"كوفيد-19" يفتك بهذه الفئات.. وهنا وسائل التصدّي المبكرة
لا تزال العاصفة التي أحدثها فايروس "كورونا" في العالم، تحصد مزيداً من الضحايا، بالرغم من كل الجهود المبذولة عالمياً، من أجل الحد من رقعة انتشاره. اللافت في هذا الفايروس التاجي الذي يستهدف الجهاز التنفسي، ويتّسم بسرعة تكاثره، أنه لا يُحدث الأثر نفسه لدى الجميع. فبحسب "منظمة الصحة العالمية"، وحتى كتابة هذه السطور، تجاوز عدد الضحايا 130 ألفاً، فيما تخطى عدد المصابين المصرّح عنهم رسمياً عتبة المليونين. أما الذين تمكنوا من تجاوز هذه المحنة والشفاء من المرض المشؤوم، فقد بلغوا نحو 500 ألف. هذه الحصيلة مرشّحة للارتفاع، بما أن نسبة كبيرة من الذين يشغلون أسرّة المستشفيات، مصابون أيضاً بأمراض مزمنة أو سرطانية، ما يضع احتمالات الشفاء على المحك. وبحسب متابعتنا للموضوع، فإن حالات الموت، تقع بعد نحو 18 يوماً من بدء المضاعفات الجانبية لدى المريض.
ورغم كل التحذيرات والأرقام المشؤومة، تبقى هناك دوماً فسحة أمل. ففي مارس الفائت أطل البروفسور الفرنسي ديديه راوول، من مدينة مرسيليا بجنوب فرنسا، ليعلن للعالم أن أبحاثه العلمية، أثبتت فاعلية استخدام دواءي "هيدروكسي كلوروكين" و"الأزومايتريسين" في علاج مرضى كوفيد-19. ثم عاد في منتصف أبريل الفائت، ليبثّ أملاً جديداً بإعلانه أن الفايروس المشؤوم، وصل إلى ختام جولته و"سيتلاشى في غضون أسابيع قليلة"، موضحاً في فيديو نُشِر على "يوتيوب" أن هذا "ليس مستغرباً، لأن هذا ما يحدث عند انتشار أي وباء فيروسي تنفسي".
بالعودة إلى مسألة تفاوت الأعراض الناتجة عن الفايروس التاجي لدى المرضى المصابين به، تبين أن هناك من يحملون المرض من دون أن تبرز عليهم أي أعراض مقاومة، كالحرارة أو السعال، ومنهم من يتفاقم وضعم ويصلون إلى مرحلة يحتاجون فيها إلى المساعدة الطبية في وحدات العناية المركزة. وكما بات معلوماً فإن المسنّين، وتحديداً من بلغوا عتبة السبعين، هم عرضة أكثر من سواهم للإصابة بالتهابات رئوية خطرة، إنما تبقى هناك فئات أخرى معرّضة للإصابة بمضاعفات خطرة، نتيجة الإصابة بالفيروس المشؤوم. فمن هي؟
المعرضون أكثر من سواهم لخطر "كورونا":
بيّنت دراسات جديدة، أن الرجال أكثر عرضة من النساء للوفاة بسبب فيروس "كورونا"، رغم أن السبب لا يزال غامضاً. إنما تشير الأرقام في إيطاليا، على سبيل المثال، إلى أن 53 في المئة من المصابين هم من الرجال، إنما 68 في المئة من الوفيات هم من الرجال أيضاً.
كما بيّنت الإحصاءات أن الذين يعانون امراضاً مزمنة، منهاالسكري، وارتفاع ضغط الدم، والقلب والشرايين، والكبد والكلى، وأنواع من السرطانات، والربو، هم أكثر عرضة للوفاة بفيروس "كورونا".
اللافت، كذلك، كان ما كشفه الخبراء عن أن من يعانون السمنة، هم أكثر عرضة لخطر الوفاة بكوفيد 19 أيضاً. فقد بيّنت إحدى الدراسات البريطانية، أن نحو ثلثي المرضى الذين يصابون بمرض خطر ناتج عن فيروس "كورونا"، يعانون السمنة.
ووفقاً للدراسة نفسها، فإن 63 في المئة من مرضى العناية المركزة في مستشفيات المملكة المتحدة، بسبب الفيروس المشؤوم، يعانون زيادة الوزن.
وفضلاً عن السمنة، أوضحت دراسة أخرى أن الذين يعانون ضعفاً في المناعة هم في دائرة الخطر. إذ إن الاصابة بفيروس "كورونا" في هذه الحال، قد يودي بحياة المرء. وعادة من يصابون بضعف المناعة هم الذين يخضعون لعلاج السرطان، والمدخنون والذين خضعوا لجراحة زرع الأعضاء... إلخ.
ما نصائح الأطباء للتصدي للفيروس؟
لتعزيز استجابة الجسم في التصدي لفيروس "كورونا"، هناك عدد من الخطوات التي يمكن القيام بها:
بداية، لا داعي للتذكير بضرورة غسل اليدين مدة عشرين ثانية بالماء والصابون، وعدم لمس الوجه والابتعاد عن العادات السيئة، كشرب الكحول والتدخين. فهذان العنصران الأخيران يفتكان بجهاز المناعة أولاً. وإذا كنتم من هواة النرجيلة، فاليوم من الضروري الابتعاد عن هذه العادة السيئة، لأن التدخين على أنواعه، يرفع احتمال التقاط الفيروسات والالتهابات.
ثانياً، لاتباع نظام غذائي صحي، دور أساسي في مدّ الجسم بالفيتامينات والمعادن الضرورية. وقد خصصنا تقريراً منفصلاً وموسعاً عن هذا الموضوع.
الشرط الثالث، يعتمد على ممارسة الرياضة بانتظام في المنزل، يمكن القيام بحركات خفيفة من أجل تنشيط الدورة الدموية ومدّ الجسم بالأوكسيجين.
الشرط الرابع، لعلكم سمعتم أن النوم يشعركم بالكسل. إنما اليوم، نذكّركم بالعكس. فالنوم المتواصل، بما لا يقل عن 7 إلى 8 ساعات خلال الليل، ضروري لتنشيط الجسم، وتعزيز عمل جهاز المناعة. فقد بيّنت إحدى الدراسات أن مَن يعانون مشكلات عدم انتظام في النوم أو الأرق، كانت لديهم استجابة مناعية أقل لقاء لقاح الإنفلونزا العادية.
الشرط الخامس، الإكثار من السوائل، شرط أن تكون خالية من السكريات الصناعية. من المفضل شرب الماء الفاتر أو الدافئ، والبابونج والأعشاب. المهم عدم الإفراط في شرب القهوة والشاي، اذ يحتويان على مادة الكافيين المنبّهة.