تصدر عليهم أي أحكام ولا تقدم لهم أي حلول، تأكد من أن وجودك وحده يكفي، وإذا كنت أنت المتحدث فابدأ كلامك بالتأكيد على أنك لا تجري هذه المحادثة بحثًا عن حلول أو من أجل الاستماع إلى بعض النصائح، ولكنك ترغب في إجراء حديث مع شخص تثق به.