نصائح عملية للتخلّص من الضغط النفسي
التوازن بين الجانبين الشخصي والمهني، يشكل مطلباً جوهرياً للكثير من الناس، من أجل بلوغ نوع من الرضى. إلا أن العقبات التي غالباً ما يصطدم بها المرء كثيرة، وهي تجعله فريسة التوتر والقلق والإرهاق. هذه العوامل، سرعان ما تصبح مصيدة للكثير من الأمراض التي قد تكون مميتة.
إذ ما من شك في أن الحياة المُجهدة، ترفع خطر الإصابة بمجموعة واسعة من الأمراض الخطرة والمزمنة، كأمراض القلب والشرايين، وضغط الدم المرتفع، وصولاً إلى السكتة الدماغية.
وإلى يومنا هذا، لا تزال الكثير من الدراسات العلمية، تثبت توافر رابط قوي بين الصحتين النفسية والجسدية. وتنبه إلى ضرورة إرساء نوع من التوازن بين الحياة المهنية والشخصية، عبر ترتيب سلّم الأولويات، وأخذ مسافة مما يقلقنا. فالمواقف العصبية والتراكمات والضغوط اليومية، تولّد نوعاً من السلبية التي ترافق المرء وتصبح جزءاً من هويته، وتؤثر من ثم في صحته.
لذلك، يبقى اتخاذ بعض الخطوات التي ترمي إلى الحد من التوتر، ضرورياً لتحسين الصحة العامة، بما في ذلك ضغط الدم.
في هذا التقرير، سنعرض لكم مجموعة من النصائح التي تساعدكم على تبني نمط حياة أفضل:
ترتيب الأولويات:
عند كل صباح، ضع لائحة بالأولويات التي يجب تنفيذها خلال يوم واحد. حاول أن تنجز الأهم أو الأصعب من بينها في ساعات الصباح الأولى. بمعنى أن تحرص على تنفيذ الجزء الأكبر قبل موعد الغداء، إذ إن مستوى الإنتاجية قد يتراجع في ساعات بعد الظهر.
الأولويات، قد تكتسب معنى أوسع. فإذا كان الضغط العصبي ناتجاً عن عدم تخصيص وقت للحياة الشخصية والعائلية، فمن الضروري أخذ مسافة مما يقلقكم والتراجع قليلاً من أجل وضع لائحة بالأولويات التي تهمكم فعلا وعدم التقيّد بالأولويات التي قد وجدتم أنفسكم أسرى لها. بمعنى آخر، إذا شعرتم بأن الحياة العائلية تحتاج إلى مزيد من الوقت، فلا تترددوا في أخذ إجازة طويلة من أسبوع إلى 3 أسابيع، في موازاة التوقف عن قراءة البريد الإلكتروني والرد على الرسائل التي تردكم.
الأولويات قد تعني أيضاً تخصيص بعض الوقت لممارسة هواية جديدة أو نشاط معين، يعيد إليكم الإحساس بالوجود خارج نطاق العمل، فيما يخفف عنكم الضغط العصبي.
الإنتاجية:
عندما تجلسون في المكتب، حاولوا أن تبعدوا عنكم كل مصادر الإزعاج واللهو. فإذا كان الهاتف مصدراً لعدم التركيز، وهدر الطاقة والوقت فأغلقوه. في هذا الإطار، كان لافتاً ما ذكره الرئيس التنفيذي السابق لشركة ليغو الدنماركي يورغن فيغ كنودزتورب، في إحدى مقابلاته عن تركه هاتفه النقال عمداً في السيارة، لكي لا يتلقى أي مكالمة خلال ساعات العمل.
تعزيز الإنتاجية، لا يعني بالضرورة تمضية مزيد من الساعات في المكتب. فهذه الفلسفة مثلاً، يندر أن يتّبعها الموظفون في ألمانيا حيث يكتفون بعقد اجتماعات مقتضبة جداً، يمتد بعضها 5 إلى 7 دقائق، مقابل تكثيف العمل والمغادرة في الوقت المحدد.
من بين الخطوات، التي ينصح بها، الطلب إلى كل الزملاء عدم المقاطعة وإجراء أحاديث جانبية. فهذه الدقائق التي تخصصونها للرد على تحية من هنا واستفسار من هناك، قد تمنعكم من إنجاز أولوياتكم المحددة لهذا اليوم، وهذا ما يسبب المماطلة والتأجيل، ومن ثم تراكم الأعمال المطلوبة.
من بين الاقتراحات التي باتت تطبّق في الغرب، تخصيص يوم في الأسبوع للعمل من المنزل. فعندما يجلس المرء وحيداً، ترتفع قدرته على الإنتاج بسبب التركيز بنسبة أكثر.
اتباع نمط غذائي متوازن:
الحرص على اتباع نظام غذائي متوازن وصحي، يمدّكم بالمعادن والفيتامينات الأساسية، لم يعد مجرّد نصيحة عابرة. إذ إن تناول الطعام الصحي لا يبعد عنكم التوتر والضغط فحسب، بل يساعدكم على التفكير بشكل أوضح. السر يكمن ببساطة في مدّ الدماغ بالمواد الأساسية ليعمل بشكل سليم.
في المقابل، إن العمل ساعات طويلة من دون نيل بضع دقائق من الراحة، أو تناول طعام أو سناك صحي، سوف يعرض الصحتين الجسدية والنفسية لمزيد من الضغوط.
النوم النظيف:
خصصنا الكثير من التقارير للإضاءة على أهمية النوم العميق والمتواصل، أي ما بات يُعرف بالنوم النظيف. الواقع أن الحصول على قسط وافر من النوم، بما لا يقل عن 7 إلى 8 ساعات متواصلة، يعدّ مسألة أساسية للقدرة على التركيز في اليوم التالي، والسيطرة على الضغط العصبي. بمعنى آخر، تخيّلوا شخصاً، يعمل ساعات طويلة مقابل عدم النوم بالشكل المطلوب. حينها ستكون النتيجة كارثية في حال تراكم التعب وقلة النوم. مع الوقت سيفقد هذا الشخص القدرة على السيطرة على ردود فعله وسيفقد القدرة على التركيز والانتاج وحفظ المعلومات.
من بين النصائح التي يقترحها الخبراء لضمان نوم سليم، تخصيص بضع دقائق للقراءة قبل النوم والصلاة أو التأمل، وممارسة بعض تمارين التنفّس، ومراجعة أحداث اليوم، ومحاولة استخلاص 3 مسائل إيجابية حصلت خلال اليوم. سلوكات بسيطة، تساعدكم على الاسترخاء قبل النوم.