تحد كبير للقادة والموظفين.. هذه الدروس تساعدك على تسهيل القدرة على العمل عن بعد
العمل عن بعد أمر جديد ومُختلف تمامًا بالنسبة لبعض الأشخاص، لاسيما بعدما أصبح أمرا لا مفر منه بسبب انتشار فيروس كورونا المُستجد المُسبب لمرض كوفيد-19، واضطرار عدد كبير من الموظفين إلى العمل من منازلهم منعًا لانتشار العدوى.
لكن العمل عن بعد ليس أمرًا سهلا، خاصة وأنه في بعض الأحيان تقرر زوجتك أو أحد أفراد عائلتك الدخول إلى الغرفة التي تعمل بها من أجل التحدث معك عن بعض الأمور التي لا ترتبط بالعمل، أو معرفة كيف يجري العمل عن بعد، أو يعجز أبناؤك لاسيما إذا كانوا أطفالا صغارا على تقبل فكرة أنك تعمل في المنزل وتجدهم يطالبونك باللعب معهم، أو مساعدتهم في تأدية واجباتهم.
لحسن الحظ هناك مجموعة من الأمور التي تساعدك على إدارة الموظفين إذا كنت قائدا وتعزز قدرتك وقدرة باقي الموظفين على العمل عن بعد، وفيما يلي نستعرض مجموعة من الدروس البسيطة التي تمكنك من القيام بذلك:
كُن واضحًا بشأن توقعاتك
أول شيء عليك القيام به هو مراعاة كيفية تحديد التوقعات، بغض النظر عن قيادتك لفريق يعمل عن بعد أو تعملون معًا في نفس المكان، فمن الضروري أن تكون واضحًا بشأن توقعاتك. يفشل الموظفون الذين لا يعرفون التوقعات التي يضعها مديرهم، فكل منهم يدور في فضائه الخارجي بعيدًا، ويعجز الجميع عن الالتقاء في مكان واحد، أو تحقيق هدف مُشترك.
عندما يكون القائد أو المسؤول عن الفريق واضحًا بشأن توقعاته فإنه يُهيئ مناخًا مواتيًا يساعد الجميع على العمل والإنتاج والازدهار وتطوير نفسه، ويوفر لهم ما يعينهم على النجاح والوصول إلى ما يحلمون به ويسعون إلى تحقيقه.
ركز على النتائج
لا يوجد أدنى شك في أن نوع العمل الذي تستطيع إنجازه أثناء العمل عن بعد يبدو مُختلفًا كثيرًا عن العمل الذي تستطيع الانتهاء منه بينما تعمل في مكتبك، والأهم من ذلك هو أن الطريقة التي تقيس بها قدرة الإنتاجية تختلف كثيرًا، عوضًا عن التركيز على الأنشطة والمهام، انظر إلى كيفية تقسيم الصورة الكبيرة وتحويلها إلى نتائج يُمكن إدارتها، ومحاسبة الناس عليها.
على سبيل المثال، عوضًا عن القلق بشأن المدة التي يجلس فيها الشخص على المكتب يرسل رسائل البريد الإلكتروني أو يجري مكالمات هاتفية، قم بقياس مدى مساهمته في أهداف العمل الإجمالية، تذكر أنك لا تستطيع تتبع ما يفعله كافة أعضاء الفريق طوال الوقت، ولا بأس بذلك، ولكن ساعدهم على تحديد نتائج واقعية وملموسة ومساعدتهم على تحقيقها.
ثق بفريقك
وأخيرًا، والأهم من أي شيء عليك أن تتذكر أن القيادة عن بعد تتطلب أن تثق بفريقك، وأن تعلم أن هناك سببا رئيسيا وراء توظيف هؤلاء الأشخاص في المقام الأول، لذلك عليك تجهيزهم ومساعدتهم على الاستعداد لتولي زمام الأمور عوضًا عن محاسبتهم. لذلك إذا شعرت بالقلق حيال ما يقوم به فريقك، فمن المُحتمل أن تتمكن من حل هذه المشاكل من خلال التواصل معهم بصورة أفضل.
في كل الأحوال، تساعدك ثقتك بفريقك على تحسين قدرتهم على العمل، وكذلك يزيد من قدرتهم على الانتاج، علاوة على ذلك يعزز علاقتك بهم ما يُهيئ مناخا أفضل للعمل يضمن للجميع تحقيق ما يريدون، ويعطي أعضاء الفريق فرصة لتطوير أنفسهم ويسمح لهم بالازدهار.
تواصل مع الفريق باستمرار
أكبر عيوب العمل عن بعد هو افتقاره للقدرة على التواصل المستمر والمباشر وهي الميزة التي اتسم بها العمل من المكتب، فالآن لم تعد قادرًا على تجاذب أطراف الحديث مع زملائك، أو الذهاب إلى احتساء كوب من القهوة معهم خلال فترة الاستراحة، أو التحدث عن كيفية إتمام مشروع أو إنجاز مهمة. ووجدت أبحاث عدّة أجريت في الآونة الأخيرة أن التوقف عن التواصل باستمرار يؤثر على قدرة الموظفين على الانتاج، ويمنعهم عن الإبداع والابتكار.
لذلك، من الضروري أن تعمل على استمرار قنوات التواصل مع الموظفين وكافة فريق العمل، ويتمثل ذلك في عقد اجتماعات عبر برامج التواصل مثل زووم وسكايب وغيرهم، وكذلك تخصيص بعض الأيام التي تتحدثون فيها جميعًا عن بعض الأمور التي لا تتعلق بالعمل، أو مناقشة بعض القضايا المُثيرة، ولا تنس أهمية التحقق من المشاكل التي يمر بها أعضاء الفريق، والعمل على توفير كافة السبل التي تساعدهم على العمل والإنتاج والابتكار.