صلاة التهجد.. أوقاتها وكيفية أدائها والأدعية المستحبة
صلاة التهجد لها فضل عظيم، قال الله تعالى : "وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا".. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص على أدائها، لما لها من فضل عظيم يتقرب بها العبد من ربه.. في هذا التقرير سنتعرف عن فضل صلاة التهجد وكيفية أدائها والأدعية المستحبة فيها.
كيفية صلاة التهجد
صلاة التهجد تُصلى بنفس الطريقة التى تُصلى بها صلاة قيام الليل، وإذا ما أردت التهجد، يمكنك أن تنام لفترة يسيرة، ومن ثم تقوم بمنتصف الليل لتصلى ركعتين فقط، ثم تصلى بعدهما ما شئت من ركعات، ولا بد أن تكون الصلاة ركعتين ركعتين، وبعد أداء تلك الركعات الزوجية، يوتر المصلى بركعة واحدة، كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم، ويجوز الوتر بثلاث أو خمس ركعات.
ويأتي ذلك مصداقًا عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صل الله عليه وسلم: «كان يصلِّي من اللَّيلِ ثلاثَ عشرةَ ركعةً؛ يوتِرُ من ذلكَ بخمسٍ لا يجلسُ إلَّا في آخرِهنَّ، وكحديثِ عائشةَ رضيَ اللَّهُ عنها أنَّهُ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ كانَ يصلِّي من اللَّيلِ تسعَ ركَعاتٍ لا يجلسُ فيها إلَّا في الثَّامنةِ، فيذكرُ اللَّهَ ويحمَدُهُ ويدعوهُ، ثمَّ ينهضُ ولا يسلِّمُ، ثمَّ يقومُ فيصلِّي التَّاسعةَ، ثمَّ يقعدُ فيذكرُ اللَّهَ ويحمدُهُ ويدعوهُ، ثمَّ يسلِّمُ تسليماً يسمِعُناهُ، ثمَّ يصلِّي ركعتينِ بعدما يسلِّمُ وهوَ قاعدٌ، فتلكَ إحدى عشرةَ ركعةً، فلمَّا أسنَّ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- وأخذهُ اللَّحمُ، أوترَ بسبعٍ وصنعَ في الرَّكعتينِ مثلَ صُنعِهِ في الأولى، وفي لفظٍ عنها: فلمَّا أسنَّ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- وأخذهُ اللَّحمُ أوترَ بسبعِ ركعاتٍ لم يجلس إلَّا في السَّادسةِ والسَّابعةِ، ولم يُسلِّمْ إلَّا في السَّابعةِ، وفي لفظٍ: صلَّى سبعَ ركعاتٍ، لا يقعدُ إلَّا في آخرِهنَّ».
أيام صلاة التهجد
بدأت منذ أيام العشرة الأواخر من شهر رمضان الفضيل، وهي أفضل الأوقات التى يمكن أن يتقرب فيها العبد إلى ربه، وخاصة في جوف الليل، ومن العبادات التى يقيمها المسلم في جوف الليل هي صلاة التهجد ، لذا فإن أفضل أيام لصلاة التهجد هي الأيام العشرة الأواخر من رمضان، والتى يكون فيها خير الأعمال إلى الله وفيها ليلة القدر أيضًا التى فضلها خير من ألف شهر.
فضل صلاة التهجد
صلاة التهجد هي صلاة يتقرب بها العبد إلى ربه، حتى يرضى عنه ويحبه، وذلك مصداقًا لما جاء في الحديث القدسي: «وما زالَ عَبدي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حتى أُحِبَّهُ، فإذا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الذي يسمعُ بهِ، و بَصَرَهُ الذي يُبْصِرُ بهِ، ويَدَهُ التي يَبْطِشُ بِها، ورِجْلَهُ التي يَمْشِي بِها، وإنْ سألَنِي لأُعْطِيَنَّهُ، ولَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لأُعِيذَنَّهُ، وما تَرَدَّدْتُ عن شيءٍ أنا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عن قَبْضِ نَفْسِ المُؤْمِنِ، يَكْرَهُ المَوْتَ وأنا أَكْرَهُ مَساءَتَهُ».
الشافعي ومالك كانا قد أجمعا على أن صلاة التهجد لها فضل عظيم، خاصة التى يُقيمها المسلم في البيت، حيث إنها تعتبر حثا لأهل البيت على الالتزام بأدائها وعدم السهو عنها، وذلك مصداقًا لحديث رسول الله صل الله عليه وسلم: «أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ اتَّخَذَ حُجْرَةً - قالَ: حَسِبْتُ أنَّهُ قالَ مِن حَصِيرٍ - في رَمَضَانَ، فَصَلَّى فِيهَا لَيَالِيَ، فَصَلَّى بصَلَاتِهِ نَاسٌ مِن أَصْحَابِهِ، فَلَمَّا عَلِمَ بهِمْ جَعَلَ يَقْعُدُ، فَخَرَجَ إليهِم فَقالَ: قدْ عَرَفْتُ الذي رَأَيْتُ مِن صَنِيعِكُمْ، فَصَلُّوا أَيُّهَا النَّاسُ في بُيُوتِكُمْ، فإنَّ أَفْضَلَ الصَّلَاةِ صَلَاةُ المَرْءِ في بَيْتِهِ إلَّا المَكْتُوبَةَ».
أدعية صلاة التهجد
صلاة التهجد من بين النوافل التي داوم عليها رسول الله صل الله عليه وسلم، حيث كان يحرص عليها وعلى قيام الليل والتضرع إلى الله والصلاة، وتكون أدعية صلاة التهجد مثل الآتي:
- «اللھم اجعل في ھذه اللیلة اسمي من السعداء، واجعل روحي فیھا مع الشھداء، رب اجعل إساءتي مغفورة وإحساني فیھا في علیین».
- «رب لك وحدك سجدت، وبك آمنت ولك أسلمت، قد سجد وجھى لك وحدك، اللھم إن كانت ھذه لیلة القدر فاقسم لي فیھا خیر ما قسمت، رب اختم لي بقضائك خیر مما ختمت، واختم لي بالسعادة والفرحة فیمن ختمت».
- «اللھم إني أسألك الخیر كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم، اللھم نعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم».
- «يا رب يا عزيز يا غفور اجعل خاتمتنا ھذه ختمة مباركة ومقبولة على من قرأھا وجمعھا وكتبھا وسمعھا، اللھم آمن على دعائھا برحمتك وعفوك يا أرحم الراحمین».
- «اللھم لك ركعت، اللھم بك آمنت وإلیك أسلمت، لقد خشع سمعي وبصري لك وحدك».
- «اللھم لك الحمد، حمدا كثيرا مباركا، يا الله لك الحمد ملء السماوات والأرض، وملء ما شئت من شيء بعد، ياالله لا مانع لما أعطیت ولا معطي لما منعت، اللھم طھرني من الخطايا والذنوب كما تنقى الثوب الأبیض من الدنس».
أوقات صلاة التهجد
اوقات صلاة التهجد تبدأ بعد الانتهاء مباشرة من صلاة العشاء، وتكون مستمرة حتى آخر الليل، فيُحسب الليل من بعد صلاة العشاء وحتى الفجر وهو وقت للتهجد، ولكن المختلف في الأمر هو فضل الصلاة في وقت آخر الليل أو الوقت ما يسبق الفجر في الثلث الأخير من الليل، وذلك مصداقًا لحديث رسول الله صل الله عليه وسلم: «من خاف أن لا يقومَ من آخرِ اللَّيلِ فلْيوتِرْ أوّلَه، ومن طمِع أن يقومَ آخرَه فلْيوتِرْ آخرَ الليلِ، فإنَّ صلاةَ آخرِ الليلِ مَشهودةٌ، وذلك أفضلُ» رواه مسلم.
فيجوز التهجد في أول الليل ولكن من يريد الفضل الكبير من الله والتقرب بالطاعات وخيرها، يقوم بصلاة التهجد في الثلث الأخير من الليل ويتضرع إلى الله عقب انتهاءه من صلاة التهجد بالدعاء.