صلاة القيام في رمضان .. عدد ركعاتها وكيفية تأديتها
الحرص على صلاة القيام في رمضان، له فضل عظم، فهو شهر الحسنات والأعمال الطيبة، ويتسابق المسلمون من أجل قيام الليل والحصول على فضله، حيث يوزع الله عطاياه ويستجيب للإنسان ما يدعوه له خالصًا في جوف الليل، وينور الله قلوب المسلمين ويجعلهم يبلغون الدرجات العلا، في قيام الليل، إليكم طريقة صلاة القيام في رمضان وعدد الركعات التى نصليها.
طريقة صلاة القيام في رمضان
في صلاة القيام يمنع عباد الله أنفسهم من ملذات الدنيا وراحة البدن المتمثلة في النوم، من أجل التعبد والتقرب إلى الله، لذا فإن الله يعوضهم بالنعم في الدنيا والآخرة، وذلك مصداقًا لما جاء في قول ابن القيم: «وأربعة تجلب الرزق: قيام الليل، وكثرة الاستغفار بـ الأسحار، وتعاهد الصدقة، والذكر أول النهار وآخره».
طريقة صلاة القيام في رمضان من الأفضل أن تكون مثنى، وذلك مصداقًا لحديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: «صلاة اللَيل مثنى مثنى، فإذا خَشي أحدُكمُ الصُبح، صلَى ركعة واحدة تُوترُ له ما قد صلَى وأقل الوتر ركعة واحدة يصليها بعد صلاة العشاء، فإن أوتر بثلاث ركعات فالأفضل أن يسلّم بعد الركعتين ويأتي بواحدة، وإن أوتر بخمس فيسلم بعد كل ركعتين، ومن ثمّ يأتي بركعة واحدة، ويراعي في صلاته الطمأنينة وعدم العجلة والنقر، فيخشع في صلاته ولا يتعجل فيها، فإن يصلي عدداً قليلاً من الركعات بخشوعٍ وطمأنينة؛ خيرٌ له مما هو أكثر بلا خشوع».
هل يجوز قيام الليل بركعتين؟
اختلف العلماء حول تحديد عدد ركعات قيام الليل، وبيان ما إذا كان هناك عدد معين لصلاة القيام، ولكن تعددت الآراء حول ذلك من قِبل جمهور العلماء من المذاهب الخمسة التى يتبعها المسلمون، ولم يتم تعميم عدد ركعات ثابت، ولكن لم يذهب أحد من العلماء إلى أنه يمكن صلاة قيام الليل بركعتين فقط، وهناك أقوال ثلاثة، نُبينها لكم في التالي:
- ذهب جمهور العلماء من الحنفية والشافعية والحنابلة إلى أن صلاة التراويح تؤدي عشرين ركعة، وذلك مسنادًا لما كان أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حيث كان المسلمون وقتها يؤدون صلاة قيام الليل في عشرين ركعة، وهو ما أكده الإمام الكساني: جمع عمر أصحاب الرسول في شهر رمضان وصلى بهم عشرين ركعة، ولم ينكر عليه أحد من الصحابة ذلك، مما يبين أنه إجماعًا على أن ذلك حدث.
-قول المالكية في صلاة القيام في رمضان أنها تؤدى عشرين ركعة ويمكن الزيادة على ذلك، أن تؤدى ستًا وثلاثين ركعة، مستدلين على ذلك بأن المسلمين كانوا يؤدونها عشرين ركعة بدون حساب ركعات الوتر في زمن سيدنا عمر بن الخطاب، ثم ستًا وثلاثين بدون ركعات الوتر في عهد عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه.
- الإمام ابن تيمية كان له رآي آخر في عدد ركعات صلاة القيام في رمضان، حيث قال إنه يمكن للمسلم تأديتها عشرين ركعة، فيما يمكن ستة وثلاثين، أو إحدى عشرة أو ثلاث عشرة، مؤكدًا أن العدد يرتبط بمدة قيام الليل، إذا ما كان طويلًا أو قصيرًا.
وتكون صلاة قيام الليل في أول الليل أو أوسطه او آخره، ومن الأفضل أن يكون في الثلث الأخير من الليل.
كيفية أداء صلاة قيام الليل
يقتدى المسلمون بما كان يفعله رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - حينما يفعلون أي شيء، واقتداءً بما كان يفعله الرسول في صلاة قيام الليل، فيتم تأديتها ركعتين ركعتين، ويتم التسليم بعد كل ركعتين، ومن ثم يوتر، ومن السنة أن يرتل المسلم الآيات الكريمة عند القراءة لما تيسر من القرآن الكريم، وأن يكون المسلم مطمئنًا في صلاته ويخشع في السجود والركوع.
أما عن الوتر الذي يصليه المسلم يكون عددا فرديا من الركعات، حيث يمكن أن يكون ركعة واحدة أو ثلاثًا أو خمسًا أو سبعًا أو تسعًا، وهو ما روى عن أبي أيوب الأنصاري الذي قال: «الوترُ حقٌ، فمن شاءَ أوترَ بخمسٍ، ومن شاءَ أوترَ بثلاثٍ، ومن شاءَ أوترَ بواحدة»، وبعد صلاة الوتر يتم ختم صلاة قيام الليل ولا يمكن للمسلم أن يُعيد الوتر مرة آخرى مرتين في ليل واحد.