إيجابيات وسلبيات العمل عن بعد
يتأثر العالم بشدة بالوباء الفيروسي العالمي "Covid-19" الذي يشكل تهديداً خطيراً على الصحة العامة، بالإضافة إلى أنه قد يؤدي إلى حصول اضطرابات اقتصادية واجتماعية تهدد الملايين من الناس حول العالم ورفاههم على المدى الطويل.
ويعمل ملايين الموظفين حول العالم في وقتنا الحالي من منازلهم بسبب تفشي الفيروس التاجي، حيث أصبح الكثيرون يستقيظون صباحاً ويتناولون الفطور ويذهبون للعمل من غرفهم الخاصة فيما يعرف بالعمل عن بعد أو العمل من المنزل.
أدت هذه التجربة الجماعية في العمل من المنزل إلى زيادة الطلب على تطبيقات مؤتمرات الفيديو، ولقد شهدت شركة "Zoom" الأمريكية وهي إحدى مزودي خدمة عقد المؤتمرات عبر الفيديو، ارتفاعاً كبيراً في أسهمها بما يتعارض مع التراجع الكبير في الأسواق.
وأبدى الموظفون ردود فعل متباينة على تجربة العمل من المنزل إذ كان البعض يشكو من رؤساء متطفلين لا يثقون أن الموظفين سيقومون بالعمل من المنزل، كما عانى البعض الآخر من تشتيت الانتباه من قبل أفراد الأسرة أو أنهم ببساطة يجدون صعوبة في التركيز، في حين أن البعض الآخر يستمتع بالتجربة ويحقق نسبا عالية في الانتاج ويقضي أوقاتاً أكبر مع عائلته.
ما هي سلبيات وإيجابيات العمل عن بعد؟
في السطور التالية سوف نتعرف بالتفصيل على أبرز إيجابيات وسلبيات العمل عن بعد.
برامج وتطبيقات تساعدك على الحفاظ على تركيزك أثناء العمل عن بعد
إيجابيات العمل عن بعد
قد لا يناسب العمل من المنزل الكثير من المهن التي تحتاج إلى الوجود الشخصي في الشركة أو المصنع إلا أنها طريقة فعّالة للحد من انتشار الفيروس بين الناس، كما أنها تنطوي على العديد من الفوائد للبعض الآخر.
- زيادة الإنتاجية
غالباَ ما يكون مستوى الضوضاء عالياً في مكاتب الشركات مما يشتت انتباه الموظفين وتركيزهم، إلا أن العمل من المنزل يوفر فرصة إنشاء جو العمل المناسب ليصبح شخصاً منتجاً بشكل أكبر سواء كان ما يحتاجه هو الهدوء أو الموسيقى المفضلة أو غير ذلك.
- توفير الوقت والمال
يساعد العمل من المنزل في توفير ثمن المواصلات اليومية التي يحتاجها الموظف للذهاب والعودة، كما يمكن أن يوفر وقتاً ثميناً خلال اليوم، وعلى عكس ما ينصح به الأطباء اليوم كالحفاظ على التباعد الاجتماعي والبقاء في المنزل وعدم الخروج إلا للضرورة، فإن الذين يعتمدون العمل من المنزل بشكل اعتيادي يميلون إلى البقاء في المنزل لأوقات طويلة مما يسبب لهم مشاكل صحية.
- الحرية في اختيار ساعات العمل
يفضل الكثيرون العمل بعد الحصول على قسط كاف من النوم، في حين يفضل آخرون العمل خلال الليل، وهذا ما يمكن تحقيقه عبر العمل من المنزل في حال عدم وجود أية مواعيد أو اجتماعات. يمكن للشخص تحقيق توازن كبير بين العمل والحياة بسبب مرونة ساعات العمل، وخاصة للموظفين الذين لديهم أطفال حيث يمكنهم قضاء أوقات طويلة مع أحبائهم.
- لا حاجة للأناقة
عانى الكثير من الأشخاص من سؤال يومي مزعج "ماذا أرتدي اليوم؟"، إلا أنه لم يعد مزعجاً بعد تطبيق العمل من المنزل حيث يمكن ارتداء أي نوع من الملابس والتصرف بالطريقة التي نريدها ولكن المهم أن نقوم بالمهام المطلوبة.
قد تكون الايجابيات كثيرة ومشجعة ولكن يوجد وجهان لكل شيء:
سلبيات العمل عن بعد
- الانضباط الذاتي
تزداد إنتاجية الأشخاص في كثير من الأحيان أثناء العمل من المنزل ولكن مع وجود العديد من عوامل التشتيت فإن البعض يفقد انضباطه الذاتي ولا ينفذ مهامه اليومية ويميل إلى التراخي، ويجب ألا ننسى أن العمل من المنزل يعتمد على الثقة أي إن رئيسك في العمل يثق أنك ستتمكن حقاً من العمل في الساعات المطلوبة.
- الفصل بين العمل والحياة الخاصة
عندما يندمج العمل مع الحياة الخاصة يصبح الفصل بينهما أمراً صعباً، لذلك من الضروري الاعتماد على برنامج عمل يومي ينظم أوقات العمل والراحة مع العائلة، كما يجب الحرص على تحقيق أعلى درجة من الإنتاجية خلال ساعات العمل التي يتم تحديدها.
- عدم الحصول على الخبرات
إن الاحتكاك اليومي في بيئة العمل بين الزملاء والموظفين في الشركة يعزز الحياة الاجتماعية للكثيرين، كما أن العمل الجماعي غالباً ما يؤدي إلى تحقيق انجازات أكبر. وينصح الأشخاص الذين يعملون من المنزل بالقراءة والحصول على خبرات جديدة أثناء فترة تواجدهم في الحجر الصحي، لكي يعودوا بخبرات أكبر تصل بهم إلى إبداعات جديدة.
- التوتر والعمل الإضافي
إن نسبة التوتر والقلق قد ارتفعت بشكل كبير عند معظم سكان العالم بسبب انتشار الخوف من هذا الوباء الخطير، الأمر الذي يضع المزيد من الضغط على أولئك الذين بدأوا تجربة العمل من المنزل مؤخراً ويعانون من تنظيم الوقت وساعات العمل الإضافية، والسعي لتحقيق التوازن بين الحياة الخاصة والعمل.
لا يعتبر العمل عن بعد أو من المنزل أمراً جديداً وطارئاً، إلا أنه أصبح بعد انتشار الوباء حاجة ضرورية، كانت تعتمد العديد من الشركات حول العالم على المرونة في ساعات العمل والتي قد يتم تعريفها بشكل مختلف من شركة إلى أخرى حيث قد تعني في إحداها العمل من المنزل أو التحكم في إدارة ساعات العمل، ومع ذلك، تبقى ثقافة معظم الشركات ترتبط بأماكن العمل التقليدية وأسلوب الإدارة الهرمي، بالإضافة إلى أن المكافأت ومؤشرات الأداء الرئيسية مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالحضور.
ويرى الكثير من أصحاب الشركات والمديرين أن العمل من المنزل جعل الإدارة أكثر صعوبة بسبب وسائل الاتصال الأقل كفاءة، وتراخي الموظفين في العمل للقيام بأمورهم الشخصية، كما أصبحت الاجتماعات في الكثير من الشركات يومية للتأكد أن الجميع يعرف ماهي مهامه. إن تفشي وباء "Covid-19" هو مجرد فرصة أخرى للشركات لإعادة النظر في العلاقة بين الشركات والموظفين، ورفع مستوى ثقافة الشركة لتكون مفيدة للطرفين.