يشكل العقم إحدى المشكلات الرئيسة التي يواجهها الزوجان، علماً أن نسبتها تتزايد باستمرار. وقد بينت الإحصاءات العالمية أن نحو 15 في المئة من الأزواج يواجهون العقم. ومعلوم أن هذه المشكلة، لا تتسبب بحرمان الزوجين من تحقيق حلمهما بتأسيس عائلة، فحسب، بل تمتد لتؤثر سلباً في علاقتهما.
فمع مرور الوقت، ينصبّ تفكيرهما على عدم القدرة على الإنجاب وصولاً إلى ما يصاحب هذا الأمر من نوبات من التشنّج والضغط العصبي والبرودة في علاقتهما. واللافت أنه في المجتمعات الشرقية -الذكورية، تطغى فكرة إلقاء اللوم على الزوجة، على أنها هي من يعجز عن الحمل، رغم أن الأبحاث العلمية بيّنت أن العقم يرجع سببه، في الكثير من الحالات، إلى الرجل.
فما أبرز حالات العقم لدى الرجل؟
- تدنّي عدد الحيوانات المنوية أو انعدامها كلياً.
- ضعف في حركة الحيوانات المنوية وسرعتها.
- فشل سابق لتجربة التلقيح الصناعي.
- مشكلات القذف.
- ضعف الانتصاب.
- دوالي الخصية.
ماذا عن أبرز أسباب العقم؟
عموماً، يشير الباحثون إلى أنه من بين كل خمس حالات عقم لدى الرجال، هناك حالة واحدة تبقى مجهولة الأسباب. إنما وإضافة إلى الحالات المذكورة، يبقى هناك كثير من الأسباب المعروفة، منها ما له علاقة بالعادات اليومية الخاطئة، ومنها ما له علاقة بمشكلات مرضية فيزيولوجية.
من بين العادات اليومية الخاطئة نذكر، نمط الحياة المتسارع وما يسببه من ضغوط يعجز المرء عن تحملها، وصولاً إلى احتمال الإصابة باكتئاب، وعدم اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، وما يسببه من تراكم للدهون، وصولاً إلى السمنة التي تعدّ من أبرز أسباب العقم لدى الرجال. شرب الكحول والتدخين، والإكثار من احتساء القهوة والمشروبات التي تحتوي على الكافيين، فضلاً عن التعرض للسموم كالمبيدات الحشرية والمعادن الثقيلة، وتناول أدوية معينة، أو الخضوع لعلاجات معينة، كالعلاج الإشعاعي الخاص بمرضى السرطان. كما أن الدراسات الحديثة نبّهت مراراً إلى خطورة الإشعاعات الصادرة عن الهاتف المحمول، وأثرها السلبي في خفض عدد الحيوانات المنوية وتشوّه أشكالها، إذ إنها قادرة على تخريب الأحماض النووية.
ومن بين أبرز أسباب العقم، زواج الأقارب مع ما قد يستتبعه هذا الأمر من تشوّهات خلقية قد تصيب الأعضاء التناسلية، وصولاً إلى خلل في شكل الحيوانات المنوية (التشوّهات والحركة)، ومشكلات أخرى قد تكون مرتبطة بانسداد الأنابيب أو التوائها لدى الرجال.
وبالحديث عن العوامل الوراثية، توصلت دراسة، نُشرت نتائجها أواخر العام السابق في المجلة الأميركية لجينات الإنسان American Journal of Human Genetics إلى تحديد "عامل وراثي"، يسبب العقم لدى الرجال. فقد أجرى فريق بحث علمي في جامعة "هارفرد"، بالتعاون مع باحثين من مستشفى "برمينغهام" دراسة، تمكنوا فيها من تحديد خلل وراثي يسبّب العقم، يعود إلى اكتشاف متغيّر جينيّ يُسمى SCYP2، يقوم بدور "العائق الوراثي" لدى الرجال. ومعلوم أن نسبة الرجال المصابين بالعقم، بسبب هذا المتغير الجيني في العالم، تقدر بـ 7% من إجمالي عدد الذكور في سنّ الزواج.
أعراض أخرى للعقم:
رغم أن الرجل غالباً ما يجهل أنه مصاب بالعقم، قبل قيامه بأي محاولة جادة للإنجاب، تبقى هناك بعض الأعراض المشتركة لدى المصابين منهم بالعقم، نذكر منها:
• عدوى الجهاز التنفسي المتكررة.
• عدم القدرة على الشمّ.
• نموّ غير طبيعي للثدي عند الرجال.
• نقص الشعر في الوجه أو الجسم.
• تراجع عدد الحيوانات المنوية عن الطبيعي.
• المشكلات في الوظيفة الجنسية صعوبة القذف أو قذف كميات صغيرة من السائل المنوي، أو ضعف الرغبة الجنسية، أو صعوبة الحفاظ على الانتصاب.
• الألم أو التورُّم أو رؤية كتل قرب منطقة الخصيتين.
ماذا عن الحلول المقترحة؟
- التلقيح الصناعي: في هذه التقنية، تؤخذ حيوانات منوية من أجل حقنها في البويضة داخل الرحم، بعد التأكد من اكتمال البويضة وأنها جاهزة للتلقيح.
- الحقن المجهري:من بين الحلول المتاحة حالياً، تقنية الحقن المجهري التي تعدّ خطوة متقدمة أكثر من التلقيح الصناعي. إذ إنها تسهّل عملية الحمل، خصوصاً إذا كان الرجل يعاني مشكلة عدم سرعة الحيوانات المنوية وضعف حركتها. يتم حقن الحيوانات المنوية مباشرة في البويضة من أجل تسهيل الإخصاب. وتتم هذه العملية في المختبر وباستخدام إبرة رفيعة، من أجل تلقيح البويضة تحت المجهر. وبعد أيام وبمجرد بدء تكون الجنين، يحين الوقت للخطوة الثانية من أجل إعادة نقل البويضة الملقحة إلى رحم السيدة. الفرق بين الآليتين مع هذه الأخيرة، ترتفع فرص نجاح الحمل.
- الجراحة: في بعض الحالات، خصوصاً تلك التي يعاني فيها الرجل مشكلات متعلّقة بأعضاء فيزيولوجية، كانسداد الشرايين واحتقان أوردة الخصيتين، يمكن إجراء جراحة لحل المشكلة.
- الأدوية: لدى استشارة الطبيب وبعد تشخيص دقيق، قد يصف بعض الأدوية التي تساعد في الحالات التي يعاني فيها الرجل اضطراباً هرمونياً، أو اضطراباً في أداء الوظيفة الجنسية أو العوامل الملوثة المختلفة.