كورونا ونظريات المؤامرة.. كيف يفكر أصحاب الأفكار التآمرية؟
مع تفشي وباء كورونا زادت الأحاديث حول نظريات المؤامرة، وانتشرت مقاطع فيديو على موقع يوتيوب وكذلك مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، ولا تزال نظريات المؤامرة تنتشر حتى الآن، ويزداد إقبال المواطنين عليها من كل مكان، والتي يزعم فيها أشخاص أن الفيروس مُخلق وأن جائحة كوفيد-19 تقوم على خداع على نطاق واسع، وتهدف إلى بيع اللقاحات.
انتشرت الكثير من نظريات المؤامرة المُتعلقة بفيروس كورونا التاجي الذي قتل مئات الآلاف وأصاب الملايين في جميع أنحاء العالم، والتي تناقلها عدد من الرؤساء والحكام والمسؤولين، مثل أن الفيروس ظهر عن طريق الخطأ في الولايات المتحدة، أو أن الجيش الأمريكي نقله إلى الصين، والعديد من النظريات الأخرى.
وجد الباحثون أن الأشخاص الذين يتعاملون مع الأمور باعتبارها نظريات مؤامرة يتسمون بمجموعة من الصفات الرئيسية، ويدعو الباحثون والخبراء إلى الإلمام بها والتعرف عليها كي نتمكن من التعامل معهم ونحمي أنفسنا من تصديقهم، وفيما يلي نستعرض هذه الصفات:
المعتقدات المتناقضة
يرفض أصحاب التفكير التآمري التصديق في أي شيء لا يقوم على الحقائق والمعلومات المُثبتة، ولا يجدون أي مشكلة في أن نظام معتقداتهم مليء بالتناقضات، وهو ما يظهر في إحدى نظريات المؤامرة التي تقول إن كورونا ظهر في مختبر في ووهان، وفي الوقت نفسه يقول إن الجميع أصيب بالفيروس التاجي من لقاحات سابقة، وأن ارتداء الأقنعة ينشطه.
الشكوك المتزايدة
يشعر أصحاب نظريات المؤامرة بالشك إزاء كل شيء، وهذا يعني أنهم يتعاملون مع أي دليل علمي لا يتناسب مع نظرياتهم باعتباره مزورا أو مزيفا، وفي هذه الحالة سيجدون أنفسهم محتجزين في فجوة كبيرة، خاصة وأن كل المعلومات والبيانات الرسمية تكون بالنسبة لهم عارية عن الصحة، بما في ذلك تصريحات منظمة الصحة العالمية، وتصريحات إدارة الغذاء والدواء، وتصريحات الطبيب الأمريكي أنتوني فاوتشي.
النية السيئة
يعتقد أصحاب نظريات المؤامرة أن المتآمرين لديهم دوافع شريرة وسيئة، يظنون أن الكل لديهم هدف مُعين يحركه من أجل الترويج لأفكار مُعينة، على سبيل المثال يعتقد بعض أصحاب نظريات المؤامرة الخاصة بفيروس كورونا أنه مُخلق لقتل مئات الآلاف من الناس للحصول على أرباح قد تصل إلى مليارات الدولارات.
مُحصنون ضد الأدلة
من الصعب جدًا تغيير طريقة تفكير أو أسلوب أصحاب نظريات المؤامرة لأنهم يتمسكون بها بشدة كبيرة، ولأنهم يرفضون قبول أي شيء آخر سوى قناعاتهم، حتى مع غياب أدلة علمية مثبتة تؤكد صحة ما يقولون، وفي الوقت نفسه تجدهم يرفضون كل الأدلة والحجج المثبتة بالعلم والمنطق التي ربما تقنعهم بالعكس إذا اهتموا بها.
التفسير العشوائي للأمور
يحاول أصحاب نظريات المؤامرة ربط كل الأمور ببعضها البعض حتى لو بطريقة عشوائية، يعيدون تفسير الأحداث بصورة عشوائية، أملاً في تقديم نظرية مؤامرة يسهل الاقتناع بها، ويستخدمون كافة المعلومات والبيانات التي تؤكد أن الطرف الآخر سيئ ولديه نوايا شريرة وسيئة، على سبيل المثال رجحت نظرية مؤامرة أن تمويل المعاهد الوطنية الأمريكية ذهب إلى معهد في ووهان لعلم الفيروسات في الصين، برغم من أن الحقائق الموجودة تؤكد أن هذا المختبر جزء من مشروع يعمل على فحص ومعرفة خطورة الفيروسات الناشئة ومعرفة تأثيرها على الحياة البرية.
التفكير النقدي المستمر
يسعى أصحاب نظريات المؤامرة إلى نشر أفكارهم ومعتقداتهم بين الناس، من خلال تشجيعهم على التفكير النقدي والتحليل المستمر، ويدعون الناس إلى الشك في كل شيء، ونبذ المعلومات حتى المؤكدة والتي تصدر عن مصادر رسمية وموثوق فيها.
التخلي عن الأفكار والمبادئ
قد يتخلى أصحاب نظريات المؤامرة عن أي فكرة أو مبدأ يشعرون بأنهم لا يستطيعون الدفاع عنه بعد الآن، وفي هذه الحالة تجدهم يميلون إلى التحدث عن تغيير الاستنتاج أو يدعون أن الجهات الأخرى روجت لهذه المعلومة بهدف الخداع، فهم يلوون دائمًا الحقائق ويستخدمون كل شيء لديهم من أجل الترويج لنظريات المؤامرة.
ضحايا اضطهاد
يرى مروجو نظريات المؤامرة أنفسهم على أنهم ضحايا للاضطهاد، ويستخدمون وباء كورونا للتأكيد على ذلك ونشر هذه الفكرة على نطاق أوسع، فهم يروجون إلى أن سكان العالم أصبحوا ضحايا لخدعة يحبكها الأشخاص الهادفون لتحقيق الربح، وفي الوقت نفسه يرى أصحاب نظريات المؤامرة أنفسهم أبطالا شجعانا يتحملون مسؤولية التعامل مع المتآمرين الأشرار.