الانضباط في العمل .. كيف يمكن للشركات استغلاله لزيادة الإنتاجية؟
الانضباط في العمل مطلوب وفي الحياة أيضًا، فالانضباط لا ينطبق فقط على العمل، ولكن في جميع مناحي الحياة، كونه يجلب لك احترام وتقدير الجميع، فيمكن أن تلحظ أن الشخص غير المنضبط في حياته ويتأخر في حضور مواعيده، لا يلقى تقديرًا مثل هؤلاء المنطبطين، ويترك انطباعًا سيئًا لدى الجميع من البداية.
مفهوم الانضباط في العمل
الانظباط والالتزام في العمل يُعد بمثابة جزء كبير من المقابل الذي يُدفع للموظفين، حيث إن الوقت الذي تقضيه في العمل يٌترجم في النهاية إلى أموال تستحقها في نهاية الشهر من صاحب العمل، لذا عليك أن تكون أكثر التزامًا وانضباطًا في تنفيذ كافة القواعد التى وضعها أرباب العمل.
اقرأ أيضًا: 7 نصائح تمكنك من تعلم الانضباط الذاتي
إذا ما كانت الشركة التى تعمل بها لديها قدر كبير من المرونة في العمل، ولا تلزم موظفيها بأوقات عمل رسمية وتكلفهم بالالتزام بالمواعيد، فإنه عليك أن تكون أكثر التزامًا بالناحية المهنية وتقدم حلولا خلاقة، وأفكارا من خارج الصندوق، تجعلك أكثر إنجازًا، وهنا فإن الانضباط يتمثل أكثر فيما تنجزه من أفكار في العمل ومهام، ولا يكون الالتزام بالمواعيد فقط.
أهمية الانضباط في العمل
احترام الآخرين: لماذا يجب أن أكون منضبطا في العمل؟ هذا السؤال يطرحه جميع الموظفين الناجحين، والذين يحاولون وضع هذا الأمر أمام أعينهم دائمًا، لذا فإن الانضباط في العمل يعنى في المقام الأول احتراما من الموظف للآخرين، فيما تُظهر أيضًا أن ذلك الشخص منظم في عمله وفي أفكاره، ويظهر الانضباط مصداقية الأشخاص لدى الآخرين.
زيادة الإنتاجية: الانضباط في العمل والالتزام بمواعيده يعنى أيضًا زيادة في الإنتاجية عن هؤلاء الذين يهملون في العمل، لذا فإن حضورك إلى عملك في موعدك المحدد يعطيك فرصة لبدء عملك في الموعد المحدد، ما يعنى استحالة إهدار وقت أو إنتاج في عملك، وهذا يجعلك أيضًا ليس مرهقًا ومستعدًا دائمًا لإجراء الاجتماعات في موعدها بالعمل.
لا يجعلك في مرمى التقصير: الانضباط في العمل لا يؤثر فقط على الإنتاجية، ولكن يؤثر أيضًا على الموظفين أنفسهم، حيث إن عدم انضباط أحد الموظفين وعدم التزامه بالوقت المحدد يجعله مقارنا بهؤلاء الموظفين الملتزمين، ما يجعلك ذلك في مرمى التقصير وعدم الإلمام بمهام عملك ومعلوماته الأساسية، فعليك أن تكون منضبطًا وملتزمًا بمواعيد العمل.
اعتدال مزاجك: آثار الانظباط في العمل من عدمه تؤثر على العمل بأكمله وليس على الموظف المقصر فقط، فعندما تصل عملك متأخرا فإن الأمر يترتب عليه المزيد من الأمور التى لم تكن تتوقعها، وأبرزها هي أن مزاجك لن يكون معتدلا، فيما أنك لن تستطيع أن تأخذ وقتك في ترتيب أمور العمل، أو الاجتماع اليومي، وغيرها من الآثار الجماعية المترتبة على ذلك.
المنافسة: عندما يكون الموظف منضبطًا في عمله وينفذ كافة التعليمات المطلوبة منه، وخطه العمل الموضوعة مسبقًا، يفتح ذلك المجال أمامه على مصراعيه لأن يكون منافسًا قويًا على فرصة الترقى، وأيضًا عدم الانظباط قد يجعلك بعيدًا كل البعد عن الترقيات التى سيفوز بها زملائك الذين التزموا في العمل أكثر منك.
الالتزام بالحضور والانصراف في العمل
أُجريت دراسة ميدانية حديثة، على مجموعة من الموظفين بالأجهزة الحكومية بمنطقة مكة المكرمة، حول العوامل المؤثرة في الانضباط الوظيفي، وتوصلت نتائجها إلى أن هناك قرابة الـ 1.22 ساعة يتم إهدارها من مجموع ساعات العمل وهي سبع ساعات، وخلصت الدراسة إلى العديد من النتائج الأخرى الخاصة بالحضور والانصراف.
أوصت نتائج الدراسة إلى أنه يجب على رؤساء العمل أن يضعوا خطة لمكافأة الموظفين الأكثر انضباطًا في العمل، بشكل مادي ومعنوي في نفس الوقت، ويكون ذلك للمنضبطين والملتزمين بالمواعيد المحدد للحضور والانصراف، ولا يتغيبون عن العمل، إلا عن عذر مقبول.
إلزام الموظفين منذ أول يوم عمل باللائحة المعلنة من وزارة العمل، وذلك بما فيها مواعيد الحضور والانصراف، بما يسمح بضبط العملية الإنتاجية في العمل وما يترتب على الالتزام بالمواعيد الحضور والانصراف من آثار إيجابية على العمل.
اقرأ أيضًا: الاحترام في العمل.. أهميته وكيفية تحقيق التوازن بين أنواعه وطرق ترسيخه