أزياء ربيع وصيف 2020... فجر جديد لأناقة الرجل
مشاكسة، جريئة، بعيدة عن الكلاسيكية. هذا أقل ما يمكن أن نصف به مجموعات ربيع وصيف 2020 للأزياء الرجالية. وبذلك، يمكننا اعتبار أن ما يدور على منصات العروض من تقليعات وخطوط، في القصات والنقوش والألوان، يستهل فجراً جديداً في الأزياء عموماً، سيستمر للمواسم والسنوات المقبلة.
إلا أن هناك مجموعة كبسولة، نجحت في النفاذ من بين التقليعات "غير المألوفة" التي خيّمت على أغلبية المنصّات، لتحاكي بذلك الرجل العصري والكلاسيكي في آن. ولعلّ هذا ما يلبي حاجات الرجل العربي المخضرم، الذي لا يزال متمسكاً بذاك الخيط المتقن الذي يمزج بين الجانبَيْن العملي والجمالي، بعيداً من "جنون" الموضة المتبدّلة بوتيرة سريعة.
فالرجل العربي، بعكس المرأة، غالباً لا يقبل تبنّي تقليعات تبالغ في القصات المتضخمة أو الطبقات المتفاوتة الأحجام أو الألوان الصاخبة والنقوش غير المعهودة. لذلك، قمنا في هذا التقرير، بعملية غربلة من أجل انتقاء ما يتناسب مع هذا الرجل الذي لا يسارع إلى تبني كل ما هو جديد، لمجرّد أن صيحات الموضة، تروّج له.
فما رأيكم بالتعرف معنا إلى أحدث مجموعات دور الأزياء العالمية التي تخاطب الرجل الشرقي؟
عند البحث عن كل ما هو جديد ومتقن، لا يسعنا إلا أن ننظر إلى منصات ميلانو التي تستضيف أهم دور الأزياء الإيطالية والعالمية؛ فماذا في جعبتها لهذا الموسم؟ إليكم التفاصيل:
بين "فندي" و"جورجيو أرماني" و"جيفنشي"، الكثير من الفروق، إنما ما يجمع بين هذه الدور، هو الكياسة والخطوط الواضحة التي تبرز قامة الرجل وتعزّز حضوره.
الألوان:
- لا شك في أن الأزرق بتدرجاته الزاهية والداكنة وما بينهما من أفق شاسع، يطغى على أزياء الربيع. إنما دار جورجيو أرماني، أعطت مجموعتها ترجمة جديدة في ما يخصّ الأزياء البحرية التي غالباً ما تطبع تصاميم الموسم الدافئ. هذا ما نلاحظه بالألوان والتنسيقات التي تنوعت بين تدرجات الأزرق السمائي والداكن، مع البني والرمادي والفضي.
-ومن بين الألوان التي برزت ضمن تشكيلة "فندي" للموسم الحالي، الأخضر الزيتي والزيتوني وصولاً إلى البيج وأبيض الكريم الممزوج بشيء من الألوان الحيادية والترابية، للمسة من الرصانة.
-أما "جيفنشي" فلم تتردد في الغوص في بحر من ألوان الباستيل، من الزهري إلى الأزرق والبيج والأبيض، من دون أن تستثني بعض الألوان النابضة، كالأحمر والأزرق الكهربائي.
القطع:
- واضح أن التصاميم التي حملتها المنصات عموماً، عكست إصراراً واضحاً لدى مصمّمي الأزياء، على إعادة إحياء بعض القطع التي شكّلت "إرثا" اقترن بمحطات غابرة. فعلى سبيل المثال، عمدت بعض الدور من بينها "جون ريتشموند" و"فندي" إلى استعادة سروال الـ"كارجو" الذي راج في تسعينات القرن الفائت، أي ذاك المزيّن بجعبات كبيرة، في ظل خطوط أكثر رصانة وكلاسيكية، بما يجعله صالحاً لمساحات العمل.
- بدوره، تحوّل القميص المزرّر، "نجم" الموسم في ظل نية واضحة لإعادة صوغه، لجعله متضخماً وبأكمام عريضة. أسلوب يذكرنا بحقبة سبعينات القرن الفائت، إنما بلمسة الحاضر التي تعطي الأولوية للأحجام. وينسّق هذا القميص مع سراويل، إما مستوية وإما ذات خصر عال وقصّة واسعة.
- أما شهية المصممين، فقد انهالت على السترة سواء التقليدية الرسمية أو التقليدية غير الرسمية. فرأينا تعديلات كثيرة، منها ما أتى محدوداً خجولاً، كاللعب على الأزرار، ومنها ما لم يتردد في "اجتياح" السترة وإعادة نسجها. فكانت النتيجة سترة متضخمة الحجم أو مكسوّة بالجعبات العملية أو سترة بياقة مصغّرة، إنما طويلة. الأكيد أنها في كل تصاميمها عبّرت عن مخيلة خصبة، لا شك في أنها ستواصل مسيرة "تعديل" السترة وسواها من القطع الأساسية في المواسم المقبلة.